تقارير

علاج مُلوحة التربة الزراعية

كتبت: نورا سيد تعتبر الملوحة من الأمور الخطيرة التي تسبب ضعف نمو النباتات وبالتالي خسارة للمزارع، لذا فإنه يعاني منها بشدة، فنجد أن هذه الأرض يكون PH فيها تقريبا يعادل 8,5، حيث تكون نسبة الأملاح المتعادلة فيها عالية جداً، إلى جانب أنها تحتوي أيضا على الصوديوم الذي تم تبادله بنسب مرتفعة جداً ويقدر بحوالي 15%، وكل هذا يضر بالنبات ونموه فكان لابد من وضع اسس وملامح لعلاج ملوحة التربة الزراعية.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لكن في البداية لابد من معرفة مفهوم الملوحة، وما الذي يقصد به؟

ملوحة التربة الزراعية: هي عبارة عن زيادة معدل الأملاح الكلية في التربة، والتي تعمل على تسبب إعاقة كلية او جزئية لزراعة هذه التربة، وذلك على حسب معدل نسبة الأملاح الموجودة في التربة، حيث تسبب خسارة في المحصول.

ماذا يحدث عندما تزداد نسبة الأملاح في الماء والتربة؟

من الأسئلة الهامة جداً لمعرفة علاج ملوحة التربة الزراعية والتي يجب الإجابة عليها ومعرفة الأضرار المترتبة عليها، حيث يؤدي ذلك إلى:

أولاً.. ضعف النباتات وبالتالي قلة إنتاج المحصول:

نتيجة ازدياد معدل الضغط الاسموزي وخاصة في جذور النباتات، ولكي يقاوم النبات تلك البيئة الغير مناسبة للنمو تعمل خلايا النباتات علي رفع نسبة الضغط الاسموزي في السيتوبلازما، وبالتالي نلاحظ على النباتات الضعف والهزلان وفقدان طاقته الحيوية (التي تساعده على النمو والكبر وزيادة الإنتاجية)، وفي النهاية يكون المحصول ضعيف جداً.

ثانياً.. ارتفاع معدل امتصاص المركبات السامة:

حيث يبدأ النبات في امتصاص تلك الأيونات السامة والتي تتمثل في البورون والكلور والصوديوم نتيجة لوجودهم بكميات كبيرة في التربة، وتم كل ذلك من خلال جذور النباتات، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأملاح الموجود بالتربة، وعند إضافة الماء إلى كل هذا أثناء عمليات الري والمطر وغيرها، فانه يعمل علي زيادة تماسك التربة وقلة النفاذية فيبقى الماء محبوساً فيها، اضافةً إلى قلة التهوية؛ وبالتالي تظهر الملوحة بنسبة كبيرة جداً علي النباتات، والتي تتمثل في احتراق الحواف الخارجية لأوراق النباتات، وكذلك تلون أوراق النبات باللون الأخضر الغامق ثم جفافها والجدير بالذكر أن النبات يصاب بصغر حجمه وقصره، بالإضافة إلى أن الأملاح تظهر على سطح التربة على شكل بقع بيضاء اللون.

علاج ملوحة التربة الزراعية

هناك عدد من التوصيات والنصائح التي يجب على المزارع اتباعها لتخلصه من مشكلة تراكم وارتفاع نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية، من أهمها:

1ـ يتم عمله في الأرض هو حرثها جيداً، ويتم ذلك بحرثها مرتين متعامدتين لتكسير التربة وتفتيتها.

2ـ لكي يتم خفض نسبة الملوحة بالتربة نقوم بغسلها جيداً، ويتم ذلك من خلال غمرها بالماء، مع زيادة عدد الساعات في الري سواء أكان الري عن طريق التنقيط او من خلال الرش.

3ـ يراعى ان يضاف الى الماء المستخدم في غسيل التربة المعدلات السمادية بكميات متناسبة.

4ـ بعد أن قمنا بغسل التربة جيداً، وتم التخلص من بعض الأملاح الموجودة فيها، إذا لابد من توفر صرف جيد للتخلص منها من خلال ماء الصرف والرشح، ويتم ذلك من خلال توفر المصارف المناسبة.

5ـ الاهتمام بإضافة السماد البلدي وكذلك الأسمدة والمخصبات الحيوية والزراعية، التي تعمل علي زيادة معدل إنتاجية المحاصيل، حيث انها تقلل من نسبة PH في التربة، بالإضافة إلى استعمال بكتريا Thiobacillus والتي لها دور مهم جداً في تأكسد الكبريت الموجود في التربة الملحية، وتكون الكبريتات بالإضافة إلى أنها تعمل على تحسين التربة وخصائصها.

6ـ اتباع زراعة المصاطب للخضروات، وذلك لتجنب ومنع تراكم تلك الأملاح بجانب جذور النباتات والخضروات، وفي حالة إذا ما ظهرت تلك البقع يقوم المزارع بقشطها ورميها بعيداً عن التربة والنبات.

7ـ يعتبر الجبس الزراعي من المواد التي تساعد في علاج ملوحة التربة الزراعية لذا ينصح بإضافته إلى الأرض المصابة بالملوحة، ففي حالة إذا ما كانت نسبة الملوحة تقل عن 4 مللي موز/ سم؛ فانه يتوجب عليك اضافة من نص إلى طن كامل من هذا الجبس الزراعي، أما في حالة إذا ما كانت النسبة تتراوح ما بين 4 الي 8 مللي موز/ سم وأكثر فإنه يفضل إضافة من 1.5 الى 2.5 طن.

8ـ هناك بعض المركبات التي تقوم بدور فعال جداً في زيادة تحسين صفات التربة الزراعية مثل الهيوميك أسيد، مما يخفف من أثار الأملاح في التربة.

9ـ تعريض البذور لبعض المعاملات التي تزيد من درجة مقاومتها وتحملها للملوحة، ومن أهمها:

ـ يقوم المزارع بنقع بذور النباتات التي سيقوم بزراعتها في محلول أسموزي ذو ضغط مرتفع.

ـ في حالة بذور الطماطم فيتم نقعها في محاليل من بولي إيثلين جليكول (أل دالتون).

ـ بالإضافة لذلك هناك بعض البذور التي يتم وضعها في محلول ملحي من مركبات كلوريد الصوديوم، وبالتالي يحدث تغير فسيولوجي بجنين البذور مما يزيد من مقاومته ومحاربته للملوحة الزائدة في التربة، وبالتالي يستطيع النمو في ظل الظروف البيئية التي يتعرض لها ويعطي إنتاجية جيدة ولا يحدث خسارة كبيرة للمزارع.

ـ قام بعض الباحثين بإضافة حمض الكبريتيك لماء الري وكان ذلك بنسبة تتراوح ما بين 2 الى 2,5 لتر/فدان، ولمدة تتراوح ما بين من أسبوع إلى شهر، ومن أهم نتائجه أن المنطقة التي تنمو فيها الجذور قد تخلصت من الأملاح وقامت بطردها لسطح التربة وبالتالي زاد ذلك من نمو النبات.

ـ يراعى منع الري بالرش في حالة إذا زادت نسبة الملوحة في المياه عن 1500 جزء من المليون، وذلك لان الماء سيقوم بالتبخر ويترك الأملاح على الجزء الأخضر وخاصة الأوراق والفروع في النبات، وبالتالي ستحرق وسيموت النبات.

ـ قد قام البعض بإضافة المركبات الكيميائية، ومن أهمها كبريتات الكالسيوم والتي يتم تحميلها بعدة احماض الى ماء الري، ومن أمثلتها نسبة من الأحماض الأمينية كالبرولين وبعض المواد المشهورة بترطيب منطقة نمو الجذور (كيونر سال وبولي سكاراديز وفري سال) ويتم إضافة جلوتاريك اسيد الى تلك الأحماض؛ من أجل خفض معدل الملوحة لماء الري.

ـ الاهتمام بمصارف المياه لكي تجيد الصرف ويزيد معدلها، ولا يترسب بها الاملاح.

ـ يجب استخدام الأسمدة النيتروجينية والمعدنية والبوتاسية والكيميائية والحد منها والترشيد في استخدامها، ويراعى ان تكون تحت اشراف المهندس الزراعي ولابد ان يكون فاهم وواعي.

ـ الاعتدال في الري وعدم الإسراف والكثرة منها زيادة عن اللزوم لأنها ستؤثر على منطقة الجذور بزيادة ملوحة الماء الأرضي.
· مراعاة استخدام مياه الري ذات ملوحة قليلة.

ـ البعد عن استعمال الأسمدة العضوية المملحة.

ـ عند الحرث يراعى عمل تسوية حتى لا تتركز الأملاح والماء في المناطق المنخفضة، وبالتالي تزيد بها نسبة الأملاح.

ـ زراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة حتى يحصل المزارع على إنتاجية ولا يتسبب لنفسه في الخسارة.

ـ يتم ري الأرض بالغمر مرتين في العام، وذلك من أجل غسيل التربة وتخليصها من الا

أملاح المزهرة في الأرض، ويراعى ان تغطى الماء سطح التربة.

ختاما، لابد من المحافظة على التربة ونسبة ملوحتها لكي تعطيك أيها المزارع الإنتاجية التي تنتظرها ولا يحدث لك أي خسارة، وعند التعرض لمثل هذه الاضرار لابد من استشارة مركز الإرشاد الزراعي او المحلات التي تقوم بشراء الادوية والكيماويات منها. كما يراعى الاهتمام بالري والتسميد، حيث أن النباتات المزروعة تعيش في بيئة غير مناسبة وتزداد فيها كمية الملوحة، وبالتالي لا يحصل على ما يريد من الماء.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى