رئيس التحرير

عفوا.. رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام

د.أسامة بدير

بقلم: د.أسامة بدير

في اجتماع الهيئة الوطنية للصحافة مع رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير بـالمؤسسات الصحفية القومية، الذي عقد بـمؤسسة دار الهلال، مساء أمس السبت، طلب عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، من الحكومة دعم المؤسسات الصحفية القومية ماديا.

يبدو لى أن هذا الطلب غريب كل الغرابة، خاصة عندما يأتى على لسان رئيس أكبر وأعرق مؤسسة صحفية ليس فى مصر فقط، بل على مستوى العالم العربى كله.

الشاهد، أن مؤسسة الأهرام التى لها عشرات الإصدارات منها اليومى والأسبوعى والشهرى والربع سنوى، فضلا عن إصدارات الكتب على اختلاف موضوعاتها، وبهذا الحجم الضخم من الإصدارات الصحفية التى تطال شتي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية والأدبية والفنية والرياضية، لابد أن تمتلك رؤية اقتصادية مستقلة تماما عن تحميل الموازنة العامة للدولة أى أعباء.

ليس معنى أن تلك المؤسسة الصحفية العريقة تتحدث بلسان الحكومة، أن تدعمها ماليا بشكل مفتوح، فالمفروض أن تصل إلى مرحلة الفطام، لأن دعمها سيكون على من أموال الشعب، خاصة فى تلك المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة، وارتفاع غير مسبوق فى جميع السلع والخدمات الضرورية التى يحتاج إليها المواطن كى يستطيع العيش بالحد الأدنى من الحياة الكريمة.

يقينى أن مؤسسة الأهرام بتاريخها العريق وإمكانياتها اللوجستية ومواردها البشرية العملاقة لا تحتاج إلى أى دعم مالى، إنما فقط تحتاج إلى إدارة رشيدة توظف جميع مواردها المتاحة بشكل اقتصادى يضمن نهضة وتقدم وتطور المؤسسة فى تحقيق أهدافها على الصعيد المهنى والمعرفى، وقيادة الرأى العام التنورى صوب خطط وبرامج تنمية حقيقية تسعى الدولة الوصول إليها فى المنظور المتوسط والبعيد.

أقول للزميل عبدالمحسن سلامة، ينبغى الابتعاد تماما خلال هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصرنا الحبيبة، عن طلب أى شكل من أشكال الدعم المادى من الحكومة، فلديها أولويات ضخمة وقطاعات كبيرة فى المجتمع لعل أهمها القطاع الريفي، الذى يحتاج وبشكل عاجل إلى توجيه الجزء الأعظم من هذا الدعم المالى لتنميته بالشكل اللائق بحياة ملايين الريفيين الذين يعيشون بلا أى خدمات صحية وتعليمية وترفيهية، فضلا عن احتياجه لتوفير ملايين فرص العمل.

أهمس فى أذن عبدالمحسن سلامة، قائلا: لديك مؤسسة صحفية تملك جميع مقومات النجاح الاقتصادى قبل المهنى، لكن الأمر يحتاج فقط لرؤية وفكر اقتصادى تدار به المؤسسة، من خلال برنامج طموح يعتمد على العمل الجاد فى توظيف الطاقات البشرية للمؤسسة، بالشكل المناسب بهدف تحقيق أقصى استفادة من خبراتهم وأفكارهم الإبداعية، بعيدا عن اتباع أسلوب “الشحاتة” والاعتماد على الموازنة العامة للدولة فى توفير نفقات مئات البشر الذين لا عمل لهم داخل المؤسسة.

وحتى لا يغضب منى أى زميل صحفى فى مؤسسة الأهرام، فأنا لا اطالب كما يفعل البعض منهم بخصخصة العمالة داخل المؤسسة، لكنى أؤكد على أن العنصر البشرى إذا ما تم تعليمه وتدريبه وتأهيله بالشكل المناسب وفق الأهداف المطلوب منه تحقيقها، فأنه حتما سيصل إليها وربما يتعداها لصالح المؤسسة والمجتمع.

فالمطلوب فقط إدارة رشيدة تطبق قواعد ومحددات الحكم الرشيد فى هذه المؤسسة العريقة، والبداية بشفافية.. حتما ستكون مع رئيس المؤسسة الذى إذا لم يجد فى نفسه الخبرات والمهارات اللازمة لقيادة مؤسسة صحفية بحجم تاريخ وعراقة الأهرام، تعتمد على نفسها فى تدبير ما تحتاجه من موارد مالية، بل وتحقق أرباح تدفع بها نحو الموازنة العامة للدولة مساهمة منها فى برامج وخطط التنمية على صعيدها الوطنى.

فلا مكان فى تلك المرحلة الخطيرة التى يمر بها اقتصاد الوطن لمن يريد أن يعتمد على دعم مالى من الحكومة، فبيته بات أولى به، وليترك مكانه لشخص آخر يمكن أن يكون لديه رؤية تنهض بـمؤسسة الأهرام نهضة اقتصادية ومهنية كبيرة.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. معك فى هذا الراى دكتور اسامة فالقطاع ا لريفى فى حاجة للدعم وهو اولى من اكبر المؤسسات الصحفية نقيب فلاحين مركز بدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى