زراعة شجرة المورينجا
روابط سريعة :-
إعداد: أ.د.ربيع مصطفى
أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)
شجرة المورينجا
Moringa oleifera
Fam. Moringaceae
تتميز شجرة المورينجا بـ7 أضعاف نسبة الكالسيوم الموجودة فى اللبن و3 أضعاف فيتامين الجزر و4 أضعاف بوتاسيوم الموز، نستطيع زراعتها فى كافة الظروف، حيث أنها لا تحتاج سوى تربة رملية متوفرة فى صحراء مصر بمساحات شاسعة وتستهلك كميات قليلة من المياه. وهى من أنسب المحاصيل التى يسعى باحثو العالم حاليا إلى مناشدة الدول للتوسع فى زراعتها لمواجهة القلق العالمى من الاحتباس الحرارى وتغيرات المناخ التى تهدد معظم النباتات، بالإضافة إلى قدرتها على علاج سوء التغذية الذى يصيب معظم الأطفال بسبب الفقر الذى قد يحرمهم من اللحوم أو الألبان وذلك فى ظل تكلفة منخفضة وبسيطة.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
تعتبر شجرة المورينجا أو كما يلقبها الباحثون “شجرة الحياة” ليست جديدة وكان المصريين القدماء يستخلصون زيوتها ويستخدمونها فى الحفاظ على الشباب وأوراقه تشبه السبانخ ويمكن تناولها نيئة أو مطبوخة.
أسماء شائعة
شجرة المعجزة – شجرة اليسار – شجر اليسر – أو شجرة الفقراء – شجر اللبان – الحبة الغالية – الثوم البري – شجرة الحياة – الشجرة الغالية – فجل الحصان – الشجر الرواق – عصا الطبلة.
الموطن الأصلي
شجرة المورينجا موطنها الأصلي سفوح جبال الهيمالايا الجنوبية في شمال غرب الهند.
الوصف النباتي
المورينجا هى شجرة متساقطة الاوراق سريعة النمو صغيرة الى متوسطة الحجم تصل الى 3 متر فى عامها الاول، وتصل الى 10 – 12م وأحياناً 15م عند اكتمال نموها وتنمو فى المناطق شبه الاستوائية والمدارية وتنمو جيدا فى الاراضى شبه الصحراوية والرملية الخفيفة الجافة. وتزرع كمحاصيل أو مصدات رياح أو للظلال، كما تستخدم كأشجار زينة تحتوي عائلة المورينجا على 14 صنفاً من أصناف المورينجا المختلفة وأشهرها Moringa oleifera، اما الصنف لشجرة المورينجا الموجود فى مصر هو Moringa Peregrne متأصل ولا يزال ينمو بريا فى جبال سيناء وجبل علبة بحلايب والشلاتين على سواحل البحر الأحمر.
المورينجا التى يطلق عليها (غصن لبان) هى من أنجح الاشجار التى يمكن أن تزرع فى الاراضى القاحلة وشبه القاحلة، حيث تتحمل الجفاف والموحة وتمتاز بسرعة النمو وخاصة فى المناطق الزراعية الجديدة مثل سيناء والواحات البحرية وتوشكى ومشاريع الساحل الشمالى الزراعية وأراضى الشباب وأمام المنازل والشوارع والطرق على حواف الترع ويصل طولها الى أكثر من مترين فى أقل من شهرين أو أكثر من 3 أمتار فى أقل من 10 أشهر منذ زراعتها كبذور قد يصل الى ارتفاعها من 9 – 20 متر، خلال السنوات الاولى من عمرها الامر الذى يجعلها إضافة لمصدر العلف والزيت والدواء أن تصبح مصدات ممتازة للرياح وحوائط شجيرية عازلة بين الاراضى وأسوار تحيط النباتات فى الاراضى الجديدة بشكل أفضل بمراحل من الكايزورينا أو الكافور الذى يستهلك كميات هائلة من المياه ولا يعادلها فى معدلات النمو الهائلة.
يصل ارتفاع الشجرة الى 12م بقطر 30 سم والأوراق ريشية فى أزواج من (2 – 3) والوريقة الطرفية أكثر طولا وهى بيضية مقلوبة خضراء باهتة والزوج السفلى من الوريقات قد يكون ثلاثيا, وتبدأ فى التزهير فى مايو على هيئة نورات دالية وقبل خروج الاوراق ولون الازهار قشدى ذات رائحة ذات رائحة زكية والزهرة مكونة من خمس بتلات متحدة والثمار عبارة عن قرون مثلثة الشكل فى مقطعها العرضى والقرون تتباين فى الطول بين 15 – 120 سم.
ـ التزهير: تزهر وتثمر شجرة المورينجا مرة كل سنة وبعضها مرتين فى السنة, وفى سنتها الاولى قد يصل ارتفاعها الى 5م وإذا تركت ستصل بعد ذلك الى ارتفاع 12م وقطر الساق 30 سم لذلك تقطع كل سنة لتكون بارتفاع 1م وهى سرعان ما تعاود النمو والتزهير.
الظروف المناسبة
ـ التربة المناسبة: تفضل أشجار المورينجا الاراضى جيدة الصرف ولديها القدرة على تحمل الجفاف لدرجة عالية وعموما تنجح فى الاراضى الطميية تحت معدل الامطار الذى يتراوح بين 300 – 400 ملليمتر, أفضل نمو للأشجار بالأراضى الرملية الجافة نظرا لأنها مقاومة للجفاف, وهى مناسبة فى مختلف أنواع التربة وتتحمل ملوحة التربة حتى 2500 جزئ فى المليون.
ـ المناخ المناسب: لا تتحمل أشجار المورينجا البرد والجليد والصقيع الذى يؤدى الى موتها حتى مستوى سطح الارض وهى المنطقة التى يبدأ منها خروج الخلفات الجديدة ثانية بعد زوال المؤثر السيىء وتزهر وتثمر بغزارة وبصفة متواصلة بمواقع الانتشار بالأقاليم الاستوائية وشبه الاستوائية حيث تنمو جيداً فى درجات حرارة 25 – 35 درجة مئوية وتتحمل حتى 48 درجة دون مشاكل.
الزراعة
الاكثار: جنسيا بالبذور أو خضريا بالعقلة.
زراعة المورينجا من البذور
1ـ تنقع البذور في ماء لمدة 12 ساعة قبل الزراعة ثم تزرع على عمق 5 سم من سطح التربة وفي خلال أسبوع ستبدأ البذور بالتبرعم والنمو.
2ـ يفضل أن تزرع المورينجا في المكان المستديم مباشرة، لكن في حالة الزراعة في اوعية في المنزل أو البلكونة يفضل ان يكون الوعاء أو الأصيص بحجم كبير بعض الشيئ لاستيعاب جذور الشجرة. في حالة الزراعة في أكياس بلاستيك أو عبوات صغيرة منفردة يراعى ألا يتم نقل المورينجا قبل أن يصل طولها إلى 80 سم ولا تنقل إلى الأرض إلا في طقس دافئ.
3ـ المورينجا شجرة محبة لجميع أنواع التربة لكن أهم شيئ هو جودة الصرف في التربة لأن شجرة المورينجا حساسة جدا للماء الزائد حيث يكفيها عادة الحد الأدنى من الماء للنمو.
4ـ يمكن ايضا زراعة المورينجا من العقل عن طريق أخذ عقل بطول لا يقل عن متر وعمر أكبر من عام، وزراعتها فى الأرض أو الأصيص مباشرة من شهر مارس وحتى شهر سبتمبر.
فى حالة الزراعة بالعقل: يمكن ايضا زراعة المورينجا من العقل، عن طريق أخذ عقل بطول لا يقل عن متر وعمر أكبر من عام، وزراعتها فى الأرض أو الأصيص مباشرة من شهر مارس وحتى شهر سبتمبر.
طريقة الزراعة
ـ تختلف مسافات الزراعة فى الارض المستديمة حسب الهدف من الزراعة ففى حالة عمر سور حول المنزل أو على طول المشايات للإنتاج التجارى على هيئة أسوار: تزرع على بعد من 2,5 : 5 بين الصفوف, وعلى بعد 25 – 50 سم بين الاشجار فى الخط الواحد للوقاية من تآكل التربة (زراعة كثيفة) فى صفوف متناثرة فى حديقة المنزل متبادلة مع بعضها خاصة أنها لا تصاب بأمراض أو آفات كحواجز للمرعى والاراضى الزراعية وبطول الطرق الزراعية على أن تدعم بالسلك.
ـ فى حالة الزراعة المنظمة:
1ـ بعد عمليات الحرث للتربة اكثر من مرة وتسوية التربة يتم حفر الجور على ابعاد 0,7X0,5X0,5 وبين الجورة والاخرى 2م وبين الخط والثانى حوالى 3م.
2ـ يتم إضافة 5 كجم من كومبوست أو 10 كجم سماد بلدى متحلل لكل جورة مع نصف كيلو من سماد السوبر فوسفات وحوالى ربع كيلو من الكبريت الزراعى وتجنب خلط التربة المستخرجة عميقاً من الحفرة وإنما استخدام التراب السطحى فهو يحتوى على الميكروبات النافعة وردم الحفرة بها ثم ريها بالماء أو انتظار الامطار.
3ـ تزرع الشتلات او البذرة فى هذة الجور بعد جفافها من عملية الرى السابقة.
الري
اشجار المورنجا لا تحتاج الى مياه كثيرة وتسقى بانتظام فى اول شهرين وبعد ذلك بمراقبة النبات واحتياجه للرى مع ملاحظة ألا يصل الماء الى ساق النبات ونتجنب ذلك بردم التربة على ساق النبات.
ـ فى فصل الخريف (منتصف يوليو حتى أكتوبر) يتم استخدام حوالى 28 الف لتر للفدانالواحد فى اليوم بنسبة ساعة واحدة رى مع حاجز ضغط واحد بار.
ـ فى فصل الجفاف (نوفمبر حتى منتصف يوليو) يتم استخدام حوالى 42 الف لترللفدان الواحد فى اليوم بنسبة ساعة ونصف وبذات الضغط.
التسميد
ـ عموما تزرع بدون إضافة اسمدة ماعدا السماد العضوى لكن اضافة سوبر فوسفات عند الزراعة يشجع على نمو الجذور.
ـ يمكن اضافة 5 كجم من السماد العضوى ومعها 0,5كجم من سلفات الامونيوم لكل شجرة، حيث يؤدى الى مضاعفة الانتاج.
ـ يمكن استخدام سماد مركب بمعدل 8 – 12 كيلو/ الفدان كل أسبوع بناءا على الحالة المرئية للنباتات.
ـ يمكن استخدام سماد اليوريا بمعدل 3 كيلو/الفدان بعد الزراعة، ثم كل أسبوعين فيما بعد، ويتم إضافة بجانب النبات عدة سنتيمترات بعمق التربة أو استخدام سماد سائل مشابه بالنسبة لنظام الرى بالتنقيط.
ـ التجارب التى اجريت فى الهند أشارت إلى أن وضع ½ كيلو من السماد المتحلل أو الكمبوست) + 50 جرام سلفات الأمونيوم للجورة الواحدة من الأشجار المزروعة لإنتاج القرون / البذور ،تساعد على مضاعفة الإنتاجية حوالى ثلاثة أضعاف. هذا بالتوازى مع الرش الورقى ذو التركيبة 150:150:100 وزنا بالجرامN:P:K.
ـ إجمالا يحتاج الفدان العناصر التالية للفدان بالسنة:
* 20 كجم كالسيوم.
* 200جرام نحاس.
* 20كجم ماغنسيوم.
* 152كجم فوسفور.
* 240جرام بورون.
* 112كجم نيتروجين.
* 120جرام زنك.
التقليم
اذا تركت مورينجا دون تقليم فهى تحب أن تتجه الى النمو الخضرى الطولى بدلا من التزهير لذلك يجب عمل خدمة التقليم وهى كما يلى:
1ـ عندما يصل النبات الى 150 سم يتم تقليم وقرط سوق الشتلات بواسطة مقص لاتاحة الفرصة لنمو الافرع الجانبية وتسمى هذة العملية التقريط أو القرط وتكون الشجرة عمرها ثلاثة شهور قبل التزهير وستشجعها على التزهير ويكون شكل الاوراق مثل الشجيرة وتعطى انتاجية كبيرة جدا.
2ـ بعد ذلك فى كل سنة تزال الفروع الميتة والذابلة وبعد اربع سنوات تقطع الشجرة من ارتفاع 100سم من سطح الارض وتركها لاستعادة النمو مرة أخرى.
الحصاد
اذا كان الهدف من الانتاج هو العلف الاخضر بنسبة بروتين عالية ومحتويات لجنين أقل فإن الحصاد يجب أن يتم كل 33 يوما أو 40 يوما, إن كان الهدف من الانتاج انتاج الياف لإعداد عجينة ورق فإن الحصاد الامثل يجب أن يتم بعد 6 أو 8 أشهر من نمو النباتات.
تنظيف وتجفيف محصول الأوراق
ـ بمجرد قطع الاشجار يتم غسيل الفروع التى تم حصادها بمياه معالجة لإزالة الرمال والغبار من الاوراق.
ـ بعد غسيل الاوراق برفق يتم تقليمها أو قطفها من الفروع ووضعها فى دلو ليتم ترحيلها الى غرفة التجفيف، أما الاوراق المبتلة فيتم طرحها على صوانى ذات مسامات لتسمح بمرور الهواء.
ـ تجفيف الاوراق يعتمد على درجة رطوبة الجو فى الخريف يحتاج الامر الى 4 أيام بينما فى فصل الجفاف فإن (2 يوم) كافية لهذا الامر.
المحصول والإنتاجية
بعد من 6 – 8 شهور من الزراعة فى الارض المستديمة تثمر الاشجار, ولكنها تبدأ فى حمل محصول منتظم بعد العام الثانى وتظل تثتمر لعدة أعوام وللحصول على محصول كبير يشترط العناية بالتسميد والرى.
تنتج الشجرة سنويا خلال الثلاث سنوات الاولى من 400 – 600 قرن سنويا وبعدها تنتج 1200 قرن وطول القرن يتراوح حسب الصنف من 20 – 100 سم, ويتراوح عدد البذور بها ما بين 20 – 25 بذرة ويحتاج جفاف البذور الى 6 أسابيع أخرى بعد تكون القرون ونضجها أما عند زراعتها من أجل الاعلاف تعطى 9 حشات بإجمالى 270 – 300 طن علف أخضر عالى الجودة والعناصر.
الأهمية الاقتصادية واستخدامات المورينجا
1ـ تتميز نباتات المورينجا بأنها يمكن الاستفادة من كل أجزائها حيث يمكن أن تؤكل الأوراق إما طازجة أو مطبوخة مثل السبانخ، كما يمكن أن تجفف وتطحن وتستخدم كمشروب له فوائد صحيه وغذائيه عديده ويمكن إضافتها إلى السلاطات أو الشوربة.
2ـ سيقان المورينجا تستخدم كحطب وقود في المجتمعات الريفية وينتج اللحاء مادة صمغية تستخدم في بعض الصناعات الدوائية وتستخدم أيضا في علاج الإسهال.
3ـ الأزهار يمكن أن تؤكل بعد إجراء عملية التحمير وهي تشبه في طعمها وقوامها عيش الغراب وتتميز بارتفاع محتواها من الكالسيوم والبوتاسيوم، كما يمكن إنشاء مناحل لإنتاج عسل ذو قيمة غذائية عالية.
4ـ القرون الخضراء تؤكل كاملة كالفاصوليا الخضراء وعندما تجف يمكن أن نستخدم البذور في الأكل كالبسلة والحمص أو المكسرات، وعندما تنضج يمكن عصر البذور لاستخراج زيت عالي الجودة يشبه زيت الزيتون.
5ـ تستخدم الاوراق فى الطب الشعبى فىعلاج أمراض التهاب المثانة والبروستاتا والسيلان والزهري والحمى الصفراء والروماتيزم.
6ـ الزيت: لأن ورقها يحتوى على نسبة 40% من زيت يضاهي زيت الزيتون الورق: من خشب جذع الشجرة. وقود: من الزيت والخشب النسيج: خشب الشجرة المميز يساعد في صناعة ألياف معينه تستخدم في النسيج مشروبات: تقوم بعض الشركات الآسيوية بصناعة مشروب منعش مثل المشروبات الغازية مستحضرات التجميل: من الزيوت وتطحن بعض الأجزاء لصناعة بودرة تجميل.
7ـ زيت المورينجا يدخل فى العديد من العقاقير الطبية وكريمات البشرة أو التشحيم أو صناعة الصابون ويستخدم في صناعة بعض العطور وكريمات العناية بالشعر وكمصدر للطاقة والوقود الحيوي.
8ـ يمكن الاستفادة من كسب بذور المورينجا بعد إستخلاص الزيت في إجراء عملية ترويق المياه كبديل لاستخدام مادة الشبة كمادة مجمعة للشوائب والبكتيريا الموجودة بالماء وترسيبها لتنقية المياه، كما يمكن إستخدام مخلفات أشجار المورينجا في صناعة كل من الورق والأخشاب.
9ـ تستخدم جذور المورينجا في علاج الروماتيزم في بعض المناطق من العالم.
10ـ تستخدم كحاجز للرياح والأتربة بين القطع الزراعية وتلقى بظل كبير نظرا لإرتفعها؛ قد يصل لـ 12 متر، فهى تستخدم كمصدات للرياح او اشجار منفردة فى تزيين الحدائق والطرق.