رأى

ذكاء الفطرة يتفوق على العلم: مروحة تنقذ مصنعاً من الإفلاس

بقلم: د.شكرية المراكشي

في مشهد يلخص كيف يمكن للإبداع البسيط أن يصنع الفارق في عالم الصناعة، نجح أحد العمال البسطاء في إنقاذ مصنع صابون من خسائر فادحة، بحل لا تتجاوز تكلفته 100 جنيه، في حين عجز كبار الخبراء عن تقديم حل مماثل دون تكلفة باهظة.

بدأت القصة عندما واجه صاحب أحد مصانع الصابون أزمة خطيرة، هددت سمعة منتجه في الأسواق. فقد لاحظ العملاء تكرار وجود عبوات صابون فارغة، نتيجة خلل ناتج عن سرعة ماكينات التغليف على خط الإنتاج، ما كاد يؤدي إلى فقدان ثقة المستهلكين وتكبد المصنع خسائر كبيرة.

أسرع صاحب المصنع إلى الاستعانة بخبراء متخصصين لإيجاد حل تقني لهذه المشكلة، فجاء ردهم واضحًا: “لا بد من تركيب جهاز كشف ليزري متطور لرصد العبوات الفارغة أثناء المرور على خط التعبئة”. لكن تكلفة هذا الجهاز بلغت نحو 200 ألف دولار، وهو مبلغ ضخم وضع صاحب المصنع في موقف حرج.

وأثناء تفكيره في كيفية تدبير المبلغ، دخل عليه أحد العمال البسطاء في المصنع، واقترح عليه فكرة مقابل 100 جنيه فقط. ورغم اندهاشه، قرر صاحب المصنع إعطاء العامل فرصة.

في اليوم التالي، عاد العامل بمروحة كهربائية صغيرة، وضعها بجانب خط التعبئة. الفكرة كانت بسيطة وفعالة: العبوات الفارغة خفيفة، وبالتالي تطير بفعل الهواء، بينما تمضي العبوات الممتلئة بثبات دون أن تتأثر.

نجحت الفكرة ببراعة، وانتهت المشكلة نهائيًا دون الحاجة إلى أي معدات متطورة أو نفقات ضخمة.

القصة تعيد التأكيد على أهمية الاستماع للجميع داخل أي منظومة عمل، فالحلول العبقرية ليست حكرًا على أصحاب الشهادات العليا أو المناصب الكبرى، بل قد تنبع من عقول عاملة على الأرض، تلمس المشكلات وتفهم تفاصيلها.

ولعل هذا العامل البسيط يذكرنا بأن الذكاء الحقيقي ليس في تعقيد الحلول، بل في بساطتها وفعاليتها.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى