تقارير

علاقة تطوير الري بزيادة مساحة الأراضي المزروعة إلى 600 ألف فدان 

إعداد: أ.د.صبحي فهمي منصور

أستاذ بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة – مركز البحوث الزراعية

 تعد مشروعات تطوير الرى خطوة أساسية ضمن أولويات الحكومة لترشيد استهلاك المياه فى أغراض الزراعة، وتعظيم العائد من المياه فى الأراضى الزراعية، وتحقيق أكبر قدر من العدالة فى توزيع المياه على المنتفعين، مع تحقيق أعلى مردود إيجابى اقتصادى للمزارعين.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

ترجع أهمية برنامج الانتقال من نظم الرى بالغمر إلى نظم الرى الحديث (الرى بالرش أو بالتنقيط والرى تحت السطحى) لوجود فجوة بين الموارد المائية المتاحه والاستخدامات الحالية تقدر بنحو 20 مليار متر مكعب سنوياً، ويتم سد هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى والمياه الجوفية الضحلة، وتحلية مياه البحر علما بان نسبة الأراضى التى تروى بالرى الحديث فى مصرتصل لمليون فدان( تمثل 10% من إجمالى المساحة المروية).

وتهدف الدوله إلى التحول من أنظمة الرى بالغمر إلى أنظمة الرى الحديث فى الأراضى القديمة بالوادى والدلتا مع الإبقاء على محافظات شمال الدلتا بالمناطق الشمالية وذلك لعدم تداخل مياه البحر على مياه الخزان الجوفى وذلك من خلال آلية سريعة فى مدة لا تزيد على 10 سنوات من خلال إشراك المزارعين فى التنفيذ والإدارة والصيانة، مما سيؤدى إلى رفع كفاءة استخدام المياه على مستوى الحقل وتقليل فواقد النقل فى المساقى والمراوى،  هذا من ناحية ومن ناحية اخرى يؤدى هذا المشروع الى زيادة مساحة الاراضى الزراعية.

أثبتت الدراسات ان أساليب الرى الحديث ترفع كفاءة توصيل المياه إلى نحو 85 – 90% وتحقق وفر فى مساحات الأراضى نتيجة توفير مساحات المساقى الخاصة بالمراوى وهذه احدى الوسائل غير التقليديه لإضافة 312 ألف فدان لزيادة الرقعة الزراعية، ويمكن توضيحها فى الاتى:-

كيفية إضافة 312 ألف فدان

اذا علمنا من الحصر الفعلى ان متوسط مقطع المراوى الترابيه المنتشرة فى اراضى الدلتا حوالى 3 متر وبعد تطوير المراوى (فى مشروع تطوير الرى الحقلى) وصل عرض هذه المراوى الى 90 سم، وبالتالى حدث توفير فى جزء من المساحة المهدرة فى قنوات الرى واضافتها الى الارض المزروعة – قدرة هذه المساحة المضافة بحوالى 0.52% من اجمالى المساحة اى اذا طبقنا تطوير المراوى على مساحة 10000 فدان فإننا نضيف الى المساحة المزروعة ما قيمته 52 فدان، وهكذا اذا ما طبق على مساحة مليون فدان فإننا نضيف ما قيمته 5200 فدان اما اذا ما طبق على جميع اراضى الدلتا وقدرها 6 ملايين فدان فاننا نضيف الى المساحة المزروعة ما قيمته 312 الف فدان (5200 × 6).

نستخلص من هذا ان تطوير المراوى بالقنوات المبطنة يوفر مساحة من الاراضى تقدر 312 الف فدان، ويمكننا مع تنفيذ مشروع تطوير الرى يمكن تجميع الحيازات الصغيرة فى حيازات اكبر مما يؤدى الى خفض مستلزمات شبكة الرى وخفض تكلفتها، بالاضافة الى زيادة مساحة الاراضى الزراعية بشكل غير مباشر ويمكن توضيح ذلك فى الاتى:-

تجميع الحيازات الصغيرة في حيازات أكبر (مما يضيف 288 ألف فدان)

من المعروف ان مساحة الفدان= 4200 متر مربع بينما المساحه المنزرعه فعليا = 4000 متر مربع اى ان هناك 200 متر مربع تفقد فى عمليات قنوات الرى والبتون وعلى ذلك اذا طبقنا هذه السياسة التجميعية على 100 فدان فاننا بذلك نضيف الى الارض المنزرعه مساحه تقدر 4.8 فدان واذا ما طبقت هذه السياسة على مليون فدان فاننا نضيف 48 الف فدان وهكذا اذا ما طبقت على اراضى الدلتا والتى تروى بالرى التقليدى ومساحتها 6 مليون فدان فاننا نضيف الى الاراضى المتزرعه 288 الف فدان.

كيفية تجميع الحيازات

لسنا اولى دول العالم التى تواجه هذه المشكلة فقد سبقتنا اليها الصين واليابان وسبقتنا فى حلها ايضا وذلك بتجميع الحيازات الصغيرة والمتوسطة معا فى حيازات اكبر (50 او 100 فدان مثلا) والتعامل مع اصغر حيازة باعتبارها سهم فاذا افترضنا ان مساحة الحيازة المجمعة 50 فدان واقل حيازه بها = 6 قيراط فيكون السهم الواحد فى تلك الحيازة المجمعة = 6 قيراط ويكون عدد الاسهم = 200 سهم (50 × 24 \ 6) ومن يمتلك فدان يكون له 4 اسهم وهكذا.

بعد ذلك تجرى عمليات الخدمة والزراعة والحصاد فى الحيازة المجمعة وبعد تسويق المحصول تخصم تكلفة عمليات الخدمة ثم يوزع صافى العائد على 200 سهم وفيها يجد كل صاحب سهم ان عائده من عملية التجميع يفوق عائده عند الزراعة المنفردة علما بأن من يدير عمليات الخدمة فى الحيازة المجمعة هم اعضاء منتخبون من اصحاب الحيازات المجمعة، ويمكن من خلال تطبيق هذه التجربة فى كل قرية تعميمها بشكل اكبر، حيث يشعر المزارع بمدى جدوها وما يترتب عليها من زيادة هامش ربحه بالاضافة الى ان تجميع الحيازات يعمل على:-

ـ استخدام الالة بدلا من العمليات اليدوية.

ـ الانتهاء من عمليات الخدمة مبكرا.

ـ يسمح بزراعة المحصول التالى فى موعده يدون تأخير.

ـ قلة الفاقد من المحصول وزيادة العائد من وحدة المساحة.

ـ يقلل مخاطر الإصابة من الامراض والافات.

*الخلاصة: يمكن زيادة المساحة المزروعة يما يقرب من 288 ألف فدان (فى حالة تطبيق الحيازات المُجمعة فقط) أو زيادة المساحة المزروعة بما يقرب من 600 ألف فدان (فى حالة تطبيق الحيازات المُجمعة وتطوير المراوى بالقنوات المبطنة 288 + 312).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى