رئيس التحرير

عودة الانضباط إلى الشارع المصري: نداء شعبي ورسالة عاجلة إلى وزارة الداخلية

بقلم: د.أسامة بدير

في ظل ما تشهده بعض المناطق السكنية من فوضى متزايدة وغياب لمظاهر الانضباط والاحترام لحقوق المواطنين، أرفع مُناشدة صادقة إلى وزارة الداخلية، حماة الأمن الداخلي، بأن تتبنى حملة شاملة لإعادة الانضباط إلى الشارع المصري، وبسط نفوذ الأدب والاحترام، بما يُكفل حق كل مُواطن في أن يحيا داخل بيته في سكينة وهدوء.

لقد تحولت الشوارع والحارات، التي من المُفترض أن تكون بيئة آمنة لحياة أُسرية هادئة، إلى مساحات تعج بالضوضاء والتجاوزات. نرى الأطفال يلعبون ويصرخون حتى الساعات الأولى من الفجر دون رقيب أو وازع، فيما تعمل بعض الورش داخل الكتل السكنية بأصوات أدوات وماكينات مُزعجة وخبط لا ينقطع، وكأننا في منطقة صناعية لا مأهولة بالسكان. المقاهي والمحال تبث أصوات التلفاز والموسيقى الصاخبة، بينما تغمر روائح الشيشة منازل المواطنين، فتفسد عليهم الراحة والنوم والهواء النقي.

أعلم يقيناً أن العبء ثقيل على رجال الشرطة الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية حماية الأمن والنظام، وأُوجه إليهم كل الشكر والتقدير على جهودهم وتضحياتهم المستمرة في سبيل أمن هذا الوطن. لكني أناشدهم اليوم أن يُضاعفوا من هذه الجهود في ملف بالغ الأهمية يمس حياة الملايين: ملف الانضباط العام واحترام حق المواطن في الهدوء والراحة داخل منزله.

إن عودة الانضباط ليست فقط مطلباً جماهيرياً، بل هي ضرورة اجتماعية واقتصادية. فالمواطن الذي يُحرم من النوم المُبكر بسبب الضجيج لا يستطيع أن يُؤدي عمله بكفاءة في اليوم التالي، فتتأثر إنتاجيته، وينعكس ذلك على الاقتصاد الوطني. إن الهدوء ليس ترفاً، بل أساس لصحة نفسية وجسدية جيدة، وهو جزء من أبسط حقوق الإنسان في بيته.

نحن بحاجة إلى فرض هيبة الدولة في الشارع، وإلى تفعيل القوانين التي تجرم التعدي على راحة المواطنين، ومنع الأنشطة المُزعجة في المناطق السكنية، سواء كانت ورشاً أو تجمعات صاخبة أو لعب أطفال.

نحتاج إلى حملات توعية، لكن نحتاج قبل ذلك إلى تطبيق حازم للقانون على الجميع دون استثناء.

أخيراً، أثق في قدرة وزارة الداخلية على إعادة الانضباط والسكينة إلى شوارعنا، وأنا على يقين أن هذه الخطوة ستكون نقطة تحول حقيقية في حياة ملايين المصريين الذين يحلمون فقط بليلة هادئة ونوم مُستقر، كي يستيقظوا في الصباح بكامل طاقتهم للعمل والإنتاج من أجل هذا الوطن.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى