«غريبة الناس».. والانحطاط الإعلامي لافتكاسات فنكوشية زراعية!!
بقلم: د.أسامة بدير
أنا بطبيعتي متفائل للغاية.. دائما أنشر الأمل أينما أكون.. أثق في كل من أتعامل معهم إلى أن يثبت لي عكس ذلك.. الوطن أهم عندي من كل شيء.. لا أخون.. لا أبيع مبادىء.. الشفافية جزء أصيل من منهج حياتي الذي نشأت عليه بفضل والدتي رحمة الله عليها.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
احترام الإنسان وعقول الناس الذي يساهم موقع الفلاح اليوم في صياغة أفكارهم، وصناعة سلوكياتهم أحد أهم بنود ميثاق الشرف الذي أولا قطعته على نفسي كمسئول عن الموقع وكل ما ينشر فيه، ثم المثياق المهني الذي تعارفنا عليه وسط الجماعة الصحفية.
لذا، كان احترام عقول أكثر من 7 ملايين من قراء الموقع سنويا حق أصيل حافظنا ونحافظ عليه طوال ثمانية سنوات مضت منذ انطلاق الفلاح اليوم، ونحن مستمرون عليه ننشر صنوف المعرفة الزراعية لنصل إلى هدفنا الأسمى وهو نبض الفلاح الإنسان وحقه الأصيل في المعرفة، أملا في إحداث التنمية الريفية الحقيقة التي ترسخ وتصون كرامة وحقوق جميع أبناء المجتمع الريفي وتقود مصر نحو مستقبل أرقى وأسعد.
المتابع للإعلام المصري خلال الفترة الأخيرة بعين الناقد الواعي لابد أنه أدرك تدني محتواه وسطحية ما يتم عرضه من أفكار وموضوعات، إضافة إلى المناقشات المليئة بالمغالطات التي تتنافي مع العلم والمنطق والواقع الذي نعيش فيه.
وزاد الطين بلة، بعض من الضيوف الذين دأبت الفضائيات الخاصة على استضافتهم من أنصاف المتعلمين الذين لا يمتلكون أبسط قواعد العلم ولا حتى الحد الأدنى من المعرفة التي تؤهلهم لحديث الناس عبر وسائل الإعلام الجماهيرية، وانتقلت العدوى إلى قنوات التلفزيون الرسمي التابع للدولة في استضافة هؤلاء الأشخاص مدعو العلم، رغم أنهم ينشرون الجهل الناتج عن عقم الأفكار وشذوذ التفكير.
حين نشاهد على أحد قنوات التلفزيون الحكومي برنامج (…) يستضيف “ر.م” أحد قيادات “م.ش” وهى في ذات الوقت أستاذة جامعية تستعرض بكل فخر وكبرياء وثقة ابتكار من صنيعة عقلها وفكرها سينهي أزمة الأعلاف والدواجن وارتفاع أسعارهما في مصر، على حد قولها.
طالبت صاحبة الابتكار على الهواء مباشرة، الجهات البحثية بمصر ضرورة ابتكار سلالات دواجن تأكل من أكلنا العادي وليس الأعلاف…، مؤكدة على أن إنتاج هذه النوعية من السلالات ستكون الأفضل من السلالات الحالية.
عزيزي القارىء.. اسمح لي ألا أخوض في تفاصيل أكثر من ذلك عن هذا الابتكار العبقري اللوزعي الذي نال كل التقدير والإعجاب من المذيعة التي كانت تحاور صاحبة الابتكار، علما بأنها من المفترض أن تناقشها في هذا الابتكار، إذا ما اتفقنا أنه يصلح أن نطلق عليه ابتكار، أم أنه يمكن أن يطلق عليه شيء آخر يعف قلمي أن يخطه.
يقيني، أن الجهل أضحي يطل علينا من وسائل إعلام كثيرة خلال هذه الفترة التي توارت فيها العقول المستنيرة صاحبة الابتكارات المستحدثة والخبرات المتميزة، وحلت حفنة من المرتزقة الذين بات الجهل يطبق على عقولهم، وضحالة التفكير تطفح في أقوالهم، وأعمى الغباء الذهني سلوكياتهم.
أناشد كل من بيده القرار الإعلامي بوطننا الغالي ضرورة إعادة النظر بشكل عاجل فيما يتم تناوله من موضوعات وأطروحات وإشكاليات تخص البحث العلمي والصياغات العلمية التي يتم طرحها على الصعيد الإعلامي، خاصة ممن يتم استضافتهم في القنوات الفضائية، حتى نساهم في نشر الوعي الصحيح وإيجاد الحلول العلمية لمشاكلنا بما يتوافق مع قواعد العلم والواقع والإمكانات المتاحة في المجتمع.
كما أدعو كافة قيادات العمل الإعلامي من المسئولين عن تلك القنوات البعد كل البعد عن انتهاج سياسة الانحطاط الإعلامي، من أجل تحقيق مآرب شخصية ضيقة على حساب سمعة إعلام مصر وعلمائها وقياداتها، فالإعلام هو مرآة المجتمع حكاما ومحكومين.
أخيرا، أناشدكم مقاطعة كل قناة أو وسيلة إعلامية تبث مثل هذا الهراء ولا تحترم عقول متابعيها، فالحل الوحيد هو حذفها من قوائم المشاهدة بشكل نهائي.. الوطن ينادي كل أصحاب العقول المتميزة والأفكار المستنيرة وشباب الباحثين في كل المجالات وفي القلب منها الزراعة من أجل تصدر المشهد الإعلامي وعدم تركه لنوعية من البشر فقدت عقلها ورشدها وأخذت على عاتقها نشر الجهل والخرافات في المجتمع.
للتواصل مع الكاتب
[email protected]