بحوث ريفية

صناعة التمور بمصر.. مشاكل ومقترحات لزيادة الصادرات

كتب: أسامة بدير كشفت دراسة علمية عن المشاكل التى تواجه تصدير التمور بمصر حيث ذكرت حزمة من المشاكل التي تتعلق بجودة المنتج والممارسات الزراعية التى يتبعها المزارعين ومنها ما يتعلق بالتسويق، والتخزين، وأخرى تتعلق بالتصنيع.

في السطور التالية نستعرض ملخص الدراسة التي أعداد الدكتور عفت مهدى رزق، رئيس قسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، بعنوان “دراسة لتكنولوجيا الأعذية عن زيادة القدرة التنافسية والكفاءة التصديرية للتمور المصرية”.

و”الفلاح اليوم” ينشر ملخص الدراسة كما وردت من مُعدها:

تحتل مصر المرتبة الأولى فى إنتاج التمور على مستوى العالم، حيث بلغ متوسط إنتاج مصر من التمور حوالي مليون و700 ألف طن، أى ما يعادل 20% من متوسط الإنتاج العالمي والمقدر بنحو 6,7 مليون طن.

أ.د/عفت مهدي رزق

تمتلك مصر ثروة من النخيل تقدر بحوالى 15 مليون نخلة، لكن مع ذلك لا يتم تصدير إلا حوالى 50 ألف طن فقط من الكمية المنتجة أى ما يعادل 4% من الإنتاج المصري، ما يعنى أن صادرات التمور المصرية تواجه عددا من التحديات والمعوقات التى تتمثل فى إنتاج أصناف غير مطلوبة لسوق التصدير، وبالتالى يكون سعرها منخفض بالمقارنة بأسعار الدول المنافسة، إضافة إلى وجود منافسة قوية فى الأسواق العالمية، وتدنى نسبة الكميات المصدرة من التمور المصرية بالنسبة للإنتاج.

طبقا لإحصائيات وزارة الزراعة في 2019:

ـ عدد النخيل فى مصر يبلغ 15 مليون نخلة.

ـ إجمالى المساحة المزروعة بـالنخيل 105 ألف فدان.

ـ تساهم مصر بنسبة 20% فى إنتاج التمور على مستوى العالم.

ـ يتم تصدير 50 ألف طن سنويا بنسبة 4% من حجم الإنتاج.

ـ مصر تحتل المركز الثامن فى التصدير للأسواق العالمية.

ـ متوسط إنتاجية النخلة الواحدة 116,3 كيلو جرام.

صادرات مصر من التمور خلال عام 2019

بلغت قيمة صادرات مصر من التمور خلال الـ9 شهور الأولى من عام 2019 53,3 مليون دولار أي بنسبة زيادة بلغت 73%، محققة بذلك 37,4 ألف طن.

تصدر مصر حوالي 2,7% من إنتاجها وهو يمثل بذلك 4% من حجم التجارة الدولية للتمور، وبهذا تأتي مصر في المركز الثامن بين الدول المصدرة للتمور فى العالم، وفي عام 2019 صدرت مصر التمور إلى 60 دولة بسعر يتراوح من 900 – 1250 دولار للطن.

أبرز الدول المستوردة للتمور المصرية: إندونيسيا والمغرب وماليزيا حيث تستحوذ على 87% من إجمالي هذه الصادرات، إندونيسيا حوالي 44% والمغرب 35% وماليزيا 8%.

المشاكل التى تواجه تصدير التمور

المشكلات التى تواجه تصدير التمور منها ما يتعلق بجودة المنتج والممارسات الزراعية التى يتبعها المزارعين ومنها ما يتعلق بالتسويق، والتخزين، وأخرى تتعلق بالتصنيع.

أولا: المشاكل الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية للتمور

1ـ عدم انباع الممارسات الزراعية الجيدة فى مزارع التمور.

2ـ عدم كفاءة العمليات التصنيعية في المصانع المحلية بالشكل الذي يناسب الاسواق العالمية.

3 ـ ضعف البيانات الإنتاجية والتسويقية علي المستوي المحلي والدولي.

4ـ اعتماد عملية الحصاد على الأساليب التقليدية ونقص الميكنة المستخدمة فضلا عن نقص العمالة المدربة وارتفاع اجور تلك العمالة.

5ـ ارتفاع التكاليف الإنتاجية والتسويقية ولجوء صغار المزارعين إلى البيع بالمزاد أو الممارسة نتيجة ضعف القدرة التمويلية ما أدى إلى وقوعهم فريسة للوسطاء.

6ـ انخفاض رتبة وجودة المنتج وعدم مطابقتها للمواصفات الدولية نتيجة لاختلاط الأصناف اثناء عمليات التداول.

7ـ عدم مناسبة العبوات المستخدمة في تعبئة التمور.

8ـ ارتفاع نسبة الاصابة اثناء عمليات التداول والتسويق وقلة المخازن خاصة المبردة المناسبة لعملية تخزين البلح والتمور إلى حين تسويقها.

9ـ قلة مصانع التعبئة والتصنيع خاصة المعتمدة.

10ـ عدم وجود نظام للتسويق وقلة البحوث التسويقية.

11ـ عدم وجود جهاز للتسعير أو تحديد طرق التسعير، كما أن معظم الإنتاج موجه للسوق المحلي نتيجة لعدم إضافة أي منافع تسويقية أو مطابقته لمواصفات دولية.

12ـ ضعف البنية التصنعية لمخلفات النخيل.

13ـ النشاط التسويقي لمنتجات محدودة، فهي غير مصاحبة بنشاط ترويجي مكثف لتشجيع استهلاك التمور المعبأة.

14ـ عدم استخدام التقنيات الحديثة في عمليات ما بعد الحصاد وارتفاع تكلفتها.

15ـ انعدام التنسيق التسويقي بين المزارعين وبين المصانع والتجار، علاوة على أنه لا توجد أسواق خاصة بـالتمور ومنتجاتها في مناطق الانتاج.

16ـ ارتفاع الفاقد أثناء التسويق.

17ـ موسمية التصدير في أوقات محددة من السنة والتخزين باقي العام.

18ـ بعد مسافة أماكن الإنتاج مثل واحة سيوة والواحات يزيد من تكاليف التصدير وصعوبات النقل والتخزين.

19ـ انخفاض عدد الشركات التصديرية المهتمة بتصدير التمر.

20ـ عدم وجود ثلاجات كافية للتخزين انتظارا لموسم التصدير، حيث ان الفرق بين موسمي الانتاج والتصدير يصل الي شهرين او ثلاثة.

مقترحات تطوير تصنيع التمور

1ـ اتباع الممارسات الزراعية الجيدة والتى تهدف إلى توجيه نظم الإنتاج نحو الزراعة المستدامة والآمنة بيئيا والحصول على منتجات ذات جودة عالية.

2ـ تطوير مصانع تعبئة وتطبيق الممارسات التصنيعية الجيدة فى مصانع التمور وإقامة مصانع حديثة لتصنيع وإعداد وتعيئة الثمار في عبوات فاخرة يقبل عليها المستهلك.

3ـ تدريب العاملين بمصانع التمور على اتباع الاشتراطات الصحية والممارسات التصنيعية الجيدة لإنتاج منتج أمن صحيا وعالى الجودة.

4ـ الاهتمام بالأبحاث الخاصة بتعبئة وتصنيع التمور لما لها من أهمية في الاستغلال الأمثل لمنتجات التمور ما يزيد من العائد الاقتصادي، وبالتالي يشجع المزارعين على الاهتمام بمزارعهم.

5ـ دراسة التقنيات التصنيعية التحويلية للتمور ومنها دراسة أفضل وأرخص الطرق لإجراء التخمرات الصناعية لإنتاج سلسلة من المنتجات النهائية مثل الكحول وخميرة البيرة والخل وحامض الستريك وإنتاج شراب التمر (الدبس) والسكر السائل والمربات والجيلي ومنتجات المخابز واستخدام التمور في الأيس كريم وخلط الألبان والتمور وإنتاج العصائر وتعظيم الاستفادة من النواتج الثانوية للنخيل مثل السعف والعذوق والألياف وغيرها في تصنيع الورق المقوى والخشب الحبيبي وغيره مثل دراسة إنتاج العلف الحيواني من مخلفات صناعة التمور بطريقة اقتصادية.

6ـ تأهيل مصانع التمور للحصول على موافقة الهيئة القومية لسلامة الغذاء.

7ـ تشجيع إقامة مشاريع صغيرة بمناطق إنتاج النخيل لتصنيع فاقد التمور ومخلفاتها تخصص لشباب الخريجين وتمول بقروض ميسرة.

8ـ عمل دورات تدريبية للعاملين في مجال تصنيع التمور لتعريفهم بالتقنيات الحديثة المستخدمة في هذه الصناعات.

مقترحات تطوير التسويق

رغم الطاقة الإنتاجية الهائلة من التمور بمختلف أصنافه فإن حجم الصادرات منه لا تتناسب مع تلك الإمكانات الأمر الذي يبدو أن ثروة النخيل في مصر تعد من الثروات الكبيرة غير المستغلة.

إنتاج التمور الذي يمكن أن يكون له أهمية بالغة بالنسبة للاقتصاد القومي المصرى وجد الاهتمام الكافي ولكن ما يدعو إلى الأمل هو ما تحقق في السنوات الأخيرة من ارتفاع نسبة تصدير التمور الأمر الذي يجب أن تتكاتف الجهود لدعمه لوضع هذا المحصول على خريطة الصادرات كمحصول قومي يلعب دورا بارزا في صالح الميزان التجاري وذلك بتنفيذ ما يلي:

1ـ تنشيط برامج الدعاية الخارجية لتسويق التمر وفتح أسواق خارجية، والتشجيع على عمل معارض خارجية وداخلية للتمور والعمل على زيادة صادرات التمور من الأنواع المتميزة مع العناية بمواصفات الجودة والعبوات الجذابة.

2ـ عقد اتفاقيات تجارية مع الدول المستوردة للتمور بهدف تخفيض الرسوم الجمركية التي تفرض على الصادرات من التمور لهذه الدول، مع الاهتمام بإدخال مشتقات التمور المصنعة في هذه الاتفاقيات التجارية.

3ـ العمل على التوسع في زراعة الأصناف عالية الجودة سواء المحلية أو المستوردة التي تصلح للتصنيع والمطلوبة في السوق الخارجي ووضع خطط محددة أو استراتيجية واضحة لنشر أصناف معينة لها خصائص مميزة بناءا على دراسات فنية واقتصادية مسبقة.

4ـ دراسة الأسواق وتحديد حاجة السوق من النوعيات المختلفة من التمور، مع توعية وترشيد المنتجين والمصدرين إلى أفضل الأصناف والمواصفات القياسية المطلوبة لمختلف الأسواق التصديرية من البلح المجفف والعجوة خاصة للدول الإسلامية الآسيوية لزيادة الطلب عليها، خاصة في المناسبات الدينية.

5ـ اختيار أصناف التصدير من النوعيات التي تتحمل الحفظ والتعبئة والتخزين ولمدد طويلة وتطوير إنتاج الأصناف الجافة ونصف الجافة والتي تمثل سلعة جيدة للتصدير.

6ـ رفع الكفاءة التسويقية والعمل على تكوين جمعيات أو مؤسسات تسويقية تعاونية متخصصة في تسويق وتصدير هذا المحصول الاقتصادي الهام ودعم القائم منها، مع توفير العبوات اللازمة لجمع الثمار.

7ـ الاهتمام بعمليات ما بعد الحصاد للمحافظة على جودة الثمار.

8ـ العمل على توفير مخازن جيدة مطابقة للمواصفات وكافية لتخزين التمور الجافة والنصف جافة لمنع الإصابات الحشرية لحين تسويقها أو تصنيعها.

9ـ تشجيع بناء المخازن المبردة ذات الطاقة الاستيعابية المناسبة بمناطق الإنتاج وذلك للتغلب على التقلبات الموسمية للإنتاج وضمان الاستقرار في عمليات التسويق والحصول على أسعار أفضل دون تخوف من تلف المحصول.

10ـ الاستفادة من الميكنة في جني الثمار.

11ـ استخدام أحدث الطرق لتعبئة التمور واستخدام العبوات الجذابة والمناسبة لذوق المستهلك الأوربي ومتوافقة مع السوق الخارجي.

12ـ الالتزام بالمواصفات القياسية الدولية للتمور.

الصناعات القائمة على التمور

أولا: عملیات التصنیع غیر التحویلیة للتمور:

یقصد بعملیات التصنیع غیر التحویلیة للتمور العملیات التي یتم استخدامھا على التمور الخام بغرض فرزھا وتنظیفھا وتبخیرھا وغسیلھا وتجفیفھا للحصول على تمور نظیفة جاھزة للاستھلاك، ویمكن تعبئتھا وتغلیفھا كـتمور كاملة أو إزالة النوى منھا أو تعبئتھا تحت تفریغ، وھي محتویة على النوى أو مزالة النوى مع وجود أو عدم وجود كمیات قلیلة من دبس التمر أو الماء لتزویدھا باللمعان والطراوة والطعم المحبب لدى المستھلك.

كما یمكن كبس التمور میكانیكیاً مع إضافة منكھات مختلفة مثل الحبهان والحبة السوداء، كما یمكن حشو التمور مزالة النوى بالمكسرات وغیرھا أو تغطيتها بالشيكولاتة.

ثانيا: عملیات التصنیع التحویلیة للتمور وفيها يتم تحويل التمور إلى منتجات أخرى:

تتحدد وتتنوع الصناعات القائمة على التمور ومخلفاته فهناك صناعات تقوم على الفاقد في المحصول في مراحل نموه الأولي ومن بينها صناعة مخللات التمور وهناك صناعات تقوم على فاقد الإنتاج وفيما يلي استعراض مبسط لبعض الصناعات التحويلية للتمور:

1ـ إنتاج عسل التمر (الدبس): عبارة عن سائل سكري مركز مستخلص من عصير التمر تركيزه من 70% الى 75% بركس كثيف القوام (يشبه العسل الأسود) ينتج الدبس من الثمار النصف جافة وهو معروف في معظم البلاد المنتجة للتمور وتختلف طرق إنتاجه ومسمياته باختلاف البلدان.

2ـ يستخدم الدبس كمادة أولية لإنتاج بعض السلع الغذائية منها صناعة الحلويات الغامقة مثل الكراميل وصناعة المعجنات الغذائية وتعليب الفاكهة وبديل للسكر وفى صناعة بعض أغذية الأطفال ومنتجات الالبان والآيس كريم واغذية الاطفال ومنتجات تقنية البثق.

3ـ صناعة لفائف التمر (تمر الدين): يمكن تصنيع لفائف تمر الدين من عصير التمر الرائق المصفى كبديل عن لفائف قمر الدين خاصة في حاله عدم وجود وفرة بثمار المشمش، وتمثل خطوات صناعته في تركيز مستخلص التمر وإضافة أحماض وفانيليا، ثم وضع المستخلص في صوانى معرضة للشمس لمدة ثلاثة أيام ثم تنقل لمكان مظلل جيد التهوية حتى تمام الجفاف، ثم تلف الرقائق المجففة في ورق سيلوفان ملون وتخزن تحت درجة حرارة 10 – 8 درجة مئوية لحين تسويقها.

4ـ صناعة التمور الخاصة بالحلويات (قوالب التمر): تعتمد على التمور ذات الأحجام الصغيرة أو التي لا يتطابق مظهرها العام مع المواصفات المطلوبة لتسويق التمر وتتلخص عملية التصنيع في الفرز – الغسيل – فصل النوى – الفرم – التعبئة التغليف على شكل قوالب.

5ـ تصنيع نوى التمور وتحويلها الى منتجات غذائية مفيدة مثل صناعة زيت النوى (الزيت المستخلص من النوي): يحتوي نوى التمر على نسبة من الزيوت الغذائية الصحية التي تقلل من نسبة الكليسترول في الدم وهو يستخدم في الطهي والصناعة.

كما يستخدم نوى التمور الناتج من التمور منزوعة النوى في صناعة القهوة العربية بعد تحميصها وطحنها وانتاج مشروب خالي من الكافيين بعد تدعيمه بالنكهات المناسبة وكذلك يستخدم النوى كألياف تغذوية بعد طحنها خاصة في قطاع منتجات المخابز، ويستخدم نوى التمر فى صناعة الأعلاف والمنتجات الصيدلانية والطبية وإنتاج الكربون النشط.

6ـ إنتاج السكر السائل من التمور.

7ـ إنتاج عصائر التمور ومشروبات التمور الغازية.

8ـ إنتاج منتجات تقنية بثق التمور.

9ـ إنتاج مربات التمر.

10ـ إنتاج مساحيق التمور المجففة: هذه المساحيق المجففة تتميز بفترة صلاحية طويلة وإمكانيات واسعة واستخدامها كمادة خام غنية في العديد من المنتجات الغذائية على المستويين المحلي والعالمي، وتعتبر عمليات التصنيع غير معقدة تشمل ازالة النوى وتجفيف التمور وتحويلها الى مسحوق عن طريق الطحن، ومن ثم تعبئتها في عبوات ومغلفات غير منفذة للرطوبة.

11ـ إنتاج الإيثانول من التمور.

12ـ إنتاج الخل من التمور.

13ـ إنتاج حمض السيتريك (حمض الليمون) من التمور.

14- إنتاج خمیرة الخبز.

15ـ إنتاج الأعلاف من مخلفات النخیل والتمور.

16ـ إنتاج السماد العضوي من مخلفات النخیل.

17ـ إنتاج الأخشاب والفحم من مخلفات النخیل.

18ـ إنتاج الوقود الحیوي.

القيمة الغذائية للتمر

ارتفاع القيمة الغذائية للتمر نظرا لاحتوائه على جميع العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم، حيث يعتبر وجبة غذائية متكاملة لاحتوائه على الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات.

يحتوي التمر على قيمة غذائية عالية، ويعتبر غذاءا أساسيا للإنسان منذ القدم وتعتبر التمور أعلى الفواكه من حيث احتوائها على السكريات، وتختلف هذه المكونات حسب طبيعة الثمرة سواء كانت رطبة أو نصف جافة أو جافة، وكذلك حسب الظروف البيئية المحيطة بالأشجار، كما تختلف مكونات الثمار باختلاف الأصناف وتزيد نسبة السكريات بالتمرة على 70 ـ 78% من مكونات الثمرة وتتميز هذه السكريات بسرعة امتصاصها وانتقالها للدم مباشرة وهضمها وحرقها.

المحافظات التي تشتهر بإنتاج التمور

تأتي في المرتبة الأولى لإنتاج التمور واحة سيوة، حيث تعتبر من أكبر المناطق المنتجة للتمور بل وأقدمها في مصر، ويقدر عدد النخيل المزروع فيها بحوالي 750 ألف نخلة معظمهم من النخل المثمر، والتي تنتج ما يقارب 85 ألف طن من التمر سنويا.

في المرتبة الثانية تأتي محافظة الوادي الجديد، حيث يوجد حوالي 2 مليون نخلة تنتج أكثر من 65 ألف طن سنويا، كما تصدر للعديد من الدول العربية والآسيوية والأوروبية.

تاتي في المرتبة الثالثة الواحات البحرية بـمحافظة الجيزة.

أسوان من المحافظات المنتجة لأصناف نخيل التمور ولكنها تفتقر إلى صناعات التمور بمعنى تصنيع التمور لإنتاج المربى والمواد الغذائية أو إدخالها في صناعة الحلويات، كما تنتج الشرقية والبحيرة ودمياط كميات ضخمة من أنواع التمور.

أصناف التمور في مصر

أولا: الأصناف التي تؤكل وتستهلك ثمارها طرية وأهمها:

1ـ الحياني: ينتشر في الوجه البحري، ويصل إنتاج النخلة المعتنى بها إلى 200 كيلو جرام يستعمل الرطب في صناعة العجوة أو يسوق طازجا، وهو مرغوب لدى المستهلك المصري ويتحمل الجفاف لذا فهو من الأصناف التي تنجح زراعتها في الأراضي الصحراوية بالوجه البحري.

2ـ الزغلول: من الأصناف التي تخصصت في زراعته محافظة البحيرة خاصة مناطق إدكو ورشيد وكذا محافظة الإسكندرية ويصل متوسط إنتاج النخلة إلى 140 كيلو مع توافر الظروف البيئية المناسبة ويفضل زراعته بالسواحل وبعيدا عن التقلبات الجوية.

3ـ السماني: ينتشر في مناطق تواجد الزغلول لتوافقهما بيئيا، ويصل متوسط إنتاج النخلة المعتنى بها مع توافق الظروف البيئية إلى 200 كيلو، وقليلاً ما يستعمل في تصنيع العجوة فالغالبية يسوق في الطور الأصفر والقليل في الرطب وأحيانا يصنع منه المربات.

4ـ الأمهات: ينتشر بالجيزة والفيوم وقد يصل متوسط إنتاج النخلة إلى 200 كيلو أحيانا ويصنع منه العجوة.

5ـ بنت عيشة: يزرع في الشرقية والبحيرة ودمياط ويصل إنتاج النخلة المعتنى بها إلى 150 كيلو وهناك عدة أصناف أخرى أعدادها ما زالت قليلة مثل (السرجي، صفر الدوميين، الكبش، الكبي، الحلاوي، العرابي، البارحي) بعضها أحمر وبعضها أصفر وهي غير مؤثرة حتى الآن في الإنتاج لقلة أعدادها وقلة دراية المستهلك بها.

ثانيا: الأصناف نصف الجافة

هي أصناف لا تؤكل ثمارها على حالتها بل تجفف أو تصنع ومن مميزاتها إمكانية تخزين الثمار لعدة شهور بعد إجراء هذه المعاملات وأهمها:

1ـ العمري: صنف منتشر بالشرقية وشمال سيناء وهو من الأصناف التي لها مستقبل تصديري لدول أسيا وأوروبا، وتعطي النخلة حتى 100 كيلو.

2ـ السيوي: ينتشر بالفيوم والجيزة والواحات والوادي الجديد وهو من أفضل أصناف التصنيع كعجوة، ومن أهم الأصناف التصديرية، ويزداد الطلب عليه عام بعد عام ويمكن أن يصل إنتاج النخلة إلى 150 كيلو، وزادت في حالات محدودة عن ذلك بالفيوم.

3ـ العجلاني: يوجد بالشرقية تصنع منه العجوة، يصل محصول النخلة إلى 80 كيلو جرام.

4ـ الحجازي الأبيض: يوجد بالواحات والوادي الجديد.

ثالثا: الأصناف الجافة

هي الأصناف التي تجفف للتخزين والتسويق في المناسبات وأهمها شهر رمضان وتزرع في الأماكن شديدة الحرارة خاصة محافظة أسوان وأهمها:

1ـ السكوتي: متوسط إنتاج النخلة 60 كيلو.

2ـ البرتمودا: متوسط إنتاج النخلة من 30 حتى 50 كيلو.

3ـ الجنديلة: متوسط محصول النخلة 30 كيلو، وقد يزيد على ذلك.

تصنيع التمور

مراحل تصنيع التمور

أولا: استلام التمور: استلام التمور الواردة للمصنع: تصل التمور إلى المصنع في صنادیق بلاستیكیة محمولة على شاحنات أو سیارات نقل صغیرة، ویتم تسلم التمر الخام ووزنھا على میزان أرضي ویتسلم المورد إیصالاً بالكمیة الموردة، ونوع التمور وتفحص التمور الخام في المختبر قبل عملیة التبخیر والتخزین المبدئي للتأكد من مطابقتھا للمواصفات المحددة.

ثانيا: تبخیر التمور: یجب تطھیر التمور في مرحلة التمر الواردة لمصانع التمور بصورة كاملة من الحشرات عن طریق عملیة التبخیر Fumigation حتى یتسنى تخزینھا لفترات طویلة تمتد من عدة أشھر إلى سنة كاملة.

الشروط الواجب توافرھا في مادة التبخیر ھي:

1ـ القدرة الفائقة على قتل الحشرات في جمیع أطوارھا.

2ـ السرعة في الانتشار.

3ـ عدم السمیة للإنسان والحیوان.

4ـ الامتصاص بواسطة الثمار مع عدم ترك آثار ضارة داخل الثمار.

5ـ لا تسبب رائحة أو طعم غیر مقبول للثمار.

6ـ غیر قابلة للانفجار.

7ـ غیر قابلة للاشتعال وفي حالة المواد غیر الغازیة یجب أن یتوفر فیھا سرعة التبخیر والانتشار في الھواء والتخلل في الثمار مع عدم زیادة التكلفة.

ثالثا: إتباع شروط التخزين الجيد:

ـ التخزین المبرد: التمور الخام المعقمة یتم تخزینھا تحت ظروف صحیة في مستودعات مبردة لضمان عدم تدھور جودتھا أثناء فترة التخزین التي قد تمتد إلى شهور طویلة.

ـ التبريد هو عملية إزالة الحرارة من الثمار، ومن ثم خفض درجة حرارة الثمار بعد قطفها وجمعها من الحقل مباشرة وحفظها عند المستوى المرغوب فيه من الحرارة المنخفضة، ويعتبر تخزين التمور في المخازن المبردة من افضل الطرق لحمايتها من الاصابة بالحشرات.

يهدف التبريد الى:

ـ تخليص التمور من حرارة الحقل.

ـ التقليل من معدل تنفس التمور.

ـ التقليل من انتشار مسببات الأمراض للتمور.

ـ الحد من العمليات الحيوية الأخرى التى تحدث فى التمور.

ـ درجة حرارة التخزين: مرحلة الخلال / الرطب: التخزين يتم في درجة الحرارة منخفضة (- 18) ورطوبة نسبية (95%) وذلك لتقليل الفقد فى الوزن – تأخير الترطيب – الحفاظ على قوام الثمرة.

ـ مرحلة التمر (نصف الجاف): يتم التخزين في درجة الحرارة (صفر – 4) ورطوبة نسبية (65 – 75%) وذلك للحفاظ على جودة التمور لمدة 8 – 12 شهر تقريبا وكلما زادت درجة الحرارة عن صفر كلما كانت فترة الصلاحية أقل فمثلا لو درجة حرارة التخزين 4 على نفس الرطوبة النسبية ان فترة الصلاحية تقل ثلث مدة التخزين على صفر (8 اشهر).

الرطوبة النسبية للمخازن المبردة

ـ تعتبر الرطوبة النسبية لمخازن التبريد عاملا مؤثرا على جودة التمر وفترة صلاحيته فالنشاط المائي للتمور هو الذي يحدد فقدان أو اكتساب الرطوبة، وبالتالي تحدد الجفاف أو الترطيب للتمور.

ـ اذا قلت الرطوبة النسبية عن 85% فإن التمور المخزنة فى مرحلة الخلال تفقد جزء من وزنها بفقد جزء من رطوبتها، وبالتالى تؤثر على جودة التمور من حيث القوام وشكل القشرة الخارجية.

ـ إذا زادت الرطوبة النسبية على 75% فى التمر نصف الجاف (محتوي رطوبي 20%) فإن التمور تمتص رطوبة من الجو المحيط ما يقلل فترة الصلاحية وجودة التمور.

ـ اذا زادت الرطوبة النسبية عن الدرجة المناسبة لكل مرحلة مع زيادة حرارة التخزين يؤدى ذلك الى نشاط التلون البنى الانزيمى وغير الانزيمى ما يؤثر على لون الثمار ويقلل من جودتها وكذلك يظهر التبقع السكرى تحت جلد الثمرة خاصة مع طول التخزين.

رابعا: عملیات الفرز والتدریج

تعد عملیات الفرز والتدریج أحد العملیات المھمة في مصانع التمور حیث تتم على مرحلتین الأولى للتمور الخام قبل عملیات الغسیل والتنظیف للثمار (الفرز المبدئي) والثانیة للتمور النظیفة جافة السطح الجاھزة لعملیات التعبئة والتغلیف أو العملیات التصنیعیة الأخرى (الفرز والتدریج النھائي).

تعتمد معظم نظم الفرز والتدریج المستخدمة في المصنع على اصطفاف العمالة على جانبي سیر متحرك، حیث تتم عملیات الفرز والتدریج والتصنیف بالرؤیة المجردة إضافة للتحسس الیدوي لللدونة (الطراوة) والتكوین النسیجي للسطح وعیوب الثمار، وتتطلب ھذه العملیة عمالة مكثفة وزمناً طویلاً فضلاً عن عدم تجانس الدقة لاعتمادھا على العامل البشري الذي یتأثر بمتغیرات عدیدة، وتكلفتھا العالیة وبطء معدلاتھا.

خامسا: غسیل وتنظیف التمور

تتم عملیة غسیل التمور أثناء حركتھا على السیور الناقلة باستخدام رذاذ قوي من الماء عند ضغط یتراوح بین 15 – 5كجم/ سم2، حیث یؤدي ذلك إلى التخلص من الأتربة والغبار العالق على سطح وبین تجاعید التمور، وقد یضاف إلى الماء أحیاناً بعض المواد المطھرة للتخلص من الفطریات والأحیاء العالقة بـالتمور.

سادسا: عملیة التجفیف السطحي للتمور المغسولة النظیفة

الھدف الرئیس من التجفیف السطحي للتمور المغسولة النظیفة الخارجة من وحدة غسیل التمور ھو إزالة الغشاء المائي الناتج عن عملیة الغسیل من سطح التمر، حيث یتم تعریض سطح التمر المغسول المتحرك على سطح السیور الناقلة داخل غرفة التجفیف لتیار من الھواء الساخن عند درجة حرارة لا تتجاوز ْ 70م، ونتیجة للإنتقال الحراري یتم تبخیر الماء من على سطح التمر وحملھا بواسطة وسط التجفیف وھو الھواء الجاف الساخن.

سابعا: عملیات تعبئة وتغلیف التمور

تكون التمور النظیفة جافة السطح جاھزة لعملیات التعبئة والتغلیف أو الحشو بالمكسرات أو تعبئة وتغلیف التمور الفاخرة، في بعض الحالات، تتم تعبأة التمور في أكیاس مفرغة من الھواء، وقد تكون المغلفات خالیة من السوائل أو تحتوي على سوائل، إذا كان ھناك سائل بالداخل، فعادة ما یكون دبس التمر.

التغلیف المفرغ من الھواء یسھل تخزین التمور لفترات طویلة دون الحاجة للتبرید. تعبأ التمور الجاھزة للتسویق في عبوات أساسیة مصنعة من المواد البلاستیكیة والكرتونیة والمعدنیة، التي تعبأ بدورھا داخل عبوات ثانویة كرتونیة للتسویق المحلي والتصدیر، وعادة یتم تعبئة وتغلیف التمور الفاخرة والمحشوة وحلویات التمور یدویا بعنایة فائقة.

أما الجزء الرئیسي من التمور بمستویات جودتھا المختلفة بما فیھا التمور المعبأة تحت تفریغ فتعبأ باستخدام نظم حدیثة للتعبئة والتغلیف.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى