تحقيقات

كيف نحافظ علي ثروة مصر من نخيل التمور؟

كتبت: هيام عبدالفتاح يمثل نخيل التمور أهمية كبيرة كمصدر غذائى ورمز تراثى وخصوصاً لأبناء الجزيرة العربية ومصر، وجأت مصر فى المركز الأول لإنتاج التمور على مستوى العالم منذ عام 2001 حتى الآن وبنسبة 19,8% من إنتاج  العالم، بإجمالى 16 مليون نخلة منها 12 مليون نخلة مثمرة، وتمثل المساحة المزروعة بـالنخيل حالياً 73,653 ألف فدان أى نحو 6,32% من إجمالى المساحة الكلية المزروعة بـالفاكهة، ويمثل الإنتاج السنوى 1,5 مليون طن تمور أى ما يقرب من 13,91% من جملة إنتاج ثمار الفاكهة فى مصر.

وتعزى هذه الزيادة إلى التوسع فى المساحات المزروعة بـأشجار النخيل فى محافظات: مطروح والوادى الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء، والنوبارية وتوشكى والعوينات والأراضى المستصلحة الحديثة.

وأدى تنوع الظروف المناخية إلى انتشار الأصناف الرطبة ونصف الجافة فى مناطق الدلتا ومصر الوسطى، بينما تنفرد منطقة مصر العليا وخاصة أسوان بوجود الأصناف الجافة، ويحتاج النخيل إلى درجات حرارة مرتفعة ورطوبة نسبية منخفضة خلال أشهر الصيف.. ولإنتاج  ثمار ذات صفات جيدة ومحصول عالٍ يلزم توافر احتياجات حرارية محددة تختلف باختلاف الأصناف.

آفات تسبب خسائر فاحة

يقول الدكتور محمد كمال عباس، رئيس بحوث بمعهد بحوث وقاية النباتات، أن هناك أكثر من 115 آفة تصيب النخيل أهمها سوسة النخيل الحمراء، وحلم الغبار، ودودة البلح الكبرى أو ثاقبة العراجين، وحشرة الحميرة، أو دودة البلح الصغرى، والحشرة القشرية البيضاء، وثاقبة جريد النخيل أو حفار سعف النخيل.

وقد تسبب هذه الآفات أضرار كبيرة فى بعض الأماكن، ولا تسبب أضراراً فى أماكن أخرى، فنجد حفار سعف النخيل منتشر فى واحة سيوة وغير موجود فى الوجه القبلى، كذلك الحشرة القشرية البيضاء منتشرة فى الواحات البحرية بدرجة كبيرة، وغير موجودة أو لا تسبب مشاكل فى معظم المحافظات، وغالباً يرجع ذلك إلى ارتفاع الرطوبة وتزاحم النخيل وعدم الاهتمام بعمليات التقليم السنوى، وتعتبر سوسة النخيل الحمراء من أشد الآفات التى تصيب النخيل فى كل المناطق، وكذلك فى الدول العربية، وتعتبر الآفة الرئيسية للنخيل، فعند حدوث إصابة بها قد تؤدى إلى موت النخلة، أما الآفات الأخرى فقد تكون الخسائر فقد المحصول أو جزء منه خلال السنة فى حالة اشتداد الإصابة.

أهم الآفات الحشرية التي تصيب النخيل وأضرارها وطرق مكافحتها

وأضاف كمال، أهم الآفات الحشرية التى تصيب النخيل والأضرار التى تسببها والطرق المختلفة لمكافحتها..

السوسة الحمراء

تم اكتشاف سوسة النخيل الحمراء فى نوفمبر 1992 فى الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية ومركز القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، وكانت وزارة الزراعة قد بدأت حملة كبيرة وحماسية للقضاء على الحشرة ومنع خطورتها على محصول هام وشعبى، يمثل مصدراً للدخل القومى وغذاءً متكاملاً رخيصاً ومتاحاً ولا يحتاج إلى تكلفة وإمكانيات كبيرة.

وتعتبر سوسة النخيل الحمراء من أشد آفات النخيل ضرراً حتى الآن، وتتوافر جميع الظروف الطبيعية لانتشار الحشرة فى المنطقة العربية والبحر المتوسط، والأضرار التى تسببها سوسة النخيل أضعاف الأضرار التى تسببها جميع الآفات مجتمعة.

وتنتشر الحشرة أيضاً فى مناطق كثيرة مثل: الهند، وسيريلانكا، وإندونيسيا، والفلبين، وباكستان، وبورما، وبنجلاديش، وإيران، والسعودية، والإمارات، والكويت، وفلسطين، والأردن، وإسبانيا، وإيطاليا، وتركيا، وفرنسا، وقبرص.

وتضع الأنثى عدداً من البيض يتراوح بين 200-500 بيضة داخل الشقوق الحديثة التى تحدثها الحشرات الأخرى، وفى أماكن التقليم وإزالة الرواكيب وقواعد الكرب وأماكن فصل الفسائل ولها 3-4 أجيال فى السنة، وتنتشر الحشرة فى المزراع ذات الرطوبة العالية والنخيل المهمل، وهذه الحشرة ليس لها بيات شتوى ويصعب الكشف المبكر عنها.

 وهناك عوامل عديدة ساعدت على انتشارها، منها صعوبة التحكم فى نقل الفسائل، بالإضافة إلى قدرة الحشرة على الطيران لمسافة 900 متر يومياً، وتوافر ظروف مناسبة لتكاثر الحشرة من رطوبة مرتفعة وحرارة وكثافة زراعة النخيل، وزيادة معدل الرى مما يجعله غض الأنسجة يسهل معه الإصابة، بالإضافة إلى قلة الوعى لدى بعض المزارعين لخطورة الحشرة .

 وتظهر الإصابة بوجود تجويف يمكن إدخال اليد فيه نتيجة الإصابة الشديدة، وتواجد شرانق العذارى المصنوعة من الليف فى الشجرة المصابة، وعند اشتداد الإصابة تصبح النخلة مجوفة ويمكن سقوطها مع هبوب الرياح مع تناثر الأطوار الحشرية حول النخلة.

أن الإصابة تكون فى نخيل التمر فى المنطقة التى تمتد من سطح الأرض حتى ارتفاع متريْن ونحو 10% فوق ذلك فى المنطقة المحيطة بـالجمارة (إصابة قمية)، بخلاف الأنواع الأخرى للنخيل ونخيل الزينة التى تكون الإصابة فى قمة النخلة.

وتزيد الإصابة كلما توافرت فسائل حول النخلة وأماكن فصل للفسائل بدون تعفير مكان الفصل، كما تزيد الإصابة عند إجراء عمليات التقليم بدون تعفير مكان التقليم، وفى النخيل الصغير أقل من عشر سنوات، وفى حالة زيادة الرى والتسميد النتروجينى.

مكافحة سوسة النخيل الحمراء

ولمكافحة سوسة النخيل الحمراء ضرورة عدم انتقال الفسائل أو النخيل أو مخلفاته بين المناطق المصابة والسليمة، وللوقاية يتم تعفير أماكن فصل الفسائل أو بعد التقليم السنوى  الذى يفضل إجراؤه خلال فصل الشتاء.

واستخدام المصائد الفرمونية والتى إما توضع على سطح التربة مثل المصيدة الإسبانية، أو توضع مدفونة فى التربة حتى مستوى ثقوب دخول الحشرة مثل المصيدة الجردل، ويستخدم داخل المصيدة الفرمون التجمعيى إيثانول والإثيايل أستيات بنسبة 3:1 ويعلق فى قمة المصيدة، ويتم وضع ماء مع صابون أو كيرومون نباتى ثمارالبلح أو القصب أو محلول من مولاس مخفف فى قاع المصيدة، ويفضل أن توضع المصيدة بين أشجار النخيل والمسافة بين المصيدة والأخرى 100 متر.

وللحصول على نتائج جيدة يفضل أن تستخدم المصائد فى مناطق معزولة، أو على نطاق المناطق المصابة ولا تستخدم فى مزارع دون أخرى.

وتتم المكافحة الكيماوية بالحقن فى موضع الإصابة حيثُ يتم عمل من 5 إلى 7 ثقوب حول موضع الإصابة، وفى مكان الإفراز بزواية 55 سم مائلة على ارتفاع  15 إلى 20 سم من مكان الإفراز باستخدام شنيور أو مسمار طوله من 30 إلى 40 سم، وتملأ الثقوب بمحلول مبيد وتسد بواسطة الأسمنت أوالليف، وكذلك يرش مكان الإصابة، ويلاحظ بعد دلك جفاف الإفراز مما يدل على نجاح عملية الحقن، وقد ثبت أن الحقن يعطى اكثرمن 80 % نسبة نجاح.

استراتيجية المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء

– عمل حجر زراعى داخلى بين المناطق المصابة والسليمة لعدم انتقال الفسائل منها وإليها من خلال مديرية الزراعة ووزارة الداخلية، وفرض عقوبات مالية ضخمة على المخالفين، لأن المحافظة على منطقة غير مصابة أسهل من مكافحة الآفة وأقل كثيراً فى التكاليف، كذلك فرض غرامات على من يهمل التقليم السنوى، ومن يحرق النخيل لأن الحرق غير الفعال يخفى الإصابة، بالإضافة لعمل حجر زراعى خارجى لمنع دخول آفات أشد خطورة للنخيل.

– إعداد قاعدة بيانات حقيقية لحصر أعداد النخيل وأنواعه وأصنافه، وترقيمها للمساعدة فى تقييم الوضع الحقيقى لانتشار الحشرة والأصناف الأكثر إصابة والعمر المفضل للإصابة.

– تبادل المعلومات بين الدول للتعرف على  طرق المكافحة الجيدة والحديثة التى تعطى نتائج جيدة وتطبيقها.

– الرش الدورى طبقاً لحالة الإصابة بـالمبيد الذى تم تجريبه والتوصية باستخدامه، وقد أثبتت التجارب نجاح عملية رش النخيل بطريقة الغمر من القمة للقاعدة، حيثُ تساعد فى التخلص من البيض على الأشجار، وكذلك موت الحشرات، وفى بعض الحالات تؤدى لموت اليرقات فى الإصابات السطحية، ويفضل الرش خلال ذورة النشاط للحشرة الكاملة فى مارس ونوفمبر.

– وتعتبر العمليات الزراعية من أهم العوامل التى تحد من الإصابة، وتشمل الاهتمام بـالنخلة من حيثُ: التسميد – الرى – التقليم وفصل الفسائل، ويجب اتخاذ التدبيرات اللازمة لحماية الشجرة بعد عمليات التقليم وفصل الفسائل، حيثُ تتم تغطية أماكن الجروح بمساحيق المبيدات لمنع رائحة الخشب من جذب الحشرة، وإزالة النخيل الميت والمتعفن من المزرعة باستمرار، وكذلك غمر فسائل عند انتقالها من  مكان لآخر فى محلول المبيد بمعدل 3 فى الألف والمحافظة على نظافة القمة النامية.

– يجب التخلص من النخيل المصاب بشدة فى المكان نفسه دون نقله إلى مكان آخر منعاً لانتشار الإصابة أثناء الانتقال بتقطيع الأشجار ميكانيكاً، ودفنها فى التربة على عمق 1,5 متر، ومعاملتها بمحلول يتكون من 3 سم مبيد لكل 1 لتر من الكيروسين.

– مكافحة الحشرة علاجياً بالحقن الموضعى والمعاملة بأقراص فوسفيد الألومنيوم وتتم فى حالة الإصابة الشديدة ووجود فراغ ناتج عن الإصابة.

– عدم إجراء عمليات الحرق لعدم جدواها.. حيثُ تعتبر مصدراً للإصابة الجديدة.

– القضاء على جميع الأشجار الهيش أو المجهل بحقنها بالكيروسين، أو مبيدات الحشائش دون تكلفة استخدام اللوادر والكباشات.

– استخدام المصائد الفورمونية، لصيد الحشرات الطائرة، ومعرفة النشاط الموسمى للحشرات والتنبؤ بالإصابة، وتعتبر المصيدة سلاحاً ذا حديْن، حيثُ يجب أن تستخدم تحت اشتراطات معينة.

– العمل على تطوير الاكتشاف المبكر للآفة.

– تشكيل لجنة فنية للمكافحة لوضع خطط لكل موقع ووضع برامج الوقاية والعلاج.

ثاقبة الجريد

وتسمى أيضا بـحفار سعف النخيل، وقد بدأت تسبب مشاكل خلال الـ3 سنوات الأخيرة فى سيوة  وهناك بعض الإصابات البسيطة فى منطقة القناة.

ويبدأ ظهور الحشرة الكاملة فى شهر مارس، حيثُ تضع الأنثى البيض فى تجاويف صغيرة على طول الأنفاق التى تصنعها الحشرة الكاملة، حيثُ تحفر اليرقات داخل العرق الوسطى للجريد، وتمضى حياتها داخل الجريدة حتى تتحول إلى عذراء، ثم تخرج الحشرات الكاملة من الثقوب البيضاوية أو المستديرة.

أعراض الإصابة بثاقبة الجريد

وجود أنفاق مائلة بـالجريد وخروج سائل حمضى لزج، حيثُ تفرز الشجرة المصابة كمية كبيرة من هذا السائل الذى يجف على هيئة صمغ ويؤدى الى موت عدد كبير من يرقات هذة الحشرة، ونتيجة لهذه الأنفاق التى تُحدثها الحشرة يكون الجريد أو العرجون معرضاً للكسر بفعل الرياح، وكذلك تحفر الحشرة فى العراجين مما يؤدى إلى أن ثمار البلح لا تصل إلى حجمها الطبيعى، وتجف وتسقط، ويتراوح قطر ثقب خروج الحشرة الكاملة فى السعف وجذوع النخيل ما بين 5-6 مم.

وتختلف أصناف النخيل فى حساسيتها للإصابة بهذه الحشرة، كما تصيب الحشرة السعف وسيقان النخيل المستخدم فى سقوف المنازل الريفية أو الأسوار.

وتتمثل عملية المكافحة فى تقوية الأشجار بالخدمة الجيدة والتسميد المتوازن والرى المنتظم وعدم تعريضها للجفاف، وتقليم الجريد المصاب فى فصل الشتاء، واستخدام المصائد الضوئية لصيد الحشرات الكاملة، وتعفير قواعد السعف، الرش بأحد المبيدات الموصى بها، والتخلص من الجريد الجاف لأنها تفصله عن الجريد الأخضر.

الحشرات القشرية

وهى تسبب مشاكل كثيرة وبدرجة وبائية فى الواحات البحرية، بسبب عدم اهتمام المزارعين بـالتقليم السنوى، وارتفاع الرطوبة نتيجة عدم الالتزام بالزراعة على المسافات الموصى بها للنخيل والزراعة على مسافات صغيرة، ولهذه الحشرة أربعة أجيال متداخلة فى العام، حيثُ تصيب أطوار هذه الحشرة من الجيليْن الثالث والرابع ثمار التمر بصفة خاصة، وتلتصق بجدار الثمرة إلى درجة تصعب إزالتها بالماء عند الغسيل وتتركز الإصابة على الفسائل والأشجار القصيرة، بينما تقل فى النخيل المرتفع

وتهاجم هذه الحشرات الأوراق والثمار، وتقوم بامتصاص العصارة النباتية حيثُ تصفر الأوراق وتسقط وتنتج بعضها مادة سكرية تجلب النمل إليها، وتساعد فى الإصابة بـالأمراض الفطرية.

مكافحة الحشرات القشرية

وتتمثل طرق المكافحة والوقاية فى تقوية الأشجار بـالتسميد الجيد والرى المنتظم، وتقليم الأوراق وإزالة الفسائل غير المرغوب فيها لتخفيف الإصابة، وفى حالة الإصابة الشديدة ينصح بإزالة كامل الأوراق عدا الأوراق المركزية، مع السعى لحرق الأوراق التى تمت إزالتها ويلى ذلك معالجة المتبقى من الأوراق بـالمبيدات.

وتستخدم المبيدات الكيميائية الموصى بها لحماية الأشجار مضافاً لها الزيوت الموصى بها، على أن يتم الرش فى الخريف أو الربيع المبكر وتكرر المعالجة عند اللزوم.

ولحماية الأشجار القديمة تجرى كل عمليات الصيانة من رى وتسميد ووقاية وإزالة السعف القديم والعراجين القديمة والتكريب وغيرها من العمليات الأخرى.

عنكبوت الغبار

من الآفات الحشرية التى تصيب الـثـمـار، وتوجد إصابات بسيطة بها، تكثر فى النخيل الموجود فى الشوارع فى بعض المناطق فى الوادى الجديد، لذلك يجب الاهتمام به حتى لا يصل إلى درجة وبائية كما فى بعض الدول العربية.

وينشأ الضرر نتيجة لتغذية الأطوار النشطة المتحركة للحلم، وهى اليرقة والحورية الأولى والثانية والبالغة على عصارة الأوراق والثمار فى مرحلتى الجمرى والخلال، حيثُ يمتلك الحلم فكوكاً إبرية يغرزها فى قشرة الثمرة فيسبب تلونها وتبقعها، فتظهر الثمرة غامقة اللون مشوبة بالحمرة خاصة المنطقة قرب القمع، والضرر الأشد تأثيراً على الثمار هو أن هذا النوع من الحلم يفرز نسيجاً عنكبوتياً كثيفاً على الثمار والعذوق والشماريخ، مما يسبب تجمع وتراكم جزيئات الغبار والأتربة والحشرات الميتة عليها، بحيث تصعب إزالته برش الثمار بالماء كأسلوب للوقاية.. يعمل هذا النسيج على عرقلة العمليات الفسيولوجية للثمرة، بالإضافة لإحداثه ظلاً على الثمار يؤخر من تلونها ونضجها.

ولا تصلح الثمار المصابة للاستهلاك البشرى فلذلك تقدم كعلف للحيوانات أو تترك على أشجار النخيل.

وتتم مكافحتها عن طريق استخدام المبيدات الخفيفة أولاً مثل: الكبريت المسحوق أو زهر الكبريت أو الكبريت السائل (كيموكب)، الذى يمكن رشه فى قلب النخيل قبل ظهور الإصابة، أو عند وجود إصابة فى الموسم الماضى، حيثُ يتم رش النخيل رشة شتوية لقتل الإناث المشتية.

ويتميز الكبريت بكونه يقتل مباشرة عن طريق بخاره أو تحوله إلى ثنائى أكسيد الكبريت بالأكسدة، أو إلى كبريتيد الهيدروجين بالاختزال أو يتحول إلى حامض شديد السُّمية.

وكذلك يتم استخدام المبيدات الأكاروسية فى حالة اشتداد الإصابة.

ويجب مراعاة المسافات المناسبة لزراعة النخيل على ألا تقل عن 10 أمتار بين الشجرة والأخرى؛ للسماح بالتهوية الجيدة ودخول الشمس لقتل الكثير من الحلم، وتنظيف الأشجار باستمرار من بقايا العراجين والجريد والليف، وجمع الثمار المتساقطة ومخلفات النخيل وحرقها، وإزالة الحشائش من حول الأشجار لعدم السماح للحلم بالاختباء تحتها خريفاً وشتاءً.

يرقات الحميرة

دودة البلح الصغرى أو الحميرة وإسمها العلمى Batrachedraamydraula وهى من الآفات الحشرية التى تصيب الـثـمـار، وفى حالة اشتداد الإصابة تودى إلى فقد كمية كبيرة من المحصول.

وتهاجم اليرقات الأزهار والثمار الصغيرة بعد العقد فى مرحلة الحبابوك، وتؤدى الإصابة إلى تساقط الأزهار والثمار الصغيرة، ونتيجة لدخول اليرقة إلى داخل الثمار الصغيرة والتغذية على محتوياتها، تصبح معظم الثمار يابسة ومعلقة بالشماريخ بواسطة نسيج حريرى تفرزه اليرقة بينما يسقط الجزء الآخر عند الإصابة يتحول لون الثمرة إلى اللون الأحمر، كما تصيب الحشرة الثمار أحياناً طورىْ الخلال والبسر، ويطلق على الحشرة اسم الحميرة نسبة لتحول لون الثمار المصابة إلى اللون الأحمر.

وتتم المكافحة باستخدام المبيد الموصى به من قبل وزارة الزراعة فى حالة الإصابة الشديدة، وترش الأشجار رشة واحدة بأحد هذه المبيدات لترك الفرصة للطفيليات التى تتطفل على هذه الحشرة والتى تتبع رتبة غشائية الأجنحة.

دودة الطلع

تندرج الإصابة بدودة  طلع النخيل أو دودة التمر الكبرى أو ثاقبة العراجين كما يطلق عليها فى بعض الأحيان بين بسيطة إلى متوسطة وشديدة، وخصوصاً فى العراجين فى بعض المزارع، وتبدأ الإصابة بهذه الحشرة فى شهر مارس، حيثُ تتغذى اليرقات الصغيرة على قمة الطلع غير المنتفخ، وبعد انتفاخ الطلع تتغذى اليرقات على الأزهار والثمار الصغيرة عند تكوينها، وتظهر الشماريخ المصابة بدون ثمار فى هذه المرحلة، ويمكن الاستدلال على إصابة الطلع بهذه الحشرة من وجود الأنفاق المملوءة ببراز الحشرات والمواد النباتية الأخرى، وتنسج اليرقات لنفسها بيتاً من الخيوط الحريرية بين قواعد الشماريخ للاختفاء بداخله، وتتغذى اليرقة على ثمار التمر فى مراحل نموه المختلفة بالإضافة إلى وجودها فى رأس النخيل والسعف الجديد محدثة أنفاق عديدة، وفى حالة اشتداد الإصابة يحدث كسر العرجون.

فراشة الواحات

توجد يرقات دودة بلح الواحات على البلح الجاف فى مصر والعراق وغيره من الأقطار العربية، ويطلق عليها هذا الإسم فى مصر لأنها تصيب محصول البلح فى الواحات، كما تصيب أيضاً الزبيب واللوز، وتشبه دودة البلح الكبرى فى الضرر بالثمار، تضع الفراشة بيضها على الثمار وهى ما زالت على النخيل الذى يفقس عنه يرقات تتغذى على الثمار وتعتبر من آفات المخازن فى مصر.

دودة العامري

تصيب يرقاتها البلح الجاف فى أماكن زراعته فى مصر والبلاد العربية الأخرى، والفواكه المجففة مثل: التين والمشمش وبراويز نحل العسل والشيكولاتة والفواكه المتساقطة من الأشجار كالموالح والرمان.

يستدل على الإصابة من وجود ثقوب اليرقات بالقرب من أقماع ثمار البلح، وعند فتح الثمرة فإننا نجد براز ومخلفات اليرقات، واليرقة ذات لون أحمر قرمزى وتؤدى تغذية اليرقات إلى تلف الثمار المصابة وتساقطها من العرجون بما يسبب نقصاً ملحوظاً فى المحصول.

أبي دقيق الرمان

تصيب ثمار الرمان من شهر مايو حتى سبتمبر، والبلح من شهر أغسطس حتى أكتوبر، والأكاسيا طول العام ، كما وجد أنها تصيب ثمار الجوافة والبشملة وقرون الخروب الخضراء .

وتظهر أعراض الإصابة بظهور ثقوب على الثمار يحيطها براز اليرقة وإفرازات سوداء، وينشأ الضرر من اليرقات التى تحفر فى الثمرة، وقد تهاجر لتصيب ثماراً أخرى، مما يتسبب عنه زيادة الإصابة، ويدخل خلال هذه الثقوب فطريات وبكتيريا التعفن وكثير من الحشرات مثل: الدروسوفيلا وخنافس الثمار الجافة التى تقضى على بقية الثمر.

خنفساء المنشاري

خنفساء السورانيوم أو الخنفساء ذات الصدر المنشارى، وهى  تسبب  خسائر كبير فى الثمار المخزونة، خصوصاً البلح جاف إذا لم تجرى عمليات التبخير بطريقة سليمة، وتنتشر هذه الحشرة فى مصر والسعودية والعراق وليبيا والجزائر، وتصيب هذه الحشرة ويرقاتها الحبوب المخزونة والفواكه المسكرة والتمر وغيرها، وتعتبر من أخطر آفات التمر فى المدينة المنورة، حيثُ تصيب التمور بشدة، وتعتبر من أهم المشاكل الرئيسية التى تصادف تجار التمور ومصانع التعبئة.

وتتغذى اليرقات فى المنطقة المحصورة ما بين غلاف الثمرة ولحمها، ويلاحظ وجود براز اليرقات فى هذه المنطقة، وأما الحشرات الكاملة فتوجد فى كل مناطق الثمرة وبالقرب من المنطقة المحيطة بالنواة، وفى حالة الإصابة الشديدة لا يبقى فى محتوى الثمرة الداخلية إلا مسحوق يحتوى على براز الحشرة وجلود الانسلاخ.

طفيل الترايكوجراما

من أجل برنامج المكافحة المتكاملة لآفات ثمار البلح فى الحقل ينبغى استخدام طفيل الترايكوجراما بمعدل 10-12 كارت للفدان، وقد تم استخدام الطفيل فى مصر عام 1997 على ثمار البلح فى سيوة حتى الآن أدى إلى خفض نسبة الإصابة فى الثمار بنسبة كبيرة، كذلك خفض فى كميات المبيدات المستخدمة بنسبة كبيرة والتكاليف، وبالتالى شجع على تصدير التمور لخلوها من المبيدات، ويستخدم الطفيل فى بعض مناطق الوادى الجديد، لذلك يجب تعميمه فى كل مناطق الإنتاج، ولكى يعطى الطفيل نتائج جيدة يجب أن يتم إطلاقه مع  أول ظهور الحشرات الكاملة فى مصائد ضوئية أو ظهور أعراض الإصابة،

ويجب استخدام مبيدات موصى بها، وذلك فى حالة ارتفاع نسبة الإصابة بعد العقد ويكرر الرش بحيث يكون بين كل رشة والأخرى 21 يوماً.

وكذلك استخدام المصائد الصفراء والفرمونية وتكييس العذوق فى خلال شهر يوليو، والتخلص من أغلفة العذوق لأنها تعتبر مصدراً لتعذر آفات الثمار، وخصوصاً دودة الطلع، وكذلك التخلص من العذوق المصابة بشدة، وإزالة العراجين القديمة وبقايا الأغاريض الزهرية والجريد القديم واللوف وإعدامها وحرقها، وجمع ثمارالبلح الموجودة فى إبط الأوراق والمتساقطة على الأرض وإعدامها حرقاً، حيثُ تصل نسبة الإصابة فوق 50%، وتعتبر مصدراً للإصابة فى العام التالى، كذلك يجب إزالة أشجارالسنط والشيشلان الموجودة داخل بساتين النخيل.

ولمكافحة آفات التمور المخزونة يجب أن نبدأ بالثمار وهى ما زالت على النخيل، وليست فى المخزن فقط، حيثُ إن بعض الآفات تصيب الثمار وهى فى الحقل وتستمر بها فى المخزن.

نصائح هامة يجب اتباعها

– جمع التمر الناضج على النخيل حيثُ يستحسن عدم ترك الثمار الناضجة دون جمع لمدة طويلة.

– إزالة التمر المتساقط حيثُ يتعرض للإصابة الشديدة.

– عدم خلط التمر المتساقط مع السليم والذى يؤدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة إن وجدت.

– جمع أنواع الثمار الأخرى المتساقطة كالموالح والعنب والرمان كى لا تشكل مصدراً آخر للإصابة.

– عدم تخزين التمر لمدة طويلة فى المزرعة تحت ظروف غير جيدة.

– عدم تخزين التمور فى مخازن لا تستوفى شروط التخزين الجيد.

– تغطية الثمار بعض الجمع مباشرة عند تركها فترة فى الحقل قبل النقل للمخزن.

– تنظيف المخزن تماماً من أى ثمار من المحصول السابق، وتطهيره بـالمبيدات الكيميائية كالمالاثيون أو تعقيمه بالإيروسولات أو التدخين.

– تنظيم الصناديق والأكياس المعبأة بـالتمور على هيئة صفوف داخل المخزن، مع ترك مجال للمرور حتى يسهل إجراء الفحص الدورى والمكافحة إذا تطلب الأمر، ويمكن تبخير التمر والمواد المخزونة الأخرى باستخدام أبخرة الغازات الموصى باستعمالها، ويجب أن يتم ذلك بإشراف خبير، ويتم التبخير باستخدام أقراص الفوستوكسين والتى تتوافر بأحجام (3 جرامات) بمعدل 3-5 أقراص لكل متر مكعب.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى