ع الزراعية

زيارة لشيخ العرب سليمان

بقلم: د.مدحت مراد

قاعد لوحدى زهقان  .. ما خرجتش م البيت من زمان .. قعدت أفكر .. أروح فين؟ .. طقت فى دماغى أروح العلمين .. وازور بالمرة عمى .. شيخ العرب سليمان .. بقالى مدة .. ماشفتوش من زمان .. وأزور بالمرة حبايبى الجارونى وجار النبى .. اللهم ما أصلى عليك يانبى ..  وبالمرة أشوف مزارعهم .. وأتناقش معاهم ف اللى تاعبهم ..  خدت عربيتى ومشيت من بدرى .. وعديت .. خدت معايا  قدرى ..صاحبى من زمان .. باشعر معاه ف السفر بالآمان .. واتكلنا على الله ..بعد ما سلمنا أمرنا لله .. خدنا  طريق القاهرةإسكندرية الصحراوى  .. أنا آسف .. قصدى اللى كان صحراوى! .. وأنا ع الطريق  .. مر قدامى شريط .. من أحلى الذكريات .. خلانى قارنت بين اللى احنا فيه .. واللى فات .. ما بقتش مصدق اللى أنا شايفه! هوه ده الطريق اللى انا عارفه؟! زمان .. لما كنا نحب نروح .. نصيف فى مرسى مطروح .. تجهز العيلة المؤنة وتشد الرحال .. ونسافر على طريق كله رمال ف رمال .. نروح الأول على العامرية وبرج العرب .. ونريح شوية فى استراحة شيخ العرب .. كان أمتع منظر عينك تشوفه .. ..ويشيل من القلب خوفه ..البحر طول الطريق على يمينك .. منظر يريح نفسك.. ويسر عينك .. ونوصل للعلمين .. قرية ما تعرفش هى فين .. الا من يافطة زرقا عى الطريق .. لا تسر عدو ولا صديق. والآخر ييجى المقر .. ولا مفر! .. بيت عمى ..  شيخ العرب سليمان  .. راجل له شكل وهيبة .. ماتطلعش من بقه العيبة .. الكل عارف مكانته ويعمل حسابه .. وهو فعلا  له جبروت ومهابة .. عنده بيت ع البحر .. مبنى من الحجر الصخر.

بعد ما فقت من السرحان .. ورجعت م التوهان .. مسكت الطريق الجديد .. وعلى آد ما كنت سعيد .. إنتابتنى غصة! سيبونى أحكى لكم القصة.

البحر ورا القرى السياحية اختفى.. المستغلة فى الاجازة الصيفية وكفى!.. ومقفولة طول السنة دون استغلال! حرام  ده والا حلال؟

لكن الله يرحمه السادات ..حاول يصلح اللى فات .. ونادى بالخروج للأراضى الصحراوية .. واستصلاح الآراضى الرملية  .. خرجت الناس اللى عندها أمل .. وابتدى الكل فى العمل .. كان أول ناس راحوا هما الإدكاوية .. ناس دماغها عالية ومستكفية ..وشوية مستثمرين من الأفندية .. زرعوا ألوف الأفدنة بـالخوخ والتفاح .. ومن نجاح لنجاح .. زادت مساحات الكمثرى والموالح .. والإنتاج بقى وفير وصالح . وهنا ابتدت المشكلة .. والثمار ع الشجر بقت الوف متلتلة .. سألت صاحبى جار النبى  .. قولى ايه الحكاية والنبى .. قالى بص تحت رجليك .. ومن غير ما تمد ايديك .. ها تشوف الارض مليانة قواقع .. يعنى وجود البحر هنا كان واقع .. وبالتالى الملوحة هنا مشكلة عسيرة.. محتاجة لمعاملات مستمرة وكتيرة .. واحنا واقفين .. وبنتكلم  منفعلين .. طب صديقنا الغارونى .. راجل جدع وابن بلد .. عنده بنتين و ولد .. تدخل فى الحديث .. ويصوت منخفض وحسيس .. ياجماعة إحنا شغالين بقلبنا .. من غير ما حد يدلنا .. وفين وفين .. لما يجيلنا  حد فاهم الأصول .. والصح والمضبوط يقول! كله فتى و ع  الكيف .. واحنا اللى مدبوحين بالسيف  .. والمصاريف فاقت الحد .. واحنا السوق ظالمنا بجد! الإنتاج غزير و وفير .. متساب ع الشجر للعصافير .. بسبب سعر مش جايب همه .. والسوق له ظروفه .. وكل واحد فى غمه! ..

فجأة وبدون إنذار .. تدخل عمى سليمان فى الحوار .. انتوا السبب فى اللى بيحصل لكم .. طول ما انتوا ما بتتلموش مع بعضكم!.. بدل ما انتوا عمالين تشتكوا .. اتلموا مع بعض واتحركوا.. لازم تتعاونوا وتعملوا مصانع للمربات والعصير .. وتبطلو التهاون والتقصير .. وتفتحوا ليكم نوافذ للتصدير ..بكده تدوا لإنتاجكم القيمة المضافة .. وتزودوا أرباحكم وتعملولها إضافة .. رد صاحبى جار النبى .. ياعم سليمان .. ده مطلبى من زمان .. بس ده محتاج ضمان .. ورأسمال .. وانت عارف وشايف الحال .. تدخل اخويا الغارونى وقال .. لسه بدرى علينا عشان ثقافتنا تتغير .. لإن الموقف بقى فعلا محير .. عمي سليمان بصلنا بغضب .. انتوا السبب!  تسميد ملخبط ومش تمام .. مكافحة آفات وحشايش من غير نظام .. أم عن القطف والتدوال .. إمنع الكلام!

بصراحة شكل الجناين يفرح .. وخلى عقلى يسرح .. إمتى مع بعض ها نتعاون .. ونطور نفسنا من غير تهاون .. خساير الإنتاج شايفنها .. والديون علينا مأجلنها .. وما حدش عايز يقرب! وما حدش عايز يفكر أو يجرب! رفع عم سليمان ايديه للسما .. وبص للمحصول اللى اترمى .. تحت الشجر .. و جنب السور الحجر ..قال يارب حلها انت من عندك؟!

بعد الغدا والشاى بالنعناع التمام .. وتقديم النصايح والسلام .. قمت انا وصاحبى قدرى .. عشان نرجع بيوتنا بدرى .. طول الطريق كنت سارح .. بافكر العلمين كانت إيه إمبارح! وازاى نحل مشاكل بقالها سنين .. وهاتفضل .. طول ما احنا مش مهتمين! عشان كده لازم نفوق .. ونفكر خارج الصندوق .. ولما حسيت إنى تعبت .. من كل قلبى قلت .. الحل يارب من عندك .. حاسب! كنت ها تخبط فى عربية جنبك! ومن كتر  تعب الجسم والعصب .. من التفكير فى الحل والسبب ..  مجرد ما رجعت ..  رحت داخل  السرير  واتغطيت .!.  وكل حتة فى جسمى بتقول .. ما أحلى الرجوع للبيت!.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى