رأى

دعوة من وزير الزراعة الأسبق إلى الزراعيين  

بقلم: أ.د.صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

الأصدقاء الزراعيين.. مجالنا يستهلك العمر ولكن كل العاملين فى هذا المجال ينشرون الخير حولهم..

اعتقد أننى لم أتوقف يوما عن القراءة فى المجال العلمى منذ حوالى أربعين عاما لتنمية المعارف والمعلومات للإستخدام والتطبيق فى مجال الزراعة وخاصة وقاية النبات وبالأخص أمراض النبات وبالأحرى المتعلقة بالتصدير، وطبعا كان هناك فترة معظم قراءتى عن السموم الفطرية.. المجال الذى أحببت التخصص فيه والعمل عليه فترة طويلة من حياتى، علاوة على التخصص فى مجال أمراض وتكنولوجيا البذور خاصة المسببات المرضية المتعلقة بالنبات وبالإنسان ايضا وذلك بدأ منذ 45 عاما.

كان الاهتمام الثانى بمتبقيات المبيدات، وهذا ما دفعنى منذ مدة طويلة فى الثمانينيات إلى تعلم كيفية تصميم طرق لاستخلاص وتنقية وتقدير المركبات الكيماوية الدقيقة سواء سموما فطرية أو مبيدات أو منظمات نمو نباتية وطبعا، بالإضافة إلى التحاليل الدقيقة التى كنت قد تدربت عليها عام 1985، وربما المجال الوحيد الذى لم ارغب العمل فيه هو تقدير الانشطة الانزيمية بالرغم من دراسة تأثيراتها تفصيليا على أمراض النباتات فى بدايات الثمانينات..

لحد كبير جذبت الكيمياء وعلوم البيولوجيا اهتماماتنا وعملنا عليها لسنوات طويلة، وكنت قد قررت فى عام 1987 أن يكون نشاطى البحثى فيم يخدم المجتمع، واصبح هذا المفهوم أكثر وضوحا بالنسبة لى بعد عودتى من كاليفورنيا فى عام 1994 التى حددت ملامح نشاطى العلمى بعد أن قضيت فترة قبلها فى جامعة مينيسوتا شدتنى إلى العلوم الأساسية والبيولوجيا الجزيئية.

واعتقد أن الكثيرين ممن تخطوا العقد السادس من عمرهم حينما ينظرون إلى الخلف يجدون عالما متشابكا كانوا يتحركون فيه وكأنهم يتنقلون بيسر بين خيوطه منغمسين فى كثير من تفاصيله التى سرعان ما استهلكت هذه العقود بسرعة قصوى غريبة، وبالرغم من أن الواحد يشعر أحيانا أن العمل استنفذ العمر بطريقة ليست هى الافضل إلا أن الفرد يكمل الطريق بنفس الاسلوب وبنفس الاستهلاك وإصرار غريب لا يتماشى مع التقييم العقلى للأمور.. كيف يحدث هذا؟ لا ندرى.. ولكن أدعو اصدقائى الزراعيين إلى أن ينتبهوا ويستمتعوا بكل لحظة فى عمرهم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى