رأى

قمة بروكسل 2025 مصر تعيد رسم ملامح الشراكة مع أوروبا وتوازن ضفتي المتوسط

بقلم: أ.د.يوسف دوير

أستاذ كيمياء وسمية المبيدات وزميل الجمعية الملكية البريطانية للحشرات والبيولوجي – المعمل المركزي للمبيدات – مركز البحوث الزراعية

في لحظة فارقة تشهدها الساحة الدولية، تثبت مصر مجددًا قدرتها على بناء شراكات متوازنة مع أوروبا، وتتحول من متلقٍ للمبادرات إلى صانع للقرار الإقليمي.

في مشهد سياسي واقتصادي لافت، شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل هذا الأسبوع انعقاد القمة المصرية الأوروبية لعام 2025، في حدث استثنائي جذب اهتمامًا واسعًا من دوائر السياسة والاقتصاد حول العالم، لما يحمله من دلالات عميقة على متانة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأهمية تعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط لمواجهة التحديات الدولية المتسارعة، من الطاقة والمناخ إلى الأمن والهجرة.

جاءت القمة في توقيت دقيق يشهد فيه العالم اضطرابات سياسية واقتصادية متشابكة، جعلت من الحوار بين مصر وأوروبا ضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار والتنمية. وقد حظي حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي باهتمام كبير وتقدير دولي، باعتباره تجسيدًا لدور مصر المتنامي كقوة إقليمية مؤثرة تسعى إلى بناء علاقات تقوم على الندية والمصالح المشتركة. لقد أعاد الرئيس السيسي إلى الأذهان صورة مصر التاريخية كقلب العالم النابض، الذي تشعّ منه رسائل التوازن والاستقرار، وتنعكس نبضاته على مختلف بقاع الأرض.

وعلى طاولة المباحثات، اتفق الطرفان على المضي نحو تنفيذ مشروعات واستثمارات مشتركة تدعم النمو والاستقرار في المنطقة تشمل الأمن الغذائي، والتحول الأخضر، والتغير المناخي. كما ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي، في ظل الإمكانات الضخمة التي تمتلكها مصر وقدرتها على أن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة يربط بين الشرق والغرب.

لقد شكلت أيضًا القمة تحولًا في الموقف الأوروبي من قضية سد النهضة، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لحقوق مصر المائية ورفضه لأي إجراءات أحادية تهدد استقرار المنطقة، وهو ما يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في تحويل الملف إلى قضية أمن إقليمي ودولي.

لقد أثبتت قمة بروكسل 2025 أن مصر أصبحت شريكًا لا غنى عنه في معادلة الأمن والتنمية، وأنها تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كقوة توازن وصناعة قرار في الشرق الأوسط والمتوسط. لقد أعاد الرئيس السيسي إلى المواطن المصري شعوره بالفخر والكرامة والعزة، من خلال سياسات دولية تقوم على الاحترام المتبادل وبناء مستقبل قائم على التنمية والاستقرار.

هذا المشهد أعاد إلى الأذهان كلمات الأخوين رحباني التي تغنت بها السيدة فيروز في سبعينات القرن الماضي: “مصر عادت شمسك الذهب… تحمل الأرض وتغترب”. كلمات خالدة تلخص الواقع اليوم، بعدما استعادت مصر مكانتها المشرقة في وجدان العرب والعالم، وعادت لتقود برؤية متزنة ومسؤولية تاريخية نحو مستقبل من السلام والتنمية والكرامة.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى