رأى

“كورونا” عدالة السماء أم الشيطان الرجيم!؟

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

خلال صلواتي اليومية ادعو الله إنقاذ البشرية في مشارق الأرض ومغاربها من فيروس كورونا وأتمنى لجميع شعوب العالم النجاة، دائما اسرح بخيالي واسأل نفسي لماذا منطقتنا العربية لماذا منطقتنا العربية والإسلامية والأفريقية هى المتخلفة والأفقر عالمياً، ولماذا دائماً مطمع للاستعمار ينهب ثرواتنا ويدمر صناعتنا ويصدر إلينا نفاياته وغذاءه الفاسد!؟

كنت دائماً أسأل نفسى: لماذا تُحتل أراضينا وتُستباح دماؤنا ويُقتل أطفالنا ونساؤنا بلا ذنب ولماذا لم يسمح لنا بالتقدم وتُدمر كل تجاربنا الناجحة فى مهدها، ولماذا يُقتل علماؤنا كلما حاولوا خدمة بلادهم، ولماذا الظلم والفساد منتشر فى مجتمعاتنا!؟

كنت وما زلت أسأل نفسى: لماذا الصناعات الملوثة عندنا وإنتاجها لهم، ولماذا يحصلون على المواد الخام ثم نستوردها سلعاً بأسعار باهظة!؟ لماذا الحروب على أراضينا وتستخدم فينا أسلحة الدمار الشامل ونشتريها غصباً بأموالنا لتقتلنا، ولماذا يتشرد الملايين من أوطاننا وتفتت بلادنا وتُزرع الفتنة بين شعوبها لماذا دماؤنا رخيصة!؟

من الذى دمر العراق وسوريا وليبيا واليمن وأفغانستان ومزق السودان وزرع الفتنة فى لبنان وتونس والجزائر، ومن الذى يحاول تركيع مصر وزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ونشر الإرهاب فى سيناء وتمويله ويساعد إثيوبيا على تجويع شعبنا، ومن الذى أضاع فلسطين ودمر شعبها وصنع داعش والقاعدة وطالبان وكل الجماعات الإرهابية وبذر الفتنة بين السنة والشيعة!؟ كنت دائماً أقول لنفسى: لماذا يصمت المولى تبارك وتعالى على هذا الظلم، وهل يرضيه ذلك وهو الحكم العادل!؟

أعلم أن كلامى لن يعجب الذين يتهمون حكامنا بأنهم السبب فيما وصلت إليه بلادنا، ولكن لا والله حكامنا مثلنا كانوا مغلوبين على أمرهم، وكلما حاول أحدهم النهوض ببلده يتعرض للمؤامرة منذ عهد محمد على حتى عبدالفتاح السيسى، هل الشيطان الرجيم هو الذى كان يوسوس لحكام الغرب لاحتلالنا ونهب ثرواتنا وأموالنا حتى تعيش شعوبهم فى رخاء ونكتوى نحن بنيران الفقر والمرض، هل الشيطان الرجيم هو الذى وسوس لرئيس أمريكا التحكم فى مصائر الشعوب وثروات الدول، لا أنسى إطلاقاً مشهده الجبروت هو ونتنياهو وقت الإعلان عن وصمة العار، حيث كاد يقول أنا ربكم الأعلى كما قال فرعون، حتى وهو فى أزمته الحالية يغرى الأطباء العرب للهجرة لبلده، وكأنه يستخسر فينا الحياة ليعيش شعبه، وسبحان الله مصانع الأسلحة التى قتلت شعوبنا يحولها لتصنيع الأدوية لإنقاذه، والأموال التى نهبها من أشقائنا العرب سوف ينفق أضعافها.

العالم كله مرعوب والأموال التى خصصتها الدول الكبرى لمواجهة كورونا سوف تتجاوز الثروات التى نهبتها من الدول الفقيرة طوال تاريخها، وأصبح المواطن الغربى يتمنى الحياة فى أفقر دولة أفريقية حتى ينجو من الموت، وتساوى الجميع بل الفقراء أكثر سعادة من الأغنياء والشعوب الفقيرة أقل عرضة للمرض، والمواطن الإيطالى فضل البقاء فى الصومال عن العودة لبلده، لن أقول إنها عدالة السماء، لأن المولى تبارك وتعالى لا يرسل لعباده إلا الخير، كما أننى شخصياً معرض للإصابة بالفيروس اللعين، ولكن أقول إنها رسالة من الله أتمنى أن تستوعبها الدول الغربية بعد النجاة، وتنشر السلام والمحبة (رسالة كل الأديان)، وتبنى حضارتها على أسس أخلاقية ولا تنهب أموال دولنا وتدمر شعوبنا، فالثروات على الكرة الأرضية تكفى أن يعيش الجميع فى رفاهية إذا اجتنبوا الظلم والطمع.

نسأل الله النجاة لكل شعوب العالم وحكامهم الذين ظلمونا.

ختاماً وسام الاحترام للأطباء المصريين خط الدفاع الأول عن صحتنا، أيضاً عظيم التقدير للرئيس السيسى الذى يدير الأزمة باقتدار هو وحكومة د.مدبولى، وأفخر ببلدى الذى حتى فى أزمته لم ينس إرسال المساعدات لأهالينا الفلسطينيين وغيرهم من شعوب الأرض.

وخليك فى البيت..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى