زراعة «الفستق الحلبي» كنز أخضر يجمع بين الربح والصحة

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى
أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)
زراعة الفستق الحلبي Pistachio Nuts
Pistacia vera, L.
Fam. Anacardiaceae
أشجار الفستق تتحمل الملوحة والجفاف والدرجات العالية من القلوية بين 7.7 – 8.5 من pH، ولكنها لا تتحمل المياه الراكدة. ويتميز الفستق بقيمته الغذائية العالية لاحتوائه على الدهون الصحية والبروتين والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. يُستخدم الفستق في العديد من الأطباق مثل الحلويات والمكسرات، وهو مفيد لصحة القلب والجهازين الهضمي والمناعي.
الأسماء الشائعة
الفستق – الفستق الحلبي – المستكة (Mastic tree) – المصطكى – فستق شرقي.
الموطن الأصلي
تُعتبر آسيا الصغرى الموطن الأصلي لهذا الجنس، بالرغم من نموه وتواجده في كثير من المناطق مثل شواطئ البحر الأبيض المتوسط والصين، وتنتشر زراعته في جنوب إفريقيا والشام وبحر قزوين. وأهم البلدان المنتجة للفستق هي: تركيا – إيران – سوريا – أفغانستان – العراق – الهند – اليونان – إسبانيا.
الوصف النباتي
أشجار أو شجيرات مستديمة الخضرة أو متساقطة الأوراق ثنائية المسكن، يتراوح طولها بين 1 – 12م.
الأوراق: مركبة ريشية تحمل عددًا من الوريقات يتراوح بين 3 – 9 أزواج، وهي جلدية القوام بيضاوية أو رمحية الشكل، لونها أخضر غامق أو محمر.
النورات: منها المؤنثة كثيفة تخرج في مواضع جانبية، بينما الذكرية منها طرفية المخرج، وألوانها مختلفة من الأبيض إلى الأرجواني.
الثمار: كروية الشكل، صغيرة الحجم، بندقية المظهر، قطرها يتراوح بين 1 – 1.5 سم، قشرتها الخارجية جلدية لونها أصفر أو أصفر أرجواني، تتفتح الثمرة عند النضج طوليًا إلى مصراعين، وبداخلها الجنين المكون من فلقتين سميكتين لونهما أخضر باهت أو غامق.
أنواع الفستق
-
الفستق الحلبي: P. vera
شجرة صغيرة الحجم، ارتفاعها نحو 9 أمتار، تحمل فروعًا قائمة مستديرة القطر وطويلة. الأوراق المركبة مغطاة بشعيرات وبرية وهي في مرحلة الطفولة. يتراوح عدد أزواج الوريقات بين 1 – 5، وهي بيضاوية أو مستديرة نوعًا، متموجة النصل، قمتها مستديرة ولونها أحمر فاتح. -
الفستق الأطلسي: P. atlantica
شجرة كبيرة الحجم يصل ارتفاعها إلى 15 مترًا، والأوراق المركبة أحادية الوريقات (فردية)، يتراوح عددها بين 7 – 11 زوجًا، وهي متبادلة الوضع، شكلها رمحي، مستديرة القمة، حافتها ملساء، جالسة ومجنحة. -
الفستق المستكاوي: P. lentiscus
شجيرات صغيرة الحجم، ارتفاعها نحو 15 مترًا، أوراقها مستديمة الخضرة، والأوراق المركبة إما زوجية أو أحادية، والوريقات يتراوح عددها بين 2 – 5 أزواج، وهي جلدية القوام وقمتها مدببة. -
الفستق التربنتيني: P. terebinthus
شجيرات صغيرة الحجم متساقطة الأوراق، يبلغ ارتفاعها نحو 4.5 متر، الأوراق المركبة تحتوي على 9 – 13 زوجًا من الوريقات البيضية الشكل والمدببة القمة.
الظروف البيئية
تُعد أشجار الفستق من النباتات المحبة للبرودة، لأن الحرارة المنخفضة ضرورية لكسر البراعم الساكنة خلال الشتاء، فهي تحتاج إلى صيف حار طويل وشتاء بارد، وتحتاج إلى 600–900 ساعة برودة (أقل من 7°م) لكسر سكون الشتاء. كما تحتاج إلى درجة حرارة معتدلة لا تزيد عن 25°م ورطوبة جوية نحو 60% لنمو خضري وثمري جيد.
وتتحمل الصقيع والبرد القارس خلال فصلي الشتاء والربيع، علمًا بأن النمو الخضري الغزير والإنتاج الوفير يحدثان تحت ظروف الأمطار القليلة (30–40 سم سنويًا).
ويُفضل زراعة الفستق في الأراضي جيدة الصرف والتهوية، وتجود زراعته على سفوح الجبال والتلال المرتفعة ذات الأراضي الصخرية والجيرية، ويتحمل درجات عالية من القلوية pH (7.7 – 8.5).
الزراعة
-
التكاثر: يتكاثر الفستق بالبذور للحصول على أصول للتطعيم عليها أو لإنتاج شتلات للغابات فقط، أما للإنتاج الثمري فيُستخدم التطعيم على أصول مقاومة مثل البطم الأطلسي.
-
ميعاد الزراعة: أفضل وقت هو أواخر الشتاء وبداية الربيع (فبراير – مارس) أو أوائل الخريف، مع تجنب فترات الصقيع أو الحرارة المرتفعة جدًا.
تُزرع البذور بعد النقع في الماء أو المعاملة الباردة لتسريع الإنبات، ثم تُنقل الشتلات بعد عام أو عامين إلى المكان المستديم. -
طريقة الزراعة: تختلف باختلاف الغرض؛ لإنتاج الزيت تُزرع الشتلات على مسافات 3.5 م، وللإنتاج الثمري تكون المسافات بين 7 – 9 م.
-
التلقيح: الفستق ثنائي المسكن، لذا يجب زراعة شجرة مذكرة واحدة لكل 8–10 أشجار مؤنثة لضمان التلقيح.
الري
لا تحتاج أشجار الفستق إلى الري الغزير إلا في السنوات الأولى، حيث تُروى مرة واحدة شهريًا حتى العام الثالث، وبعد ذلك تعتمد على الأمطار والمياه الجوفية.
التسميد
يُفضل التسميد المتكامل من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، مع إضافة السماد البلدي قبل الزراعة، وتكرار التسميد في نهاية الصيف وأوائل الخريف.
الآفات والأمراض
-
مرض الفيوزاريم: يسبب تلون السوق داخليًا باللون البني الداكن واصفرار الأوراق. العلاج: اقتلاع الشتلات المصابة وحرقها.
-
التبقع الورقي: يسببه فطر Septoria sp.، تظهر بقع سوداء على الأوراق، ويُقاوم بالرش بمبيدات نحاسية كل أسبوعين.
-
التعفن الجذري: يسببه فطر Phytophthora parasitica، يهاجم الجذور والسوق في الأراضي سيئة الصرف، ويُمنع بالزراعة في أراضٍ جيدة الصرف وتقليل الري.
المحصول الثمري
يبدأ الإثمار بعد 3 سنوات، ويصل الإنتاج الكامل بعد 8 سنوات، وتستمر الزيادة حتى 25 عامًا. وتظهر ظاهرة المعاومة (الإثمار الغزير سنة وضعيف في السنة التالية).
يُجمع المحصول عند تمام النضج حسب لون الثمار لكل صنف، ويتم التجفيف والتخزين أو استخلاص الزيت.
إنتاج الشجرة الواحدة يتراوح بين 15 – 30 كجم سنويًا.
استخلاص الزيت الراتنجي
يتكون الزيت في الانتفاخات (Galls) على الأوراق والفروع نتيجة إصابة بحشرات المن، ويُعرف باسم Oleoresin، ويُستخلص بالنقع في الكحول ثم التقطير والتركيز.
يعطي الطن الواحد من الأوراق والفروع نحو 15 – 18 كجم من الزيت الراتنجي الخام.
المحتوى الكيميائي
يحتوي الزيت على مركبات التربينات الثلاثية (Triterpenes) بنسبة 60% متعادلة و40% حمضية.
وتحتوي الثمار على:
-
5 – 5.6% زيت ثابت
-
6.1 – 8.4% مواد كربوهيدراتية
-
1.74 – 2.11% ألياف
-
عناصر معدنية (فوسفور، بوتاسيوم، مغنيسيوم، كالسيوم).
الفوائد والاستخدامات
-
تؤكل ثمار الفستق لمذاقها وقيمتها الغذائية والدوائية.
-
تدخل في صناعة الحلويات والفطائر.
-
تُستخدم البذور غير الناضجة في صناعة المخللات.
-
تُستعمل بقايا العناقيد في محاليل ملحية كمقبلات.
-
تفيد البذور الناضجة في علاج اضطرابات المعدة والكبد والجهاز الهضمي، وتُستخدم كمنشطات وفاتحة للشهية.
كما يُستخدم الزيت الراتنجي في علاج التهابات الشعب الهوائية، وتسكين الآلام العصبية، وتطهير الجروح، وتبييض الأسنان، وزيادة إفراز اللبن لدى الأمهات، وعلاج قرح الأمعاء.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.



