زراعة الخطمية ومكوناتها الفعالة في التطبيقات العلاجية
إعداد: أ.د.ربيع مصطفى
أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)
الخطمية Mash Mallow
Althaea officinalis, L
Fam. Malvaceae
الموطن الأصلي
يُعتقد أن الصين هي الموطن الأصلي لنباتات هذا الجنس، ومع ذلك تتواجد أنواعه البرية نامية في بعض البلاد ذات المناخ المعتدل والبارد، وانتشرت زراعته في بلاد كثيرة، ولم تُزرع على نطاق واسع إلا حديثًا. وأهم البلاد المنتجة للنباتات الخطمية للاستخدام الطبي والعلاجي هي: الصين – الهند – فرنسا – إيطاليا.
الوصف النباتي
يتبع هذا الجنس العائلة الخبازية Fam. Malvaceae، وتتميز أنواعه بأنها عشبية حولية ومعمرة ذات سيقان طويلة ونمو قوي وقليل التفرع القائم.
ـ الأوراق بسيطة وكبيرة الحجم، مفصصة إلى 3 – 4 فصوص، شكلها قلبي ومغطاة بشعيرات كثيفة.
ـ الأزهار كبيرة الحجم ذات ألوان مختلفة.
ـ الثمار كبسولية الشكل، كبيرة الحجم نوعًا، تتراوح أطوالها بين 2 – 3 سم وعرضها بين 1 – 2 سم، بداخلها العديد من البذور المجعدة والمضلعة الشكل تقريبًا، ولونها بني غامق أو رمادي داكن.
يحتوي هذا الجنس على أنواع كثيرة يمكن التعرف عليها من الشكل الظاهري نباتيًا ومن التركيب الداخلي كيميائيًا، وأهم الأنواع النباتية:
1ـ الخطمية البنفسجية: Althaea officinalis: نباتات قوية النمو، طويلة الاستطالة، يبلغ طولها حوالي 200 سم، وهي معمرة ذات تفرعات خضرية قائمة عليها أوبار ناعمة. الأوراق قلبية أو بيضاوية الشكل، بها خمسة فصوص مسننة ونادرًا ما تكون ملساء. الأزهار ذات لون أزرق بنفسجي، وهي منفردة الوضع طرفيًا وجانبيًا، وعنقها قصير.
2ـ الخطمية الوردية: A. rosea: نباتات ثنائية الحول، طويلة جدًا، يصل ارتفاعها إلى أكثر من 200 سم، كثيرة التفرع ومغطاة بالأوبار الغزيرة. الأوراق كبيرة الحجم، قلبية الشكل، تتكون من 5 – 7 فصوص، حافتها مسننة، والأزهار وردية داكنة، عديمة العنق، جالسة الوضع، وكبيرة الحجم مقارنة بالنوع السابق.
الظروف البيئية
الخطمية من النباتات التي يمكن زراعتها في بيئات مختلفة الطقس والمناخ، حيث تعطي نموًا قويًا وتزهيرًا غزيرًا تحت ظروف الحرارة المعتدلة، التي تتراوح بين 15 – 30 م5، ورطوبة جوية 75 – 85%. أما في ظروف الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة، فيكون النمو ضعيفًا والأزهار قليلة، ويظهر ذلك في بيئات المناطق الاستوائية والجافة. ومن ذلك يتضح أن زراعة الخطمية تسود في مناطق الوجه البحري دون الوجه القبلي في مصر.
وتجود زراعتها في معظم الأراضي الزراعية ذات الخصوبة العالية في المادة العضوية والمعدنية، وهي تفضل الأراضي الصفراء الثقيلة، كما تتحمل الحموضة والقلوية في الأراضي ذات الرقم الهيدروجيني بين (5 – 9 PH).
الزراعة
ـ التكاثر: تتكاثر نباتات الخطمية بالبذور اعتبارًا من شهر سبتمبر حتى نوفمبر في المناطق المعتدلة حراريًا، وخلال فصل الربيع في المناطق الباردة عقب ذوبان الجليد وتحسن الظروف الجوية.
