شجرة الجميز.. المُعجزة النباتية التي تُثمر من الجذع لا من الأغصان!

كتبت: هند محمد تُعد شجرة الجميز من الأشجار الفريدة في عالم النبات، ليس فقط لعراقتها وارتباطها بالتراث المصري القديم، بل لأنها الشجرة الوحيدة المعروفة التي تثمر بطريقة مميزة وغير تقليدية.

على عكس معظم الأشجار التي تظهر ثمارها على الأغصان، تثمر شجرة الجميز مباشرة من جذعها وفروعها السميكة، وهي ظاهرة تُعرف علميًا باسم cauliflory. وتتميز هذه الظاهرة بأن الثمار تنمو من الجذع الرئيسي أو الأفرع الكبيرة، وليس من الأغصان الطرفية، وهو ما يمنح الشجرة مظهراً فريداً يجعلها محط أنظار المهتمين بالنباتات والباحثين.

ويُعتبر الجميز من أشجار الفاكهة القديمة التي عرفها المصريون القدماء، حيث تظهر نقوشه في المعابد والمقابر، وكان يُستخدم في التغذية والدواء، إلى جانب أن خشبه كان يُستعمل في صناعة التوابيت والأثاث لما يتميز به من صلابة ومتانة.

وتنتمي شجرة الجميز إلى جنس “الفيكس” (Ficus sycomorus)، وتنتشر في المناطق الحارة وشبه الحارة، خاصة في إفريقيا وبعض مناطق آسيا. وتُعرف ثمارها بأنها تشبه التين في الشكل والمذاق، وتحتوي على عناصر غذائية مفيدة مثل الألياف والفيتامينات.

طريقة إثمار الجميز تُعد من آيات الإعجاز في التنوع البيولوجي، إذ تمثل تكيفًا بيئيًا يتيح سهولة وصول الحشرات المُلقحة إلى الأزهار، كما تسهّل على الطيور والحيوانات قطف الثمار من مستويات منخفضة.

واستمرار وجود شجرة الجميز في الريف والمناطق الزراعية يُعد رمزًا للهوية الزراعية المصرية، ويعكس مدى الثراء البيئي والتنوع النباتي الذي تزخر به البيئة المحلية.

وبالرغم من تراجع أعدادها في السنوات الأخيرة نتيجة التوسع العمراني، فإن الدعوات تتزايد للحفاظ على هذا النوع النادر من الأشجار، وتشجيع زراعته ضمن خطط الحفاظ على التنوع البيولوجي والنباتات التراثية.

خلاصة القول:
شجرة الجميز ليست مجرد نبات، بل هي قصة فريدة من الطبيعة، تمزج بين التاريخ والزراعة والعلم، وتُجسد أحد أجمل مظاهر الإبداع في الخلق، بما تحمله من خصائص نادرة تجعلها جديرة بالاهتمام والدراسة والحماية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.