رأى

صقيع البشر

د. صلاح يوسف

بقلم: د. صلاح يوسف

فى ظل تلاهث الأنفاس المتأخرة سياسة وإقتصادا وإجتماعا وصحة وزراعة بين حكومة وبرلمان وأناس تبث هنا وهناك تساؤلات وتعجبات وإستنكارات وإنكسارات وأحاديث طوال هنا وهناك بين إعلام وإعلام وإعلاميين يتقلبون بين أفكارهم وأفكار ذويهم ومالكيهم ومخالفيهم حتى تكاد تفهم أنه لا يفهم منهم ذاته إلا قليل .. فما بالك بفهم غيره .. ويرى البعض فى الجميع الإستغلال والإستفادة والإنتهازية قدر المستطاع بينما البعض الآخر يرى فى الجميع الكسل والتكاسل وإهدار الوقت فى كلام لا يثمن ولا يغنى من جوع .. ويرى البعض انحسار الفكر الوطنى القومى عن دماء الآخرين متنازلين عن العزة والكرامة مع التنازل عن مقومات الحياة الأساسية مضطرين أو عديمى الحيلة .. ومع كل هذه الأجواء الساخنة تأتى موجة الصقيع القاسية .. صقيع ضرب بعض أشجار الفاكهة من قبل وسبب موت الكثير منها منذ بضع سنوات وبالتحديد فى 2008 حينما تعرضت اشجار المانجو والموالح للموت صقيعا حتى تعود موجة الصقيع هذا العام أقسى وأمر من ذى قبل مع إنتظار أن تتكرر وتزداد عاما بعد عام مع فرص زيادة تعرض بعض الأشجار للموت .. ونقاشات هنا وهناك ودراسات من كثير من المتخصصين ومن المتضررين لتفادى المشكلة التى تتسبب فى الإضرار بكثير من أموال المستثمرين وجهود ووقت السادة العاملين وتأثير أشد على اقتصاد قومى .. ومع محاولة تفادى صقيع الشجر نسى الكثيرون أو تناسوا صقيع البشر .. ففى هذه الأجواء شديدة البرودة هناك الكثير من البشر يعانى غياب البيت او يعانى البيت غيابهم .. الكثير من البشر لا يجد مأوى مناسبا يحميه من هذا الجو القارص .. انشغل الجميع بالشجر أو بأنفسهم عن أناس لا تجد أى شئ يحفظ دمائهم من التجمد .. الكثير يفقد المسكن المناسب والكثير يفقد الملبس المناسب والكثير يفقد دفئ الأسرة كما يفقد الكثير فراش الأسرة .. كثير من الفقر أو كثير من التحرر من وسائل التدفئة بعد التحرر من قيود الحياة نفسها .. كثير تحت الأرض يعانون من ظلمهم للآخرين وكثير فوق الأرض يعانون من ظلم الآخرين لهم دون مراعاتهم لحياة بسيطة كريمة يجب أن يحيوها ..
الكثير منا لا يجد قوتا أو مالا يعين به الفقراء وما أكثرهم ليستعينوا به فى توفير الحدود الدنيا من متطلبات الحياة والبعض يتطوع ويجود بما تجود به نفسه لمساعدة المحتاجين ..
وفى صقيع البشر هذا لست تملك الا أن تعين بالمال من تستطيع ما استطعت .. وإن لم يكن فعلى الأقل ادعو الله أن يعين ويحفظ فقراء هذه الأمه الى رعايته ..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى