رأى

رأي اجتماعي: الصلاة على السجادة الخاصة وتأثيرها على صحة المصلين

بقلم: أ.د.صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

يحرص العديد من المصلين أو بعضهم على الصلاة على سجادة خاصة بهم، يأتون بها إلى المسجد ليصلوا عليها، واضعين إياها فوق سجاد المسجد الأصلي المتاح، وخاصة في صلاة الجمعة. هذا أمر طيب حيث يحمى المصلي نفسه من العدوى بالأمراض من الآخرين، ويحمي الآخرين منه إذا كان مصابًا بمرض ما، خاصة الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي. وهذا أمر جيد.

لكن رأيي الشخصي، الذي لا يمثل فتوى على الإطلاق لأنني لست دارسًا متخصصًا في أمور الدين، هو أن من يعاني من مشكلة مرضية عليه أن يبتعد عن الزحام حتى لا يضر من مناعته أقل. بمعنى آخر، لا يصلي في وسط الناس، بل يختار مكانًا فيه تهوية جيدة وأظن أن يكون بعيدًا عن المصلين نسبيًا، وأحيانًا خارج المسجد إذا كان ذلك متاحًا. وإذا كان المرض في درجة إصابة أشد، فالأفضل له وللناس أن يصلي في بيته حتى يشفى بإذن الله.

هذا ليس رأيًا دينيًا، وللأصدقاء المتخصصين أن يردوا أو يصححوا أو نبحث معًا الموضوع. فهناك من المصلين من مناعته محدودة، وإصابته بالعدوى قد تضر حياته ومعيشته. أيضًا هناك من المصلين من لديه مريض في منزله لا يتحمل العدوى، فيأتي المصلي بها إلى المريض في بيته أو مشفاه. هذه الأمور قد تبدو بسيطة، ولكن صدقوني، أحيانًا تكون قاتلة أو مميتة. وربما يكون حامل العدوى المرضية غير متأثر بها، لكنه ينقلها إلى الغير مسببًا أضرارًا فوق المتوقع وفوق ما يتخيل.

السجادة نفسها قد تكون جميلة وفخمة ولها حدود عالية نسبيًا. فإما أن يضع المصلي بجانب واضع السجادة قدمه على جزء منها حتى لا يترك فرجة بينه وبين أخيه في الصلاة فيؤلمه حد السجادة، أو يبتعد قليلاً عن المصلي بجانبه فلا يصلي كما بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. السجادة الخاصة أمر لا غبار عليه، لكن الأفضل ألا تكون عريضة، حيث تكفي المصلي نفسه فقط. والأفضل ألا يكون لها حد بارز يؤلم من يصلي بجواره.

هي أمور قد تبدو بسيطة، لكن يجب أن يحافظ كل منا على الآخر ولا يهتم بأموره فقط أو بما يعنيه فقط.

هي ليست فتوى مني، فلست أهلاً لذلك، ولكنها من خلال تجارب حياتية مجتمعية متعلقة بصحة الناس. حفظنا الله وإياكم من الأمراض والآلام.

وهذا لا يمنع قدر الله، ولكننا نتخذ الأسباب كما أمرنا.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى