دليلك العلمي لتربية ورعاية النعام بنجاح
روابط سريعة :-

إعداد: د.شيرين جبر عبدالرازق
باحث بقسم تربية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية
يُعتبر طائر النعام أضخم طائر معاصر على وجه الكرة الأرضية، وينتمي إلى مجموعة الطيور التي لا تستطيع الطيران، ولكنه مشهور بسرعته الفائقة في الجري. وسماه العرب “الطائر الجمل” نظرًا لضخامة جسمه وطول عنقه وقدرته على العيش في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية.
والنعام طائر رعوي بالدرجة الأولى، لذلك يُدرج تحت فصيلة آكلات العشب.
ويُعد مشروع تربية النعام من أهم مشاريع الإنتاج الحيواني في الوقت الحالي، وذلك لأن طاقته الإنتاجية من اللحوم مرتفعة، فضلًا عن ارتفاع سعر لحم النعام مقارنة بالطيور الأخرى، بخلاف الريش والجلود والدهن التي يمكن بيعها أيضًا بأسعار مرتفعة.
يوجد بشكل عام ثلاثة أنواع من النعام الإفريقي، وهي:
1ـ النعام ذو الرقبة الحمراء: يتميز بصِغر حجمه وشراسته، وهو أقل إنتاجًا للبيض، لذلك يصعب تربيته.
2ـ النعام ذو الرقبة الزرقاء: حجمه كبير وجلده غير سميك، مما يؤدي إلى مشاكل عند دباغته، وهو ضعيف الأرجل، وهذا النوع أقل شراسة من ذي الرقبة الحمراء، ولا يُربى في مصر.
3ـ النعام الأسود الإفريقي: اتجهت معظم الدول إلى تربية هذا النوع الذي يُعتبر خليطًا من النوعين الأحمر والأزرق، وهو النوع الموجود في مصر حاليًا. ويُعد من أفضل أنواع النعام على الإطلاق من حيث لون الريش ونوعيته وسمك الجلد، ويتميز بطباعه الهادئة ما عدا خلال موسم التزاوج، حيث تكون الذكور شرسة. كما يتميز بإنتاجه الغزير من البيض (من 60 إلى 80 بيضة في الموسم)، وقِصر الساقين الذي يقلل من مشاكل إصابات الأرجل.
أهمية لحم النعام
ـ يُعد لحم النعام من أجود أنواع اللحوم، وذلك لاحتوائه على نسبة قليلة جدًا من الدهون مقارنة باللحوم الحمراء والبيضاء، إذ يكاد يكون خاليًا من الكولسترول، حيث إن نسبة اللحم إلى الدهن تصل إلى 99%.
ـ تُعتبر لحوم النعام بديلًا صحيًا للحوم الحمراء، حيث تتميز بقلة الألياف وانخفاض نسبة الدهون والكولسترول مقارنة بلحوم الحيوانات الأخرى، وغناها بالبروتين والحديد.
ـ يتميز لحم النعام بسهولة هضمه وسرعة استفادة جسم الإنسان من العناصر الغذائية الموجودة في مكوناته.
ـ يتمتع لحم النعام بنكهات مميزة جعلته من أفخر أنواع اللحوم في بلدان أوروبا وآسيا، مع ارتفاع ثمنه.
ـ يمكن حفظ لحم النعام في الثلاجة لمدة طويلة نظرًا إلى قلة الدهون التي تُسبب فساد اللحم، وهو ما يجعله لحمًا صحيًا يحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة وارتفاع نسبة البروتين.
منتجات النعام وأهميتها الاقتصادية
للنعام منتجات كثيرة مما يجعل تربيته مربحة اقتصاديًا، حتى إن البعض يطلق عليه “الدجاجة التي تبيض ذهبًا”، ومن أهم هذه المنتجات:
ـ لحوم النعام: تتركز كمية اللحم في الأرجل (الفخذ)، وهي عضلات كبيرة تحتوي على أفضل قطع اللحم، بينما يحتوي الصدر على نسبة قليلة من اللحم.
ـ جلود النعام: تُستخدم في صناعة الأحذية، والحقائب، والملابس، وتتميز بقوتها ومتانتها.
ـ ريش النعام: يُستخدم في صناعة الزينة، والوسائد، والملابس الفاخرة، وحتى في بعض الصناعات التكنولوجية.
ـ زيت النعام: يُستخرج من دهون النعام ويُستخدم في صناعة مستحضرات التجميل وبعض الأدوية والمراهم.
ـ بيض النعام: يُستخدم في الطهي وصناعة مستحضرات التجميل والزينة، ويمكن تلوينه ونقشه لإنتاج قطع فنية فريدة من نوعها.
ـ مخلفات النعام: يمكن استخدامها كسماد عضوي.
الاشتراطات العامة الواجب توافرها في مساكن النعام
ـ أن يكون الموقع بعيدًا عن مزارع الدواجن بمسافة كافية.
ـ أن يكون الموقع بعيدًا عن الضوضاء وحركة المرور.
ـ أن يكون في نطاق المناطق الصحراوية أو حديثة الاستصلاح، وأن تكون التربة رملية أو غير صلبة لضمان صحة أرجل النعام.
ـ أن يُحاط الموقع بسور خارجي ارتفاعه من 3 إلى 4 أمتار، وسور داخلي لا يقل ارتفاعه عن مترين، ويفضل أن يكون من مواسير الحديد لكونها أكثر متانة.
ـ توافر مصادر مياه صالحة للشرب في أحواض مناسبة مع تنظيفها باستمرار ووضعها تحت مظلات لتجنب ارتفاع درجة الحرارة في الصيف.
ـ تصميم المزرعة بحيث تكون حركة العمال في اتجاه واحد: من حظائر الطيور السليمة إلى حظائر العزل، ومن الطيور الأصغر إلى الأكبر.
ـ أن تُقام المزرعة على مساحة لا تقل عن فدان لتوفير مساحة كافية لحركة النعام.
ـ توافر غرف خاصة للتفريخ وأخرى للكتاكيت الفاقسة.
ـ توافر مخازن للأعلاف بمواصفات فنية تمنع الفساد والتلوث.
ـ بيوت مغلقة لحضانة النعام الصغير، تتسع لـ4-5 طيور في المتر المربع، وتكون جيدة التهوية وبأرضية مناسبة للحفاظ على الأرجل.
ـ ملاعب مغطاة جزئيًا للكتاكيت في عمر 2-5 شهور، وملاعب أخرى للنعام الأكبر بمساحات كافية ومظللة.
ـ تخصيص ملاعب للنعام البالغ بمساحة 250-300 متر للأسرة الواحدة (ذكر + أنثيان).
ـ ضرورة وجود بيوت مغلقة (محميات) للنعام عند سوء الأحوال الجوية.
ـ وجود ممرات بعرض مناسب بين الملاعب لتسهيل حركة العمال.
ـ إقامة حظائر لعزل الطيور المريضة بعيدًا عن السليمة.
معلومات هامة لنجاح مشروع تربية النعام
1ـ يعيش النعام من 60 إلى 80 سنة تقريبًا، وتبلغ الأنثى عند عمر سنتين، بينما يحتاج الذكر إلى نحو 3 سنوات.
2ـ يستهلك الفرخ حتى عمر التسويق (10–12 شهرًا) من 280 إلى 300 كجم علف، ويصل وزنه عند التسويق إلى 90–110 كجم.
3ـ تُنتج النعامة الواحدة من 15 إلى 20 بيضة في بداية الإنتاج، وتصل إلى 70–80 بيضة في الموسم الثالث.
4ـ تختلف علائق النعام حسب العمر والغرض من التربية، وتشمل عادة: الذرة الصفراء، كسب فول الصويا، نخالة القمح، مسحوق العظم، كربونات الكالسيوم، الملح المعدني، والمركزات، إضافة إلى الخضروات ودريس البرسيم لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
5ـ تستهلك النعامة حوالي 2 كجم علف يوميًا في وجبتين، بينما يأكل نعام التسمين من 2.5 إلى 3 كجم يوميًا.
6ـ يتحمل النعام درجات الحرارة العالية حتى 50 درجة مئوية، لذا يمكنه العيش في الظروف المناخية المصرية.
7ـ من النصائح لنجاح المشروع: دراسة السوق جيدًا قبل البدء، ووضع خطة تسويق مباشرة للمطاعم والفنادق ومحلات الجزارة الراقية، والتعاقد مع طبيب بيطري، وتوفير مياه نظيفة باستمرار، والاهتمام بالنظافة لتقليل الأمراض.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.



