رسالة الدكتور عمر راضي إلى العلماء والباحثين بمركز البحوث الزراعية
كتب: د.أسامة بدير رصد “الفلاح اليوم” رسالة هامة وجهها، الدكتور عمر راضي، الأستاذ بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية إلى العلماء والباحثين بالمركز، مُشددا خلالها على ضرورة الابتعاد عن الاختلافات والجدال الذي يكرس الكراهية بين زملاء العمل.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
وناشد راضي، في منشور له على صفحة “أخبار مركز البحوث الزراعية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، جميع العلماء والباحثين بمركز البحوث الزراعية بعدم الفُرقة والاجتماع على كلمة سواء، لافتا أنه لابد من ترتيتب أولويتنا التي تُعلي من شأن مركز البحوث الزراعية، وأن يكون الحوار الراقي هو لغة التحاور بين الجميع.
و”الفلاح اليوم” ينشر رسالة الدكتور عمر راضي كما صاغها:
الأمر بالاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف.. إني أنصح نفسي وإياكم أن نبتعد عن الاختلافات وحب الجدال وكثرة المراء فإن المرء لا يجني من وراء ذلك إلا قسوة القلوب ووحشة الصدور وكره إخوانه المسلمين وخاصة أهل الفضل والسبق منهم والانشغال بالتوافه والمحقرات عن ما هو أهم وأجدر.
يقول النبي صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنَا زَعِيمُ بَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبَيْتٍ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ” [المعجم الأوسط (4693)].
لنعلم جميعاً أن اجتماعنا ولو على أمر مرجوح خير من تفرقنا واختلافنا على أمور شتى كل واحد منا يرى أن أمره راجحاً.
يقول النبي صل الله عليه وسلم “عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الجَمَاعَةَ” [الترمذي (2165)].
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: “الْزَمُوا هَذِهِ الطَّاعَةَ وَالْجَمَاعَةَ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَأَنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ” [المعجم الكبير للطبراني (8973)].
بعض الشباب اليوم في أسرنا يرغبون في الاستقلال عن آبائهم والعيش لوحدهم، والخروج لحالهم ويظنون أن هذا في مصلحتهم، وأنها سيحققون بذلك الانفصال خيراً لأنفسهم وينسون هذه العبارة الحكيمة “مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ”.
فما هى إلا أشهر قليلة أو سنوات بسيطة من الاستقلال وإذا بكل واحد من هؤلاء الإخوة يشتكي من الوحدة والانفراد، وأنه لم يعد قادراً لوحده على كفاية نفسه والتصريف على أسرته، ويرى أن البركة كانت حينما كانوا يداً واحدة وشيئاً واحداً ولكن الشيطان نجح في تفرقهم واختلافهم مع أنهم في يعيشون في بيت واحد.
يقول النبي صل الله عليه وسلم “كلوا جميعاً ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة” ويقول عليه الصلاة والسلام ” اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم”.
يروى أن رجلاً أوصى أولاده عندما كان مودعاً للدنيا، فأخذ حزمة من الحطب، ثم أمرهم أن يكسروها وهي مجتمعة فلم تنكسر واستعصت عليهم جميعاً، ثم فرقها عليهم، فكسروها بكل سهولة وبساطة، فقال لهم مودّعاً وموصياً: كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى .. خطب ولا تتفرقوا آحاداً .. تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً .. وإذا افترقن تكسرت آحادا.
يقال أن جماعة من النمل صادفن بعيراً، فقال بعضهن لبعض: تفرقن عنه لا يحطمنكنَّ بخفه، فقالت حكيمة منهن: اجتمعن عليه تقتلنه.
فالله الله في الاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة والنزاع والاختلاف وترك الخوض في المسائل الاجتهادية.
لنجتمع على كلمة سواء ونشتغل بالأهم فالأهم وإذا لم نستطع أن نوحد القلوب ونرص الصفوف فلا نكون على الأقل سبباً في شتاتها واختلافها وشق صفها.
يقول النبي صل الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً” ويقول عليه الصلاة والسلام “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.