شغف الكتابة رغم المرض ورسالة التنمية الريفية

بقلم: د.أسامة بدير
رغم تحذير الطبيب والتأكيد على ضرورة الراحة لمدة أسبوع أو حتى التعافي التام من الوعكة الصحية المفاجئة التي ألمت بي، ورغم حرصي الشديد على الالتزام بكافة القواعد الصحية والابتعاد عن العادات الاجتماعية التي قد تجلب المرض أو العدوى، أجد نفسي اليوم عاجزاً عن كبح رغبتي في كتابة مقالي اليومي. الشغف بالمهنة التي أحببتها وعشقتها أقوى من كل شيء، فهي ليست مجرد عمل، بل رسالة أشارك من خلالها في صناعة ووعي الملايين، وأسعى عبرها لتنمية القطاع الزراعي دعماً للاستقرار الاجتماعي، مما يجعل الكتابة ضرورة قلبية قبل أن تكون عقلية.
فالمرض يحول بين المرء وبين ما يحب. حتى أبسط الأمور التي تمنح شعوراً بالاكتمال والرضا، تصبح بعيدة وغير متاحة، وكأن الحياة توقفت للحظة، ونحن عاجزون عن لمسها. وكأننا أمام قوة أعظم من إرادتنا، وبالرغم من كل التدابير والحرص، نجد أنفسنا ضعفاء أمام فيروس لا يُرى بالعين المجردة، يذكرنا أن الإنسان محدود الإمكانات وأن السيطرة على الطبيعة ليست مطلقة كما نظن.
تجربة المرض تمنح الإنسان شعوراً حقيقياً بقيمة الصحة، التي لا يقدرها إلا من فقدها أو كاد أن يفقدها. الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وكنز لا يُقاس بالمال، ورزق واسع من الله سبحانه وتعالى لا يُقدر بثمن. كل لحظة تنفس، وكل شعور بالقوة والنشاط، وكل قدرة على العمل والإبداع، هي نعم لا تقدر إلا عندما تختبر غيابها، وها أنا اليوم أكتشف مرة أخرى قيمة هذه النعم العظيمة.
ومع ذلك، ينبثق الأمل من قلب المعاناة. الدعاء لله عز وجل هو أن يمنحني الشفاء العاجل، ويجعل صحتي وعافيتي وسيلة لاستكمال رسالتي المقدسة في هذه الحياة، التي تهدف إلى إنارة طريق التنمية الريفية لمتخذي القرار وصانعي السياسات، وللمزارعين والمستثمرين وعموم أبناء الوطن، فالزراعة هي أصل الحياة وعمادها.
أسأل الله أن ينعم على جميع متابعي “الفلاح اليوم” بالصحة والعافية، وأن يجعلهم من الذين يدركون قيمة صحتهم ويستثمرونها في العمل والعطاء، لتظل الزراعة محور التنمية والاستقرار، ولتظل الحياة في ريف مصر مزدهرة ومليئة بالأمل والإنتاج.
وأخيراً، أتوجه بخالص وعظيم شكري لآلاف متابعي وقراء “الفلاح اليوم” على الرسائل والاتصالات عبر واتس آب وماسنجر والإيميلات، التي أبدوا من خلالها حرصهم واطمئنانهم عليّ. فلكم مني جميعاً كل التقدير والاحترام، وأسأل الله أن يمنحكم كامل الصحة والعافية.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.




الدكتور الفاضل أسامة بدير،
نسأل الله لكم تمام العافية ودوام الصحة، وأن يجعل ما أصابكم رفعة في الدرجات وكفارة للذنوب، وأن يردكم إلى نشاطكم المعهود وهمتكم العالية سالمين غانمين.
لقد علمتنا مقالاتكم أن الإخلاص في الكلمة رسالة، وأن الزراعة وطنٌ يسكن القلوب قبل الحقول، فأنتم بحق نموذج للعطاء الذي لا يعرف التوقف.
شفاكم الله شفاءً تامًا لا يغادر سقمًا، وأعاد إليكم القوة لتواصلوا مسيرتكم النبيلة في خدمة البحث الزراعي والتنمية الريفية، فوجودكم بيننا طاقة أمل وعنوان صدق.
دعواتنا الصادقة ترافقكم، وقلوبنا تلهج لكم بالعافية الدائمة 🌿