ـ معدل الزراعة: يحتاج الفدان الواحد إلى حوالي 3 – 3.5 كجم من البذور الناتجة من المحصول السابق، ويجب ألا تزيد مدة تخزين البذور عن ثلاث سنوات للحفاظ على حيوية الجنين، وأن تكون خالية من الإصابة الحشرية والفطرية ومكتملة النمو والنضج.
ـ طريقة الزراعة: بعد تجهيز الأرض المستديمة، تُخطط إلى خطوط بعرض 80 – 90 سم، وتُزرع البذور في جور في الثلث العلوي من الخط، والمسافة بين الجورة والأخرى من 50 – 60 سم، ويوضع في كل جورة من 2 – 3 بذور في الأراضي الثقيلة. أما في الأراضي الخفيفة، فتكون المسافات بين الجور من 60 – 80 سم، وتُوضع البذور على عمق لا يزيد عن 2 سم، وبعد الزراعة مباشرة يتم الري، وتُخفف النباتات إلى نباتين عند وصول البادرات إلى طول حوالي 8 سم.
الري
يجب العناية بعمليات الري، حيث يتم الري كل 3 أسابيع شتاءً، وكل أسبوعين صيفًا، خلال فترة حياة النبات. ويمكن تعطيش النباتات خلال التزهير ونضج الثمار لرفع نسبة المواد الكربوهيدراتية، خاصة المادة اللزجة في معظم أجزاء النبات.
التسميد
يتم التسميد قبل إعداد الأرض للزراعة، حيث تُحرث وتُسوّى، ويُضاف السماد البلدي بمعدل 20 طنًا للفدان، ويُضاف إليه 150 كجم من سوبر فوسفات و50 كجم من الكبريت الزراعي. بعد عملية الخف والعزيق، يُضاف السماد المعدني بمعدل 150 كجم من سلفات الأمونيوم على دفعتين.
الجمع والمحصول
يُقرط نبات الخطمية من فوق سطح الأرض بحوالي 5 سم بالأدوات الحادة عند بدء التزهير وظهور البراعم الزهرية، ثم يُنقل المجموع الخضري في صورة حزم إلى أماكن التجفيف. وتُحرث الأرض لاقتلاع الجذور، وتُنقل إلى مكان التجفيف الهوائي بعد تنظيفها من الطين والأتربة.
يعطي الفدان الواحد من 7 – 8 طن عشب خضري جاف، و1.5 – 2 طن من الجذور الجافة هوائيًا.
المحتوى الكيميائي
يحتوي نبات الخطمية على مواد سكرية، وأهم هذه المركبات مادة “الميوسيلاج Mucilage” ذات اللزوجة المرتفعة والقوام السميك، وتتراوح نسبتها بين 5 – 25%، وتوجد بتركيز أعلى في الجذور (22%)، ثم الأزهار (12%)، ثم الأوراق (6.5%). وتزداد كمية الميوسيلاج في الأوراق والجذور كلما تقدم النبات في العمر، وتبلغ أقصى قيمة عند بدء التزهير.
فوائد واستخدامات الخطمية
1ـ مستخلص الأوراق والجذور يستخدم كمادة ملينة في حالات الإمساك المزمن، ومرطبة ضد آلام فتحة الشرج.
2ـ يعالج حالات النزلات الشعبية الناتجة عن البرد.
3ـ يستخدم كغسول مطهر للفم واللثة، ويخفف آلام الأسنان واللثة ويعالج الكحة.
4ـ يُضاف الميوسيلاج النقي في تركيب بعض الأدوية اللازمة لالتئام الجروح وتخفيف التهابات الأغشية الداخلية للبلعوم والمعدة.
5ـ يدخل في الدهانات والمعاجين لتخفيف آلام الجروح وتورمات الجلد الناتجة عن البرد القارس.
6ـ حديثًا، أصبح الميوسيلاج أحد المكونات الرئيسية لأغلفة الحبوب والأقراص المرة، لتغليفها بطبقة مانعة لتسرّب الطعم، وحمايتها من الرطوبة وزيادة صلابتها.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.