«شكرية المراكشي» خبير الزراعات البديلة لـ«الفلاح اليوم»: مخاطر التغيرات المناخية «كارثية» على مستقبل الأمن المائي والغذائي
روابط سريعة :-
نحتاج منظومة جيدة لإدارة المياه لتحقيق التنمية المستدامة
طرق الري الحديثة توفر من 25% ـ 50% من المياه وترفع جودة المنتجات الغذائية
الزراعات غير التقليدية إجبار في الأراضي الصحراوية ذات المناخ الصعب
تحتاج الزراعات غير التقليدية في الصحراء إلى تكامل جهود الباحثين والمزارعين والمؤسسات الحكومية والدولية
حوار أجراه سامح أحمد
قالت الدكتورة شكرية المراكشي، الخبير الدولي في الزراعات البديلة، أن المنطقة العربية خاصة مصر تواجه شبح مخاطر التغيرات المناخية وتأثيره الكارثي علي إدارة الموارد المائية وتعرض المنطقة لموجات كبيرة من الجفاف والندرة المائية.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
وأضافت المراكشي، فى حوار لـ“الفلاح اليوم“، إنه يجب تحويل التحديات المائية إلي فرض لضمان الإدارة الجيدة للموارد المائية من خلال تركيب محصول مناسب يعتمد علي زراعة أصناف قليلة الاستهلاك للمياه وأكثر تحملا للجفاف والملوحة بسبب هذه التغيرات المناخية، مع تشجيع البحوث العلمية لتحقيق هذه الأهداف باعتبارها أحد أذرع الدولة في البحوث التطبيقية.
وشددت الخبير الدولي في الزراعات البديلة، علي أهمية إدارة الموارد المائية من خلال برامج ترشيد استهلاك مياه الري ورفع كفاءة استخدامها، والتوجه نحو التقنيات الحديثة في هذه المجالات واستخدام أنظمة الري الحديث والذكي سواء بالرش أو التنقيط او الرشح بمختلف الأراضي مع التوسع في برامج تطوير الري الحقلي ضمن خطة زمنية عاجلة لمواجهة التحديات المائية.
وإلى تفاصيل الحوار:
س: في البداية ما علاقة الأمن الغذائي والمائي بالاستقرار السياسي؟
توفير الغذاء في مقدمة المشاكل التي تواجه العالم في الوقت الحاضر، وتمثل قلق لمختلف الأوساط السياسية والاقتصادية، فالأمن الغذائي اليوم يعتبر هدفا أساسيا تسعى إليه جميع الشعوب والأمم، وتعد الزراعة النشاط الأول الذي تعنى به أى دولة سعيا منها إلى تحقيق اكتفاء ذاتي وأمن غذائي، وأحد أدوات الاستقرار السياسي هو إدارة الموارد المائية لتلبية الاحتياجات خاصة مياه الشرب أو التنمية الزراعية، فلا يمكن تصور تنمية زراعية بلا مياه، ما يعني أن تحقيق تنمية زراعية مستدامة يرتكز على استخدام الموارد المائية التي تعتبر المصدر الرئيسي للزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، هذه الموارد التي أصبحت تعاني من مشكل الندرة، حيث طبقا لتقديرات البنك العالمي بحلول سنة 2035 من المتوقع أن يقل نصيب الفرد من الأجيال القادمة من المياه العذبة ليصل إلى ثلث ما هي عليه الآن على المستوى العالمي أغلبيتهم من الدول النامية.
س: ما هذه الأطروحة ترتبط بتأثير المناخ علي هذه الموارد؟
في ظل نقص المياه والتغيرات المناخية، والهدر الكبير في الموارد المائية نتيجة الاستغلال “غير العقلاني” للمياه بجانب سوء التسيير والعشوائية، يدعو إلى توجيه الاهتمام المناسب للتحليل والدراسة والبحث في كافة القضايا والجوانب التي من شأنها أن تساهم في تنمية وصيانة تلك الموارد، وتحقيق أقصى مستويات ممكنة من الترشيد وكفاءة الاستخدام.
س: وماذا أيضا؟
يرتبط الإنتاج الزراعي بالظروف الجوية السائدة، حيث أن التقلبات الجوية تؤثر على العملية الانتاجية، وترتفع أسعار بعض المحاصيل بشكل فجائي، وهو ما ينقلنا إلي أحد الملفات الهامة وهي المحافظة على الموارد الطبيعية مثل المياه من أهم المجالات التي تسعى اليه الزراعة المستدامة لترشيد استخداماتها وحمايتها من التلوث، وذلك لان الماء عامل محدد لوجود الزراعة ولأهميته العظيمة في الحياة لدوره الفريد في شرب الانسان والحيوان وري النبات فهو قوام الحياة وعنصرها الحيوي.
س: ما آليات تحقيق ذلك؟
من بين هذه البرامج الارشادية التي يحتاجها المزارعون هي ترشيد استخدام مياه الري ونظم الري الحديثة والمكافحة الحيوية للحشرات ومسببات الامراض النباتية وطرق التسميد العضوي والحيوي والمحافظة على التربة وصيانتها باستخدام محاصيل التغطية ومصدات الرياح ونظم الزراعة المختلطة مع الغابات، مما يساهم في التنمية الاقتصادية بشكل عام والتنمية الصناعية بشكل خاص خاصة في المراحل الاولى من التنمية وذلك استنادا الي ما يوفره هذا القطاع من موارد مالية وبشرية.
س: ما دلائل نجاح هذه المنظومة؟
هذه المساهمة أو المنظومة تساهم في توفير كميات اكبر من المواد الغذائية للسكان الذين ينمون بمعدلات مرتفعة وللعاملين في الصناعة بشكل خاص. كما تساهم في زيادة الطلب على السلع الصناعة مما يؤدي الى توسع قطاع الصناعة والخدمات الى جانب توفير الصرف الاجنبي لاستيراد السلع الرأسمالية التي تحتاجها عملية التنمية وذلك من خلال الصادرات الزراعية.
س: ما أكبر تحديات الأمن الغذائي في مصر؟
الموقع الجغرافى لمصر وطبيعة مناخها الشبه الجاف، إضافة إلى النمو السكاني الكبير الذي عرفته مصر، وزيادة الحاجة إلى الغذاء خاصة خلال الألفية الجديدة، ساهم بشكل كبير في التأثيرعلى أمنها الغذائي، مما رفع التحدي أمام صناع القرار في البلد لإيجاد إستراتيجية واضحة من أجل تلبية حاجات الأفراد الغذائية، وذلك من خلال التسريع في وتيرة الإنتاج الزراعي الذي يتسم بالتذبذب من موسم إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، خاصة وأن الزراعة المصرية توصف بأنها زراعة نيلية.
س: ما العلاقة بين التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي؟
الزراعة المستدامة هى الزراعة التى بإمكانها تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية من الغذاء، ويمكن القول أن العلاقة بين التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي المستدام علاقة تبادلية، حيث أنه لا يمكن تحقيق أمن غذائي مستدام دون الاعتماد على تنمية زراعية مستدامة، ويعد استخدام التكنولوجيا المتطورة من اهم الأسس الداعمة لاستدامة الأمن الغذائي. فالتنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي مرتبطان ارتباطا وثيقا، حيث يمكن أن تسهم التنمية الزراعية المستدامة في تحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل. وتظهر كيفية تفاعلهما في:
1ـ توفير الإنتاج الغذائي: التنمية الزراعية المستدامة تعزز من إمكانية تحقيق إنتاج زراعي مستدام ومتواصل. ذلك يعني زيادة الإنتاجية الزراعية دون التأثير السلبي على الموارد الطبيعية مثل التربة والماء. هذا يساهم في توفير كميات كافية من المواد الغذائية لتلبية احتياجات السكان.
2ـ تنوع الإنتاج: التنمية الزراعية المستدامة تشجع على تنويع مصادر الإنتاج الزراعي ومحاصيل متنوعة. هذا يساهم في تقليل مخاطر تأثر الإنتاج بظروف جوية سيئة أو أمراض نباتية، مما يقلل من تبعات تلك الأحداث على إمكانية توفير الغذاء.
3ـ الاستدامة البيئية: التنمية الزراعية المستدامة تهدف إلى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية على المدى الطويل. هذا يضمن توفير الموارد اللازمة للإنتاج الزراعي في المستقبل. على سبيل المثال، تطبيق ممارسات الزراعة المستدامة يقلل من تدهور التربة ونضوب الموارد المائية.
4ـ زيادة فرص العمل المحلي: التنمية الزراعية المستدامة يمكن أن تخلق فرص عمل في القطاع الزراعي والصناعات المرتبطة به. هذا يسهم في تحسين دخل المزارعين والعاملين في هذا القطاع، مما يؤدي إلى تعزيز القدرة على شراء الغذاء.
5ـ التأمين على إمدادات الغذاء: التنمية الزراعية المستدامة تقلل من اعتماد البلدان على واردات الغذاء من الخارج. هذا يقلل من تعرضها لتقلبات أسعار السوق العالمية ويزيد من قدرتها على تلبية احتياجات سكانها المحلية.
بشكل عام، التنمية الزراعية المستدامة تعزز من إمكانية توفير كميات كافية من الغذاء الصحي والمغذي للسكان، بينما تضمن استدامة الموارد الطبيعية وتقليل التبعات البيئية السلبية. هذا بدوره يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وضمان توفر الغذاء على المدى الطويل.
س: البعض يفسر علاقة المحاصيل الغذائية باستهلاك المياه.. كيف ذلك؟
بالتأكيد هناك علاقة واضحة بين الإنتاج الغذائي وكمية المياه المستهلكة لتحقيق أي كمية من الغذاء، أو ما يطلق عليه البصمة المائية، فالقطاع الزراعي يستغل حوالي 70%من المياه العذبة (احواض واودية) وكذلك المياه الجوفية تصل الى اكثر من 90% من اجمالي الكمية المستعملة، فهو يعتمد على كميات هائلة من المياه فوجبة فرد واحد في اليوم المكونة من مجموعة من الاغذية تحتوي على حوالي 3000 لتر من الماء(حسب تقديرات الامم المتحدة) في حين وجبة يومية لفرد أمريكي تحتوي على 6800 لتر من الماء.
اذن فالعلاقة بين المحاصيل الغذائية واستهلاك المياه هي علاقة مهمة في مجال الزراعة والإنتاج الغذائي. يعتبر الماء عاملا حيويا لنمو وتطور النباتات، وبالتالي لإنتاج المحاصيل الغذائية. يؤثر استهلاك المياه على المحاصيل الغذائية في نمو النباتات وتطور المحصول، فالمياه ضرورية لعملية التمثيل الضوئي والتي تساعد النباتات على تحويل ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون إلى السكريات والمواد العضوية الأخرى. استهلاك المياه بشكل كافي يساهم في تطوير الجذور والأوراق والأزهار والثمار للنباتات، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على حجم وجودة المحصول النهائي.
اما في إنتاجية المحاصيل، فالمياه تلعب دورا حاسما في تحقيق إنتاجية مرتفعة للمحاصيل الغذائية. نقص المياه يمكن أن يؤدي إلى تقليل حجم المحصول وجودته، والمحاصيل الزراعية بحاجة إلى كميات كبيرة من المياه خلال مواسم النمو النشط، وهذا يتطلب توفير نظام ري مناسب لضمان توفير المياه بكميات كافية. وكذلك في تكوين المكونات النباتية المياه تساهم في تكوين مكونات النباتات مثل البروتينات والسكريات والفيتامينات والمعادن، ونقص المياه يؤدي إلى تقليل محتوى العناصر الغذائية المهمة في المحاصيل، مما يؤثر على قيمتها الغذائية.
بخصوص مقاومة الجفاف، المياه تؤدي دورا في زيادة مقاومة النباتات للجفاف والظروف الجوية القاسية. النباتات المتعافية من الجفاف تكون أكثر قدرة على إنتاج محاصيل جيدة.
بشكل عام، يمكن القول أن المياه هي مورد حيوي لنمو وإنتاج المحاصيل الغذائية. توفير كميات كافية من المياه وإدارة استهلاكها بشكل فعال يلعب دورا حاسما في تحقيق إنتاجية مرتفعة وجودة عالية للمحاصيل، وهذا يعزز الأمن الغذائي ويساهم في تلبية احتياجات السكان المتزايدة.
س: ما مخاطر الري بالغمر؟
الري بالغمر هو أحد الطرق التقليدية المستخدمة في مصر، وتشكل تهديدا خطيرا للأمن المائية بسبب محدودية الموارد المائية في مصر والعجز الذي تعانيه لتحقيق الأمن الغذائي ويسبب في سوء حالة الصرف في المناطق الأكثر استنزافا للمياه وفقا لنظم الري بالغمر، وهو ما يتطلب الإدارة الجيدة لتغيير نمط الري بالغمر إلي نظم آخري حديثة.
س: ما أنواع الري الأخرى الحديثة؟
بالإضافة إلى الري التقليدي، هناك العديد من أنواع الري الحديثة التي تستند إلى تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة وتقليل الهدر. من بين أنواع الري الحديثة:
1ـ الري بالتنقيط Drip Irrigation: يتم في هذا النوع من الري إسقاط الماء بشكل مباشر ودقيق قرب جذور النباتات باستخدام أنابيب رفيعة تحت الأرض أو نظام من الأنابيب والأنفاق الموجودة فوق سطح الأرض. يساهم الري بالتنقيط في توفير الماء وتقليل تبخر المياه وتقليل مشاكل تسرب المياه.
2ـ الري بالرش Sprinkler Irrigation: يعتمد هذا النوع من الري على رش المياه بشكل مماثل لرش المطر باستخدام رشاشات محورية مثبتة في الارض. يمكن توجيه الماء بدقة إلى المناطق المستهدفة وتوفير مياه مقارنة بالري التقليدي.
3ـ الري الجزئي Partial Root-Zone Drying: هذا النوع من الري يعمل على تغذية جزء من نظام جذور النبات بالماء في وقت معين، مما يجبر النبات على توجيه جذوره نحو المناطق الأخرى للبحث عن الماء. يساهم في تحسين استخدام المياه وزيادة تحمل النباتات للجفاف.
4ـ الري بالرياح Wind-powered Irrigation: يستخدم طاقة الرياح لتحريك مياه الري من مصادر المياه إلى الحقول. يمكن أن يكون هذا النوع من الري مفيدا في المناطق التي تعاني من نقص في الكهرباء أو التوربينات المائية.
5ـ الري بواسطة الأقمار الصناعية Satellite-controlled Irrigation: يعتمد هذا النوع على استخدام بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة استشعار عن بعد لتحديد احتياجات المياه للمحاصيل في مناطق معينة. يسمح للمزارعين بضبط كميات الماء وفقا للظروف الفعلية.
6ـ نوع اخر، الري بالنشع Subsurface Irrigation: هو نوع آخر من أنواع الري الحديثة، ويُعرف أيضا بالري تحت السطح أو الري الجوفي. في هذا النوع من الري، يتم إدخال المياه مباشرةً تحت سطح الأرض، وذلك باستخدام أنابيب أو أنظمة توزيع توفر المياه إلى جذور النباتات بشكل مباشر. هذا النوع من الري فعّال للغاية في توفير المياه وتحسين استخدامها، حيث يمكن تجنب فقدان المياه الناجم عن التبخر والتسرب. باستخدام الري بالنشع، ويحقق التالي:
ـ تقليل تبخر المياه: بتوجيه المياه تحت سطح الأرض، يتم تقليل فقدان المياه بسبب التبخر السطحي، الذي قد يكون كبيرا خصوصا في مناطق ذات درجات حرارة عالية.
ـ تقليل تسرب المياه: يساعد الري بالنشع في تجنب تسرب المياه من السطح إلى الأرض، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة استخدام المياه وتوجيهها بشكل أفضل إلى الجذور.
ـ تقليل تلوث المياه: نظرا لأن المياه لا تتلامس مباشرة مع سطح الأرض، فإن هناك احتمالية أقل لنقل الملوثات من سطح الأرض إلى المياه الجوفية.
ـ تحسين جودة الأرض: يمكن للري بالنشع أن يحسن جودة التربة عبر توجيه المياه والمواد المغذية مباشرةً إلى جذور النباتات.
ـ توفير الطاقة: يكون استخدام المياه تحت السطح أكثر فعالية من حيث الطاقة مقارنةً بالأنظمة الأخرى التي تحتاج إلى ضخ المياه إلى سطح الأرض، يُستخدم الري بالنشع بشكل متزايد في مناطق تواجه تحديات في استدامة المياه وتحسين إدارة الموارد المائية.
هذه بعض الأمثلة من أنواع الري الحديثة. تسهم هذه التقنيات في زيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة، وبالتالي تحسين إنتاجية المحاصيل والاستدامة البيئية.
لكن تشغل بعض الطرق قدرا ضئيلا بالنسبة للمساحة التي تروى بالري السطحي او الري بالرش، وذلك لاحتياجها لبعض الظروف الضرورية لنجاحها فإن الري تحت السطحي او الري بالنشع أو الترشيح يشتمل على تنظيم مستوى الماء الارضي، وهو في تنظيمه خليط من نظام الري ونظام الصرف وبمعنى اخر تنظيم بعد مستوى الماء الارضي يوفر رطوبة ملائمة لمقابلة الاحتياجات المائية للنبات وتستعمل هذه الطريقة في معظم المزارع بالولايات المتحدة الامريكية وهولندا.
س: هل تمت تجربة هذا النظام في مصر؟
تمت تجربته في مصر منذ سنوات في مزارع فواكه ولكنها لم تستمر، كما تمت تجربته أيضا على محاصيل وكانت النتيجة اكثر من ممتازة، وتعد طريقة الري بالنشع احدى طرق الري الرئيسية، حيث يتم من خلالها ايصال المياه الي النباتات بكميات محسوبة وبشكل بطيء على شكل نشع بطيء عن طريق مسام صغيرة، تستخدم لري المحاصيل بكافة انواعها والغابات واشجار الفواكه والزيتون والنخيل والعنب واشجار الزينة و”اللاند سكيب” والأحواض السمكية لمد الأسماك في قاع الحوض بالهواء لعدم وصول الاكسيجين للقاع بالبدالات العادية وذلك عن طريق ضخ هوائي بدل الضخ المائي.
س: ما مميزات هذه الطريقة؟
لها عدة مميزات منها توفير المياه بشكل كبير نظرا للترطيب الموضعي لمنطقة انتشار البذور، مع الحد من عملية التبخر التي تحدث لمياه الري، الى جانب الحصول على محاصيل زراعية جيدة النمو نتيجة توافر الرطوبة باستمرار حول المجمع الجذري بسبب طول فترة الرطوبة تحت السطح وتكرارها.
كما ان هذه الطريقة تحمي النبات من ظهور الطفيليات ومن الآفات الزراعية نتيجة بقاء الغطاء الخضري جافا، والتخلص من الملوحة الزائدة التي قد تتكون على التربة خلال عملية الري المتكررة، عدم وجود فرص نمو الحشائش والنباتات الضارة نتيجة تقليص المساحة المروية حول النبات مما لا يتيح لهذه الحشائش الحصول على الماء اللازم للنمو، تسهيل عملية الزراعة المميكنة نظرا لعدم وجود خراطيم سطحية بين خطوط النباتات، امكانية وضع الاسمدة في نفس وقت الري، وامكانية تشغيلها بشكل تلقائي من خلال اجهزة قياس رطوبة التربة.
س: لكن البعض يثير بوجود جوانب سلبية لهذه المنظومة؟
لا يوجد سلبيات للري التحت السطحي مقارنة بالري بالتنقيط وبالري بالغمر المميكن (البيفوت) كما لا يوجد انسداد ثقوب النقاطات بالرواسب والاملاح مثل ما يوجد بـ”النقاط”، وعدم وجود اختلاف ضغط مائي على طول الانبوب مما يؤدي الى انتظام في توزيع المياه، فضلا عن عدم تلف الخراطيم بفعل القوارض.
س: ماذا عن تكلفة هذه المنظومة؟
التكلفة معقولة عند الانشاء حيث لا تحتاج الى شبكة كثيفة من الانابيب، مع توفير في استعمال المياه بما يعادل 50% مقارنة بالري بالتنقيط.
س: ما حالة الوضع المائي في مصر؟
مصر كغيرها من دول المناطق الجافة وشبه الجافة اليوم تعاني من أزمة مائية شبه حادة، حيث تقع في خانة البلدان التي تفتقر إلى الموارد المائية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عتبة الندرة التي حددها برنامج الأمم المتحدة للتنمية، أو تلك المحددة من طرف البنك العالمي بـ1000م3 سنويا لكل ساكن في حين لا تتعدى بمصر 500م3، وقد تم تصنيفها من قبل المنظمات الدولية من بين الدول التي ستعاني على المدى المتوسط من مشكل ندرة حقيقية للمياه بسبب سوء تسيير واستخدام الموارد المائية، وغياب سياسة رشيدة لإدارة الطلب المتزايد على المياه خاصة في المجال الزراعي، مما يؤثر على زراعتها بشكل كبير.
س: نقص الموارد المائية من أكبر التحديات التى تواجه مصر .. ما مدى خطورتها على قطاع الزراعة؟
القطاع الزراعي يستغل حوالي 70%من المياه العذبة (أحواض وأودية)، تشير احصائيات صادرة عن البنك الدولي ان استهلاك المياه قد ارتفع بنسبة 50% على المستوى العالمي في فترة زمنية لا تتعدى 30 سنة، وترتب على عدم كفاية المياه السطحية إلى زيادة معدلات سحب المياه الجوفية وبسبب الارتفاع السكانى الضخم، وكان لابد من البحث عن كل الأساليب الملائمة لزيادة انتاجية المياه الزراعية المحددة للري، ومواجهة جوانب الهدر والضياع المتجه نحو الاغراض الزراعية، ومواجهة خطورة الاعتماد الشديد على المياه الجوفية غير المتجددة لأغراض الزراعة لاعتبارها المخزون الاساسي ونبع الحياة للأجيال القادمة في المستقبل.
س: ما علاقة تطوير الري بتحسين حالة المحاصيل الزراعية؟
إن مستقبل الزراعة في أي دولة مرتبط بإدخال نظم الري الحديثة، والتركيز على زيادة مستوى الانتاج وتحسين استخدام المدخلات اللازمة لتطوير الانتاج الزراعي، دون إهمال أهمية الأسمدة بمختلف انواعها في تطوير كفاءة استخدام موارد الأرض والمياه.
لذلك تسعى الزراعة المستدامة إلي الاستفادة من تقنيات وتطبيقات العلوم الزراعية والبيئية المتعلقة بتصميم واستخدام نظم الري الحديثة المرشدة لعمليات الري، وربطها بالإحتياجات الفعلية للمحاصيل، واستخدام المحاصيل قليلة الاحتياجات المائية مع الاستفادة من التقنيات الحديثة في التحكم في بيئة النبات كأساليب الزراعة في البيوت المحمية وزراعة المحاصيل النباتية تحت نظم الري الحديث الري التحت السطحي الناشع.
س: ما تأثير البيئة على القطاع الزراعي؟
نظرا لغياب البعد البيئي عن السياسة الزراعية قد تشهد البيئة الزراعية تدهورا حادا، ولمواجهة هذه التأثيرات البيئية وتحقيق الأمن كان لزاما ادخال البعد البيئي في الدراسات الاقتصادية والفنية للمشروعات الزراعية، وادخال ضوابط للمحافظة على الأصناف والسلالات النادرة، وكذلك تخطيط معدلات التوسع الافقي والتكثيف الزراعي بما يراعي الموارد الطبيعية وتفعيل دور المنظمات التعاونية في نشر الوعي البيئي.
البيئة تؤدي دورا حاسما في التأثير على القطاع الزراعي والزراعة بشكل عام. والتغيرات في البيئة تؤثر بشكل كبير على إنتاجية الزراعة واستدامتها. التأثيرات تحدثها البيئة على القطاع الزراعي: تأثيرات المناخ – فتغيرات المناخ تؤثر على نمط وكمية هطول الأمطار ودرجات الحرارة، مما يؤثر على نمو وتطور المحاصيل – زيادة درجات الحرارة تؤدي إلى انخفاض إنتاجية بعض المحاصيل أو تغيير مواعيد زراعتها.- التغيرات في النمط الموسمي للأمطار تؤدي إلى نقص في المياه المتاحة للري، مما يؤثر على الإنتاج. و ندرة المياه تعتبر تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي.
تحتاج الزراعة إلى كميات كبيرة من المياه، ونقص المياه يقلل من الإنتاجية ويؤثر على أنواع المحاصيل التي يمكن زراعتها. وتقنيات الري الفعالة وإدارة المياه يمكن أن تساهم في التغلب على هذا التحدي. – تلوث البيئة بالمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الزراعية يؤثر على البيئة والصحة العامة. – والزراعة المستدامة تهدف إلى تقليل تلك التأثيرات من خلال استخدام أساليب زراعية أكثر صداقة للبيئة. – فقدان التنوع البيولوجي – وانخفاض التنوع البيولوجي يؤثر على التوازن البيئي والتآكل البيئي.- والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل يساهم في تحسين استدامة الزراعة. – تغير استخدام الأراضي من الزراعة إلى استخدامات أخرى مثل التجمعات العمرانية أو الصناعية يؤثر على توفر الأراضي الزراعية ويقلل من الإنتاجية. – تأثيرات الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف تؤثر على المحاصيل والبنية التحتية الزراعية بشكل كبير.
لمواجهة هذه التحديات، يتعين على القطاع الزراعي اتباع ممارسات زراعية مستدامة، واستخدام تقنيات تحسين الإنتاجية وإدارة الموارد بشكل فعال، والعمل على تطوير نماذج زراعية تتكيف مع التغيرات المستمرة في البيئة.
س: ما أهم المحاور التي نفتقدها في الزراعة المستديمة؟
الزراعة المستدامة تهدف إلى تحقيق توازن بين احتياجات الإنتاج الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة. وعلى الرغم من أن هناك تقدما في تطبيق مبادئ الزراعة المستدامة، إلا أن هناك بعض المحاور التي قد تكون ناقصة أو تحتاج إلى مزيد من التركيز. من بين هذه المحاور:
ـ التنوع البيولوجي والوراثي: قد يكون هناك تقليل في التنوع البيولوجي والوراثي بسبب تركيز الزراعة على عدد قليل من السلالات أو المحاصيل. الحفاظ على التنوع الوراثي ودعم زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل يعزز من مقاومتها للأمراض والظروف البيئية المتغيرة.
ـ إدارة المياه: تحقيق استدامة استخدام المياه في الزراعة يعتبر تحديا كبيرا، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. تحسين تقنيات الري الفعال واستخدام أساليب تحسين التربة لزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمياه يعتبران محورين مهمين.
ـ التغيرات المناخية: يتعين أن تتضمن استراتيجيات الزراعة المستدامة تكيفا مع التغيرات المناخية. هذا يشمل تحديد أنماط زراعية تتناسب مع درجات الحرارة ونمط الأمطار المتغيرة.
ـ إدارة الأمراض والآفات: يجب تطوير أساليب مستدامة للتحكم في الآفات والأمراض دون الاعتماد بشكل كبير على المبيدات الكيميائية. ذلك يشمل تنمية ممارسات تعزز من صحة النباتات والتربة.
ـ تحسين البنية التحتية الريفية: توفير البنية التحتية المناسبة للزراعة المستدامة، مثل نظام الري المناسب والوصول إلى الأسواق والتدريب والتوعية، يسهم في تحقيق النجاح في هذا المجال.
ـ التكنولوجيا والابتكار: تطوير واعتماد تكنولوجيا جديدة تساهم في زيادة إنتاجية الزراعة وتحسين فعالية استخدام الموارد.
ـ التوعية والتثقيف: توعية الفلاحين والمجتمع بمبادئ وفوائد الزراعة المستدامة يسهم في تحفيز اتخاذ القرارات الصحيحة وتبني الممارسات المستدامة.
ـ التمويل والدعم: تقديم الدعم المالي والتمويل للمزارعين لتبني ممارسات زراعية مستدامة يمكن أن يسهم في تحقيق استدامة القطاع الزراعي.
العلوم المتعلقة بارشاد المزارعين وتدريبهم على استخدام التقنيات الخاصة بالزراعة المستدامة، ومعرفة العوامل المحددة لتقبل وتبني المزارعين لتلك التقنيات، ودور الزراعة المستديمة فى مجال البيئة والحفاظ على المصادر الطبيعية من مياه وتربة ودورها في انتاج الغذاء الصحي، الذي لا يسبب أمراض أو مخاطر صحية للمستهلكين، حيث تحتل سلامة الغذاء وخلوه من بقايا المبيدات ،وهذه مهمة الحكومة في الرفع من مستوى الارشاد الزراعي .
هذه المحاور تعتبر جزءا من جهود تطوير الزراعة المستدامة وتحسينها لتلبية احتياجات المجتمعات الحالية والمستقبلية.
س: تميزتي في زراعة نبات “الكينوا” .. حديثنا عن تجربتك؟
يعتبر نبات “الكينوا” مصدرا مهما للبروتين الرئيسي بدأت زراعته فى أمريكا الجنوبية وحظى باهتمام كبير من طرف البلدان النامية، والآن زادت أهميته الإنتاجية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا وإفريقيا وتم اختياره كأحد المحاصيل المستقبلية لتأمين الغذاء في المستقبل من طرف منظمة الأغذية والزراعة العالمية.
هذا النبات من المحاصيل الغذائية ذات القدرة الإنتاجية العالية، التي تمتاز بقدرتها الفائقة على النمو تحت ظروف البيئة المعاكسة، وخاصة المتمثلة في ملوحة الماء والتربة والبرودة ونقص المياه، والتي تعاني منها مساحات عديدة خصوصا في ظل نقص المياه وتأثير التغيرات المناخية كما أنها ليست عرضة للإصابة بالأمراض المعتادة لمحاصيل الحبوب.
س: هل تعتبر “الكينوا” بديلا للقمح؟
“الكينوا”مكملة للقمح وليست بديلة له، وذلك لخلوها من الجلوتين الذي يحول دون أن يمكننا من أن نصنع منها العديد من أشكال المخبوزات، إلا أن “الكينوا” يمتاز بقدرته على تحمل نقص المياه خلال موسم النمو، حيث يمكن أن تستهلك فقط ثلث استهلاك نبات القمح من حيث المياه خلال الموسم.
تُعتبر “الكينوا” واحدة من البدائل الممكنة للقمح وللحبوب الأخرى، خاصةً لأولئك الذين يعانون من حساسية للجلوتين أو يرغبون في تنويع نظامهم الغذائي.
س: كيف يمكن لنبات “الكينوا” تحقيق الأمن الغذائي وترشيد استهلاك المياه؟
يشكل النمو الديمغرافي والتطور الاقتصادي والتلوث البيئي ضغطا على موارد المياه المتجددة خاصة في المناطق الشبه قاحلة والقاحلة، ولكون ندرة المياه هي عائق جوهري للزراعة في أجزاء كثيرة من العالم فقد اتجه الاهتمام إلي البحث عن زراعات غير شرهة للمياه إلى جانب البحث عن طرق جديدة للري الذكي لترشيد المياه.
وقطاع الزراعة هو الأكثر حساسية بالنسبة لندرة المياه من بين جميع قطاعات، ونظرا لأهمية المياه بالنسبة للزراعة والإنتاج الغذائي وكمية المياه التي تطلبها الزراعة في ضوء ندرة المياه التي يعاني منها العالم والتغيرات المناخية المعالجة هذه القضية المتنامية بدأنا في التركيز على الزراعات الصحراوية الغير شرهه للمياه مثل الكينوا والدخن والسرجم والقرطم والكانولا.
يُعتبر نبات الكينوا Quinoa مهم في تحقيق الأمن الغذائي وترشيد استهلاك المياه نظرا للعديد من السمات والفوائد التي تتمتع بها:
1ـ قيمة غذائية عالية الكينوا تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والألياف الغذائية، وتعتبر مصدرا جيدا للعناصر الغذائية المهمة مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والفيتامينات.
2ـ استهلاك مياه منخفض، حيث تعتبر الكينوا نباتا مقاوما للجفاف، ويمكن زراعته في مناطق ذات موارد مائية محدودة. يعتمد على تقنية الري القليل من المياه ويمكن أن ينمو في ظروف معتدلة من عدم التساقط المطري.
3ـ تنوع الزراعة يمكن زراعة الكينوا في مختلف البيئات، سواء في المناطق الجبلية أو الصحراوية، مما يزيد من توفر المصادر الغذائية في مناطق مختلفة ويقلل من اعتماد بعض المناطق على المحاصيل التقليدية.
4ـ تحسين تركيب التربة اذ تساهم زراعة الكينوا في تحسين تركيب التربة وزيادة نسبة المواد العضوية فيها، مما يسهم في زيادة قدرتها على احتفاظ بالمياه.
5ـ تنوع الاستخدام اذ ان الكينوا قابلة للاستخدام في تحضير وجبات مختلفة مثل الأطعمة الرئيسية والحلويات والمخبوزات والسلطات، مما يسهم في توفير تنوع في النظام الغذائي.
6ـ إمكانية التخزين: الكينوا تتميز بإمكانية التخزين لفترات طويلة دون أن تفقد قيمتها الغذائية، مما يسهم في تخزين المحصول للاستفادة منه خلال مواسم النقص.
بالنظر إلى هذه السمات، يمكن لنبات الكينوا أن يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي وترشيد استهلاك المياه، خاصةً في المناطق ذات الأوضاع المائية المحدودة.
س: كيف يمكن الارتقاء بقطاع الزراعة؟
الزراعة هي الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني، ولابد من تنفيذ برامج المختصين فى قطاع الزراعة، بداية من الابتعاد عن الأسمدة والمبيدات الكيماوية والاتجاه نحو الري السليم الرشيد بمياه نظيفة، وإنشاء مصانع للأسمدة العضوية الصحية لتكون حاجزا منيعا من الأوبئة وحماية البيئة والتربة والنبات.
الارتقاء بقطاع الزراعة يتطلب جهود متعددة من الحكومات والمزارعين والباحثين والمهنيين في مجال الزراعة. والإجراءات والخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين وتطوير قطاع الزراعة عديدة منها:
1ـ استثمار في البحث والتطوير: دعم الأبحاث الزراعية وتطوير تقنيات جديدة لزيادة إنتاجية المحاصيل وتحسين جودتها ومقاومتها للظروف البيئية.
2ـ تطوير التقنيات الزراعية: تبني تقنيات زراعية متقدمة مثل الزراعة المحمية، والري بتقنيات متقدمة مثل الري بالتنقيط والري بالتناقص، واستخدام الأسمدة العضوية والبيولوجية.
3ـ تنمية مهارات المزارعين: توفير التدريب والتعليم للمزارعين حول أحدث الممارسات الزراعية وكيفية استخدام التقنيات الحديثة وإدارة المحاصيل بفعالية.
4ـ توفير التمويل والدعم: تقديم دعم مالي وتمويل للمزارعين لتحسين بنيتهم التحتية واستخدام التقنيات الجديدة وشراء المعدات والأدوات الزراعية.
5ـ تنويع المحاصيل وتحسين التربة: تشجيع زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل لتقليل المخاطر الناتجة عن تراكم المحاصيل الواحدة. تحسين جودة وصفات التربة من خلال استخدام تقنيات تحسين التربة.
6ـ تسهيل الوصول إلى الأسواق: تطوير منظومة لتوزيع وتسويق المنتجات الزراعية للوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية.
7ـ تعزيز استدامة الزراعة: تبني ممارسات زراعية مستدامة تحافظ على التنوع البيولوجي، وتقليل استهلاك المياه والموارد الطبيعية، وتحسين جودة التربة.
8ـ تكنولوجيا المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسهيل مشاركة المعلومات بين المزارعين وتتبع المزارع والأمور الزراعية.
9ـ تطوير التشريعات والسياسات: وضع سياسات وتشريعات زراعية تدعم الاستثمار في القطاع، وتحمي حقوق المزارعين، وتشجع على التنوع والاستدامة.
10ـ التوعية والتثقيف: توعية المزارعين والجمهور بأهمية الزراعة المستدامة والتقنيات الحديثة، والحفاظ على الموارد الزراعية.
11ـ البحث عن حلول مبتكرة: تشجيع البحث عن حلول مبتكرة لتحديات الزراعة مثل مقاومة الآفات والأمراض، واستخدام مصادر طاقة متجددة.
12ـ تعزيز التعاون الدولي: التعاون مع الجهات الدولية والإقليمية لتبادل المعرفة والتجارب في مجال الزراعة وتطوير التقنيات.
هذه الإجراءات تعزز من فعالية واستدامة القطاع الزراعي وتسهم في تحقيق تحسين مستدام في إنتاجية المحاصيل وجودة الأغذية والأمن الغذائي.
س: هل الزراعات غير التقليدية اختيار أم إجبار؟
الزراعات غير التقليدية هي زراعات تختلف عن الزراعات التقليدية من حيث النباتات المزروعة أو الأساليب المستخدمة في زراعتها. قد تشمل هذه الزراعات زراعة نباتات غير معتادة، مثل النباتات الطبية أو العطرية، أو استخدام أساليب زراعية مبتكرة مثل الزراعة المائية أو الزراعة العمودية.
بالنسبة للسؤال الذي طرحته، ما إذا كانت هذه الزراعات اختيارا أم إجبارا، فإن الأمر يعتمد على سياق وظروف معينة. قد يكون لديك أشخاص يختارون ممارسة الزراعات غير التقليدية بناءً على اهتماماتهم ورغباتهم، وهذا يمكن أن يعتبر اختيارا. على سبيل المثال، قد يختار شخصا ما زراعة النباتات الطبية لأنه مهتم بالطب البديل والعلاج بالأعشاب.
من ناحية أخرى، قد يجد بعض المزارعين أنفسهم مضطرين إلى ممارسة الزراعات غير التقليدية نتيجة لعوامل مثل تغيرات المناخ، أو قلة المساحات الزراعية المتاحة، أو حاجة السوق إلى منتجات معينة. في هذه الحالات، يمكن اعتبارها إجبارية لأن المزارعين قد يضطرون لتبني هذه الزراعات كوسيلة للبقاء في الأعمال الزراعية وتحقيق العائد المالي.
بشكل عام، الأمر ليس أسود وأبيض، ويعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل والاعتبارات.
الزراعات غير التقليدية اجبار في الأراضي الصحراوية ذات المناخ الصعب ودرجات الحرارة المتباينة وملوحة المياه التي لا تزيد على 8000 جزء في المليون، إضافة إلى الغليان المناخي وندرة المياه التي نحن على أبوابها. وتعتبر استراتيجية هامة لتحقيق الأمن الغذائي وتنمية مستدامة في المناطق الصحراوية ذات الظروف القاسية. تشهد هذه المناطق عوامل تحدي مثل ارتفاع درجات الحرارة، ندرة المياه، وتباين الملوحة، مما يجعل الزراعة التقليدية صعبة وأحيانا غير مستدامة.
س: ما التحديات التي تواجهها المناطق الصحراوية؟
الزراعة في المناطق الصحراوية تواجه تحديات عديدة حيث ان المناطق الصحراوية تشهد درجات حرارة مرتفعة جدًا خلال فترات النهار وانخفاضها الشديد خلال الليل. هذا التباين الحراري يؤثر سلبا على نمو النباتات. الى جانب نقص المياه يجعل من استخدام تقنيات الري الفعالة والاقتصادية ضرورة. كما لا ننسى ملوحة المياه المتاحة في المناطق الصحراوية غالبًا ما تكون عالية بشكل ملحوظ، مما يؤثر على نمو النباتات ويزيد من تحديات الزراعة مع الغليان المناخي الذي يشمل تباينا كبيرا في درجات الحرارة بين النهار والليل، وهو يؤثر على النباتات ويضيق من نطاق النباتات التي يمكن أن تنمو بشكل فعال مما يجعل استخدام أنواع نباتية متأقلمة مع البيئات الصحراوية ومقاومة للظروف القاسية مثل النباتات المتحملة للملوحة مع استخدام تحسين تهوية التربة الذي يشمل إجراءات لتحسين تدفق الهواء في التربة، وذلك من أجل تعزيز نشاط الكائنات الحية في التربة وتحسين عمليات التحلل العضوي. وهذا يمكن أن يشمل استخدام تقنيات مثل:
1ـ زراعة تقاوي نباتات تغطية أو نباتات مختلفة على السطح الأرضي تساهم في تحسين هيكل التربة وتقليل تأثير التبخر وتآكل التربة. هذه النباتات تمتص الماء والمغذيات وتحمي التربة من الجفاف والرياح القوية.
2ـ إضافة مواد عضوية مثل سماد الهيماتيت وسماد القش يمكن أن تحسن تركيب التربة وتزيد من قدرتها على احتفاظ بالماء والهيماتيت هو نوع من الخامات المعدنية، وهو عبارة عن أكسيد الحديد (Fe2O3) ويكون عادة بلون أحمر أو بني وفيما يتعلق بالزراعة وتحسين التربة، يتم استخدام الهيماتيت المكررة والمجروشة كمصدر للحديد والمعادن الأخرى التي تفيد النباتات.كما تساهم في تحسين خصوبة التربة وزيادة توافر العناصر الغذائية للنباتات.
اما سماد القش فهي متبقيات نباتات الحبوب مثل القمح والشعير والارز بعد حصادها. يتم استخدام القش كمصدر للمواد العضوية في تحسين التربة. عندما يتحلل القش في التربة، يساهم في زيادة تركيب التربة العضوية وبالتالي تحسين قدرتها على الاحتفاظ بالماء والمواد الغذائية وتهويتها. إضافة القش إلى التربة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين تركيبة التربة وخصوبتها.في النهاية، إضافة مواد عضوية مثل سماد الهيماتيت وسماد القش إلى التربة تعزز من تحسين خصوبتها وبنيتها، مما يؤدي إلى تحسين نمو النباتات وزراعة المحاصيل.
3ـ ستخدام تقنيات الحفر والحراثة: تقنيات مثل الحفر على شكل منخفضات أو حفر حواجز تساهم في تحسين تصريف المياه وتقليل تشكل السيول والتآكل.
4ـ التغطية العضوية: استخدام طبقات من المواد العضوية كالقش أو الأعشاب المجففة كتغطية على سطح التربة يمكن أن يقلل من تبخر المياه ويحافظ على رطوبة التربة.
بشكل عام، الهدف من تحسين التربة في المناطق الصحراوية هو زيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمياه وتحسين جودة التربة لدعم نمو النباتات وتحسين الإنتاج الزراعي في ظروف القلة المائية.
5ـ استخدام الطاقة الشمسية: الاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء والتدفئة يمكن أن يدعم عمليات الري والزراعة في تلك المناطق.
6ـ البحث والتطوير: العمل على تطوير أصناف نباتية متحملة للظروف القاسية وتقنيات زراعية مبتكرة يمكن أن يسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي في المناطق الصحراوية.
س: ماذا تقصدي بزراعة تقاوي غطاء نباتي في الاراضى الصحراوية؟
عندما نتحدث عن زراعة تقاوي غطاء النباتات في الأراضي الصحراوية، نعني زراعة نباتات صغيرة وعشبية على سطح التربة بهدف تحسين الظروف المحيطة بالتربة وزيادة إنتاجيتها. هذه النباتات المغطية والمحملة على المحاصيل الرئيسية تؤدي إلى العديد من الفوائد:
ـ تحسين هيكل التربة: بنمو النباتات واستقرارها على سطح التربة، تساهم في تحسين هيكل التربة عن طريق تقوية ترابط الجزيئات الأرضية. هذا يجعل التربة أكثر استدامة ومناسبة لنمو النباتات.
ـ تقليل تأثير التبخر: النباتات المغطية تقوم بتقليل التبخر المباشر من سطح التربة، حيث تقوم بتظليل الأرض وتحجب أشعة الشمس المباشرة عن التربة. هذا يساهم في الحفاظ على الرطوبة وتقليل انتشار الجفاف.
ـ منع تآكل التربة: النباتات تساهم في تثبيت التربة ومنع تآكلها بواسطة الرياح والمياه. جذور النباتات تثبت الجزيئات الترابية وتمنعها من التحرك بفعل العوامل البيئية.
ـ استهلاك الماء والمغذيات: النباتات المغطية تستهلك الماء والمغذيات من التربة، مما يمنعها من التجمع بكميات كبيرة في التربة وبالتالي يقلل من فرصة تكوّن سطح متجمّد وجاف.
ـ تحسين بيئة النمو: عندما يكون هناك نمو للنباتات، تتكون بيئة أكثر مناسبية للكائنات الدقيقة والحشرات النافعة التي تساعد في تحسين التربة والنباتات.
بالتالي، زراعة نباتات تغطية او التحميل على سطح التربة في المناطق الصحراوية تساهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية الأرض عن طريق تحسين الظروف البيئية للنمو وتقليل تأثيرات الظروف الجافة والعوامل البيئية الضارة.
س: الا يكون استهلاك الماء والمغذيات لهذه النباتات الغطية سببا في تقزم المحصول الرئيسي؟
نعم، قد يكون استهلاك النباتات المغطية للماء والمغذيات عاملا يؤثر على نمو المحصول الأساسي، ولكن هذا يعتمد على الاستراتيجية المتبعة ونوع النباتات المستخدمة كنباتات مغطية. لذلك لا بد من :
ـ اختيار النباتات المغطية المناسبة: يجب اختيار نباتات مغطية تستهلك كميات معتدلة من الماء والمغذيات. يفضل تجنب استخدام نباتات مغطية تكون متسربة وتستهلك كميات كبيرة من الموارد.
ـ التخطيط المناسب: يمكن تنظيم زراعة النباتات المغطية بحيث لا تتداخل مع منطقة الجذور للمحصول الأساسي. يمكن زراعتها بين الصفوف أو حول حواف الحقول لتجنب التنافس مع المحصول الأساسي على الموارد.
ـ الري المناسب: يجب ضبط نظام الري بحيث يلبي احتياجات كل من المحصول الأساسي والنباتات المغطية. قد يتطلب ذلك تعديل مواعيد الري أو استخدام تقنيات تنظيم الري.
ـ مراقبة التوازن: يجب مراقبة حالة المحصول الأساسي بشكل دوري للتأكد من عدم حدوث تقزم أو تأثير سلبي على نموه بسبب استهلاك النباتات المغطية للماء والمغذيات.
ـ اختيار النباتات المناسبة للزراعة المتداخلة: في الزراعة المتداخلة، يمكن اختيار نباتات مغطية تكون مفيدة للمحصول الأساسي عن طريق تحسين التربة أو توفير ملاذ للحشرات المفيدة.
ـ التوازن والتجربة: من المهم إجراء تجارب صغيرة في الميدان لتقييم تأثير النباتات المغطية على المحصول الأساسي في الظروف المحلية. هذا يمكن أن يساعد في التوصل إلى استراتيجية متوازنة تحقق تحسينًا في جودة التربة دون التأثير سلبيًا على المحصول الأساسي.
س: كيف تكون تقنية الحفر والحراثة من استراتيجيات التحسين البيئي؟
تقنيات الحفر والحراثة تمثل جزءا مهما من استراتيجيات التحسين البيئي والزراعي في المناطق الصحراوية.
1ـ الحفر على شكل منخفضات: عندما يتم حفر منخفضات صغيرة في الأرض، يتم تجميع المياه السطحية وتوجيهها نحو تلك المنخفضات. هذا يساعد في تجنب تشكل السيول السريعة التي تؤدي إلى تآكل التربة وتدمير النباتات. هذه التقنية تعمل على توجيه تدفق المياه بشكل أكثر تحكم وتحسين توزيعها في المنطقة.
2ـ حفر حواجز: يمكن استخدام الحفر لإنشاء حواجز طبيعية تعمل على توجيه تدفق المياه. على سبيل المثال، يمكن حفر خنادق عريضة حول الحقول لتوجيه المياه بعيدًا عن المساحات المزروعة، وهذا يساعد في تقليل تأثير الفيضانات وتآكل التربة.
3ـ تحسين تصريف المياه: عندما يتم تجهيز التربة بشكل صحيح باستخدام تقنيات الحفر والحراثة، يمكن تحسين تصريف المياه بشكل كبير. هذا يساعد في تجنب تجمع المياه الزائدة ومشكلات الغرق والتآكل، وبالتالي تحسين ظروف النمو للنباتات.
4ـ تقليل تآكل التربة بواسطة إنشاء حواجز طبيعية وتوجيه تدفق المياه، يمكن تقليل تأثير التآكل على التربة. تمثل عملية تآكل التربة ونقلها من مكان إلى آخر بواسطة تدفق المياه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان التربة الخصبة وتدهور البيئة الزراعية.
5ـ تحسين جودة التربة: باستخدام تقنيات الحفر والحراثة، يمكن تحسين جودة التربة من خلال توجيه المياه والمغذيات نحو مناطق الزراعة. هذا يساعد في تحسين خصوبة التربة ونمو النباتات بشكل أفضل.
بشكل عام، تستند هذه التقنيات إلى مفهوم توجيه تدفق المياه والحفاظ على التربة والبيئة. من خلال تطبيقها بشكل مناسب، تحسن من ظروف الزراعة في المناطق الصحراوية والمساهمة في الحفاظ على الموارد البيئية.
يمكن زراعة النباتات المستخدمة لتغطية سطح التربة مع المحصول الرئيسي في ما يُعرف بالزراعة المرافقة أو الزراعة المتداخلة. تستفيد هذه النباتات المغطية من مظلة المحصول الرئيسي وتساهم في تحسين الظروف البيئية للنمو والإنتاج. هناك عدة استراتيجيات يمكن اعتمادها مثل:
1ـ الزراعة المتداخلة: يمكن زراعة النباتات المغطية بين الصفوف الخاصة بالمحصول الرئيسي. هذا يساهم في تغطية التربة وتقليل التبخر وتآكل التربة. بعض هذه النباتات قد تكون أيضا نباتات مفيدة أو عديمة القيمة الاقتصادية.
2ـ الحواف النباتية: يمكن زراعة النباتات المغطية حول حواف الحقول الزراعية، مما يساهم في حماية التربة من الرياح القوية وتآكلها.
3ـ الزراعة الدائرية: تتضمن زراعة المحصول الرئيسي في منتصف دوائر كبيرة، وزراعة النباتات المغطية حول حواف الدوائر. هذا يساهم في تحسين الظروف المحيطة بالمحصول ويقلل من تأثير الظروف القاسية.
4ـ زراعة النباتات المغطية بعد الحصاد: بعد حصاد المحصول الرئيسي، يمكن زراعة النباتات المغطية على الأرض لتحسين جودة التربة وتحضيرها للمحاصيل المستقبلية.
يعتمد اختيار النباتات المستخدمة والاستراتيجية المناسبة على نوع المحصول الرئيسي، وظروف البيئة، ومتطلبات الإنتاج. الهدف الرئيسي هو تحسين جودة التربة والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تحسين إنتاجية المحاصيل وزيادة استدامة الزراعة في المناطق الصحراوية.
في النهاية، تحتاج الزراعات غير التقليدية في المناطق الصحراوية إلى تكامل جهود الباحثين والمزارعين والمؤسسات الحكومية والدولية لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المحدودة وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.