طرز تنسيق الحدائق: فنون التصميم وجمال الطبيعة
روابط سريعة :-
إعداد: د.ميادة قدرى سليم
باحث أول بقسم بحوث الزينة وتنسيق الحدائق بمحطة بحوث البساتين بالصبحية – مركز البحوث الزراعية
تنسيق الحدائق هو عملية تجميل الأرض والاستفادة منها قدر الإمكان، وذلك بنقل عناصر الجمال في الطبيعة إليها، سواء كان هذا الجمال ممثلًا في المسطحات الخضراء، أو النباتات المزهرة والورقية، أو الأشجار والشجيرات المزهرة، أو المسطحات المائية، مثل النوافير، الفساقي، البحيرات، البرك، الشلالات، وأيضًا وجوه التجميل الصناعية المختلفة.
بعض المصطلحات العلمية الخاصة بفن تنسيق الحدائق
ـ Landscape: تخطيط وتنسيق مكان ما يُراد تجميله.
ـ Landscape gardening: العنصر النباتي بمجموعاته المختلفة.
ـ Landscape architecture: إقامة المنشآت البنائية، مثل البرجولات، النوافير، التراسات، التماثيل.
ومع التطور، ظهر مصطلح شامل يجمع بين Landscape gardening و Landscape architecture وهو Landscape design، أي تخطيط وتقسيم المساحة، وإقامة المنشآت، وتوزيع النباتات، والعناية بها.
الحدائق والمتنزهات ضرورة بيئية وحضارية
للحدائق أهمية بيئية وحضارية؛ حيث تحقق أهدافًا بيئية، صحية، علمية، اجتماعية، واقتصادية.
أولاً: الأهداف البيئية
مع التزايد المستمر في عدد السكان، وكثرة وسائل النقل والمواصلات، والتوسع العمراني، وزيادة ملوثات المصانع، والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وانخفاض المساحة الخضراء للفرد، أصبحت الحاجة مُلحّة للتوسع في المساحات الخضراء. يتجلى هذا الاهتمام في اتجاه الدولة حديثًا نحو تطوير الحدائق، مثل:
ـ حدائق قصر المنتزه.
ـ حدائق قصر أنطونيادس.
ـ حدائق الميادين في الإسكندرية.
ـ المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة وتشجير محافظات الجمهورية.
وذلك لأهميتها الكبرى في تنقية البيئة والجو من الملوثات المختلفة، مثل: أول وثاني أكسيد الكربون، أكاسيد النيتروجين، الميثان، والكلوروفلوروكربون.
كما تساهم الحدائق في تقليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وظاهرة الاحتباس الحراري، وتوفير الطاقة، وتحسين نوعية الهواء والمياه، وتقليل التلوث الضوضائي، وتثبيت التربة، وكسر حدة الرياح.
ثانياً: الأهداف الصحية
تُعد الحدائق رئة طبيعية لتنقية الهواء من الملوثات، حيث يمكن لكل 20 مترًا مربعًا مزروع إزالة حوالي 100 جرام من الملوثات، مما يقلل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. كما أن بعض النباتات والزهور تُستخدم في علاج بعض الأمراض، فيما يُعرف بالطب البديل.
وتعمل الحدائق كمتنفس ووسيلة للراحة النفسية والترفيهية، إذ تساهم في تقليل التوتر وتحسين الصحة العقلية والجسدية من خلال الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.
ثالثاً: الأهداف العلمية
نظّمت منظمة اليونسكو في مايو 2024 مؤتمرًا سلط الضوء على دور الحدائق النباتية في:
ـ تعزيز التراث الثقافي.
ـ حفظ التنوع البيولوجي من خلال جمع وإكثار الأنواع النباتية النادرة والمهددة بالانقراض.
ـ توفير مراكز تعليمية للطلاب والباحثين عبر البرامج التعليمية وورش العمل.
ـ دعم المراكز البحثية لدراسة علم النبات والأحياء والبيئة، وإجراء الأبحاث في علم التصنيف والوراثة والاستخدامات الطبية.
رابعاً: الأهداف الاجتماعية
توفر الحدائق بيئة مناسبة لتوطيد العلاقات الأسرية، حيث يمكن للعائلات قضاء أوقات ممتعة فيها، مما يُحسن العلاقة بين أفراد الأسرة.
خامساً: الأهداف الاقتصادية
تسهم الحدائق في دعم الاقتصاد من خلال:
ـ بيع وتصدير الأزهار الاقتصادية.
ـ بيع الشتلات النادرة والبذور والثمار.
ـ رسوم الدخول.
ـ توفير أماكن طبيعية لتصوير الأفلام والمسلسلات.
ـ استخدام الأزهار والنباتات في الصناعات الطبية والعطرية.
ـ تعزيز السياحة من خلال التعرف على المعالم السياحية والتاريخية، مثل حدائق قصر المنتزه، وحدائق قصر أنطونيادس، وحدائق الشلالات في الإسكندرية.
ـ توفير فرص عمل للشباب.
طُرز الحدائق
1- الطراز الهندسي
يعتمد هذا الطراز على التماثل والتكرار في توزيع النباتات، ويتسم بالخطوط المستقيمة التي تتناغم مع حدود المبنى الهندسي. يزرع فيه أنواع منتظمة مثل المخروطيات أو الأنواع القابلة للقص والتشكيل.
عيوبه:
ـ يحتاج إلى عناية فائقة من قص وتشكيل النباتات للحفاظ على الطابع الهندسي.
ـ قد يصبح مملًا بسبب التكرار وثبات الشكل.
2- الطراز الطبيعي
يسمى أيضًا “غير المتماثل”، حيث تسود فيه الخطوط المنحنية، ويهدف إلى تمثيل الطبيعة دون تكلف. يناسب المساحات الكبيرة، حيث تُزرع الأشجار والشجيرات بشكل غير منتظم على مسطح أخضر واسع، وتُقام فيه عناصر طبيعية، مثل البحيرات والبرك والشلالات.
3- الطراز المختلط
يجمع بين الطراز الهندسي والطبيعي، كما هو الحال في حدائق الحيوان وحديقة النزهة في أنطونيادس بالإسكندرية. يتميز بإقامة المنشآت الهندسية، مثل الكباري والنوافير، جنبًا إلى جنب مع النباتات الطبيعية.
4- الطراز الحر أو الحديث
نظام بسيط لا يتقيد بقواعد هندسية، يهدف إلى تقليل التكلفة، ويتسم باستخدام أقل عدد من النباتات ذات الصفة التصويرية.
أسس تصميم وتخطيط الحدائق
1ـ محاور الحديقة: تحديد المحاور الرئيسية والمستقيمة لضبط توزيع العناصر المختلفة.
2ـ مقياس الرسم: تحديد أبعاد الحديقة بالنسبة للمساحة المحيطة بها.
3ـ الوحدة والترابط: ربط عناصر الحديقة لتحقيق التناسق.
4ـ عزل وتقسيم المساحة: مع الحفاظ على الترابط بين الأجزاء المختلفة.
5ـ السيادة: جعل نقطة أو عنصر معين يبرز على باقي أجزاء الحديقة.
6ـ شكل الأرض ومباني الحديقة: التأكد من تناسب العناصر المختلفة مع طبوغرافية المكان.
7ـ البساطة: توفير تصميم بسيط لتسهيل الصيانة.
8ـ التكرار والتنويع: لتحقيق عنصر الجاذبية.
9ـ الألوان: اختيار الألوان المناسبة لخلق توازن بصري.
10ـ التتابع والاتساع: تصميم المساحة بطريقة تمنح شعورًا بالراحة.
11ـ الإضاءة والظل: الاستفادة من الضوء الطبيعي والظل في التصميم.
بعض المقترحات لتطوير الحدائق والمتنزهات
1ـ زراعة نباتات مقاومة للظروف البيئية المحلية.
2ـ زيادة العمالة المدربة.
3ـ رفع مستوى الوعي البيئي والزراعي لدى المواطنين.
4ـ تشكيل لجنة استشارية من المختصين لتحديد أنواع النباتات المناسبة لكل موقع.
5ـ متابعة أعمال الصيانة والري والتسميد.
6ـ فرض غرامات على التعديات على الحدائق.
7ـ إدراج تعليم أهمية الحدائق النباتية في المناهج الدراسية.
8ـ التعاون الدولي لتبادل المعرفة والخبرات.
9ـ دعم البحث العلمي في مجال البيئة والتنوع البيولوجي.
10ـ الاستفادة من الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة في تنسيق الحدائق.
11ـ إعادة تدوير المخلفات لاستخدامها في تصميم وتجميل الحدائق.
*مراجعة المادة العلمية: أ.د.حنان يوسف، رئيس قسم بحوث نباتات الزينة وتنسيق الحدائق بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.