تقارير

عشوائية استخدام خلطة «الخميرة» ومشتقاتها في الزراعة

كتب: د.محمد علي في ظل هذه الظروف الرطبة متقلبة الحرارة، ومع دخول الصيف الحقيقي وزيادة معدلات امتصاص النبات للماء والعناصر وزيادة البحر نتح، نحذر جميع المزارعين من استخدام ما يسمى بـالخميرة بالطريقة المتداولة.

بصفة عامة وما نتج عن ابحاث وتجارب علمية عديدة فان للخميرة ومشتقاتها بعض التأثيرات على هياج وتنشيط النمو الخضرى والجذرى ونضج سريع وغير طبيعي للثمار في بعض الحاصلات تحت ظروف مناخية معينة، أما فى توقيتات التقلبات المناخية، يكون من سوء العاقبة اضافة ما يسمي بخلطة الخميرة (خميرة وعسل اسود وخلافه) علي الزراعات وخاصة محاصيل الموسم قصير النمو الخضري، فنواتج ايض الخميرة هي بعض الفيتامينات والاحماض الامينية وبعض الاحماض العضوية والاهم هو هرمون السيتوكينين وغاز الايثلين (الناتج عن تخمر العسل الاسود).

كل هذه المركبات هي وسط محبب جدا للامراض المتسببة عن الفطريات اجبارية التطفل زي البياض الزغبي واختيارية الترمم زي التبقعات والانثراكنوز والندوات واختيارية التطفل مثل معظم امراض الجذور. كما انها تجعل النبات اكثر تفضيل للحشرات الثاقبة والخادشة الماصة، بالاضافة، وهو الأهم إحداث نضج سريع وخارج عن السيطرة للثمار او الدرنات الناتجة، ولذلك فضررها اكثر من نفعها في وقت التقلبات.

وعموماً فإن الدليل الذى حدث بالفعل الموسم الشتوي هو زيادة الإصابات في الثوم والبصل المعامل بهذه الخميرة للاصابة بـالبياض الزغبي واللطعة الارجوانية مقارنة بغير المعامل بمجرد ان ظهر المرض في الاراضي بعدما تتوفر الظروف المناخية المناسبة لهما، فلا مجازفة في توقيتات حرجة.

ما الخميرة؟

الخميرة تم اكتشافها من حوالى 165 سنة (مش من سنة او اتنين يعني) على يد لويس باستور سنة 1856 بالتحديد وهي ميكروبات أحادية الخلايا يمكنها التواجد في وسط به أكسجين أي تتنفس الأكسجين كما يمكن لبعضها العيش بدون هواء ولا تشترط ان تكون من الفطريات، وهي كائنات حقيقية النواة تنتمي لفطريات من نوع (Ascosporidae) وغالبًا من نوع الفطريات الزقية وتتكاثر عبر التبرعم.

من جهة الحجم تكون الخمائر إجمالا أكبر من البكتيريا، ويوجد ثمة 39 نوع من الخمائر معروفة يتفرع من هذه الأنواع مئات الأنواع الفرعية حيث ان معظم خلايا الخميرة تتبع الفطريات الزقية. تستمد الخمائر طاقتها من تحليل السكر الموجود في بيئتها وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي والانقسام. والخمائر هي إحدى شعب مملكة الفطريات وهكذا فهي إحدى أنواع الكائنات الحية حقيقية النوى.

تتميز بأنها تهضم طعامها خارجيا (وليس داخليا ضمن جوف هضمي) وتمتص الجزيئات المغذية إلى ضمن خلاياها بعد إتمام عملية الهضم. بعض أنواع الخمائر تشارك في تعفن الأطعمة، وبعضها ذو أهمية طبية ملحوظة.

طبيعة عمل الخميرة

ما الناتج من تحلل الخميرة في الماء؟ عند ترك الخميرة في الماء فإنها تتحلل الى عدد كبير من الفيتامينات والأحماض الامينية، ولكن ما هو أهم منهم جميعاً هو هرمون السيتوكينين، والذي يعول عليه تنشيط الجذور.

أما بالنسبة لإضافة الخميرة مع المولاس (العسل الأسود): فهي تعمل على زيادة النضج وذلك لأن البكتريا الاهوائية بمساعدة الخميرة تعمل على تحلل العسل الأسود وينطلق من ناتج التحلل هرمون الأيثلين، وهو الهرمون المسؤول عن زيادة سرعة النضج نتيجة عمله على زيادة سرعة تنفس الثمار.

ما يعنى من الاخر اهم مركبين من “خلطة” الخميرة هما السيتوكينين والاثيلين:

أولاً: الإثيلين: عبارة عن غاز وإذا تعرضت الانسجة النباتية لهذا الهرمون فإنه يحدث تفاعلات معينة تؤدى إلى تغيرات فى النمو واستجابات فسيولوجية معينة فى النبات ويختلف هرمون الايثلين عن باقى الهرمونات فى كونه:
1- يكون غاز فى درجات الحرارة العادية.
2- نتيجة كونه غاز فإنه يظهر بعض الخصائص التى لا تظهرها الهرمونات الأخرى.
3- يمكن ان يتحرك من مصدرة فى نبات إلى نبات مجاور ويؤثر عليه.

وتعتبر أهم التأثيرات الفسيولوجية له هى:
1- تثبيط انقسام الخلايا نتيجه لتأثيره على الحامض النووى DNA حيث يوقف من بنائه الحيوى (تقزم وضعف فى النمو).
2- يؤدى إلى زيادة فى تمدد خلايا النصف العلوى من الورقة ما يؤدى لظهور ظاهرة التدلى فى الورقه (التهدل)
3- يؤدى إلى سرعة فى إنضاج الثمار ويسرع من معدل التنفس بها (نضج مبكر)
4- يؤثر على نمو البراعم وبالتالى فهو يلعب دور فى السيادة القمية لتثبيطه للبراعم الجانبية (السرولة)
5- له دور فى الإنتحاء الارض.
6- يؤدى إلى تساقط الاوراق وتدليها.
7- يؤثر على نمو البذور حيث له دور تنظيمى كما إنه يكسر طورالسكون لبعض البذور (انبات البذور داخل الثمار – مثل ثمار الفراولة احياناً).
8- يشجع التزهير ويزيد من عدد الأزهار (تقليص مرحلة النمو الخضري وضعف عام فى النمو).

بالاضافة الى:
– له تأثير على زيادة نفاذية الاغشية لبعض النباتات وهذا بدوره يساعد بعض المسبابات المرضية.
– تأثيره على ظهور أعراض الشيخوخة وكذلك دورة فى سرعة إنضاج الثمار يزيد من إصابتها بالعديد من المسببات المرضية، كما ان دورة تساقط الإوراق وتدليها مشابة لأعراض الذبول.
– فى عدد من النباتات وجد إن له دور فى زيادة سمك خلايا البشرة والقشره فى جذورها.
– يزيد ويستحث النبات على انتاج الفيتوالكسينات.
– يؤثر على كثير من الأنزيمات المرتبطة بمقاومة الأمراض مثل البيروكسيديز والبولى فينول إكسيديز.
– وجد إن له دور فى استحثاث إنبات الجراثيم الفطرية أثناء نضج الثمار.
– وجد إنه يحفز تكوين البروتينات المرتبطة والمصاحبة لعملية الإصابة حيث وجد إنه يحفز وينشط تعبير الجينات المسئولة عنها وكذلك يعمل على تراكم m-RNA.

أما بالنسبة للكائنات الحية الدقيقة فقد وجد إنه من أقوى الهرمونات النباتية التى تنتجها هذه الكائنات وتفرزها وكذلك تؤثر بها على النباتات.

(ويستعمل الإيثلين فى أمراض النبات على شكل مركب الإيثفون Ethephon ويعرف أيضاً بإسم الإيثرال Ethrel وعند إستعماله على النبات يتحلل معطياً غاز الإيثلين، وهناك دراسات عديده أجريت لمعرفة تأثير المعاملة بالإيثرال على الإصابه بأمراض النبات المختلفة ومدى تأثيره على تغير المقاومة فى كثير من العوائل النباتية، وقد وجد إن تأثير المعاملة يختلف تبعاً لنوع الممرض، وجد إن الفطريات الإختيارية التطفل وكذلك البكتيريا والنيماتودا والحشرات يتشجع نموها بالمعاملة.

ثانياً: السيتوكينينات ذات الأصل الحيوي The Cytokinins: وينحصر فى المقام الأول فى عملية إنقسام الخلايا مما أدى إلى إتفاق علماء فسيولوجيا النبات على إطلاق إٍسم Kinin على المادة المسببة لإنقسام الخلايا فى الأنسجة النباتية وأصبحت هذه المجموعة الهرمونية التى تدخل فيها حلقة البيورين إسمها السيتوكينينات ويعتبر الزياتين من أشهر مركباتها.

وتعتبر أهم التأثيرات الفسيولوجية للسيتوكينينات هى:
1- إنقسام الخليه.
2- إستطالة الخليه.
3- تشجيع تكوين مبادئ الجذر والساق.
4- كسر الكمون.
5- لها دورفى تكوين الاحماض النووية والبروتينات.

السيتوكينينات وأمراض النبات

ـ ما بالنسبة لما يتعلق بالكائنات الدقيقه والسيتوكينينات لوحظ إن لكثير من هذه الكائنات المقدرة على إفراز السيتوكينينات وخاصة البكتريا، وأهم انواع السيتوكينينات المنتجة هو الزياتين ومشتقاته، كما وجد إن معامله بعض أنواع البكتريا بالسيتوكينينات أدى إلى تحول السلالات الضعيفه مرضياً إلى سلالات شديدة الإصابة، وهنا بنتكلم عن زيادة محتوي السيتوكينينات عن اللزوم.

ـ أما بالنسبه للفطريات فقد وجد إن عدداً من الفطريات تستطيع إفراز الزباتين بل وإنه المسئول على ظهور الأعراض مثل فطر Taphrina وفطر Plasmodiophora، كما وجد إن فطريات الميكروهيزا لها القدرة على إفراز السيتوكينينات خاصه أجناس Boletus وRihzopogon.

ـ أما بالنسبة لأمراض تبقع الاوراق المسئول عنها فطر Helminthosporium وجد فى امراض تبقع الاوراق فى الذرة والقمح إن هناك علاقة بين مستوى السيتوكينينات فى المناطق المصابة وبين تكون الجذر الخضراء مما دفع العلماء بالقول بأن السيتوكينيناتلها دوراً فى تغذيه الكائن الممرض.

ـ وبالنسبة لتأثير المعاملة بالزباتين على العفن الفحمى فى فول الصويا والمسئول عنه فطر Macrophomina phaseolina إنها زادت نسبة الإصابة مع زيادة فى الكلورفيل وتأخر فى الإزهار.

ـ وبالنسبة لفطريات الصدأ أدت المعاملة إلى زيادة نسبو الإصابة أيضا وكذلك فى التفحم ويرجع السبب إلى ما سبق ذكرة من زيادة محتوي السيتوكينين فى زيادة المحتوى الكلورفيلى والاحماض الامينية والنووية التى تعتبر هامة لهذه الفطريات ومشجعة لإحداث المرض خاصة ما وجد من مقدرة فطريات الاصداء والتفحمات على التأثير فى مستوى تركيز السيتوكينينات فى النبات بإفرازها لها وبإلتالى تهيئة النبات ليصبح بيئة أفضل لنموها وتطورها.

خلاصة القول: توجد مخاطرة كبيرة من استخدام خلطة الخميرة ومشتقاتها بصورة بدائية عشوائية، لذلك وجب التحذير.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى