“سُرة الموسم”.. مفترق الطرق بين تعب الشتاء وتحديات الصيف في الزراعة المصرية

بقلم: أ.د.محمد فهيم

رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية

في قلب التقويم الزراعي المصري، وتحديدًا ما بين 20 أبريل و20 مايو، تبدأ واحدة من أخطر وأهم الفترات في العام الزراعي، والمعروفة لدى الفلاحين والمزارعين بـ”سُرة الموسم”. فترة تحمل معها مزيجًا من الأمل والتعب، من الحصاد والانتظار، ومن النهايات التي تودع محاصيل الشتاء، والبدايات التي تستقبل بها مصر صيفها الزراعي بكل ما يحمله من تحديات.

فهي بمثابة ختام لموسم زراعة استمر 160 يومًا مليئًا بالجهد والقلق، عانى خلاله المزارعون من تهديدات مستمرة أبرزها الصدأ والرقاد. كما تنتهي في هذه المرحلة مواسم المحاصيل الأرضية الأساسية مثل البطاطس والبنجر والبصل والثوم، والتي واجهت بدورها أمراضًا وآفات ضربت بقوة، لا سيما في محاصيل البصل، الثوم، الفراولة، والفاصوليا.

في المقابل، تمثل هذه الفترة بداية لانطلاقة جديدة لموسم الفاكهة الصيفية، التي تُعد “فاكهة العام” كما يصفها المزارعون، مثل المانجو والزيتون والموالح. وهي محاصيل مكلفة ومرهقة، وقد بدأت بالفعل في استنزاف جيوب المزارعين في وقت مبكر من الموسم.

الأهم من ذلك، أن “سُرة الموسم” تؤذن ببدء موسم زراعة المحاصيل الصيفية الاستراتيجية، التي تمثل عماد الأمن الغذائي المصري، مثل الأرز، الذرة، القطن، فول الصويا، والفول السوداني، وغيرها من المحاصيل التي يتطلع المزارعون إلى أن تكون مصدر رزق وتعويض عادل لما بذلوه من جهد وصبر خلال الأشهر الماضية.

لكن بداية هذا الموسم لا تخلو من القلق، إذ ترافقها تحديات موسمية مزمنة مثل انتشار آفات الصيف العنيدة، وعلى رأسها “حشد الذرة”، و”الذباب الأبيض”، و”التوتا أبسيلوتا”، و”سوسة النخيل”، إضافة إلى أمراض فيروسية تصيب المزروعات وتؤرق المزارعين.

كما يُعد تقلب الطقس في هذه الفترة عامل قلق إضافي، خصوصًا مع نشاط رياح الخماسين التي تثير الأتربة وتؤثر على الفاكهة ومزارع الدواجن، مما يتطلب استعدادات خاصة وتدخلات سريعة للتقليل من آثارها.

وبين نهاية موسم وبداية آخر، يقف المزارع المصري في هذه الفترة عند مفترق طريق بين التعب والأمل، واضعًا كل رجائه في رحمة السماء وبركة الأرض.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.