تحقيقات

كيف يمكن الاستفادة من 2 مليار م3 من مياه الأمطار في الزراعة والشرب؟

استخدام مياه الأمطار فى الزراعة

كتب: د.عبدالحميد عيد يمكن الاستفادة من مياه الأمطار في المناطق الجافة والمناطق التي لا توجد بها مياه نهر النيل للزراعة.

ويمكن أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من الحبوب لو أحسننا الاستفادة من مياه الأمطار جنبا إلى جنب مياه نهر النيل ويمكن أيضا أن تكون لدينا وفرة في الثروة الحيوانية لو خصصنا أماكن معينة في الصحراء الشرقية وسيناء ومطروح لتكون مراعي.

وأكد أن التغيرات الجوية لها أسباب عديدة ولكن هذا العام شهدت مصر تغيرات مناخية لم تشهدها من قبل وغرق الكثير من المدن والقرى في مياه الأمطار يمكن أن يكون سببها هو الحر الشديد في الصيف الماضى والذي بدوره أدى إلى تبخر كمية كبيرة جدا من مياه البحار والمحيطات مما أدى إلى هذه السيول الكثيرة وعامة فإن الفصول الانتقالية دائما ما تكون غير مستقرة وتغيراتها قوية.

لماذا لا تكون لدينا خزانات مياه في محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر ومطروح لتستوعب مياه الأمطار والسيول التي تضيع هدرا كل عام ولماذا لا تكون هناك خطة لـزراعة محاصيل بعينها تعتمد على مياه الأمطار.

ظواهر مناخية تزيد الأمطار

أن الساحل الشمالى تعرض لنحو 25 نوة من شهر أكتوبر وحتى مايو وتختلف قوة كل نوة من حيث كمية الأمطار وسرعة الرياح أو الانخفاض في درجة الحرارة من عام إلى آخر ضغيفة أو قوية.. وتتبع قوة كل نوة وفقا لدورات فلكية مثل دورة البقع الشمسية أو حدوث ظواهر مثل ظاهرة النينو أوى الاليما وظواهر أخرى.

وفى هذا العام حدث ظاهرة النينو وهى التي تسبب انحراف في كميات الأمطار فمثلا تقل الأمطار على منابع النيل وتزيد في أماكن أخرى إضافة إلى ذلك فان زاوية ميل محور دوران الأرض يعتبر بالنصف من22.1 حتى 24.3 فتصبح 45.4 وعند قسمتهم على اثنين 22.8 أي نقع في الفترة فوق المتوسط مما يجعل الفصول حادة، فاننا نرى أن الصيف كان شديد الحرارة وكذلك الشتاء شديد البرودة والربيع تميز بفترات حارة جدا مع عواصف رملية والخريف يصحب بالسحب الرعدية المصاحبة بـالأمطار الغزيرة وسرعات رياح عاصفة وهذا ماحدث بالفعل وبداية من يوم 16 نوفمبر من المتوقع حدوث فترة عدم استقرار تسمى بـنوة المكنسة وهى نوة تصاحب لها كميات أمطار كبيرة وسرعة رياح عاصفة وانخفاض في درجات الحرارة.

أن الشواهد الحاصلة في جو الأرض سببها أيضا الاحتباس الحرارى وقد كان من الواجب أن نصدق نبوءة الأمم المتحدة العلمية ونستعد للتكيف مع هذه الظروف ولكن عدم الاستعداد لها هو ما أدى إلى الكوارث التي حدثت وتحدث خصوصا في مدينة الإسكندرية ووادى النطرون والبحيرة حيث أسقطت منازل وعمارات كثيرة، مضيفا أن الاتفاقية الإيطالية تسعى إلى خفض نسبة الاحتباس الحرارى في الجو وثانى أكسيد الكربون لأنه يكون غلة حول الأرض وتحجز جزء من الأشعة الحرارية فتؤدى إلى هذه النتائج الكارثية.

يسنفيد أبناء مناطق وسط سيناء من مياه الأمطار بزراعة القمح والشعير وكذلك البطيخ البعلي بمساحات كبيرة في اطار استعداداها لاستقبال موسم الشتاء هذا العام والتي يمكن ان تصاحبها سيول حسب توقعات هيئة الارصاد ويتم في فترات لاحقه يتم جني هذه المحاصيل خلال شهري مارس وابريل من كل عام.

