لا لبلطجة الشوارع.. آن الأوان أن تستعيد الدولة هيبتها
بقلم: د.أسامة بدير
لم أعد أستطيع الصمت، ولم أعد أحتمل هذا المشهد المتكرر أمام عيني كل يوم وأنا أتنقل في شوارع بلدي التي أحبها بكل جوارحي. أنا مواطن مصري، يعتز بتراب هذا الوطن، ويدفع ما عليه من ضرائب، ويحترم القانون، ويطلب – ولا يطلب سوى – الأمن والأمان واحترام النظام.
لكن ما أراه الآن، وما نعيشه في واقعنا اليومي، هو ما لا يمكن القبول به، ولا السكوت عنه. نحن أمام ظاهرة تستفحل كل يوم: بلطجة الشوارع. تلك الفوضى المنفلتة التي أصبحت تمارس دون خوف أو خجل، وكأننا في غابة لا قانون فيها.
بلطجة في المواقف، بلطجة في إشارات المرور، بلطجة في التعدي على أراضي الدولة، بلطجة في الصوت العالي والسب العلني، بلطجة في فرض الإتاوات على البسطاء، بلطجة على قارعة الطريق، وعلى أبواب البيوت، بلطجة لم تسلم منها حتى الأرصفة.
وأنا أقولها بوضوح: إن لم تتحرك الدولة الآن – وليس غداً – بكل أدواتها وسلطتها وقوتها الرادعة، فإن هذه الظاهرة ستتمدد كالسرطان، وستقضي على ما تبقى من تماسكنا الاجتماعي، ومن احترام الناس لبعضهم البعض، وستهدد استقرار الجبهة الداخلية لهذا الوطن الذي نراهن جميعاً على صموده.
لا يمكن إنكار الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في مكافحة ظاهرة بلطجة الشوارع. الأجهزة الشرطية المصرية، التي تعمل ليل نهار في حماية المواطن وأمنه، بذلت جهوداً ملموسة في التصدي لهذه الظاهرة، سواء من خلال حملات مكثفة لضبط الخارجين عن القانون أو بتعزيز وجودها في الأماكن الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة. كما أن دور الحكم المحلي، بالتعاون مع أجهزة الأمن، قد شهد تطوراً ملحوظاً في مواجهة الفوضى الناتجة عن ممارسات البلطجة، مع فرض غرامات وعقوبات رادعة على المخالفين.
لكن، ورغم هذه الجهود المبذولة، ما زالت الظاهرة موجودة وتتمدد في بعض الأحياء والمناطق، مما يستدعي المزيد من الإجراءات الحاسمة. إن القضاء على بلطجة الشوارع يحتاج إلى تكاتف أكبر من كل المؤسسات، وتكثيف الحملات التوعوية للقضاء على الفوضى الفكرية التي تشجع على هذه التصرفات غير المسؤولة. لن يكتمل النجاح إلا بتعزيز القوانين، وتنفيذها بشكل صارم، والارتقاء بمستوى الوعي الاجتماعي ليدرك الجميع أن “القانون” هو سيد الموقف، لا القوة أو النفوذ.
أناشد الدولة، بكل ما أملك من كلمة وضمير، أن تضرب بيد من حديد. أن تعود هيبة القانون، وأن يشعر كل مواطن أن هناك سلطة لا تغمض لها عين أمام هذه الانتهاكات. لا نريد تصريحات، نريد أفعالاً. نريد الشارع المصري نظيفاً، مُنظماً، آمناً، نحيا فيه بكرامة وسلام.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.