حوار

رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق يؤكد فشل تجربة «الرى» لزراعة القمح مرتين سنويا

د.عبدالعظيم الطنطاوي، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق

الفلاح اليوم قال الدكتور عبدالعظيم الطنطاوي رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، أن التجارب التي تنفذها وزارة الموارد المائية والري ممثلة في المركز القومي لبحوث المياه، بزراعة القمح مرتين سنويا، وأنها تجارب لا تحقق سوى متوسط عام للإنتاجية خلال موسمي الزراعة يصل إلى 14 أردب للفدان، ولا تناسب خطط الحكومة في زيادة إنتاجية القمح، لافتا إلى أن زراعة القمح مرتين وفقا لتجارب المركز القومي للمياه، لن تغطي تكاليف الإنتاج وتؤدى إلى تدهور التربة نتيجة لزراعة محصولين في نفس الأرض وعدم إمكانية زراعة المحصول الصيفي بعد حصاد العروة الثانية للقمح في شهر يونيو.

وأضاف الطنطاوي، إن زراعه القمح الربيعي تبعا للنظام البيئي المصري الحالي الذي تتناسب مع أصناف القمح المصرية ومع تنفيذ التوصيات الفنية بالنشرات الإرشادية بقسم بحوث القمح، معهد بحوث المحاصيل الحقلية تحقق عائدا لن يقل عن 18 أردب للفدان، وقد تصل الإنتاجية إلى 25 أردب للفدان إذا ما طبقت التوصيات الفنية لزراعة القمح في المواعيد الموصي بها بالدقة المطلوبة.

وأوضح الطنطاوي، إن النظام البيئي لزراعة أصناف القمح المصرية في مصر هو القمح الربيعي، والذي يزرع في بداية من منتصف شهر نوفمبر حتى منتصف شهر ديسمبر، ويحصد بنهاية شهر إبريل ومايو ليحقق أعلى إنتاجية من وحده الأرض والمياه، موضحا أن القمح من نباتات النهار الطويل ويتطلب ظروف بيئية معينه من فترة إضاءة، ودرجات الحرارة، ونسبه رطوبة وبروده معينه تواكب مراحل نمو النبات خلال مراحل نمو البادرة، والتفريع والاستطالة والتزهير والإخصاب، وامتلاء الحبوب والنضج التام حتى جفاف السيقان وحصاد المحصول بداية من منتصف شهر إبريل ومايو المناسبين لحصاد ودراس القمح لتحقيق أعلا إنتاجية من الحبوب والتبن.

وتابع رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، أن حبوب القمح الربيعي لا تحتاج إلى فترة سكون يتم كسرها بالتعرض إلى درجات حرارة منخفضة «التبريد»، كما روجت لذلك وزارة الموارد المائية والري، بينما في حالة القمح الشتوي الذي يزرع في الدول التي يكسوها الجليد خلال فترة الشتاء، حيث يغطي الجليد بادرات القمح بعد الإنبات، «نظام الارتباع»، وليس حبوب القمح قبل الإنبات وبعد ذوبان الجليد في شهر مارس تبدأ بادرات القمح في النمو والتفريغ والاستطالة وإتمام مراحل النمو حتى النضج وامتلاء الحبوب، والنضج التام في شهري يونيو ويوليو، وتمتد فترة نمو القمح تحت الظروف البيئية لهذا النظام البيئي حوالي 8 أشهر، ويطلق عليه القمح الشتوي، وهذا لا يتفق مع النظام البيئي لزراعة القمح تحت الظروف البيئية المصرية.

وأشار الطنطاوى، إنه نظرا لأن حبوب القمح الربيعي لا تحتاج إلى فترة سكون يتم كسرها بالتبريد أو التعرض لدرجات حرارة معينه أو التخزين، نجد أن القمح ينبت في أي وقت خلال العام، وإنه عند زراعة الأرز بعد القمح في شهر مايو بنظام التسطير «بذرة جافه في أرض جافه»، ثم الري ينبت جميع حبوب القمح المتناثرة في التربة أثناء الحصاد والدراس مع الأرز ويقوم المزارعون بالتخلص من تلك النباتات لإعطاء الفرصة لنمو الأرز، وإذا تبقي بعض نباتات القمح على الجسور تنمو وتنتج سنابل القمح في شهر يوليو ولكنها سنابل فارغة حيث أن الظروف الحرارية المرتفعة غير مناسبة لعملية الإخصاب والامتلاء.

ولفت الطنطاوي، إلى أن زراعة القمح في مصر في شهر سبتمبر لم تكن وليدة اللحظة بل طبقها كثير من مزارعي محافظه كفر الشيخ بمراكز دسوق، فوه ومطوبس في عام 2001، 2002 بعد تعميم زراعة أصناف الأرز مبكر النضج جيزة 177، جيزة 178 والذي يزرع في نهايه إبريل وأوائل مايو ثم يحصد في شهر أغسطس وتكون الأرض خالية أمام المزارعين في شهر سبتمبر لزراعة القمح، موضحا أن المزارعين أنفسهم طبقوا تلك التقنية في تلك المناطق وتم عقد عده ندوات إرشادية لتوعية المزارعين بعدم زراعة القمح في شهر سبتمبر للانخفاض الحاد في المحصول، حيث يحصد القمح في شهر فبراير.

وشدد الطنطاوى، على أن زراعة محصول القمح قبل شهر نوفمبر تؤدي إلى تدني المحصول إلى سبعة أردب للفدان مما يحقق خسائر فادحة للمزارعين لم تغطي تكاليف الإنتاج نتيجة لعدم مناسبة الظروف البيئية وقت التفريغ، التزهير، الإخصاب وامتلاء الحبوب لزراعه القمح في تلك المواعيد.

وتابع رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، أن النتائج الأخرى لزراعة القمح قبل شهر نوفمبر هو خسارة محصول التبن الهام للمزارعين لتغذيه الماشية لصعوبة حصاد ودراس المحصول في شهر فبراير لعدم تمام جفاف سيقان القمح واستمرار النمو الخضري لانخفاض درجات الحرارة والإشعاع الشمسي الغير مناسبين للحصاد والدراس، وادي ذلك إلى زيادة نسبة الفقد أثناء الدراس وتدني المحصول إلى 6-7 أردب للفدان هذا فضلا عن فقد محصول التبن.

ولفت الطنطاوى، إلى إن زراعه القمح مرة ثانية في شهر فبراير كما ذكر بعد القمح أو في أرض أخرى سوف يواكب ظروف بيئية غير مناسبة لمراحل نمو البادرة، التفريع والتي تحتاج إلى انخفاض درجات الحرارة إثناء الليل لأقل من 15م مئوية وان يكون الفرق بين حرارة الليل والنهار لا يقل عن من 5-8 درجه مئوية، وهذا لن يتأتي في شهري مارس وابريل كما أن ارتفاع درجات الحرارة في شهري ابريل ومايو لا يتناسب مع مرحلة الإخصاب وامتلاء الحبوب والنضج التام، مما يؤدي إلى عدم امتلاء الحبوب ولن تكتمل مرحلة النضج التام وتكون الحبوب (ضامره) لارتفاع درجات الحرارة أثناء النضج وانخفاض عدد الحبوب في السنبلة، طول السنبلة، عدد السنابل في المتر المربع مما يؤدي بالطبع إلى انخفاض المحصول بنسبة اكبر عن زراعة القمح في العروة الأولي في سبتمبر إلى حوالي 6-7 أردب للفدان وبذلك سوف يكون محصول العروتين بتطبيق هذا النظام البيئي المخالف للنظام البيئي لزراعة القمح في مصر لن تحقق سوي ما يتراوح ما بين 13 – 14 أردب للفدان وهذا لن يغطي تكاليف الإنتاج وتدهور التربة نتيجة لزراعة محصولين نجيلين في نفس الأرض وعدم إمكانية زراعة المحصول الصيفي بعد حصاد العروة الثانية للقمح في شهر يونيو.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى