فاكهة «السابوتا» كنز غذائي غير مُكتشف في مصر
إعداد: د.حنان عبدالكريم غنام
باحث بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية
فاكهة السابوتا (Sapota)، المعروفة عالميًا باسم السابوديلا (Sapodilla)، تنتمي إلى الفصيلة النباتية Sapotaceae. وهي فاكهة استوائية ذات قشرة بنية خشنة، ولب بني فاتح ناعم يحتوي على بذور سوداء لامعة، وتتميز بطعم حلو يشبه الكراميل أو التمر. موطنها الأصلي هو أمريكا الوسطى، وخصوصًا المكسيك، إلا أنها تُزرع حاليًا في العديد من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، بما في ذلك مصر. وتُعرف محليًا بأسماء متعددة مثل “السابوتا”، “السابوديلا”، و”شيكو” (خاصة في بعض الدول الآسيوية). أخذت زراعتها في مصر في التوسع المحدود، لا سيما في الإسماعيلية، وبعض مناطق الصعيد، ومزارع خاصة في الدلتا والواحات. وتُعد من الأشجار دائمة الخضرة، تبدأ بالإثمار بعد 3 إلى 5 سنوات.
تنمو في مناخ معتدل إلى دافئ، وتتحمل الجفاف نسبيًا، مع أفضلية التربة الجيدة الصرف. يرجع محدودية انتشارها في مصر إلى ضعف الوعي الاستهلاكي وقصور التسويق المحلي، إلى جانب اقتصار الإنتاج على نطاق ضيق. تُعد السابوتا فاكهة ذات قيمة غذائية عالية وطعم مميز، وتحتوي على مركبات طبيعية نشطة تُسهم في دعم المناعة، تحسين الهضم، تعزيز صحة القلب، الوقاية من السرطان، والحفاظ على صحة الجلد والدم. ومع زيادة الوعي والتوسع في زراعتها، يمكن أن تمثل مصدرًا واعدًا للتغذية والصحة والدخل الزراعي.
المركبات الكيميائية الفعالة في فاكهة السابوتا وفوائدها الصحية والغذائية
فاكهة السابوتا غنية بمركبات كيميائية طبيعية فعالة، تجعلها من الفواكه ذات القيمة الغذائية والصحية العالية. هذه المركبات تساهم في دعم وظائف الجسم، الوقاية من الأمراض، وتحسين الصحة العامة:
1ـ البوليفينولات (Polyphenols): وتشمل الفلافونويدات، حيث تعمل كمضادات للأكسدة، تحارب الجذور الحرة، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لها خصائص مضادة للسرطان والالتهابات.
2ـ التانينات (Tannins): وهي مركبات فينولية قابضة، تُستخدم كمضادة للبكتيريا والفيروسات، وتساعد في علاج الإسهال وتنظيم حركة الأمعاء، كما أنها مفيدة في التئام الجروح والقرح الهضمية.
3ـ فيتامين C (حمض الأسكوربيك): مضاد أكسدة قوي، يعمل على تقوية جهاز المناعة، ويساعد في تكوين الكولاجين، ويحسّن امتصاص الحديد، ويقي من فقر الدم.
4ـ السكريات الطبيعية (Fructose, Sucrose, Glucose): موجودة بتركيز معتدل، وهي مصدر طبيعي للطاقة، مفيدة للرياضيين والأطفال، وتعطي طعمًا لذيذًا دون الحاجة للسكريات المضافة.
5ـ الألياف الغذائية (Dietary Fiber): موجودة بنسبة عالية نسبيًا، وتحسّن صحة الجهاز الهضمي، وتخفض الكوليسترول، وتنظم مستويات السكر في الدم.
6ـ السابونينات (Saponins): توجد بتركيز ضئيل، وتُساهم في خفض الكوليسترول، ولها خصائص مناعية ومضادة للسرطان في بعض الدراسات.
7ـ المعادن أو الأملاح المعدنية:
ـ البوتاسيوم: ينظم ضغط الدم، ومفيد لصحة القلب.
ـ الحديد: يمنع فقر الدم ويحسّن نقل الأكسجين في الدم.
ـ الكالسيوم: يقوي العظام والأسنان.
ـ المغنيسيوم: يساهم في استرخاء العضلات وتنظيم الإشارات العصبية.
ـ الفوسفور: يدعم صحة العظام والطاقة الخلوية.
الفوائد الصحية والغذائية لفاكهة السابوتا
تُعد فاكهة السابوتا من الفواكه الاستوائية الغنية بالعناصر الغذائية والمركّبات النشطة بيولوجيًا، مما يجعلها ذات قيمة صحية عالية. فهي تحتوي على مزيج متكامل من الفيتامينات، المعادن، الألياف، ومضادات الأكسدة التي تسهم في دعم وظائف الجسم المختلفة والوقاية من عدد من الأمراض:
1ـ تعزيز صحة الجهاز الهضمي: بفضل محتواها العالي من الألياف، تُساعد على تحسين الهضم، تنظيم حركة الأمعاء، والوقاية من الإمساك.
2ـ دعم جهاز المناعة ومكافحة الأكسدة: لاحتوائها على فيتامين C والبوليفينولات، مما يُسهم في تقوية المناعة، والوقاية من الالتهابات والأمراض المزمنة.
3ـ تعزيز إنتاج الطاقة: لاحتوائها على سكريات طبيعية تُعد مصدرًا سريعًا وآمنًا للطاقة.
4ـ دعم صحة الدم والوقاية من فقر الدم: بسبب محتواها من الحديد الضروري لإنتاج الهيموجلوبين.
5ـ الحفاظ على صحة العظام والأسنان: لاحتوائها على الكالسيوم، الفوسفور، والمغنيسيوم، وهي معادن مهمة للعظام والأسنان.
6ـ تحسين صحة القلب والدورة الدموية: من خلال تنظيم ضغط الدم وتقليل الكوليسترول الضار.
7ـ دعم صحة العين والجلد: بفضل فيتامين A الذي يساهم في الرؤية الجيدة وتجديد خلايا البشرة.
8ـ ترطيب البشرة وتأخير علامات التقدم في السن: بفضل محتواها من الماء والفيتامينات التي تدعم نضارة البشرة.
9ـ تهدئة الجهاز العصبي: لاحتوائها على مركبات طبيعية ذات تأثير مهدئ تُحسّن المزاج وتقلل التوتر.
يمكن تناول السابوتا طازجة، أو استخدامها في العصائر أو الحلويات، ويفضل استهلاكها عند نضجها التام، حيث أن الثمار غير الناضجة تكون ذات طعم قابض وغير مستساغ.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.