رأى

قوتنا الناعمة مع إثيوبيا

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي – المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة 

لا شك أن التحديات التى تواجه بلادنا حالياً بسبب أزمة سد النهضة تكاد تكون الأصعب فى تاريخها وربما تتجاوز مرحلة ما قبل حرب أكتوبر.

هذه التحديات تتطلب من جميع المواطنين أن يكونوا على مستوى الحدث والتلاحم الوطنى خلف القيادة السياسية وأيضاً أن يكون لهم صوت مسموع فى العالم كله، لأن حقوقنا فى النيل ليست فقط تاريخية ولكنها أيضاً مكتسبة.

إثيوبيا تقود حملات عالمية مدعومة من قوى لا تريد لنا الخير حتى تُوهم العالم بأن مصر والسودان تحرمانها من حقها فى المياه وهذا كذب وافتراء وللأسف الشديد هذه الافتراءات تجد تعاطفاً فى عالم ميزانه ظالم ويكيل بمكيالين وتحكمه لغة القوة والمصلحة.

يجب أن تعلم كل شعوب الدنيا أن أكثر من ألف مليار متر مكعب من المياه يرسلها المولى تبارك وتعالى للنيل الأزرق نصيب شعبى مصر والسودان منها أقل مما تستهلكه المواشى الإثيوبية.

يجب أن يعلم العالم أن مصر أفضل دولة فى حسن استغلال مواردها المائية المحدودة وتُعيد استخدامها أكثر من مرة، وأنها أكبر دولة فى العالم تعانى التصحر لأن 95% من أرضها صحراء قاحلة بسبب ندرة المياه وأنها تعانى أصلاً من الفقر المائى ونصيب المواطن فيها أقل من 500 متر فى العام وحصتها من النيل ثابتة من عشرات السنوات رغم الزيادة السكانية المطردة.

كما يجب أن يعلم العالم أن مصر تنفق حالياً أموالاً طائلة من أجل تحلية مياه البحر ومعالجة المياه وتحديث منظومة الرى واستنباط أصناف تقاوى وبذور جديدة قليلة استخدام المياه وتحدّ من زراعة المحاصيل شرهة المياه كل ذلك حتى تتغلب على فقرها المائى، كما أن نصف أرضها مزروع بـالمياه الجوفية.

يجب أن تعلم شعوب الأرض بأن مصر أقرت بحق إثيوبيا فى التنمية فى مقابل حق مصر فى الحياة رغم أن سد النهضة أهدافه إعلامية سياسية أكثر منها تنموية أو ربما هدفه بيع المياه وذلك يتنافى مع القيم الإنسانية، هذا إذا كان ما زالت هناك إنسانية لدى الضمير العالمى.

أتمنى أن تستخدم مصر كل قوتها الناعمة لتوصيل رسالتها العادلة للعالم، فالقضية ليست نزاعاً على قطعة أرض أو صفقة تجارية، بل قضية حياة ومصير شعبين فى مصر والسودان، تلك الدولتين المسالمتين المحترمتين اللتين تتعاملان بشرف فى زمن عز فيه الشرف.

قوة مصر الناعمة تتمثل فى: فضيلة شيخ الأزهر، قداسة البابا تواضروس، مجدى يعقوب، محمد غنيم، هانى عازر، أحمد عكاشة، محمود محيى الدين، محمد صلاح، وسيم السيسى، مصطفى السيد، فاروق الباز، غادة والى، مشيرة خطاب، زاهى حواس، عمرو موسى، نبيل فهمى، نجيب ساويرس، نبيل العربى، محمد العريان، هانى دميان، مفيد شهاب، مصطفى الفقى، إسماعيل سراج الدين، حسين فهمى، هانى النقراشى، محمد فايق وغيرهم الكثيرون، بالإضافة إلى السفارات المصرية فى الخارج والسفارات الأجنبية بالقاهرة.

يجب أن نخاطب العالم بلُغته من خلال الشخصيات المصرية الدولية الوطنية المحترمة، فالقضية ليست سياسية دبلوماسية فقط بل شعبية، كما يجب أن تتواصل هيئة الاستعلامات مع خبراء الرى المصريين وتترجم آراءهم ومقالاتهم باللغات الأجنبية وترسلها إلى الإعلام الدولى، أيضاً على رجال الأعمال المصريين تنظيم حملات إعلانية فى أهم وسائل الإعلام العالمية.

كثيرٌ من المسئولين فى «أديس أبابا» خريجو الجامعات الإسرائيلية، والإعلام الإثيوبى حالياً يحشد شعبه وكأنها معركة بل ويطالب الإثيوبيين فى الخارج بالتظاهر أمام المنظمات الدولية لتأييد موقف بلدهم الظالم ضد مصر والسودان، لذلك أتمنى ألا نخاطب أنفسنا فى قضيتنا المصيرية، حتى مقالى هذا لا يُجدى، لأنه يجب أن يكون للعالم وباللغة التى يعرفها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى