طرق مكافحة الحشائش في نظام الزراعة العضوية
روابط سريعة :-
إعداد: أ.د.عبده عبيد إسماعيل
مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية
يقصد بمكافحة الحشائش تقليل ضررها إلى أقل حد ممكن, حتى لا تحدث نقصاً في كمية المحصول الناتج وجودته نتيجة منافستها لنباتات المحصول، والوسائل المتبعة عادة في مكافحة الحشائش في نظام الزراعة العضوية, إما أن تكون طرق زراعية أو ميكانيكية أو حيوية أو طبيعية.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
لا يمكن الاعتماد على طريقة أو اسلوب واحد في مكافحة الحشائش, بل لابد من اتباع اكثر من طريقة بما يحقق تكامل عملية المكافحة (المكافحة المتكاملة للحشائش).
تتوقف طرق المكافحة المستخدمة على نوع الحشيشة وطبيعة نموها وطريقة تكاثرها ومقدار الضرر الذي تحدثه الحشيشة، وفيما يلي أهم طرق مكافحة الحشائش في الزراعة العضوية، وهى:
أ- الطرق الزراعية
هى طرق غير مباشرة تستخدم في المزارع العضوية وتؤدي دوراً هاماً في التخلص من الحشائش المصاحبة للمحصول وأهم هذه الطرق هي:
1- استعمال دورة زراعية: إن موسم زراعة المحصول وطرق زراعته له علاقة بانتشار الحشائش فيه فينتشر مع كل محصول وينمو معه باستمرار عدد معين من الحشائش نتيجة لان ظروف نمو المحصول توافق ظروف نمو، وانتشار هذه الحشائش أو لتشابه بذورها مع بذور المحصول بحيث يتعذر فصلها عن بعضها عند التنظيف فتنتشر بذور الحشائش مع بذور المحصول وتتكاثر.
من أمثلة ذلك انتشار الشوفان في القمح والشعير. لذلك فان زراعة محصول واحد في الأرض نفسها عاما بعد عام سوف يؤدي إلى تكاثر هذه الحشائش وتزايد عددها بسرعة بحيث تضر بالمحصول ضررا بليغا قد يصل إلى درجة وقف زراعة المحصول في الأرض نفسها عدة أعوام كما هو الحال عند انتشار الهالوك في محصول الفول البلدى.
2- زراعة محصول منافس: يعتبر المحصول المنافس هو الذي يتم زراعته لشدة منافسته للحشائش الموجودة في الأرض وذلك لسرعة نموه وزيادة مجموعه الخضري مما يؤدي لحجب الضوء عن الحشائش، وبالتالي يعطل من نمو الحشائش وكذلك زيادة مجموعها الجذري خاصة الجذور السطحية مما يؤدي الى زيادة قدرتها على منافسة الحشائش على الماء والعناصر الغذائية مثل البرسيم والذرة.
3- طرق الزراعة: يصعب إجراء عمليات الخدمة والمكافحة الميكانيكية بعد الزراعة للمحاصيل التي تزرع بدار أما المحاصيل التي تزرع على خطوط أو مصاطب فإنه يسهل إجراء هذه المكافحة، وبالتالي يقل ظهور الحشائش وكذلك فإن زراعة الأرز بطريقة الشتل أفضل في مكافحة الحشائش عن الزراعة بطريقة البدار.
أ- الطرق الميكانيكية
وهي طرق مباشرة لمكافحة الحشائش ومنها:
1- الحرث والإثارة Tillage: مكافحة الحشائش قبل الزراعة افضل من مكافحة والنبات مزروع بالتربة, حيث يتم في هذه الحالة ري الأرض بعد حصاد المحصول السابق وقبل زراعة المحصول اللاحق، وبالتالي يتم حرث الأرض والتخلص من الحشائش النامية قبل الزراعة حيث يتم قلب الأرض وتعريضها للشمس فتموت الحشائش بعد نموها.
2- الاقتلاع باليد Hand pulling: وذلك عن طريق نقاوة الحشائش باليد للتخلص منها وذلك لصعوبة المكافحة باستخدام العزاقات، ويفضل في هذه الحالة اقتلاع الحشائش وهي صغيرة الحجم حتى لا تنافس النباتات وكذلك سهولة قلعها في هذا العمر.
3- العزيق اليدوي Hand doeing: هذه العملية تحقق نتيجة جيدة لمكافحة الحشائش خاصة المحاصيل التي يتم زراعتها على خطوط او مصاطب اي يوجد مسافات بين النباتات بعضها، وبالتالي يتم القضاء على الحشائش الموجودة بالفأس او العزاقات اليدوية او الميكانيكية ويفضل العزيق والحشائش في عمر صغير.
4- الحرق Burning: تستخدم لحرارة من 45 – 60 وهذه الدرجة تؤدي لتجلط البروتوبلازم وتعمل تثبيط النشاط الأنزيمي، وبالتالي تقتل الخلايا الحية ويتم استخدام هذه الطرق على جوانب السكك الحديدية والترع والمصارف والطرق الزراعية، ويمكن قطع الحشائش وحرقها لمنع انتشار بذورها.
5- الغمر بالماء Flooding: يتم غمر الأرض بالماء لتقليل إنبات بذور بعض الحشائش لنقص كمية الأكسجين اللازمة للتنفس ولكن مع نقص المياه يبدو ان استخدام عملية الغمر مستحيلة.
6- الحش Mowing: يتم حش نباتات الحشائش بالمنجلة أو الشرشرة وذلك أثناء التزهير ويجب عدم التأخير حتى لا يحدث تكوين بذور الحشائش وكذلك عدم التكبير عن ذلك حتى لا يؤدي لتكوين نموات اخرى تعطي بذوراً.
7- الرعي Grazing: يتم رعي المواشي في الحقل مباشرة للمحصول المنزرع وما به من حشائش حيث ان دوس الحيوانات يؤدي لقتل جذور الحشائش ويكون الرعي قبل تكون البذور اي عند مرحلة التزهير.
جــ- الطرق الحيوية
هناك أعداد طبيعية للحشائش مثل العناكب والبكتريا والفطريات وأسماك المبروك والخنافس التي تقوم بالتغذية على الحشائش أو إصابتها تؤدي الى الحد من انتشارها ولكن لا تقضي عليها تماماً.
ومن عيوبها أن الآفة قد تتحول من التغذية على الحشيشة للتغذي أيضاً على المحصول المزروع وعلى الكائنات النافعة بالتربة لذلك يجب مراعاة ما يلي:
1- أن تكون الحشرة التي ستقاوم الحشائش ذات كفاءة وإذا سببت ضرراً يجب أن يقل هذا الضرر عن الأضرار الناجمة عن الإصابة بالحشائش.
2- مدى مقاومة الحشائش بالطرق الأخرى لأن المقاومة البيولوجية قد تسبب خطراً بعد ذلك.
ويتوقف نجاح المقاومة البيولوجية للحشائش على:
– التخصص الكامل للكائنات الحية أو الحشرات على الحشائش المراد مقاومتها بحيث لا تتغذى على نباتات اخرى.
– أقلمه وملائمة الكائنات الحية أو الحشرات في البيئة التي ستنمو فيها وعدم وجود أعداد طبيعية تتغذى على هذه الكائنات الحية أو الحشرات.
ومن الأمثلة على ذلك:
في مصر يتم تربية أسماك المبروك في حقول الأرز لتتغذى على حشائش الأرز واستخدام السوس فى مكافحة حشيشة ورد النيل، وقد تم استخدام ذبابة الفيتومايزا لمقاومة حشيشة الهالوك على الفول.
من الطرق الحديثة المستخدمة التي تثبط نمو الحشائش دون الإضرار بالمحصول والبيئة هو استخدام مستخلصات بعض النباتات أو الكائنات الحية الدقيقة والتي يطلق عليها أحياناً مبيدات الحشائش الحيوية Bio-herbicides. ومن المركبات التي تم استخلاصها وتؤدي لهذا التأثير هي مركبات فينولية مثل الكيومارين وبعض القلويات الى جانب التوكسينات الناتجة عن بعض الكائنات الحية الدقيقة.
د- الطرق الطبيعية Natural methods
إن أهم الطرق الطبيعية المستخدمة في المزارع العضوية هو تغطية سطح التربة واستخدام عملية التعقيم الشمسي للتربة Soil solarization للتخلص من معظم الحشائش المنتشرة في المزارع العضوية وهذه الطرق كما يلي:
أ- تغطية سطح التربة Mulching
تستخدم هذه الطريقة لمكافحة الحشائش في الحقول قليلة الحشائش حيث يتم تغطية سطح التربة لمنع الضوء عن بادرات الحشائش الصغيرة والتي تموت إذا لم يصلها الضوء في هذا العمر .
يتم التغطية بالبقايا النباتية الغير حية مثل أوراق الموز الجافة وقش الأرز والبرسيم الجاف وحطب الذرة وغيرها من البقايا النباتية الجافة، وتنجح عملية التغطية بالبقايا النباتية الغير حية عادة تحت أشجار الفاكهة.
في زراعة الخضروات وبعض النباتات الطبية والعطرية والمحاصيل فيستخدم حالياً التغطية بشرائح البلاستيك كما في زراعة الفراولة ومحاصيل الصوب الزراعية.
يعيب استخدام التغطية بشرائح البلاستيك ارتفاع التكاليف وزيادة الرطوبة أسفله مما يزيد من الأمراض الفطرية مثل أعفان الجذور.
تغطي عادة المصاطب بالبلاستيك الأسود شتاء والأبيض صيفاً. وتؤدي التغطية بالإضافة الى منع إنبات ونمو الحشائش التي تحتاج لضوء الشمس الى خفض البخر من سطح التربة كما أنها تقلل مدى تذبذب درجة الحرارة بين الليل والنهار , وتساعد على عدم تكون قشرة على سطح التربة.
حالياً تستخدم محاصيل التغطية الحية سواء بين صفوف الأشجار أو سطور الخضروات والمحاصيل في زراعات بينية مع المحصول المنزرع . وعادة ما تكون محاصيل التغطية محاصيل أعلاف سريعة النمو قوية التنافس مع الحشائش, أو تكون محاصيل خضروات أو محاصيل حقل أو نباتات طبية وعطرية تزرع من أجل محصولها. وإمكانية أخذ بقايا هذه المحاصيل لاستخدامها في التغطية تحت الأشجار بعد ذلك مثل الذرة أو البرسيم الجاف.
يجب اختيار محصول التغطية المناسب للزراعات البينية حيث أن لبعض هذه المحاصيل إفرازات كيمياوية ضارة بالمحصول المنزرع وزراعته بالمسافات المناسبة بعيداً عن المحصول المنزرع.
ب- التعقيم الشمسي Soil solarization
يعتبر التعقيم الشمسي للتربة وسيلة فعالة لتقليل أعداد الحشائش في التربة، بالإضافة الى مكافحة العديد من أنواع الكائنات الممرضة وآفات التربة.
في هذه الطريقة تغطي التربة بشرائح البلاستيك الشفاف الذي يسمح بنفاذ أشعة الشمس وتسخين الطبقة السطحية من التربة الى الدرجة التي تقتل بذور الحشائش أو نموها.
بالإضافة الى ذلك فعملية التغطية تؤدي الى زيادة تجمع غاز ثاني اوكسيد الكربون تحت البلاستيك المحكم وذلك نتيجة تنفس كائنات التربة الدقيقة وبذور الحشائش النابتة قبل موتها مما يوفر جو خانق لبذور الحشائش النابتة الى جانب الكثير من الكائنات الحية الدقيقة الممرضة بالتربة.
ينجح التعقيم الشمسي في المحاصيل التي يصعب معها العزيق أو أي عمليات اخرى مثل النباتات الطبية و العطرية والخضروات التي تزرع بصورة مكثفة.
تتم عملية التعقيم الشمسي بتغطية سطح التربة بعد تجهيزها جيداً للزراعة وذلك برقائق البلاستيك الشفاف وذلك في الفترة التي ترتفع فيها درجة الحرارة ويزداد فيها شدة الإشعاع الشمسي (يوليو وأغسطس)، وتتم التغطية بعد عدة أيام من الري حتى يتم إنبات معظم بذور الحشائش الحولية .
يجب ملاحظة أن يكون سطح التربة ناعماً حتى يكون البلاستيك ملامساً لسطح التربة تماماً مما يزيد من كفاءة التعقيم الشمسي وتستمر فترة التغطية بالبلاستيك لمدة 4 أسابيع لقتل الحشائش الحولية و 6 أسابيع لقتل بذور الحشائش الصيفية والبذور الساكنة.
بعد الانتهاء من فترة التعقيم يمكن رفع البلاستيك أ, تركه اذا كان يغطي مصاطب وتثقيبه على مسافات زراعة المحصول ويتم زراعة البذور أو الشتلات في حدود عمق 3-5 سم.
من الحشائش الصيفية والشتوية التي ينجح التعقيم الشمسي في مكافحتها, عرف الديك, السريس, أبو ركبة, ذيل الفأر, الحميض, الجعضيض, ذيل القط, الكبر, والزرنيخ الى جانب الحشائش المتطفلة مثل الهالوك والحامول.