صحة

فوائد قشدة الحليب واستخداماتها في رمضان

إعداد: د.أميرة صابر عبدالسلام

باحث بقسم بحوث تكنولوجيا تصنيع الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية مركز البحوث الزراعية

 تُعد القشدة (cream) من الأطعمة الغذائية الصحية التي يُنصح بتناولها خلال أيام شهر رمضان المبارك، وذلك لأنها جزء من الحليب غني بالدهون ولها نفس المكونات الكيميائية للحليب، حيث تطفو على سطح الحليب عند تركيده في وعاء لانخفاض كثافتها أو عند فرزه بالفراز.

وفي المقال التالي، سنلقي الضوء على أهمية وفوائد تناول القشدة أو وش اللبن في وجبات الإفطار والسحور، كما سنذكر أنواعها وقيمتها التغذوية والصحية خلال هذا الشهر الفضيل.

أنواع القشدة

على أساس طريقة الحصول عليها:

  • قشدة المتارد (اللف أو القيمر): نحصل عليها بترقيد اللبن، وتصل نسبة الدهن فيها إلى 50 – 60%. وتمتاز بلزوجتها المرتفعة وحلاوتها الخفيفة.
  • قشدة الفراز (الكريمة): نحصل عليها بفرز اللبن في معامل ومصانع الألبان، وتتميز بلزوجة أقل من قشدة القيمر وحموضة منخفضة.

على أساس نسبة الدهن بها:

  • قشدة خفيفة: لا تقل نسبة الدهن فيها عن 15%.
  • قشدة متوسطة: لا تقل نسبة الدهن بها عن 25%.
  • قشدة ثقيلة: لا تقل نسبة الدهن فيها عن 35%.

أصناف القشدة:

  • القشدة المعقمة: متجانسة القوام، خالية من الطعم المر والتخثر، وتصل نسبة الدهن بها إلى 23%.
  • القشدة المتخمرة (Sour cream): متجانسة القوام وخالية من الطعوم الغريبة، ويجب أن تتراوح نسبة حموضتها بين 0.4-0.6%، بينما تتراوح نسبة الدهن فيها بين 18-20%.
  • قشدة المائدة: يجب أن تكون طازجة دون انفصال شرش اللبن عنها، وتحتوي على نسبة دهن بين 20-25%.
  • القشدة الملفوفة (القيمر): ذات قوام إسفنجي وطعم قشدي، ولا تقل نسبة الدهن بها عن 50%.
  • القشدة المخفوقة (Whipped cream): طازجة وغير مزبدة، ثابتة وهشة، وتتراوح نسبة الدهن فيها بين 35 – 40%.
  • القشدة البلاستيكية: ذات قوام سميك وعالي اللزوجة، ما يجعلها مناسبة لإنتاج المثلجات القشدية، وتصل نسبة الدهن بها بين 60 – 80%.

الفوائد الصحية والتغذوية لقشدة الحليب

تحتوي 100 جم من القشدة (وش الحليب) على:

  • 345 سعرًا حراريًا.
  • 8 جم بروتين.
  • 3 جم كربوهيدرات (سكر اللاكتوز).
  • 36.6 جم دهون.

تُعد القشدة من أكثر الدهون الغذائية سهولةً في الهضم، إذ يمكن امتصاص كميات كبيرة منها في الجهاز الهضمي دون إحداث مشاكل، حيث يستفيد الجسم من حوالي 97% من دهن الحليب المستهلك. كما أنها تحتوي على نسب جيدة من الأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات الذائبة في الدهون (A, D, E, K)، وتعد مصدرًا مركزًا للطاقة الحرارية، إذ توفر 455 سعرًا حراريًا، حيث يعطي الجرام الواحد منها 9 سعرات حرارية، أي أكثر بمقدار 2.25 مرة مما تعطيه الكربوهيدرات أو البروتينات، مما يساعد الجسم على مقاومة الشعور بالجوع خلال ساعات الصيام الطويلة.

تؤدي فيتامينات B6 والزنك دورًا حيويًا في تحسين وظائف المخ والقدرات الفكرية، وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر. كما يساهم فيتامين A وC في تقوية جهاز المناعة، وتحسين صحة العين وتعزيز الرؤية الليلية، وتقليل خطر الإصابة بعتامة العين والمياه الزرقاء.

تحتوي القشدة على فيتامينات B1 وB2، التي تساعد في نمو الأنسجة مثل البشرة والشعر، الأغشية المخاطية، والجهاز العصبي، والأعضاء التناسلية، والجهاز المناعي. كما يؤدي حمض البانتوثنيك دورًا مهمًا في تنظيم الهرمونات المسؤولة عن تقليل التوتر والإجهاد.

يُسهم وجود الكالسيوم والفوسفور في تكوين عظام قوية، وتعزيز صحة اللثة والأسنان، والوقاية من هشاشة العظام. كما أن احتوائها على مضادات الأكسدة وبعض المعادن والفيتامينات يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء، وزيادة الهيموجلوبين، وعند خلطها بالعسل، يمكن أن تحدّ من انتشار الأورام السرطانية في الجسم.

تُعتبر القشدة مصدرًا مهمًا للبروتين الغني بالأحماض الأمينية الأساسية، مما يساعد في حماية الشعر والعضلات والأنسجة الضامة من التلف، وتعزيز نموها. وتشير بعض الأبحاث إلى أن الدهون الموجودة في القشدة والزبد تحتوي على أحماض دهنية مفيدة مثل أحماض الرومينيك والفاكسينيك، والتي تُسهم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.

القشدة في المطبخ الرمضاني

تُعد القشدة المادة الأساسية في صناعة الزبد والمثلجات، كما تُستخدم في تحضير العديد من الحلويات الرمضانية مثل الكنافة، البسبوسة، الجلاش، بالإضافة إلى استخدامها في صوصات بعض الأكلات كالبشاميل، وتعزيز نكهة بعض الأطعمة، حيث إنها توفر الطاقة والترطيب والتغذية، مع ضمان التوازن الغذائي خلال ساعات الصيام.

تحذيرات مهمة

يوصى بتقنين استهلاك القشدة أو اختيار الأنواع منخفضة الدسم لمرضى ارتفاع ضغط الدم والسمنة المفرطة، ولكن يمكن تضمينها في الأنظمة الغذائية المختلفة بحساب السعرات الحرارية وفقًا لكل نظام. كما يُنصح مرضى السكري، وعدم تحمل اللاكتوز، والكبد الدهني، والمرارة باستشارة الطبيب قبل تناولها.

الخاتمة

الاعتدال هو المفتاح؛ فمعظم الأشخاص يمكنهم إدراج القشدة ضمن نظام غذائي متوازن، كما يمكن تحضير قشدة طبيعية بنسب دهنية تتراوح بين 28 – 42%، مع تصنيفها على العبوة بحسب نسبة الدهن كـ قشدة عالية الدسم أو منخفضة الدسم. أما لمن يعانون من مشاكل صحية معينة، فمن الأفضل استشارة أخصائي تغذية للحصول على المشورة المناسبة.

المراجع

– Abd El Aziz, M. ; W. I. A. Nasr and Abo  El Enien, K. (2016). Physicochemical Properties of Functional Low-Fat Whipped Cream with Oats, J. Food and Dairy Sci., Mansoura Univ., Vol. 7(12): 517 – 520 .

– Khadija Florence Dabo, Christine Chèné, Anne-Laure Fameau,  and Romdhane Karoui (2024). Whipping Creams: Advances in Molecular Composition and Nutritional Chemistry, Molecules 29(24):5933.

– Irena Rogelj (2000). Milk, Dairy Products, Nutrition and Health, Food technol. biotechnol. 38 (2) 143–147.

– Hoffmann, W. and Buchheim, W. (2007). Advanced Dairy Chemistry, Chap10,(2): 366-375

– Feitsma F. (2023). Composition, Benefits, and Medicinal Applications of Milk Fat. J Adv Dairy Res. 11:643.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى