زراعة الزنبق الدمشقي (التيوبروز): زهرة الجمال والعطر.. كنز زراعي وزيت عطري فاخر

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى

أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)

التيوبروز (الزنبق) Tuberose
Polianthes tuberosa L
Fam. Amaryllidaceae

الأسماء الشائعة

نبات التيوبروز أو الزنبق الدمشقي أو مسك الروم الدرني.

الموطن الأصلي

من المحتمل أن تكون نشأة التيوبروز الطبيعية في أمريكا الجنوبية أو المكسيك، ثم انتشرت زراعته في أوروبا، وخصوصًا فرنسا، بهدف الحصول على الزيوت العطرية، وكذلك انتقلت زراعته إلى شمال إفريقيا وآسيا الصغرى. ومن أهم البلدان المنتجة لأزهاره: فرنسا، المغرب، الجزائر، مصر، الأرجنتين، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية.

الوصف النباتي

نبات من الأبصال المزهرة المعمرة، وهو نبات عشبي حولي صيفي الأزهار، يحتوي على العديد من السوق المتحورة أرضيًا، وهي عبارة عن درنات صغيرة الحجم صفراء اللون ولها ساق قزمية قصيرة جدًا. الأوراق شريطية الشكل خضراء اللون، عددها ما بين 10–15 ورقة، وطولها من 20–30 سم، وعرضها ما بين 1–1.5 سم.

الأزهار محمولة على شمراخ زهري طويل يصل طوله من 40–60 سم، والوضع الزهري متبادل، وعدد الأزهار لكل شمراخ من 15–25 زهرة، وبتلاتها بيضاء اللون مائلة إلى الأصفر الفاتح.

نوارته صالحة للقطف وتبقى فترة طويلة بحالة جيدة بعد القطف، وهو من الأبصال الزهرية الصيفية.

أصناف التيوبروز

ـ التيوبروز المفرد – Variety Gracilis: صنف ذو حجم خضري كبير نوعًا، أوراقه ضيقة، أزهاره ناقوسية مستطيلة، أطوالها حوالي 3.5–6 سم، وبتلاتها بيضاء تخرج من محيط زهري واحد. الشمراخ الزهري يصل إلى 60 سم ويحمل عددًا كبيرًا من الأزهار. موسم التزهير طويل وغزير الإنتاج.

ـ التيوبروز المزدوج – Variety Pearl: نباتات متوسطة الحجم، أوراقها عريضة، أزهارها كبيرة، وتبلغ أطوالها بين 2.5–4 سم، وقطرها عريض لوجود البتلات في أكثر من محيط، محمولة على شمراخ زهري قصير نسبيًا. الأزهار الطرفية لا تتفتح غالبًا، وإن تفتحت تكون صغيرة الحجم. موسم التزهير قصير والإنتاج الزهري منخفض.

الظروف البيئية

تنمو نباتات التيوبروز جيدًا تحت ظروف الطقس المعتدل (20–30°م) خلال موسم التزهير. انخفاض الحرارة يؤدي إلى بطء النمو وتأخير التزهير وانخفاض الإنتاج الزهري والمحتوى الزيتي.

أظهرت الدراسات أن التيوبروز يحقق إنتاجًا زهريًا وزيتيًا أعلى في مصر مقارنة بأوروبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وطول الفترة الضوئية.

الزراعة

ـ التكاثر: يتم خضريًا بالكورمات الناتجة عن الموسم السابق، بشرط ألا يقل طولها عن 5 سم وعرضها عن 3 سم، وتكون خالية من الأمراض.

ـ موعد الزراعة: من الأفضل الزراعة في مارس، حيث تعطي إنتاجًا أعلى وأسرع من الزراعة في أبريل.

ـ معدل الزراعة: يحتاج الفدان الواحد من 15,000 إلى 20,000 كورمة، حسب نوع التربة والصنف.

ـ طريقة الزراعة: يُخطط الحقل بعرض 75 سم، وتزرع الكورمات على عمق 5 سم، وعلى مسافات 30 سم في الأراضي الثقيلة، و25 سم في الأراضي الرملية داخل أحواض (3 × 4 م).

التسميد

يُضاف السماد العضوي المتحلل (15–20 م³) والسوبر فوسفات (150–200 كجم)، بالإضافة إلى 50 كجم من الكبريت الزراعي.
التسميد المعدني يكون بـ 200 كجم من سلفات الأمونيوم و50 كجم من سلفات البوتاسيوم على دفعتين.

الري

تُروى النباتات كل 10–15 يومًا صيفًا، وكل 20–30 يومًا شتاءً، حسب طبيعة التربة وحالة النمو.

الإصابات المرضية

ـ مرض التعفن: تسببه فطريات Ereuinia caratovora وRhizoctonia solani وSclerotium rofsii. يُعالج باتباع دورة زراعية ومعاملة الكورمات بالمطهرات الفطرية.

ـ التبقع الورقي: يسببه Cercospora sp. وHelminthosporium sp.، وتظهر بقع رمادية مسودة. يُعالج بالرش بالمركبات النحاسية أو محلول بوردو.

ـ مرض العقد الجذرية: تسببه نيماتودا Meliodogyne incognita. تُقاوم بالزراعة الدورية واقتلاع النباتات المصابة.

المحصول

ـ جمع الأزهار: يبدأ من منتصف مايو حتى نهاية ديسمبر. تُجمع الشماريخ عندما تتفتح ثلاث زهيرات من القاعدة إذا كان الغرض هو الزينة، أما للزيت فتُجمع الأزهار المتفتحة فقط صباحًا قبل الشروق.

ـ كمية المحصول: في السنة الأولى: 1200–1500 كجم شماريخ زهرية للفدان. الصنف المفرد يتفوق بنسبة 15–20% عن المجوز.

إنتاج الزيت العطري

يُستخلص الزيت من الشماريخ الطازجة إما بالدهون أو بالإيثر البترولي.
للحصول على 1 كجم من دهن التيوبروز:

ـ طريقة الدهن: 150 كجم زهور.

ـ طريقة الإيثر: 1100 كجم زهور.

ـ أفضل وقت للقطف: من 6–8 صباحًا.

ـ الزهور نصف المتفتحة تعطي زيتًا أغنى.

ـ يمكن معالجة الزهور بحمض الهيدروكلوريك أو بالتجميد لتحسين استخلاص الزيت.

إنتاج الفدان

2.5 كجم زيت خام في السنة الأولى، و3 كجم في الثانية. الزيت المطلق يمثل 30% من الخام في الصنف المفرد، و15% في المجوز.

المكونات الكيميائية

يحتوي زيت الزنبق على مركبات مثل: Tubrone، Benzyl alcohol، Benzyl benzoate، Geraniol، Nerol، Eugenol، Farnesol.

الفوائد والاستخدام

1- الزيت المطلق الناتج من أزهار التيوبروز يدخل أساسًا في صناعة العطور غالية الثمن.

2- الزيت الخام يدخل في صناعة مستحضرات التجميل وزيوت الشعر والكريمات الراقية.

3- يفيد الزيت الخام في العلاج الشعبي باستعماله خارجيًا لعلاج الحروق والبثرات والجروح العميقة وحب الشباب، وعلاج العيون المتورمة، خاصة غدد العين الدهنية.

4- يُستخدم الزيت الخام كدهان لإزالة النمش الموجود في الوجه.

5- يُستخدم في علاج الألم والتورم والنزيف، بالإضافة إلى استخدامه في علاج اضطرابات الجهاز التناسلي.

6- تحتوي أوراق الزنبق الأحمر على كمية كبيرة من حمض الأسكوربيك الذي يُستخدم لاستخراج فيتامين “سي”.

7- تُستخدم كنباتات زينة في الحدائق العامة والمنازل أو كأزهار قطف.

8- نبات الزنبق قادر على تنقية الهواء من بعض الملوثات الضارة؛ إذ يمكن لأوراقه وجذوره امتصاص المواد الضارة مثل الأمونيا، والفورمالديهايد، والزيلين، وبالتالي تحسين جودة الهواء في المنزل أو المكتب.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.