الأجندة الزراعية

زراعة الشعير: دليلك الشامل لتحقيق إنتاج وفير وجودة عالية في مختلف الظروف المناخية

كتبت: نورا سيد يُعد الشعير من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، خاصة في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف، حيث يتميز بقدرته العالية على تحمل الظروف القاسية مقارنة بالقمح. يُستخدم الشعير في العديد من الأغراض، مثل تغذية الإنسان، وصناعة الأعلاف، وإنتاج المشروبات. إليك دليلاً شاملاً لزراعة الشعير بنجاح:

1ـ اختيار التربة والمناخ

  • يفضل الشعير التربة الطينية الرملية الجيدة التصريف، لكنه يمكن أن ينمو في أنواع مختلفة من التربة بشرط تجنب التربة الثقيلة سيئة الصرف.

  • يُنصح بإجراء اختبار للتربة لتحديد درجة الحموضة والعناصر الغذائية اللازمة قبل الزراعة.

  • يحتاج إلى مناخ معتدل إلى بارد، ويتميز بقدرته على تحمل الجفاف والملوحة أكثر من القمح، مما يجعله خياراً مثالياً في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

2ـ تجهيز الأرض

  • يتم حرث التربة مرتين على الأقل لتفكيكها وتحسين تهويتها.

  • يُفضل إضافة الأسمدة العضوية أو الكيميائية، مثل السماد الفوسفاتي والنيتروجيني، لتحسين خصوبة التربة وتعزيز نمو النبات.

  • تسوية الأرض ضرورية لضمان توزيع متساوٍ للبذور والمياه، مما يقلل من احتمالية التعرض للأمراض.

  • في المناطق المعرضة للجفاف، يمكن استخدام تقنيات حفظ المياه، مثل التغطية العضوية أو الزراعة الحافظة.

3ـ موعد الزراعة

  • يختلف موعد زراعة الشعير حسب المنطقة والمناخ:

    • في المناطق المعتدلة: يُزرع في الخريف، من أكتوبر إلى ديسمبر.

    • في المناطق الحارة: يمكن زراعته في أواخر الصيف لتحقيق أفضل إنتاجية.

  • يُفضل الزراعة في الوقت المناسب لتجنب تعرض النبات للصقيع أو درجات الحرارة المرتفعة في مراحل النمو الحرجة.

4ـ طريقة الزراعة

  • الزراعة بالبذور: يتم نثر البذور مباشرة أو باستخدام آلات البذر للحصول على توزيع منتظم.

  • معدل البذر: يتراوح بين 80-120 كجم لكل هكتار، حسب نوع التربة والمناخ.

  • العمق المناسب: يجب أن تُدفن البذور على عمق 3-5 سم تحت سطح التربة لضمان إنبات جيد وحماية من الطيور والجفاف.

  • يمكن استخدام تقنيات الزراعة المباشرة بدون حرث للحفاظ على رطوبة التربة وتقليل تآكلها.

5ـ الري

  • يُعتبر الشعير من المحاصيل التي تتحمل الجفاف، لكنه يحتاج إلى 3-4 ريات رئيسية خلال الموسم، خاصة في مراحل الإنبات، التفرعات، والإزهار.

  • في الزراعة البعلية، يعتمد على مياه الأمطار، ويمكن استخدام تقنيات الري التكميلي عند الحاجة لتعزيز الإنتاج.

  • يُفضل الري العميق بدلاً من الري السطحي لضمان وصول المياه إلى الجذور وتعزيز تحمل النبات للجفاف.

  • يجب تجنب الري الزائد، خاصة خلال فترة النضج، لتفادي انتشار الأمراض الفطرية مثل الصدأ والتبقع الشبكي.

6ـ التسميد

  • النيتروجين: ضروري لتحفيز النمو الخضري، ويفضل إضافته على دفعتين، الأولى أثناء الزراعة والثانية في بداية مرحلة التفرعات.

  • الفوسفور والبوتاسيوم: يساعدان على تحسين جودة الحبوب وتعزيز مقاومة النبات للإجهاد البيئي.

  • إضافة الأسمدة العضوية يمكن أن تحسن بنية التربة وتزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يعزز الإنتاجية.

7ـ مكافحة الآفات والأمراض

  • الأمراض الشائعة التي تصيب الشعير تشمل:

    • البياض الدقيقي: يظهر على شكل بقع بيضاء على الأوراق ويؤثر على عملية البناء الضوئي.

    • الصدأ: يسبب بقعًا بنية أو برتقالية على الأوراق ويمكن أن يقلل الإنتاجية بشكل كبير.

    • التبقع الشبكي: يؤدي إلى ظهور بقع داكنة على الأوراق ويضعف النبات.

  • لمكافحة هذه الأمراض، يمكن استخدام المبيدات الفطرية عند الضرورة، بالإضافة إلى زراعة أصناف مقاومة للأمراض.

  • مكافحة الحشائش الضارة من خلال العزق أو استخدام المبيدات المناسبة يساعد في تقليل التنافس على المياه والغذاء.

8ـ الحصاد والتخزين

  • يتم حصاد الشعير عندما يكون جافًا تمامًا، وعند وصول نسبة الرطوبة في الحبوب إلى 12-14% لضمان تخزين جيد.

  • يمكن الحصاد باستخدام الحصادات الآلية لتقليل الفاقد.

  • بعد الحصاد، يُفضل تخزين الشعير في أماكن جيدة التهوية وجافة، مع مراعاة ضبط درجة الحرارة والرطوبة لمنع العفن والآفات الحشرية.

  • يمكن معاملة الحبوب بمبيدات تخزينية للحماية من الإصابة بالسوس والعفن أثناء التخزين.

نصائح إضافية لزيادة إنتاجية الشعير

  • اختيار الأصناف المناسبة للمنطقة والمناخ، حيث توجد أصناف محسنة مقاومة للأمراض وذات إنتاجية أعلى.

  • اتباع دورة زراعية مناسبة لتقليل انتشار الأمراض وتحسين خصوبة التربة.

  • مراقبة الأحوال الجوية لتحديد أفضل مواعيد الري والتسميد والحصاد.

  • التوسع في الزراعة العضوية يمكن أن يزيد من جودة الإنتاج ويحقق عوائد اقتصادية أفضل.

ختاماً:

يُعد الشعير من المحاصيل الاقتصادية المهمة التي تؤدي دوراً رئيسياً في الأمن الغذائي، سواء للاستهلاك البشري أو كعلف للحيوانات. بالالتزام بالممارسات الزراعية الجيدة، يمكن تحقيق إنتاج وفير بجودة عالية، مع تقليل تأثير التغيرات المناخية والمخاطر البيئية على المحصول.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى