في جزيرة منسية بالمنيا.. مُغامرة صيد بين النيل واللبن والماء الجاري

بقلم: هيثم خيري

صحفي بالأهرام التعاوني

الصيد عشق، وأجواء الصيد ساعات تكون عشق تاني خالص.. والصيد معظمه مغامرة كبيرة حسب “الدور” اللي هتقعد عليه. مرة رحت اصطاد مع عم عصام فرغلي في جزيرة في المنيا.. بعد ٣عصرا تقريبا يهجرها الفلاحين تماما، ميبقاش فيها غيرنا ..

انا وعم عصام واتنين كمان من طرفه، شبه لولي وهاردي أو توم وجيري أو اي نقيض ونقيضه.. طول النهار والليل خناق ومناكفة مع بعض. بس الجميل في هذه الرحلة مكانش السمك .. إنما اللبن. كنت شادد عليا خيمة خفيفة ببات فيها قدام النيل .. وسط حيوانات الغيطان والطيور واليمام بيني وبين النيل مترين تلاتة.. طبعا جو خيالي على ضوء القمر.. بس الشريط هيبدأ يسف حالا! فيه ناموس كتير، لو قتلته وتجاوزته وقفلت عليك الخيمة، هتخش ع مرحلة البراغيت وحشرات اخرى، ما علينا منها برضه.. بالليل هتنام من تعب اليوم في الصيد وتجهيز الحطب والهيش والشد والجذب في البحر، وتصحى غصب عنك ع ضوء الشمس والحرارة العالية .. قول خمسة ستة الصبح.

تجيك فتاة صغيرة تعدي علينا كل صباح (قضينا ٣صباحات) بسطل لبن صغير، يكفي الأربعة .. نشرب حتى نرتوي من لبن مشربتش زيه في حياتي، انا بقول الكلام ده وانا ابن ارياف، وأقدر أقيم اللبن الحلو من النص نص من المغشوش.

في اليوم التالي، عصرا، نطيت انا وعم عصام في النيل بسبب الحر والبراغيت والحشرات والاملاح .. التيار كان عالي جدا لدرجة أنه خدنا بعيييييد في دقيقتين تلاتة فقط. النيل في المنيا واسع، رحب، أكثر نقاء وجمالا، والسمك حلو.. بس المتعة فيما حول السمك.. في أجواء السمك، في العياشة وهي مليانة خيرات ربنا، في البحث الدؤوب عن دور حلو متزهقش منه، في انك تبدل بالسنارة اللي معاك بين “الحداف” (طريقة للصيد في عمق النيل) أو الغماز (صيد في المياه القريبة).. لو اصطدت رعاش وعملت عليه ملوخية بالسمنة يبقى إنت في كامل سعدك. لو مزاجك حلو واصطدت شبار مبطرخ وشويته عالصفيحة يبقى انت برنس. لو معاك “توتو” (لغلي الشاي والقهوة) رايق زي بتاع عمك عصام يبقى قد أتتك الدنيا بما فيها. لو بتشوف الجمال، وتسمع الطيور والزرع، وتشم الندى، وتتأمل خلق الله بتمعن.. هتستمتع بالصيد.. والرحلة كلها.. طالت أم قص.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.