الأجندة الحيوانية

كيف تعالج التهابات الضرع في ماشية اللبن؟

كتب: د.صفوت كمال يعد التهاب الضرع من اهم المشاكل المرضية والاقتصادية في مزارع الماشية، حيث انه يؤدي الى خسائر اقتصاديه فادحة وذلك للأسباب الأتية:

  • في بعض الاحيان يؤدى الى نفوق الأبقار في الحالات شديده الالتهاب (فوق الحادة).
  • استبعاد الابقار المصابة من القطيع فتكون خسارة للمزرعة.
  • انخفاض ادرار اللبن والانتاج وخاصه في الابقار التي تكون تحت نظام علاجي وتحول الالتهاب الى حالات مزمنة، وبذلك يتوقف ادرار اللبن وانخفاض اسعار الالبان المنتجة نتيجة لوجود الكرات الدموية البيضاء بأعداد كبيرة بـاللبن.

ـ التكاليف الباهظة لعلاج التهاب الضرعالتهاب الضرع اما ان يكون التهاباً حاداً فيكون له اعراض مميزه ويسهل تشخيصه، او ان يكون بصورة مستترة اكلينيكياً فيصعب تشخيصة، وفى كلتا الحالتين ينخفض انتاج اللبن.

ـ الاسباب: هناك العديد من الامراض المختلفة، متعددة المسببات التي تؤدي الى التهابات الضرع ولكن اهمها المسببات البكتيرية مثل:

  • المكورات العنقودية: يتواجد في جروح الضرع على جلد الحيوان وفى الأغشية المخاطية وفرشة الحيوان.
    • ويظهر بعده صور: التهاب غرغرينى تحت حاد او مزمن او غير ظاهري.
    • نسبه الإصابة تصل الى 10% من القطيع بصوره غير واضحة اكلينيكياً.
  • المكورات السبحيه: وتحدث الإصابة نتيجة لدخول الميكروب الى فتحات الحلمات والقنوات اللبنية للضرع.
    • ويظهر بصوره حاده او مزمنة مع ظهور الاعراض الإكلينيكية على الضرع.
  • انواع اخري من المكورات السبحيه: يتواجد في الفم والجهاز التناسلي وكذلك على جلد الحيوان، المهبل والبراز.
    • يظهر بصوره حاده ويمكن ان يحدث الالتهاب في فترات الجفاف. (عدم ادرار اللبن)
  • الايشيريشيا الكليبسيلا والانتيروباكتير: يتواجد الميكروب في البراز والفرشة والمربط. ويحدث الالتهاب بعد الولادة مباشره.
  • انواع من الاكتينوميسيز: يتواجد في الجلد والأغشية المخاطية، يحدث ما يسمى التهاب الضرع الصيفي وخاصه اثناء فترات الجفاف.

اولاً: تأثير العوامل البيئية والإدارة المزرعية على الإصابة بالتهاب الضرع

ان معدل الإصابة يكون اعلى خلال أشهر الصيف.

  • كما يلاحظ ان الابقار التعرض الزائد للميكروبات المرضية: الفرشة الأرضية للحظائر تعتبر مصدراً هاماً للتعرض للميكروبات المرضية بسبب احتكاكها المباشر والمستمر بحلمات الضرع وبعض انواع البكتيريا تنمو بسرعه وبأعداد هائلة في خلال 24 ساعة على الفرشة الأرضية، والعدد البكتيري في الفرشة الأرضية يعتمد على مستوى رطوبة الفرشة ودرجه حرارتها والتخمرات بها ويختلف ذلك بين موسمي الشتاء والصيف. وعموماً فان الفرشة الجافه جيده التهوية يقل بها العدد البكتيري بينما الفرشة الرطبة ذات الحرارة المرتفعة تزيد من تعرض الحلمات للبكتيريا المحيطة بهما وهذا يعنى التي تبقى مربوطة في حظائر مغلقه تكون أكثر عرضه للإصابة خاصه خلال الصيف الحار الرطب.
  • الاجهاد: يتسبب اجهاد الحيوانات في تقليل مستوى المناعة للحيوان مما يجعله عرضه للإصابة بالتهاب الضرع نتيجة نقص توارد كرات الدم البيضاء في اتجاه الغده اللبنية.

ومن العوامل المسببة للإجهاد:

  • ارتفاع معدلات الحرارة والرطوبة او انخفاضها الحاد المصحوب برياح شديده، والتغير الحاد في روتين رعاية الابقار والاصابات المرضية وحدوث الولادة وتراكم الغازات السامة في البيئة المحيطة بالمزرعة، وطريقه الحلابة الخاطئة مثل الحلب الجائر وعدم انتظام سرعه الحلب وعدم تعصير الحيوان جيداً واستخدام أله حليب لا تعمل بكفائه.
  • الجروح: نظراً لوجود الضرع بين الارجل الخلفية للحيوان فانه قابل للجروح بسهوله وعرضه لحدوث الرضوض والكدمات والمسبب الاول للإصابة غالباً هو حدوث الجروح التي قد تحدث فجأة نتيجة اصابه ميكانيكيه او احياناً نتيجة رقاد الحيوانات على ارضيات صلبه دون فرشه ملائمه خاصه خلال فترات الشتاء البارد. وغالباً ما تؤدي الجروح الى الإصابة بالتهاب الضرع وتحدث الجروح كنتيجة لتزاحم الابقار في حظيرة ضيقه المساحة او انزلاق الأرضية ووجود بروزات سطحيه بها وتكمن خطورة الجروح في صعوبة علاجها وارتفاع تكلفه العلاج بالإضافة الى صعوبة حلابة الحيوان علما ان حدوث البثرات والجروح على سطح الحلمات او بالقرب منها يسهل مرور البكتيريا لأحداث الإصابة بـالتهاب الضرع.
  • التغذية: سوء التغذية يعتبر من العوامل المساعدة لحدوث الإصابة وتشير البحوث الى ان العلائق التي تنقص بها فيتامينات أ، هـ أو عنصر السيلينيوم يمكن ان تؤدى الى التهاب الضرع وعدم الاتزان الغذائي خلال مرحله الجفاف يمكن ان يؤدي ايضا لزيادة حده الإصابة مع الابقار ذات القابلية للاتهاب.

ثانياً: تطور الإصابة بالتهاب الضرع

لكي ندرك كيفية تطور الإصابة بـالتهاب الضرع يجب التعرف على التركيب التشريحي والوظائف الفسيولوجية للغده اللبنية.

فكل ربع من ارباع الضرع يتكون من مخزن للحلمه ومخزن للغده وقنوات اللبن والنسيج الغدى وهذا النسيج المفرز للبن يحتوي على الملايين من الحويصلات دقيقه الحجم ذات تجاويف داخليه، وكل حويصله يحدها خلايا طلائية منتجة للبن ويحيط بها خلايا عضليه وظيفتها الانقباض وتعصير اللبن من الحويصله اثناء الحلب والأوعية الدموية المحيطة تزود الحويصلات بالعناصر الغذائية حيث تقوم الخلايا الطلائية بتحويلها الى لبن، وخلال الفترة بين كل حلبتين يتجمع اللبن في تحويف الحويصلات وقنوات اللبن ومخزن الغده وفى وقت الحلب ينتقل السائل اللبني خلال قناة الحلمة ويصبح معداً للنزول عند تواجد العوامل المنبهة للحلبة.

ـ الغزو الميكروبي: تبدأ الإصابة بـالتهاب الضرع بمجرد مرور البكتيريا خلال قناة الحلمة حيث تتغلب على وسائل الدفاع وهي كرات الدم البيضاء بـاللبن ثم يتضاعف عدد البكتيريا، وقد يتم تضاعف عدد البكتيريا داخل قناة الحلمة في الفترة بين الحلبتين او نتيجة للضعف الواقع عند نهاية الحلمة اثناء حركه الضرع، وتكّون المستعمرة البكتريا داخل قناة الحلمة يتم في الابقار الحلابة او الجافه ويبقى بها لعده شهور وغمس الحلمات في محلول مطهر بعد كل حلبه يقلل كثيراً من تكوين هذه المستعمرات البكتيرية.

ـ تكوين الإصابة: التصاق البكتيريا بالنسيج المبطن داخلياً للغدد اللبنية يعزز من قدرة البكتيريا على البقاء داخل الغده خاصه في بداية موسم الحليب.

بعض انواع بكتيريا ستروبتوكوكس تلتصق جيدا في الأنسجة المبطنة لفراغات تجميع اللبن بالضرع بينما بكتيريا ايشيرشيا كولي لا تلتصق وانما تتضاعف بسرعه في الاماكن التي يقل بها عدد كرات الدم البيضاء ووظيفه كرات الدم البيضاء التهام وابتلاع وتدمير البكتيريا، وهذا يعنى ان الإصابة يمكن ان تنتهي إذا تم ازاحه المستعمرة البكتيرية بواسطة كرات الدم البيضاء اما إذا تمكنت البكتيريا من المثابرة ضد كرات الدم البيضاء فان حاله الالتهاب المزمن سوف تبقى بـالضرع، وعاده ما تنتج سموماً ومواد مسببه للالتهابات ينتج عنها انتفاخ وموت الخلايا المنتجة للّبن.

ـ ظواهر الالتهاب: يشمل الالتهاب تدفق كرات الدم البيضاء عديده الانويه ومكونات السيرم والسوائل الارتشاحيه وربما تكون ظواهر الالتهاب معتدلة وتمر دون ادراكها او ان ينتج عنها علامات مرضيه واضحة، واول تغيير ملحوظ في اللبن خلال الالتهاب الحاد هو زيادة بروتينات الدم ويعقبها انتقال مكثف لكرات الدم البيضاء عديده الانويه الى الغده البنية وقد يصاحب هذه التغيرات انتفاخات وارتشاح مائي واحمرار وافرازات مائية غير عاديه تحتوي تجبنات وخلايا دم حمراء تبعاً للحالة الالتهابية.

ـ تأثر نسيج الضرع بالإصابة: بعد انتقال كرات الدم البيضاء عديده الانويه من الأوعية الدموية الى الأنسجة المصابة بالضرع فأنها تتجمع حول الحويصلات والقنوات والتجاويف قبل وصولها الى اللبن، واثناء هجره كرات الدم البيضاء فأنها تفرز انزيمات تسبب خلل تركيبي للخلايا المنتجة للّبن وبمجرد دخول الكرات عديده الانويه الى اللبن فأنها تتجمع عشوائياً لتهاجم البكتيريا وتلتهمها وهذا يتطلب كثافه اعداد الكرات لكي تكون مؤثره في هجومها وقد يتخلل هذه العملية عوده بعض الأنسجة لحالتها الطبيعية لفتره مؤقته خاصه إذا تمكنت كرات الدم البيضاء من الهجوم المؤثر على البكتيريا وبدء تكوين اللبن طبيعياً، وخلايا انتاج اللبن لديها المقدرة على الاصلاح الذاتي لوظيفتها وربما تعوض نقص الخلايا التالفة وظيفياً، ومن الملاحظ ان التركيب الحويصلي التالف يحل محله تكوين نسيج متليف مؤدياً الى نقص محصول اللبن في نفس الموسم او المواسم اللاحقة.

ـ التشخيص والوقاية الدورية: يجب ان يجري اختبار (عد الخلايا البيضاء) في اللبن (اللبن المنتج ككل في المزرعة) شهرياً للمزرعة، وذلك لاكتشاف بداية المرض للوقاية منه، وعند ظهور عدد كبير من الخلايا البيضاء في اللبن تخضع المزرعة لاختبارات التهاب الضرع على مستوى كل بقره، وذلك لتفادى حدوث الالتهاب في القطيع كله.

يجب الا يتعدى العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن 400 ألف خليه لكل 1سم3 لبن لمده 3 أشهر متعاقبة.

كما يجب اعتبار ظهور العدد 400 ألف خليه/1سم3 لمده 3 شهور متعاقبة ان هناك بداية لأصابه القطيع (فيجب اخضاع الزرعة للاختبار على مستوى كل حيوان لاكتشاف الابقار المصابة في القطيع) وإذا كان العدد 500 ألف خليه بيضاء/سم3 لبن تعتبر توجد اصابه حقيقيه في القطيع فيستلزم علاج القطيع.

طرق تشخيص التهاب الضرع

  • العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن.
  • الطرق الكيميائية للتشخيص:
    • قياس تركيز ايونات الصوديوم والكلوريد في اللبن، وكذلك مقدار التوصيل الكهربي لسائل اللبن.
    • قياس الألبيومين في سيرم اللبن.
    • استخدام اختبر وقف انزيم التربسين ويعتبر زيادة تركيزه في اللبن دلاله على الإصابة بالتهاب الضرع (فيما عدا لبن السرسوب الذي ينتج بعد الولادة مباشره)
  • العزل الميكروبي لمسببات الالتهاب:
    • وذلك بأخذ عينات من اللبن بطريقه خاصه وعزل تصنيف هذه المسببات معمليا ثم اجراء اختبارات الحساسية ضد المضادات الحيوية التي يتم استخدامها لعلاج التهاب الضرع.
  • الفحص الإكلينيكي لضرع الابقار واختبار اللبن باستخدام ما يسمى اختبار كاليفورنيا لاكتشاف الحالات الغير ظاهره إكلينيكيا.

الوقاية من الالتهابات الضرع بمزارع ماشية اللبن

للوقاية من الالتهابات التي قد تحدث في الضرع يجب ان تجري الخطوات الوقائية التالية:

  • اجراء اختبار العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن شهرياً (ويجري هذا الاختبار بأخذ عينات من اللبن المنتج ككل) فإذا كان عدد هذه الخلايا يقترب من 400 ألف خليه لكل 1سم3 من اللبن وذلك لمده 3 شهور متعاقبة فذلك دلاله على بداية تواجد مشكله التهاب الضرع في القطيع، لذلك يجيب ان تفحص الابقار كل على حده لعزل الابقار وعلاجها او استبعادها من القطيع، وتتم هذه الاجراءات بالخطوات التالية:
    • تفحص ماكينات الحلب جيداً للتأكد من عملها.
    • يجب ان يفحص الطبيب البيطري السجلات الخاصة بالقطيع. ومعاينة الشروط والطرق الصحية التي تتبع اثناء سير عمليات الحلب، كذلك معاينه تصميم المزرعة والمحلب ومدى ملاءمتها للشروط الصحية وكذلك المحلب.
    • ملاحظه نسبه الإصابة بـالتهاب الضرع بالمزرعة، والطريق التي اتبعت لعلاجها، ملاحظه النظم التي تستخدم بالمزرعة للوقاية او استبعاد الافراد المصابة.

أثناء عمليه الحلب يجب ان تراعى النقاط الأتية:

  • ألية الحلب ومدى اتباع الطرق الصحية لتغطيس حلمات الضرع وتنظيفه واعداده للحلب.
  • يجب على الطبيب ان يأخذ عينات من لبن حالات التهاب الضرع الحديثة (مع أخذ عينات عشوائية من القطيع بنسبه 10-20% من القطيع) وذلك قبل تنظيف الضرع لفحصها بكترويولوجياً، كما يجب فحص الحلمات والضرع لكل حيوان قبل الحلب من أي نمو زائد في فتحاتها (نتيجة أخطاء سابقه خاصه بماكينات الحلب) يجري عزل البكتيريا المسببة للاتهاب واجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية لاختيار المضاد المناسب.
  • يجب اتباع الشروط الصحية الخاصة بالحظيرة والمحلب لتفادى المرض. وكذلك يمكن استخدام اسلوب تغطيس الضرع قبل الحلب وبعده، وذلك لتفادى الإصابة بالتهابات الضرع.
  • العلاج: بعد تحديد المسبب، واجراء اختبارات المضادات الحيوية، يتم العلاج بضخ المحلول او المستحضر المحتوى على المضاد الحيوي بالتركيز المناسب، الى داخل حلمات الضرع بطرق خاصه.

كما يمكن استخدام برامج خاصه لتفادى او تقليل التهابات الضرع مثل:

  • الاهتمام بماكينات الحلب وفحصها دورياً.
  • الرعاية الصحية الجيدة للقطيع في الحظائر وكذلك المحلب.
  • اتباع اسلوب تغطيس الحلمات روتينياً.
  • الفحص الشهري للّبن ومتابعه الافراد.
  • الاكتشاف المبكر لبداية الإصابة والعلاج السليم للحالات الإكلينيكية.
  • استبعاد الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج من القطيع.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي بقره صار لها شهر من ولدت ومات ابنها وتحلب شطر حليب صافي وشطر مخبوط دم وشطر مصل ماء وشطر حليب ضعيف مقدار ستكان شاي… ممكن علاج وهل ترجع تحلب

    1. عندي بقرة والدة بقالها 40 يوم وجالها إلتهاب الضرع من أسبوع وعندها ورم في شق وبتحلب دم وأديتلها أمري كيه وأديتلها مضادات حيوية ومضاد إلتهاب ولسة وارمة وبتجيب دم بس بسيط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى