كيف تتحكم خصائص التربة في كفاءة تغذية النبات بالعناصر الغذائية؟
كتبت: د.شكرية المراكشي تمثل خصوبة التربة وجودة امتصاص النباتات للعناصر الغذائية عاملين حاسمين في نجاح الزراعة وتحقيق إنتاجية عالية. غير أن هذه العمليات لا تسير دومًا بسلاسة، إذ تتداخل مجموعة من العوامل الطبيعية والكيميائية لتؤثر على مدى تيسر العناصر الغذائية في التربة، وبالتالي على قدرة النبات على امتصاصها. وتُعد معرفة هذه العوامل خطوة أساسية للمزارعين والباحثين من أجل تحسين إدارة التربة وتغذية النباتات بشكل علمي وفعّال.
تشير الدراسات الزراعية إلى أن تيسر العناصر الغذائية في التربة، ومدى قدرة النباتات على امتصاصها، يتأثر بعدد من العوامل البيئية والكيميائية والفيزيائية، أبرزها درجة قلوية التربة، التي تؤدي إلى ترسيب العناصر الصغرى وتحويلها إلى صور غير ذائبة، ما يقلل من استفادة النبات منها، فضلاً عن زيادة فقدان الأمونيا من خلال التطاير.
كما أن ارتفاع نسبة الكالسيوم الذائب في المحلول الأرضي يسهم في ترسيب الفوسفور، في حين يؤدي وجود كربونات الكالسيوم بكميات كبيرة إلى نفس التأثير، بالإضافة إلى تكوين طبقة سطحية صلبة على التربة قد تعيق إنبات البذور.
ومن العوامل المؤثرة أيضًا، ارتفاع تركيز الأملاح في التربة، وهو ما يرفع الضغط الأسموزي في المحلول الأرضي، مما يضعف قدرة الجذور على امتصاص العناصر. كما أن انخفاض رطوبة التربة إلى أقل من 25-40% من سعتها الحقلية يؤثر سلبًا على حركة العناصر داخل التربة، ويقلل من وصولها إلى منطقة الجذور.
ولا يقل تأثير زيادة الرطوبة واستمرارها لفترات طويلة أهمية، إذ يؤدي ذلك إلى سوء التهوية واختزال النترات، ما يتسبب في فقدان النيتروجين في صورة غازية إلى الجو.
أما انخفاض درجات الحرارة، فيؤدي إلى إبطاء الأنشطة الحيوية للنبات، بما في ذلك امتصاص العناصر. ويُضاف إلى ذلك ظاهرة “تضاد العناصر”، حيث تتسبب زيادة تركيز أحد العناصر أحيانًا في إعاقة امتصاص عناصر أخرى.
كل هذه العوامل تتطلب إدارة متكاملة وواعية للتربة والمياه، لضمان استغلال أمثل للعناصر الغذائية وتحقيق إنتاجية زراعية مستدامة.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.