الاستفادة من مياه السيول

أن هناك طرقا عديدة للاستفادة من مياه السيول وذلك بعمل البحيرات الصناعية الطبييعية فى منطقة مكشوفة لتخزين مياه السيول، ويتم تصريف المياه من السد إلى هذه المنطقة ويمكن استخدامها فى كافة عمليات الرى والزراعة، على اعتبار أن السدود التعويقية تعمل علي التخفيف من سرعة المياه المتجة نحو السدود التخزينية مثال سد الروافعه الذي يسع لنحو 5,5 مليون م3، وسد الكرم والذي يسع لنحو 1,5 مليون م3، وسد طلعة البدن سد تعويقي لتحويل مسارات السيول، علاوة علي ذلك تم تطهير الهرابات وهي خزانات أرضية لتخرين المياه بها وإعادة استخدامها طوال العام للشرب والاستهلاك المنزلي.

أنه يمكن الاستفادة بـمياه الأمطار ومياه السيول فى الزراعات البعلية المنتشرة فى المناطق القريبة منها وهذا ينطبق على المياه الراكدة أمام سد الروافعة والتى تجمعت بكميات كبيرة من سيول عام 2010م، وأيضا يمكن زراعة الأسماك فيها أو تجميعها فى هرابات للاستفادة منها فى الزراعة طوال العام.

تجربة الهيئة العامة للثروة السمكية

قامت الهيئة العامة للثروة السمكية بإرسال ذريعة من الأسماك لزراعتها في المياه المحجوزة أمام سد الروافعة، وبالفعل تم زراعة 64 ألف وحدة ذريعة من أسماك البلطي والمبروك والطوبارة، وزودها بعدد 4000 وحدة ذريعة أخري من نفس الأسماك، وقد تم تحقيق ناتج منها أكثر من 4 أطنان من أسماك البلطي والطوبارة وبعض أسماك المبروك إلي جانب الصيادين الهواة والأهالي الذين حصلوا عليها بالمجان.

ضرورة تشجير منطقة سد الروافعة وبخاصة الجانب الغربى من السد لوقف زحف الرمال على جسم السد وتشجير الوسط بأشجار مثمرة. علاوة على استغلال مياه السد اقتصاديا في الزراعة والرى وفى تربية الأسماك (خاصة وأن دورة تربية الأسماك تستمر لمدة 6 شهور فقط) وليتم توفير الأسماك لأبناء وسط سيناء.

كما يمكن استغلال مياه السيول فى زراعة محاصيل موسمية وليس اشجار. ويمكن عمل هرابات وهي عبارة عن أماكن محفورة في الأرض ومغطاة ومسقوفة بالأسمنت مع ترك فتحه تتجمع فيها مياه السيول واستخدام هذه المياه من أجل الشرب والزراعة.

تلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة

ذكر تقرير أعده مؤخرا قطاع المياه الجوفية بـوزارة الرى والموارد المائية، أنه يُجرى حاليا تنفيذ 17 مشروعا صناعيا تشمل إقامة سدود إعاقة، وبحيرات صناعية، وخزانات أرضية، لحصاد الأمطار والسيول والاستفادة منها في تنفيذ مشروعات لتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة.

وأوضح التقرير، أن هذه المشروعات تشمل إقامة 20 سدا في محافظات جنوب وشمال سيناء، ومحافظة البحر الأحمر، ومحافظة مرسى مطروح، بالإضافة إلى إقامة 15 بحيرة صناعية، و250 خزانا في المحافظات الأربع، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع لحصاد مياه الأمطار، وتغذية الخزان الجوفى، وحماية مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء.

وأشار التقرير، إلى أنه تم تنفيذ مشروع لتوجيه مياه الأمطار والسيول إلى خليج العقبة بالبحر الأحمر لحماية منطقة عرب حمدان بمدينة نويبع بمحافظة جنوب سيناء، فضلا عن مشروع لحماية مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر من مخاطر السيول، بينما يُجرى حاليا تنفيذ مشروع لحماية طريق طابا نويبع، وحصاد مياه السيول في نفس هذه المناطق.

وأكد التقرير، أنه يُجرى حاليا الإعداد لتنفيذ مشروعات لحماية مناطق رأس سدر ودهب ومرسى علم ومطروح من الأمطار والسيول، تشمل إنشاء 5 بحيرات وسد على وادى غرندل براس سدر بمحافظة البحر الأحمر، بالإضافة إلى بحث إنشاء 4 سدود وبحيرتين بمنطقة وادى دهب، بالإضافة إلى إنشاء 3 بحيرات صناعية، و150 خزانا للمياه في محافظتى البحر الأحمر ومرسى مطروح.

أثر التغيرات المناخية علي الأمطار

أن ظاهرة التغيرات المناخية، وندرة الأمطار خلال السنوات الماضية، حوّلت مصر إلى دولة تتأرجح فيها موجات الحرارة والبرودة، وهو ما جعل الحكومة تتعرض لأزمة طوارئ تتمثل في السيول والأمطار المفاجئة، والتى تتطلب الاستفادة منها في أعمال الرى التكميلى للزراعة في المناطق الساحلية الواقعة على البحر المتوسط، والتى تصل تقديراتها إلى مليارى متر مكعب من مياه الأمطار تسقط عليها سنويا، يمكن الاستفادة منها في زراعة المناطق الساحلية في الساحل الشمالى الغربى ومنطقة رفح والشيخ زويد والعريش.

ونظرا للطبيعة الطبوغرافية المعقدة لانتشار الجبال في جنوب سيناء لا يتم الاستفادة من الأمطار التي تتحول إلى سيول جارفة، ولكن يتم حصاد جزء منها من خلال 22 سدا بسعة 7 ملايين متر مكعب من المياه، بالإضافة إلى 10 سدود يُجرى تنفيذها و6 بحيرات للتخزين، بسعة تصل إلى 15 مليون متر مكعب من المياه، والخزانات الأرضية البالغة 10 خزانات التي تقوم وزارة الرى بإنشائها، وتقدر كمية المياه التي يمكن الاستفادة منها بحوالى 30 مليون متر مكعب من المياه، من إجمالى 100 مليون متر مكعب من مياه السيول الساقطة على جبال جنوب سيناء سنويا.

ويجرى حاليا تنفيذ أعمال لحماية مناطق سفاجا ومرسى علم والقصير بمحافظة البحر الأحمر من السيول والمنشآت السياحية والدينية، ويقتصر مشروعات حصاد الأمطار على المناطق الرعوية في حلايب وشلاتين.

مشكلة مياه السيول

أن مشكلة السيول تعود إلى أن مناطق تتعرض لسقوط الأمطار الغزيرة في فترة زمنية قصيرة على مناطق مرتفعة تنحدر منها المياه في مخرات أو مجارى مائية ذات ميول عالية، ما يؤدى إلى سرعة الجريان السطحى للمياه وتراكمها في المناطق المنبسطة محدثة ظاهرة إغراق الشوارع في حالة عدم وجود نظام تصريف لتلك المياه.

لابد من التاكيد على أهمية وجود منظومة عمل مشتركة بين الوزارات المعنية، تكون مهمتها وضع خطط من شأنها استيعاب هذه السيول والأمطار الغزيرة، وحماية مخرات السيول من التعديات لضمان الانحدار الطبيعى لـمياه الأمطار والسيول من المناطق الجبلية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء حتى وصولها إلى البحر الأحمر، أو من خلال تطهير مخرات السيول في محافظات الصعيد وإزالة التعديات عليها لضمان وصول مياه السيول من المناطق الجبلية والأودية حتى وصولها إلى نهر النيل.

إن خطورة تعرض الأودية التي تجرى فيها مياه السيول لإقامة أي منشآت أو تدخل بشرى يمنع وصولها إلى البحرين الأحمر والمتوسط، ومن أن التنمية العشوائية تُهدد خطة الدولة في حماية المنشآت بالمحافظات من مخاطر الأمطار والسيول.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى