شكراً «القصير».. ومرحباً «فاروق»
بقلم: د.أسامة بدير
تمر الأيام وتتبدل المواقف ومن المؤكد أن دوام الحال من المُحال.. هذه هي سنة الله في الكون، الاستمرار في عمارة الحياة، ونحن بنو البشر نُكمل ما بدأه غيرنا حتى ننهض ونحقق الرفاهية المنشودة لكل الذين يسعون لتحقيقها بالعمل والكفاح من أجل مستقبل أفضل للدولة المصرية الحديثة التي حتما أركانها لابد وأن تقوم على العلم والعلماء فهم مشاعل التقدم والحضارة والتنوير والازدهار.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
بالأمس كان يقود كتيبة العمل في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي “السيد القصير”، الذي استمر يعمل ويُكافح بكل ما منحه الله من قوة نحو أربع سنوات ونصف، استطاع أن يُحقق خلال هذه الفترة حزمة من الإنجازات التي لا ينكرها إلا جاحد أو أعمى البصر والبصيرة، خاصة في قطاع الصادرات الزراعية وفتح أسواق جديدة، والتحول الرقمي للوزارة وميكنة غالبية الخدمات المقدمة للمزارعين والمستثمرين الزراعيين، والتوسع في إنتاج وتوزيع التقاوي المنتقاة خاصة للمحاصيل الاستراتيجية، فضلا عن تنمية قطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وغيرها.
الشاهد أن وزير الزراعة السابق له العديد من الإنجازات التي استطاع أن يُحققها بفضل جهده ومتابعته للكثير من الملفات والقضايا المُلحة للزراعة المصرية بالتعاون مع القيادات والعاملين بالمؤسسات التابعة للوزارة، في ظل تحديات ضخمة واجهت الزراعة المصرية، ولعل أهمها التغيرات المناخية التي ضربت ولا زالت تضرب بقوة القطاع الزراعي والتداعيات السلبية على المحاصيل والمنتجات الزراعية.
لقد كانت منظومة العمل بوزارة الزراعة خلال الفترة التي ترأس فيها “القصير” تتسم بروح العمل الجماعي ونبذ الاختلاف وإعلاء مصلحة الوطن قبل أي مصلحة شخصية أو نظرة ضيقة للأمور، ولذا تحققت وفورات كثيرة لصالح الموازنة العامة للدولة كانت في حكم المعدومة، فضلا عن إدارة وحسن استغلال لأصول الوزارة باحترافية مميزة جلبت معها أكثر من 7 مليارات جنيها خلال العام الماضي فقط.
فكرت في سرد إنجازات حققتها وزارة الزراعة خلال أربع سنوات ونصف مضت بالأرقام والإحصائيات التي لا تكذب ولا تخطئها عين، لكن من دون شك سطور المقال تستهدف إرسال رسالة واحدة مفادها شكرا لوزير سابق ومرحبا بالوزير الحالي، من دون الخوض في تفاصيل أكثر مما تحتمل سطوره.
يقيني، أن السيد القصير، اجتهد وبذل كل ما في استطاعته ولم يبخل بجهده عن أداء واجبه ولم يتخلى في أي يوم من الأيام عن رؤية أو فكرة أو مقترح تطبيقي يُساهم في تنمية الزراعة المصرية إلا وناقشه واستفاض فيه.
لقد كان وزير الزراعة السابق، دائم الاطلاع على كل المستجدات على ساحة الإعلام الزراعي، ومتابعا جيدا لـ”موقع الفلاح اليوم” وكل ما ينشر فيه، وكان يُناقشني في المواد المنشورة، ويطالب بالمزيد ودائما ما يطلب مناقشة بعض الموضوعات المنشورة على الموقع أو الفيديوهات المُصورة التي كانت تبثها قناة الفلاح اليوم.
خلاصة القول، لقد كان “القصير” متابعا جيدا لكل ما هو جديد، وداعما للرسائل الإرشادية التي تبثها قناة الفلاح اليوم، ويسأل عن تفاصيلها ويُطالب بالمزيد من تلك المواد المنشورة التي تصب في مصلحة الفلاح وتزيد من وعيه ما ينعكس على زيادة الإنتاجية الزراعية من وحدة المساحة.
وأخيرا، أقولها وأنا مرتاح الضمير، بلا أي غرض أو عرض دنيوي أو طمعا في شىء أو نفاقا لأحد.. شكرا لـ”السيد القصير” وزير الزراعة السابق، على ما بذلته من جهد سيكون في رصيد إنجازاتك للوطن الغالي علينا جميعا، وسيسطر التاريخ تلك الإنجازات.. شكرا لأمانة الكلمة وطهارة اليد وروح التعاون والتسامح التي تؤكد على نبل الأخلاق وكرم الطبع والجهد الوفير لنهضة الزراعة المصرية.
رسالتي لوزير الزراعة الحالي، المحاسب علاء فاروق، أهلا بحضرتك قائدا جديدا لكتيبة العمل في أخطر وأهم وزارة بمصر من وجهة نظري وهى وزارة الزراعة، كونها وزارة منوط لها توفير الأمن الغذائي لملايين المصريين بعناصره الأربعة، فضلا عن توفير المواد الخام للصناعة المحلية، وجميعها تصب في تنمية الاقتصاد الوطني للجمهورية الجديدة التي ينشدها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
أتمنى للوزير الجديد كل التوفيق والسداد، وأن يكون يدا جديدة وفكرا راقيا يرعى مصالح الشعب ومقدارته ويعظم من إنجازات الوزارة، وينهض بالزراعة المصرية مع شركائه من القيادات الواعية والمخلصة بالوزارة وبالتعاون مع العلماء والباحثين بمركزي البحوث الزراعية والصحراء لما يحقق النهضة الكبرى للقطاع الزراعي.
للتواصل مع الكاتب
[email protected]