رئيس مركز تغير المناخ يحسم الجدل: لا زلازل ولا كوارث في المتوسط.. وما حدث ظاهرة بحرية طبيعية
كتب: د.أسامة بدير في تعليق علمي خاص لموقع “الفلاح اليوم“، فنّد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، المزاعم المُتداولة في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن حدوث “حركات غريبة” في باطن البحر المتوسط، وادعاءات باحتمالية وقوع زلازل أو كوارث بحرية قريبة.
وقال فهيم: “الظاهرة التي ظهرت في الفيديو المتداول ليست إلا موجات داخلية (Internal Waves)، وهي ظاهرة طبيعية معروفة في علم المحيطات، تحدث نتيجة اختلاف كثافات طبقات المياه في الأعماق، بسبب فروق درجات الحرارة أو الملوحة، مما يؤدي إلى حركة متموجة داخل البحر، لا تُرى عادة بالعين المجردة، لكنها قد تظهر أحيانًا في بعض الفيديوهات أو صور الأقمار الصناعية نتيجة تغير انعكاس الضوء على سطح الماء”.
وأضاف رئيس مركز معلومات تغير المناخ: “الشخص الذي ظهر في الفيديو لا يحمل أي صفة علمية موثقة، ولم يستند إلى أي بيانات أو قياسات دقيقة (مثل سرعة الرياح أو درجات حرارة المياه أو حركة التيارات البحرية)، ما يجعل محتواه غير موثوق علميا، خاصة مع استخدامه لمصطلحات غير دقيقة وإشارته إلى نظريات مؤامرة، مثل ربط الظاهرة بمشروع هارب الأمريكي، دون أي دليل علمي”.
وحول تأثير الظاهرة على السواحل المصرية، أوضح “فهيم” أن البحر المتوسط يشهد حاليًا نشاطًا طبيعيًا للرياح الشمالية الغربية، وهو ما يحدث سنويًا في هذا التوقيت نتيجة امتداد المرتفع الأزوري، مما يؤدي إلى ارتفاع الأمواج التي قد تصل إلى 2.5 أو 3 أمتار، وهذه الظروف الجوية قد تُسهم بدورها في تنشيط التيارات الداخلية، لكنها لا تدل على أي حدث غير معتاد أو طارئ.
وشدد “فهيم” على أن الظاهرة طبيعية 100%، وتتكرر في مختلف أنحاء العالم، خاصة في البحار شبه المغلقة مثل المتوسط، ولا توجد أي مؤشرات حقيقية تدعم مزاعم وقوع زلازل أو موجات تسونامي أو نشاط بركاني في الوقت الراهن.
واختتم رئيس مركز معلومات تغير المناخ حديثه قائلًا: “في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل نشر محتوى درامي أو مثير للذعر دون أي مرجعية علمية. لذا، ننصح الجمهور بعدم الانسياق وراء مقاطع الفيديو المتداولة دون الرجوع إلى المصادر العلمية الموثوقة، خاصة عند الحديث عن قضايا بيئية ومناخية حساسة”.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.