تقارير

لماذا تستورد مصر شتلات نخيل تمر ناتج زراعة الأنسجة حتى الآن؟

كتب: د.عادل أبوالسعود ثمة تساؤل يمكن أن يطرحة الجميع فى مصر وهو: لماذا تستورد مصر شتلات نخيل تمر ناتج زراعة الأنسجة حتى الآن؟

أ.د.عادل أبوالسعود، وكيل معهد البساتين

يرجع تاريخ استخدام زراعة الأنسجة فى مصر لسنة 1986 وبدأت بمحاصيل مختلفة وعلى مستوى بحثى، ومنها انتقلت الى محصول الموز على نطاق تجارى ثم محصول نخيل التمر فى بداية 1992 بمحاولات من معامل الشركات الزراعية ووزارة الزراعة تم فيها الاعتماد على الخبرة البحثية المحلية باستخدام طريقة الإكثار بتخلق الأجنة الجسمية somatic embryogenesis.

تم إنتاج عدد من النباتات، ولكن لم يكن بالصورة الكافية رغم الصعوبات الفنية التى ظلت حتى وقتنا الحالى، وبدأت جحافل طلبة البحث العلمى فى الجامعات ومراكز البحث العلمى المختلفة فى مصر فى العمل على استخدام تكنيك زراعة الأنسجة فى إكثار نخيل التمر لما له من أهمية قصوى فى توفير فسائل الأصناف العربية المطلوبة وعلى رأسها البارحى والمجهول (المجدول كما يسمية المصريين) وبصورة خالية من المسببات المرضية.

استمرت محاولات القطاع الخاص والحكومى واستمر معها عدم جدوى أى محاولة منها حتى تاريخه فى وضع برنامج إكثار فعال ينتج كميات كبيرة بانتظام سنويا، مطابقة للصنف، وعلى الرغم من إنشاء مركز بحثى حكومى خاص بـنخيل التمر داخل مركز البحوث الزراعية بهدف إنتاج شتلات نخيل انسجة فى سنة 1996.

تم منح الكثير من الدرجات العلمية ونشر العديد من البحوث دون النظر فى الحاجة إليها فنيا أو جدوها التطبيقية فى إنتاج بروتوكول إكثار فعال. بما انعكس على الوضع الحالى الذى تزيد فيه حاجة السوق المحلى بل والدولى لشتلات نخيل تمر بأسعار عالية.

نجد تلك الأسعار ارتفعت فى السوق المحلى من 400 جنية مصرى فى سنة 2016 الى 900 جنية مصرى فى سنة 2017 لتصل الآن إلى 1400 جنية للبرحى وما يزيد على 1000 جنية للمجهول للأصناف العربية المطلوبة، ولكن للأسف مستوردة من الخارج رغم ما تملكه مصر من كفاءات بحثية ممتازة لم يتح لها الفرصة الكافية لقيادة هذا القطاع البحثى.

زراعة أنسجة نخيل التمر تحتاج إلى خبرة كبيرة واحتكاك بالمدارس الأجنبية المختلفة وهو ما لا يتوفر فى مصر، وعلى الجانب الاخر نرى الدول الأخرى استعانت بخبرات دولية تملك البروتوكول والخبرة الفنية فى التعامل مع كافة مراحل الإنتاج. فكان الاستيراد لمصر من تلك الدول وهو ما يستنزف العملة الأجنبية.

قد يتعلل البعض بضعف الأمكانيات وهو غير صحيح، فهناك عدد من الشركات ذات الأمكانيات الهائلة والتى اتاحت الفرصة لبعض تلك الخبرات المحلية اعتمادا على اللقب الممنوح لهم مما نتج عنها أخفاق بعد سنوات من المصاريف الطائلة.

كما يتعلل البعض الأخر فى عدم المقدرة على أقلمة النباتات الناتجة من المعمل. حيث ترجع نسبة النجاح فى الأقلمة إلى جودة النباتات المنتجة من المعمل وهو ما يمكن تحقيقة فقط فى حالة توفرالخبرة الفنية (Abul-Soad and Jatoi, 2014).

تم استخدام جميع انسجة النخيل لإكثاره لكن لم ينجح على المستوى التجارى حتى الآن إلا جزئين نباتين فقط، الأول باستخدام القمة النامية للفسائل المفصولة من الأم (Abul-Soad 2011; Tisserat, 1984;)، او باستخدام الأجزاء الزهرية الغير ناضجة (Abul-Soad and Mahdi 2010; Abul-Soad and Al-Khayri 2018)، ويوجد معمل واحد فقط فى العالم والتابع لمعهد بحوث النخيل فى باكستان يستخدم النورة فى الإنتاج التجارى، وبخبرة مصرية امكن انتاج 6 أصناف محلية وكانت النباتات المنتجة مطابقة للأم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى