درنات الكسافا: مورد مهمل بإمكانه دعم تغذية الحيوانات رغم التحديات
إعداد: د.شكرية المراكشي
الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية
على الرغم من القيمة الغذائية العالية لدرنات الكسافا ودورها البارز كمصدر غني بالطاقة، إلا أن استخدامها في تغذية الحيوانات يواجه تحديات حقيقية لا يمكن تجاهلها، لعلّ أبرزها احتواؤها على مركبات السيانيد السامة التي تشكل خطرًا صحيًا إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح. هذه المركبات، المعروفة باسم الجليكوسيدات السيانوجينية، توجد طبيعيًا في بعض أصناف الكسافا، وهي آلية دفاعية طورتها النباتات للحماية من الآفات والحيوانات العاشبة. لكن ما يُعتبر أداة للبقاء في عالم النبات، يتحول إلى سلاح صامت يُهدد صحة الحيوانات، بل و يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُتعامل معه بحذر ودراية.
تحتوي الدرنات على مركبات السيانيد، والتي تكون سامة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح عبر الطهي أو التجفيف.
تكمن خطورة هذه المركبات في قدرتها على التحلل إلى سيانيد الهيدروجين عند مضغها أو هضمها داخل الجهاز الهضمي، وهو مركب سام يؤثر سلبًا على عمليات الأيض الخلوية للحيوانات. فعندما يتراكم السيانيد في الجسم، فإنه يعوق نقل الأكسجين داخل الخلايا، مما يؤدي إلى اختلالات وظيفية تصل إلى حالات من التسمم الحاد الذي يتجلى في أعراض مثل اضطراب الجهاز الهضمي، ضعف النمو، وصعوبة التنفس، وفي بعض الحالات الشديدة، يتسبب في نفوق الحيوان.
ولا تقتصر خطورة هذه المركبات على التسمم الحاد فحسب، بل إن تناول الكسافا المحتوية على مستويات غير معالجة من السيانيد لفترات طويلة يؤدي إلى آثار صحية مزمنة، مثل مشكلات في وظائف الغدة الدرقية، واضطرابات في الجهاز العصبي، وانخفاض معدل الخصوبة في بعض الأنواع الحيوانية. لهذا السبب، فإن التخلص من هذه المركبات السامة يُعد ضرورة لا يمكن التهاون فيها عند استخدام درنات الكسافا في الأعلاف.
وهنا تأتي أهمية المعالجة الحرارية كخطوة أساسية لضمان سلامة استخدام الكسافا في تغذية الحيوانات، حيث تُعد من أكثر الوسائل فاعلية في التخلص من السيانيد. فعمليات الطهي، سواء بالغليان أو البخار، تعمل على تحطيم الروابط الكيميائية التي تُبقي الجليكوسيدات السيانوجينية مستقرة، مما يؤدي إلى تبخر السيانيد أو تحوله إلى مركبات غير ضارة يمكن للجسم التخلص منها بسهولة. وتُظهر الأبحاث أن غلي درنات الكسافا لفترة زمنية كافية يقلل محتواها من السيانيد إلى مستويات آمنة، ما يجعلها صالحة للاستهلاك الحيواني دون أي تأثيرات سلبية.
أما التجفيف، فيُعد وسيلة أخرى فعالة لمعالجة الكسافا، حيث يؤدي إلى تحلل تدريجي للمركبات السامة بفعل تعرضها للهواء والشمس. وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تحتاج إلى طاقة أو تجهيزات خاصة، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا يمكن تطبيقه بسهولة في المناطق الريفية أو في البيئات التي تعاني من نقص الموارد. ومع ذلك، فإن التجفيف يستغرق وقتًا أطول مقارنة بالغليان، كما أنه لا يكون بنفس الكفاءة في إزالة جميع المركبات السامة، مما يتطلب دمج تقنيات معالجة إضافية لضمان تحقيق أعلى مستويات الأمان الغذائي.
وإلى جانب الطهي والتجفيف، يمكن اللجوء إلى عمليات التخمير، حيث تساعد بعض أنواع البكتيريا المفيدة في تحليل المركبات السيانوجينية وتحويلها إلى أشكال غير سامة. وتُعد هذه الطريقة مناسبة بشكل خاص عند استخدام الكسافا في تصنيع الأعلاف المركزة، حيث يمكن دمج الدرنات المخمرة مع مكونات أخرى لتعزيز قيمتها الغذائية وجعلها أكثر استساغة للحيوانات.
لكن رغم هذه الحلول، لا يزال هناك تحدٍّ آخر يتمثل في التباين الكبير في مستويات السيانيد بين أصناف الكسافا المختلفة، حيث تحتوي بعض الأنواع “الحلوة” على مستويات منخفضة جدًا من هذه المركبات، في حين أن الأصناف “المرة” قد تحوي كميات أعلى بكثير، مما يجعلها غير آمنة ما لم تُخضع لمعالجة دقيقة. وهذا يعني أن اختيار الصنف المناسب هو جزء أساسي من إدارة المخاطر عند استخدام الكسافا في التغذية الحيوانية، حيث يجب على المربين والمزارعين التأكد من أنهم يستخدمون أصنافًا منخفضة السيانيد أو تطبيق المعالجة اللازمة قبل تقديمها للحيوانات.
وفي النهاية، فإن النجاح في استخدام الكسافا كبديل اقتصادي للحبوب التقليدية يعتمد على الفهم العميق لهذه التحديات والتعامل معها بطرق علمية مدروسة. فبينما تقدم درنات الكسافا حلاً واعدًا لتعزيز الأمن الغذائي وتوفير مصادر غذائية مستدامة، فإن التغاضي عن المخاطر المرتبطة بها يأتي بنتائج عكسية تهدد صحة الحيوانات وتقوض الفوائد المرجوة منها. ومن هنا، فإن اتباع تقنيات المعالجة الحرارية المناسبة، والالتزام بمعايير الأمان الغذائي، يشكلان مفتاحًا أساسيًا لجعل الكسافا خيارًا آمنًا ومفيدًا في أنظمة التغذية الحيوانية الحديثة.
نسبة البروتين في الدرنات منخفضة (حوالي 2-3%)، ما يستدعي إضافة مصدر بروتيني مكمل في العلائق.
على الرغم من أن درنات الكسافا تُعد مصدراً غنياً بالطاقة بسبب احتوائها على نسبة عالية من النشا، إلا أن قيمتها الغذائية لا تكتمل بمفردها عند استخدامها كعنصر أساسي في تغذية الحيوانات، إذ تعاني من انخفاض حاد في محتوى البروتين، الذي لا يتجاوز عادةً 2-3%. هذا القصور في نسبة البروتين يجعل من الضروري البحث عن حلول عملية لتعويض هذا النقص وضمان توازن العلائق الغذائية المقدمة للحيوانات، خاصة تلك التي تعتمد على البروتين كمكوّن أساسي في نموها وإنتاجيتها.
يُعد البروتين عنصرًا أساسياً في بناء أنسجة الجسم، وتعزيز المناعة، ودعم العمليات الحيوية المختلفة، مما يعني أن أي نقص في مستوياته قد يؤدي إلى تباطؤ معدلات النمو، وانخفاض كفاءة التحويل الغذائي، وضعف الأداء الإنتاجي للحيوانات، سواء من حيث إنتاج الحليب، أو اللحوم، أو حتى الصحة العامة. وبما أن الكسافا تفتقر إلى هذا العنصر الحيوي، فإن الاعتماد عليها وحدها دون مكملات بروتينية قد يؤدي إلى اختلالات غذائية تؤثر على جودة الأعلاف وكفاءتها.
لذلك، عند إدخال درنات الكسافا في علائق الحيوانات، لا بد من مراعاة دمجها مع مصادر بروتينية أخرى لتعويض هذا النقص وضمان تحقيق توازن غذائي مثالي. ومن بين أكثر الحلول شيوعًا في هذا السياق هو إضافة مصادر نباتية غنية بالبروتين مثل كُسب فول الصويا، وكُسب بذور القطن، والبرسيم، وأوراق المورينجا، التي تُعد خيارات مثالية لرفع المحتوى البروتيني للعليقة دون التأثير على استساغتها أو قابليتها للهضم.
إلى جانب المصادر النباتية، يمكن أيضاً اللجوء إلى البروتينات الحيوانية مثل مسحوق السمك أو مسحوق الدم، والتي تُعد أكثر تركيزًا من حيث محتوى الأحماض الأمينية الأساسية، ما يجعلها إضافة قيمة خاصة في علائق الحيوانات التي تحتاج إلى مستويات بروتينية مرتفعة، مثل المجترات والدواجن. ومع ذلك، فإن استخدام البروتينات الحيوانية يجب أن يتم وفقًا للمعايير الصحية الصارمة، نظرًا إلى المخاوف المرتبطة ببعض الأمراض الحيوانية ونظم الرقابة الغذائية.
ولا يقتصر الأمر على مجرد إضافة البروتين فحسب، بل يجب أيضاً مراعاة التوازن بين الطاقة والبروتين داخل العليقة، بحيث يكون هناك تناسق بين احتياجات الحيوان ونوعية العلف المقدم. فالزيادة في الطاقة مع انخفاض البروتين تؤدي إلى ترسب الدهون بدلاً من بناء العضلات، مما يؤثر سلبًا على جودة اللحوم في الحيوانات المخصصة للإنتاج الحيواني. أما في المجترات، فقد يؤدي عدم كفاية البروتين إلى ضعف كفاءة الهضم في الكرش، وبالتالي تقليل الاستفادة الكلية من العلف.
وفي هذا السياق، أثبتت بعض الدراسات أن إضافة أوراق الكسافا المجففة إلى علائق الحيوانات يكون أحد الحلول الفعالة لتعويض نقص البروتين في الدرنات، إذ تحتوي الأوراق على نسبة بروتين تتراوح بين 20-30%، مما يجعلها مكملًا طبيعيًا ومتاحًا بسهولة للمزارعين الذين يزرعون الكسافا بكميات كبيرة. كما أن استخدام الأعلاف المخمرة يُحسّن من القيمة الغذائية للعلائق، حيث تساهم عمليات التخمير في رفع نسبة البروتين المتاح وتحسين هضم العناصر الغذائية الأخرى.
وباختصار، فإن استخدام درنات الكسافا في تغذية الحيوانات دون معالجة نقص البروتين يُؤثر على الأداء الغذائي والإنتاجي، مما يجعل من الضروري تبني استراتيجيات تغذوية متكاملة تشمل إضافة مصادر بروتينية مناسبة تضمن توفير نظام غذائي متوازن يعزز صحة الحيوان وكفاءته الإنتاجية.
قشور درنات الكسافا في تغذية الحيوانات
القيمة الغذائية:
قشور الكسافا تحتوي على ألياف غذائية مرتفعة، لكنها منخفضة البروتين، حيث لا تتجاوز نسبة البروتين الخام فيها 4-6%، مما يجعل قيمتها الغذائية أقل مقارنة بالأوراق والدرنات.
قشور درنات الكسافا تُعد من المخلفات الزراعية التي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها نفايات غير ذات قيمة، لكن الدراسات الحديثة والتجارب العملية أثبتت أن هذه القشور تلعب دورًا مهمًا في تغذية الحيوانات، خاصة في البيئات التي تعاني من نقص في موارد العلف التقليدية. ورغم أن قيمتها الغذائية أقل مقارنة بأوراق الكسافا الغنية بالبروتين أو درناتها الغنية بالكربوهيدرات، فإنها تمتلك خصائص تجعلها مكونًا قابلًا للإدراج في العلائق الحيوانية، خصوصًا عند معالجتها وتحسينها بطرق مناسبة.
أهم ما يميز قشور الكسافا هو محتواها العالي من الألياف الغذائية، حيث تُشكل نسبة كبيرة من مكوناتها، مما يجعلها ذات فائدة كبيرة للحيوانات المجترة مثل الأبقار والأغنام والماعز، التي تعتمد على الألياف في عمليات الهضم داخل الكرش. الألياف تسهم في تعزيز عملية الاجترار وتحفيز نشاط الميكروبات الهاضمة، ما يُحسن كفاءة الاستفادة من العلف ويُعزز صحة الجهاز الهضمي للحيوان. كما تساعد الألياف على تقليل اضطرابات الهضم، خاصة في الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الأعلاف المركزة الغنية بالطاقة والبروتين، مما يجعل خلط قشور الكسافا مع مكونات أخرى خيارًا مناسبًا لتحقيق التوازن الغذائي في العلائق.
لكن رغم هذه الفوائد، تعاني قشور الكسافا من انخفاض كبير في محتوى البروتين، حيث لا تتجاوز نسبة البروتين الخام فيها 4-6%، وهي نسبة منخفضة جدًا مقارنة بأوراق الكسافا التي تصل نسبة البروتين فيها إلى 30%، أو حتى الدرنات نفسها التي تحتوي على كميات قليلة ولكنها أعلى من القشور. هذا الانخفاض في البروتين يجعل قشور الكسافا أقل قيمة كعنصر أساسي في تغذية الحيوانات، خاصة تلك التي تحتاج إلى معدلات نمو مرتفعة وإنتاج جيد للحليب أو اللحوم. لذا، لا يمكن الاعتماد على قشور الكسافا كمصدر رئيسي للتغذية دون إضافة مكملات بروتينية مناسبة لسد هذا النقص وضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للحيوانات.
ورغم أن القيمة الغذائية لقشور الكسافا تكون محدودة، فإنها تظل خيارًا اقتصاديًا مهمًا للمزارعين ومربي الماشية، خاصة في المناطق التي تعاني من ارتفاع أسعار الأعلاف التقليدية مثل الذرة والشعير. إدخال القشور في العلائق الحيوانية يقلل من تكاليف الإنتاج ويوفر بديلًا محليًا مستدامًا، خاصة عند معالجتها بطرق مناسبة لتحسين قيمتها الغذائية، مثل التخمير أو المعالجة الحرارية أو إضافة مكملات غذائية أخرى.
وباختصار، قشور درنات الكسافا تُشكل مادة علفية قابلة للاستخدام، لكن محدودية محتواها البروتيني تجعلها تحتاج إلى تحسينات ومعالجات قبل إدراجها بشكل فعال في علائق الحيوانات. ورغم أن قيمتها الغذائية أقل مقارنة بالأوراق والدرنات، فإن استخدامها بحكمة ودمجها مع مكونات أخرى يكون حلاً اقتصادياً ومستداماً في تغذية الحيوانات، مما يُسهم في تقليل الهدر الزراعي وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.
طرق الاستخدام:
تُستخدم بعد التجفيف والطحن لزيادة قابليتها للهضم.
تُعتبر قشور درنات الكسافا من المخلفات الزراعية التي يمكن تحويلها إلى مورد غذائي قيّم للحيوانات عند معالجتها بطريقة صحيحة، وأهم هذه الطرق هي التجفيف والطحن، وهما عمليتان ضروريتان لتحسين قابليتها للهضم وزيادة كفاءتها الغذائية عند استخدامها في علائق الحيوانات.
عند حصاد درنات الكسافا، يتم إزالة القشور التي غالبًا ما تُترك كمخلفات غير مستغلة، لكنها في الحقيقة تحتوي على نسبة لا بأس بها من الألياف، ما يجعلها مفيدة للحيوانات المجترة مثل الأبقار والماعز التي تعتمد على الألياف في نظامها الغذائي. إلا أن المشكلة الأساسية في القشور الطازجة هي ارتفاع نسبة الرطوبة فيها، ما يجعلها عرضة للتلف السريع والتخمر غير المرغوب فيه، بالإضافة إلى صعوبة استهلاكها من قبل الحيوانات في شكلها الخام. لذا، فإن عملية التجفيف تأتي كخطوة أولى وأساسية لتقليل الرطوبة وإطالة عمرها التخزيني، مما يُسهم في تسهيل استخدامها على مدار العام دون فقدان جودتها الغذائية.
التجفيف لا يقتصر على مجرد إزالة الماء، بل إنه يلعب دورًا مهمًا في تحسين الهضم، حيث يؤدي إلى تفكيك بعض المركبات المعقدة الموجودة في القشور، مما يجعل العناصر الغذائية فيها أكثر توفرًا للحيوانات عند استهلاكها. وهناك عدة طرق لتجفيف قشور الكسافا، فمنها التجفيف تحت أشعة الشمس، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا واقتصادية، لكنها تتطلب ظروفًا مناخية مناسبة ومساحات واسعة لنشر القشور، كما يمكن استخدام التجفيف الصناعي عبر الأفران أو المجففات الميكانيكية، وهو خيار أكثر كفاءة، لكنه يتطلب استثمارات أكبر.
بعد التجفيف، تأتي عملية الطحن، التي تُعد خطوة حاسمة أخرى في تحسين استخدام قشور الكسافا كعلف. القشور في حالتها الكاملة تكون صلبة وقاسية، ما يُصعّب على الحيوانات استهلاكها، خاصة الحيوانات الصغيرة أو تلك التي تعاني من مشاكل في الهضم. لذلك، يُفضل طحنها إلى جزيئات صغيرة أو حتى تحويلها إلى مسحوق ناعم يمكن مزجه بسهولة مع مكونات العليقة الأخرى. هذه العملية لا تساهم فقط في تحسين الاستساغة، بل إنها تُعزز أيضاً من كفاءة امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في القشور، حيث تُصبح أكثر قابلية للهضم والتمثيل الغذائي داخل الجهاز الهضمي للحيوانات.
إضافة القشور المطحونة إلى العلائق لا يكون عشوائيًا، بل يحتاج إلى دراسة وتخطيط دقيق لضمان التوازن الغذائي المناسب. ونظرًا لانخفاض محتوى البروتين في القشور، فإنه يُفضل خلطها مع مصادر أخرى للبروتين مثل كُسب فول الصويا أو النخالة أو حتى إدراجها ضمن علائق تحتوي على مخلفات زراعية أخرى ذات قيمة غذائية أعلى. كما يمكن إضافة مكملات غذائية مثل الفيتامينات والمعادن لتعويض أي نقص ينتج عن استخدام القشور بمفردها.
وهكذا، فإن تحويل قشور الكسافا من مجرد مخلفات زراعية إلى عنصر فعال في تغذية الحيوانات يعتمد بشكل أساسي على التجفيف والطحن، حيث تسهم هاتان العمليتان في تحسين صلاحيتها للاستهلاك، وزيادة مدة تخزينها، ورفع كفاءة امتصاصها داخل الجهاز الهضمي للحيوان. ومع اتباع أساليب علمية متوازنة في إدماجها ضمن العلائق، يمكن لهذه القشور أن تُصبح خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا يسهم في تقليل الفاقد الزراعي وتخفيف الضغوط على موارد الأعلاف التقليدية.
من الأفضل خلطها مع مصادر غذائية أخرى لتحسين القيمة الغذائية للعليقة.
على الرغم من أن قشور درنات الكسافا تُعد مصدرًا غنيًا بالألياف، إلا أن قيمتها الغذائية وحدها لا تكفي لتلبية الاحتياجات المتوازنة للحيوانات، خاصة فيما يتعلق بالبروتين والطاقة والفيتامينات الأساسية. لهذا، فإن خلطها مع مكونات غذائية أخرى يصبح ضرورة حتمية لتحويلها إلى عنصر فعّال في علائق الحيوانات، بدلاً من أن تكون مجرد مادة مالئة تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية.
عند استخدام القشور بمفردها، تعاني الحيوانات من نقص في البروتين، وهو عنصر أساسي في بناء العضلات وتعزيز النمو، لذا فإن إضافتها إلى علائق تحتوي على مصادر بروتينية مثل كُسب فول الصويا أو كُسب بذور القطن أو حتى مخلفات تصنيع الحبوب يعوض هذا النقص ويُحسّن من القيمة الغذائية للعليقة. على سبيل المثال، عند دمج قشور الكسافا مع كُسب فول الصويا، نحصل على خليط متوازن يوفر الطاقة من الكسافا والبروتين من الصويا، مما يعزز من كفاءة الهضم والتمثيل الغذائي لدى الحيوانات.
بالإضافة إلى البروتين، فإن الطاقة عنصر آخر يجب تعزيزه عند استخدام قشور الكسافا، فبينما تحتوي القشور على نسبة جيدة من الألياف، إلا أنها تفتقر إلى مستويات عالية من الطاقة السريعة التي تحتاجها الحيوانات في عمليات النمو والإنتاج، مثل إنتاج الحليب أو زيادة الوزن. لذلك، فإن مزجها مع مصادر طاقة غنية مثل الذرة المطحونة أو دبس السكر يساعد على رفع مستوى الطاقة المتاحة، مما يجعل العليقة أكثر فاعلية ويُسهم في تحسين أداء الحيوانات.
إلى جانب البروتين والطاقة، هناك حاجة أيضًا لإضافة العناصر المعدنية والفيتامينات، إذ أن قشور الكسافا وحدها لا تحتوي على كميات كافية من الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران أساسيان في تعزيز صحة العظام وتحسين وظائف الجسم المختلفة. لذا، فإن خلطها مع مكونات مثل نخالة القمح أو الحجر الجيري المطحون يمكن أن يسد هذا النقص ويجعل العليقة أكثر توازناً. كما أن إضافة الفيتامينات، خاصة فيتامين A وD وE، يُحسّن من قدرة الحيوانات على مقاومة الأمراض ويُعزز من صحة الجهاز المناعي.
علاوة على ذلك، فإن خلط قشور الكسافا مع مكونات أخرى لا يهدف فقط إلى تعزيز قيمتها الغذائية، بل يساعد أيضًا في تحسين استساغتها، إذ أن الألياف العالية تجعل القشور صعبة المضغ أو غير مرغوبة لدى بعض الحيوانات، لكن عند دمجها مع مواد ذات طعم مستساغ مثل النخالة أو دبس السكر، تصبح أكثر قبولاً للحيوانات، مما يضمن استهلاكها بكميات مناسبة دون أي نفور.
ولا يقتصر الخلط على مجرد تحسين القيمة الغذائية فحسب، بل إنه يُسهم أيضًا في تقليل الآثار السلبية لبعض المركبات غير المرغوبة في القشور، مثل مضادات التغذية أو المركبات الصعبة الهضم. فعلى سبيل المثال، عند خلط قشور الكسافا مع مصادر غنية بالبروبيوتيك أو الأحماض الأمينية مثل الخمائر، يمكن تحسين الهضم وزيادة كفاءة الامتصاص الغذائي، مما ينعكس إيجابًا على صحة الحيوانات وأدائها الإنتاجي.
لذلك، فإن الاستفادة القصوى من قشور الكسافا لا تتحقق باستخدامها بمفردها، بل من خلال خلطها بذكاء مع مكونات أخرى تعوض أوجه القصور الغذائية، مما يتيح الاستفادة منها كمصدر اقتصادي ومستدام للأعلاف دون الإضرار بصحة الحيوانات أو التقليل من إنتاجيتها.
استخدامها كجزء من أعلاف الحيوانات المجترة، ولكن بكميات محدودة لتجنب مشاكل الهضم.
رغم أن قشور درنات الكسافا تُعدّ بديلاً محتملاً ومصدرًا اقتصاديًا في أعلاف الحيوانات المجترة، إلا أن استخدامها يجب أن يكون مدروسًا بعناية وبكميات محدودة، نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف غير القابلة للذوبان، والتي تؤثر على كفاءة الهضم لدى الحيوانات إذا زادت عن الحد المناسب. فالمجترات، مثل الأبقار والماعز والأغنام، تعتمد على التخمير الميكروبي في الكرش لهضم الألياف، لكن عندما تكون نسبة الألياف مرتفعة بشكل زائد، تُبطئ من عملية الهضم، ما يؤدي إلى انخفاض كفاءة الامتصاص الغذائي وتأثير سلبي على معدلات النمو والإنتاج.
لهذا، فإن إدراج قشور الكسافا في علائق المجترات يجب أن يتم بتوازن، بحيث لا تتجاوز النسب المقبولة التي تضمن تحقيق الفائدة دون التسبب في أي مشكلات هضمية. فعند استخدامها بكميات معتدلة، تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي للحيوان عبر تحفيز النشاط الميكروبي داخل الكرش، مما يعزز من عملية التخمير ويزيد من إنتاج الأحماض الدهنية الطيّارة، وهي مصدر رئيسي للطاقة في الحيوانات المجترة. ولكن عند تجاوز النسب الموصى بها، تؤدي الألياف الزائدة إلى زيادة وقت بقاء الطعام في الكرش، ما يسبب الانتفاخ أو يحد من استهلاك العليقة الأخرى، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض الكفاءة الإنتاجية.
ومن أجل الاستفادة المثلى من قشور الكسافا دون التسبب في اضطرابات هضمية، يمكن اتباع بعض الأساليب التي تُحسن من قابليتها للهضم، مثل معالجتها قبل الاستخدام عبر التجفيف والطحن، مما يجعلها أكثر تقبّلًا لدى الحيوانات. كذلك، يمكن إضافتها إلى العليقة بكميات صغيرة في البداية ثم زيادتها تدريجيًا، مما يُتيح للميكروبات الموجودة في الكرش التكيف معها دون التأثير على عملية الهضم الطبيعية.
إلى جانب ذلك، فإن خلط قشور الكسافا مع مكونات أخرى ذات قيمة غذائية متكاملة يُعدّ استراتيجية مثالية لضمان تحقيق التوازن المطلوب في العليقة. فعلى سبيل المثال، عند دمجها مع مصادر طاقة سهلة الهضم مثل الذرة أو الشعير، يمكن تقليل التأثير السلبي للألياف العالية، حيث تساعد هذه المكونات في توفير الطاقة السريعة التي يحتاجها الحيوان لموازنة بطء هضم الألياف. كما أن خلطها مع مصادر غنية بالبروتين، مثل كُسب فول الصويا أو كُسب بذور القطن، يُحسّن من القيمة الغذائية للعليقة، نظرًا لأن قشور الكسافا فقيرة بالبروتين، وهو عنصر ضروري للنمو وإنتاج الحليب.
إضافةً إلى ذلك، فإن التحكم في نسبة قشور الكسافا في العليقة يسهم في الحفاظ على استساغة الأعلاف، حيث أن زيادتها بشكل كبير تجعلها أقل جاذبية للحيوانات، مما يؤدي إلى انخفاض معدل استهلاك العلف. لهذا، فإن استخدام مواد محسنة للطعم مثل دبس السكر يساعد في جعل العليقة أكثر استساغة وقبولًا لدى المجترات، وبالتالي يضمن استهلاكها بكميات مناسبة دون أي عزوف من قِبل الحيوانات.
كما يُنصح بمراقبة استجابة الحيوانات عند إدخال قشور الكسافا في العلف، وذلك لتحديد التأثير الفعلي على معدلات النمو وإنتاج الحليب وصحة الجهاز الهضمي، حيث أن بعض السلالات تتفاعل بشكل مختلف مع التعديلات الغذائية. وعليه، فإن التجربة الميدانية والتعديل المستمر لنسب القشور في العليقة يعدّان عاملين أساسيين لضمان تحقيق أقصى فائدة دون التأثير على صحة الحيوانات أو إنتاجيتها.
لذلك، فإن إدراج قشور درنات الكسافا في تغذية الحيوانات المجترة يمثل خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا، لكنه يحتاج إلى إدارة دقيقة ومراقبة مستمرة، بحيث يتم استخدامها بكميات مدروسة وضمن علائق متوازنة تحقق الاستفادة القصوى مع تقليل أي آثار جانبية محتملة على الهضم والأداء الإنتاجي للحيوان.
التحديات:
ضعف قيمتها الغذائية مقارنة بالدرنات والأوراق.
على الرغم من أن قشور درنات الكسافا تُعتبر منتجًا ثانويًا متاحًا بكثرة في صناعة معالجة الكسافا، إلا أن قيمتها الغذائية تظل محدودة مقارنة بالدرنات الغنية بالكربوهيدرات أو الأوراق الغنية بالبروتين والفيتامينات. فهذه القشور تحتوي على نسبة عالية من الألياف غير القابلة للذوبان، والتي تعطيها قوامًا خشنًا يصعب هضمه، خاصة عند استخدامها بكميات كبيرة في تغذية الحيوانات. وعلى الرغم من احتوائها على كميات ضئيلة من البروتين الخام لا تتجاوز 4-6%، فإن هذا ليس كافيًا لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للحيوانات، مما يجعلها مكونًا ضعيفًا من حيث القيمة الغذائية إذا لم يتم تعزيزها بمصادر مكملة أخرى.
ضعف القيمة الغذائية لقشور الكسافا يُعني أن استخدامها بشكل غير مدروس يؤدي إلى عدم تحقيق العليقة للتوازن الغذائي المطلوب، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان نمو صحي للحيوانات وزيادة إنتاجيتها، سواء من حيث اللحوم أو الألبان. فالحيوانات، خاصة المجترات، تحتاج إلى نظام غذائي متكامل يوفر البروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن بكميات كافية. لكن عند الاعتماد بشكل كبير على قشور الكسافا في الأعلاف، يؤدي ذلك إلى نقص في بعض العناصر الغذائية الأساسية، مما ينعكس سلبًا على الأداء الإنتاجي للحيوانات، خاصةً في حالات النمو السريع أو الإنتاج المكثف للحليب.
كما أن انخفاض محتوى القشور من الكربوهيدرات القابلة للهضم يجعلها أقل قدرة على تزويد الحيوانات بالطاقة التي تحتاجها، مقارنةً بالدرنات الغنية بالنشا. ففي حين أن درنات الكسافا تقدم نسبة عالية من الطاقة، فإن القشور لا توفر سوى كميات محدودة، ما يجعلها غير كافية كمصدر وحيد للتغذية. هذا يعني أن الاعتماد على القشور دون مكملات إضافية يؤدي إلى انخفاض معدلات النمو في الحيوانات التي تعتمد على زيادة الطاقة لتحقيق زيادة الوزن أو إنتاج الحليب بكميات جيدة.
إلى جانب ذلك، فإن ضعف محتوى القشور من العناصر المعدنية المهمة، مثل الكالسيوم والفوسفور، يؤدي إلى مشكلات صحية مرتبطة بنقص المعادن، خاصة لدى الحيوانات التي تحتاج إلى هذه العناصر لنمو العظام وإنتاج الحليب وصحة العضلات. ففي حالات التغذية طويلة الأمد على علائق تحتوي على نسبة عالية من قشور الكسافا دون توازن غذائي مناسب، تظهر مشكلات مثل ضعف النمو، وهشاشة العظام، وانخفاض الإنتاجية بشكل عام.
كل هذه العوامل تجعل قشور الكسافا مكونًا غذائيًا ذا قيمة محدودة إذا لم يتم تحسينه من خلال دمجه مع مكونات أخرى أكثر غنى بالعناصر الغذائية. ولهذا السبب، فإن استخدام القشور كعنصر في العليقة يجب أن يكون مصحوبًا بمصادر أخرى للبروتين والطاقة، مثل كُسب فول الصويا أو الذرة أو الشعير، لضمان تحقيق التوازن الغذائي المطلوب. كما يمكن معالجة القشور بطرق مختلفة مثل التخمير أو إضافة الإنزيمات لتحسين هضمها ورفع قيمتها الغذائية، مما يساهم في جعلها أكثر قابلية للاستخدام في العلائق الحيوانية بطريقة أكثر فاعلية.
في النهاية، فإن ضعف القيمة الغذائية لقشور درنات الكسافا لا يعني أنها غير صالحة للاستخدام، بل يشير إلى ضرورة التعامل معها بحذر وذكاء لضمان تحقيق أفضل استفادة منها، مع تعويض نقص العناصر الغذائية فيها بمكونات أخرى تجعل العليقة أكثر توازنًا وكفاءة في تغذية الحيوانات.
تحتوي على بقايا من المركبات السامة التي تحتاج إلى المعالجة المناسبة قبل الاستخدام.
على الرغم من أن قشور درنات الكسافا تُعتبر منتجًا ثانويًا شائعًا في عمليات تصنيع الكسافا، إلا أن استخدامها في تغذية الحيوانات يحمل بعض المخاطر إذا لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح. فالقشور، مثل بقية أجزاء النبات، تحتوي على بقايا من المركبات السامة، وأهمها مركبات السيانوجين، التي تتحلل إلى سيانيد الهيدروجين (HCN) عند استهلاكها. هذا المركب السام يشكل خطرًا على صحة الحيوانات إذا لم يتم التخلص منه بطرق معالجة مناسبة، مما يجعل الاهتمام بجودة القشور ومعالجتها أمرًا ضروريًا قبل إدخالها في علائق الحيوانات.
تختلف نسبة المركبات السامة في القشور تبعًا لنوع الكسافا، حيث تميل الأنواع المُرة من الكسافا إلى احتواء مستويات أعلى من السيانيد مقارنة بالأنواع الحلوة. ومع ذلك، حتى في الأنواع الحلوة، لا يمكن تجاهل وجود بقايا هذه المركبات، خاصة إذا لم تخضع القشور لعمليات التجفيف أو المعالجة الحرارية التي تساعد في تقليل سميتها. فتناول الحيوانات لهذه القشور دون معالجة مناسبة يؤدي إلى تراكم كميات ضئيلة من السيانيد في أجسامها، مما يؤثر سلبًا على عمليات الأيض ويسبب اضطرابات صحية تتفاوت في شدتها من ضعف في النمو إلى حالات تسمم خطيرة في حال تناول كميات كبيرة.
إن تأثيرات التسمم بالسيانيد على الحيوانات تشمل أعراضًا مثل صعوبة التنفس، والخمول، وانخفاض الشهية، حيث يمنع السيانيد الخلايا من استخدام الأكسجين بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى حالة من الاختناق الداخلي. وفي الحالات الحادة، يؤدي التسمم إلى فقدان الوعي أو حتى الوفاة، خاصة عند الحيوانات الصغيرة أو الضعيفة. لذا، فإن الاستخدام غير المدروس لقشور الكسافا دون إزالة هذه المركبات يحمل مخاطر كبيرة على صحة الماشية والدواجن والحيوانات الأخرى التي تعتمد على هذه الأعلاف.
لتجنب هذه المخاطر، هناك عدة طرق لمعالجة القشور وتقليل محتواها من المركبات السامة قبل استخدامها في التغذية. تُعد عملية التجفيف من أكثر الطرق شيوعًا، حيث يؤدي تعريض القشور لأشعة الشمس لفترة طويلة إلى تبخر جزء كبير من السيانيد المتطاير، مما يقلل من سميتها. كما أن الطهي بالبخار أو السلق يُعد وسيلة فعالة أخرى، حيث يساعد في تحلل المركبات السيانوجينية إلى أشكال أقل ضررًا، مما يجعل القشور أكثر أمانًا للاستهلاك الحيواني. أما التخمير، فهو خيار آخر يساعد في تقليل السموم بشكل كبير، حيث تعمل البكتيريا المفيدة على تكسير المركبات الضارة أثناء عملية التخمر، مما يزيد من القيمة الغذائية للقشور ويجعلها أكثر ملاءمة للأعلاف الحيوانية.
إضافةً إلى ذلك، يجب أن يتم استخدام قشور الكسافا بنسب مدروسة في العلائق الحيوانية، حيث لا يُنصح بجعلها المكون الرئيسي للعلف، بل يجب خلطها مع مكونات أخرى ذات قيمة غذائية أعلى، مثل الحبوب أو كسب فول الصويا، لضمان تحقيق توازن غذائي مناسب. فحتى بعد المعالجة، تبقى قشور الكسافا منخفضة البروتين والطاقة مقارنة بالدرنات أو الأوراق، ما يستدعي دمجها مع عناصر أخرى لضمان حصول الحيوانات على غذاء متكامل يلبي احتياجاتها المختلفة.
في النهاية، يمكن اعتبار قشور الكسافا موردًا غذائيًا قيّمًا إذا تم التعامل معها بالطريقة الصحيحة، لكن استخدامها دون معالجة مناسبة يحمل مخاطر تهدد صحة الحيوانات وإنتاجيتها. لذا، فإن الوعي بأهمية إزالة المركبات السامة من القشور واعتماد أساليب معالجة فعالة لا يقل أهمية عن قرار إدخالها في العلائق، إذ أن التغذية السليمة ليست مجرد مسألة توافر موارد، بل تتطلب معرفة دقيقة بكيفية الاستفادة منها بشكل آمن وفعال.
الاعتبارات الصحية والتحديات في استخدام الكسافا كعلف
محتوى السيانيد: بعض أنواع الكسافا تحتوي على مركبات سيانوجينية تتحول إلى سيانيد الهيدروجين السام، مما يتطلب معالجتها بالطرق المناسبة مثل التجفيف، التخمير، الطهي، أو النقع لتقليل السمية.
يمثل محتوى السيانيد في بعض أنواع الكسافا تحديًا رئيسيًا عند استخدامها كعلف للحيوانات، إذ تحتوي بعض أصنافها، خاصة الأنواع المُرّة، على مركبات سيانوجينية طبيعية، وهي مركبات كيميائية تتحلل داخل الجسم لتنتج سيانيد الهيدروجين، وهو مادة سامة تعيق عملية نقل الأكسجين في خلايا الجسم. يؤدي استهلاك كميات كبيرة من الكسافا غير المعالجة إلى تأثيرات سلبية خطيرة على صحة الحيوانات، تتراوح بين اضطرابات خفيفة في الجهاز الهضمي وانخفاض في معدل النمو، وصولًا إلى حالات تسمم حادة تؤدي إلى فقدان الوعي أو حتى الوفاة في الحالات القصوى.
تكمن خطورة هذه المركبات في كونها غير محسوسة بالحواس التقليدية، فلا لون لها ولا رائحة مميزة، مما يجعل وجودها في العلف غير ملحوظ دون اختبارات كيميائية دقيقة. إلا أن هناك بعض المؤشرات التي قد تدل على ارتفاع محتوى السيانيد في نبات الكسافا، مثل الطعم المرّ للأوراق أو الدرنات، حيث ترتبط زيادة المرارة عادةً بارتفاع مستوى المركبات السيانوجينية. لهذا السبب، يعد إجراء عمليات المعالجة أمرًا ضروريًا قبل استخدام الكسافا في تغذية الحيوانات لضمان تقليل مستويات السمية إلى الحد الآمن.
توجد عدة طرق فعالة للتخلص من السيانيد وتقليل سُميته، وتختلف هذه الطرق تبعًا للجزء المستخدم من النبات. يُعد التجفيف من أكثر الوسائل شيوعًا وفعالية، حيث يساعد تعريض الكسافا لأشعة الشمس على تفكيك المركبات السيانوجينية والتخلص منها تدريجيًا عبر التبخر. لكن يجب أن يتم التجفيف في ظروف مناسبة ولفترة كافية لضمان تحلل أكبر قدر ممكن من السيانيد، وإلا فقد تبقى نسبة منه في المادة الجافة، مما يجعلها غير آمنة تمامًا للاستهلاك الحيواني.
أما الطهي، فيُعتبر من أكثر الطرق المباشرة لتقليل مستويات السيانيد، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفكيك المركبات السامة بسرعة، مما يقلل من مخاطرها. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة لا تكون عملية على نطاق واسع عند إعداد العلف الحيواني، خاصة في البيئات الزراعية التي تعتمد على الموارد التقليدية في تصنيع الأعلاف.
التخمير هو طريقة أخرى أثبتت فعاليتها في تقليل مستويات السيانيد في الكسافا، حيث تعمل البكتيريا المفيدة خلال عملية التخمير على تكسير المركبات السيانوجينية وتحويلها إلى مركبات غير سامة. هذه الطريقة لا تساهم فقط في إزالة السمية، بل تزيد أيضًا من القيمة الغذائية للعلف، حيث تعمل على تحسين هضم العناصر الغذائية وتعزيز الاستفادة منها داخل أجسام الحيوانات.
إلى جانب هذه الطرق، يمكن أيضًا استخدام النقع كوسيلة فعالة لتقليل محتوى السيانيد، حيث يتم نقع أجزاء الكسافا في الماء لفترة زمنية محددة، مما يسمح بتسرب المركبات السيانوجينية إلى الماء والتخلص منها. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الطريقة تعتمد على مدة النقع ودرجة الحرارة، إذ كلما طالت فترة النقع وزادت درجة حرارة الماء، زادت نسبة تحلل السيانيد وانخفاض سُميته.
رغم هذه الوسائل المتعددة لمعالجة الكسافا، لا يزال من الضروري التعامل بحذر عند استخدامها كعلف للحيوانات، خاصة عند إدخالها لأول مرة في العليقة. فمن الضروري إجراء اختبارات دورية لمحتوى السيانيد في المواد الخام، وتحديد النسب الآمنة للاستهلاك، بالإضافة إلى مراقبة استجابة الحيوانات للعلف الجديد. أي علامات على الخمول، فقدان الشهية، أو اضطرابات تنفسية تكون مؤشرات على تعرض الحيوان لمستويات مرتفعة من السيانيد، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لتعديل النظام الغذائي وتقليل نسبة الكسافا في العلف.
في النهاية، يُعد إدخال الكسافا في تغذية الحيوانات خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا، لكنه ليس خيارًا يمكن اعتماده دون دراسات دقيقة وإجراءات سلامة صارمة. فالتحكم في محتوى السيانيد وضمان خلو الأعلاف من أي آثار سامة هو مسؤولية أساسية تقع على عاتق المزارعين ومتخصصي التغذية الحيوانية لضمان صحة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها، مما يسهم في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا المورد الزراعي الثمين دون الإضرار بمنظومة الإنتاج الحيواني.
عدم التوازن الغذائي: رغم أن الكسافا غنية بالكربوهيدرات، إلا أنها منخفضة البروتين والمعادن، مما يستدعي إضافة مكملات بروتينية ومعدنية عند استخدامها في الأعلاف.
يمثل عدم التوازن الغذائي في الكسافا تحديًا رئيسيًا عند استخدامها كعلف للحيوانات، فرغم أنها تعد مصدرًا غنيًا بالطاقة بفضل محتواها العالي من الكربوهيدرات، إلا أن قيمتها الغذائية تظل غير متكاملة بسبب افتقارها إلى البروتين والمعادن الأساسية التي تحتاجها الحيوانات لنمو صحي وإنتاجية جيدة. تعتمد الحيوانات، وخاصة المجترات مثل الأبقار والماعز، على نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية، ولا يمكن الاعتماد على الكسافا وحدها لتلبية هذه الاحتياجات دون مكملات إضافية.
إن انخفاض نسبة البروتين في درنات الكسافا يجعلها غير كافية لدعم النمو العضلي للحيوانات، حيث يلعب البروتين دورًا أساسيًا في تكوين العضلات وإصلاح الأنسجة وتعزيز وظائف الأيض الحيوي. في حال اعتماد الكسافا كمصدر رئيسي للطاقة دون تعويض النقص في البروتين، يؤدي ذلك إلى انخفاض معدل النمو، وضعف الأداء الإنتاجي للحيوانات سواء من حيث إنتاج الحليب أو زيادة الوزن. لذلك، من الضروري دمج مصادر بروتينية أخرى في العليقة عند استخدام الكسافا، مثل كسب فول الصويا، كسب القطن، البرسيم، أو حتى مخلفات تصنيع البقوليات، لضمان حصول الحيوانات على كمية كافية من الأحماض الأمينية الضرورية لبناء الأنسجة وتعزيز المناعة.
إلى جانب نقص البروتين، تعاني الكسافا من فقر واضح في العديد من المعادن المهمة لصحة الحيوانات. فمن المعروف أن المعادن تلعب دورًا حاسمًا في العمليات الفسيولوجية داخل الجسم، حيث تساهم في تقوية العظام، دعم وظائف الأعصاب، وتنظيم التوازن الأيوني داخل الخلايا. ومع ذلك، فإن الكسافا تحتوي على مستويات منخفضة من الكالسيوم، الفوسفور، والمغنيسيوم، وهي معادن ضرورية لنمو العظام والأسنان والحفاظ على صحة العضلات والأعصاب. نقص هذه المعادن يؤدي إلى ضعف عام في بنية الجسم، وهشاشة العظام، وانخفاض مقاومة الحيوانات للأمراض والإجهاد البيئي. لذا، فإن توفير مصادر معدنية إضافية مثل مكملات الأملاح المعدنية أو دمج الكسافا مع مواد غنية بهذه العناصر مثل نخالة القمح أو الحبوب المدعمة بالمعادن، يعد أمرًا أساسيًا لتلافي هذا القصور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص بعض الفيتامينات المهمة في الكسافا يؤثر سلبًا على صحة الحيوانات وإنتاجيتها، خاصة فيتامينات A وD وE التي تلعب أدوارًا حيوية في تعزيز المناعة، وتحسين صحة الجلد والأنسجة، وضبط عمليات التمثيل الغذائي. لذلك، من الضروري دعم علائق الكسافا بمصادر غنية بهذه الفيتامينات، سواء من خلال الأعلاف الخضراء أو المكملات الغذائية التجارية المصممة خصيصًا لتعويض هذا النقص.
يعد تحقيق التوازن الغذائي في علائق الكسافا مسألة دقيقة تتطلب دراسة علمية وتخطيطًا دقيقًا من قبل مربي الماشية ومتخصصي التغذية الحيوانية. فإضافة المكملات البروتينية والمعدنية والفيتامينات يجب أن تتم بناءً على تحليل دقيق لمتطلبات الحيوانات وفقًا لعمرها ونوعها ومستوى إنتاجيتها، بحيث يتم تصميم نظام غذائي متكامل يضمن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الكسافا دون الإضرار بصحة الحيوانات أو تقليل أدائها الإنتاجي.
في النهاية، لا يمكن إنكار أن الكسافا تمثل حلاً واعدًا وفعالًا من حيث التكلفة لتوفير الطاقة في علائق الحيوانات، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الحبوب التقليدية، لكن الاستفادة المثلى منها لن تتحقق إلا من خلال اتباع نهج علمي مدروس يعوض أوجه القصور الغذائية عبر استراتيجيات تغذية متوازنة تضمن صحة الحيوانات وتعزز إنتاجيتها، مما يجعل الكسافا خيارًا مستدامًا يدعم الأمن الغذائي ويسهم في تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني على المدى الطويل.
قابلية الهضم: تحتاج الكسافا وبعض أجزاء النبات إلى معالجة مسبقة لتحسين هضمها وزيادة الاستفادة منها في تغذية الحيوانات.
تُعد قابلية الهضم من العوامل الحاسمة التي تحدد مدى الاستفادة الفعلية من أي مكون غذائي يُستخدم في علائق الحيوانات، وعندما يتعلق الأمر بالكسافا، تصبح هذه المسألة أكثر أهمية نظرًا لاحتواء بعض أجزائها، مثل القشور، على نسب عالية من الألياف ومركبات تؤثر على كفاءة الهضم والامتصاص. ورغم أن الكسافا تُعد مصدرًا غنيًا بالطاقة بسبب محتواها العالي من الكربوهيدرات، إلا أن تحسين قابليتها للهضم يتطلب معالجات مدروسة لضمان أقصى استفادة غذائية للحيوانات، خاصة تلك التي تمتلك أنظمة هضمية حساسة مثل الدواجن، أو تحتاج إلى علائق متوازنة مثل الأبقار الحلوب والمجترات الأخرى.
تتميز قشور الكسافا بتركيبتها الليفية العالية، والتي رغم فائدتها في تعزيز صحة الجهاز الهضمي للمجترات عبر تحفيز نشاط الميكروبات الهاضمة في الكرش، إلا أنها تشكل عائقًا أمام الهضم السريع والاستفادة الكاملة من العناصر الغذائية. فالألياف غير القابلة للذوبان تؤدي إلى زيادة حجم المادة العلفية داخل الجهاز الهضمي دون أن توفر قدرًا كافيًا من الطاقة، مما يحد من كفاءة تحويل الغذاء إلى نمو أو إنتاج. ولتجاوز هذه العقبة، يُنصح بمعالجة القشور بطرق مثل التجفيف والطحن، حيث يؤدي تقليل حجم الجسيمات إلى تسهيل عملية المضغ والهضم، مما يسمح بامتصاص أفضل للعناصر الغذائية المتوفرة داخلها.
إلى جانب الطحن، يمكن اللجوء إلى بعض المعالجات الحيوية مثل التخمير، حيث يتم تعريض قشور الكسافا للبكتيريا النافعة أو الفطريات القادرة على تكسير الألياف وتحويلها إلى مواد أكثر قابلية للهضم. هذه التقنية لا تساهم فقط في تحسين الاستفادة من المركبات الغذائية، بل تساعد أيضًا في تقليل بعض المركبات المضادة للتغذية التي قد تؤثر على امتصاص المعادن أو البروتينات. التخمير بالأحماض العضوية، مثل حمض اللاكتيك، يُعد من الوسائل الفعالة لتفكيك بعض الروابط الكيميائية الصلبة في القشور، مما يزيد من توافر الكربوهيدرات القابلة للاستخدام من قبل الحيوانات.
من جهة أخرى، يمكن استخدام المعالجة الحرارية كوسيلة أخرى لتحسين هضم الكسافا، خاصة عند التعامل مع الدرنات أو القشور الطازجة. فالطهي بالبخار أو الغلي يقلل من نسبة بعض المركبات غير القابلة للهضم، ويُسهل تكسير النشا الموجود في الكسافا إلى سكريات بسيطة يسهل امتصاصها. كما أن التعرض للحرارة يُساعد على التخلص من المركبات السيانوجينية السامة التي تعيق عملية التمثيل الغذائي وتؤثر على صحة الحيوانات عند تناولها بكميات كبيرة.
إضافة إلى ذلك، من الممكن تحسين قابلية هضم الكسافا من خلال دمجها مع مكونات أخرى في العليقة، مثل إضافة مصادر غنية بالإنزيمات الهاضمة التي تعزز تكسير الألياف، أو مزجها بمصادر أخرى من الكربوهيدرات سهلة الهضم مثل الذرة أو الشعير. هذا الدمج يُساعد في تحقيق توازن غذائي يقلل من التأثيرات السلبية للألياف القاسية، ويساهم في زيادة معدل تحويل الغذاء إلى طاقة تُستخدم في الإنتاج الحيواني سواء للنمو أو لإنتاج الحليب واللحوم.
إن قابلية الهضم ليست مجرد عامل ثانوي عند استخدام الكسافا في تغذية الحيوانات، بل هي نقطة محورية تحدد مدى نجاح هذا المكون كبديل اقتصادي وفعال في العلائق. ومن هنا، فإن أي استراتيجية تعتمد على الكسافا يجب أن تراعي الأساليب المختلفة لمعالجتها وتحسين استفادة الحيوانات منها، وذلك لضمان تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الصحي والإنتاجي، مع تفادي أي آثار جانبية تؤثر على الأداء العام للحيوانات في المزارع.
يُعد استخدام أجزاء الكسافا المختلفة كعلف للحيوانات خيارًا واعدًا يعكس نهجًا ذكيًا في استغلال الموارد المتاحة لتلبية احتياجات قطاع الإنتاج الحيواني، خاصة في المناطق التي تواجه تحديات في توافر الأعلاف التقليدية. فالكسافا، بما تحمله من مخزون غني بالكربوهيدرات في درناتها، ومحتوى بروتيني جيد في أوراقها، وقيمة مضافة حتى في قشورها، تفتح آفاقًا جديدة لتوفير تغذية مستدامة وبتكلفة أقل، مما يخفف الأعباء الاقتصادية على المربين ويقلل من الاعتماد على الحبوب التقليدية التي تكون مرتفعة الثمن أو محدودة التوفر في بعض الفصول أو البيئات.
لكن رغم ما تحمله الكسافا من مزايا، فإن التعامل معها يتطلب دقة ووعيًا لضمان تحقيق أعلى استفادة ممكنة دون المخاطرة بصحة الحيوانات. فبعض المركبات الطبيعية التي تحتويها، مثل السيانوجينات، تشكل تهديدًا إذا لم تُعالج بالطرق المناسبة التي تضمن تحللها وإزالتها. وهنا تأتي أهمية المعالجة المسبقة التي تشمل التجفيف، التخمير، الطهي، أو حتى تقنيات أكثر تطورًا مثل المعالجات الحيوية التي تعزز من تفكيك الألياف والمركبات غير المرغوب فيها، مما يجعل الكسافا أكثر أمانًا وسهولة في الهضم والاستفادة.
إلى جانب المعالجة، يظل التوازن الغذائي أمرًا بالغ الأهمية، إذ إن اعتماد الكسافا كمصدر رئيسي في العلائق دون تعويض نقصها في بعض العناصر الغذائية، وخصوصًا البروتين والمعادن الأساسية، يؤدي إلى انخفاض معدلات النمو أو الإنتاج الحيواني. لذلك، فإن مزج الكسافا مع مكونات أخرى مثل مصادر البروتين النباتي كفول الصويا أو بذور القطن، وإضافة المكملات المعدنية والفيتامينات، يُعد خطوة أساسية لضمان تقديم نظام غذائي متكامل يوفر للحيوانات ما تحتاجه من عناصر تدعم صحتها وإنتاجيتها على المدى الطويل.
إن نجاح استخدام الكسافا في تغذية الحيوانات لا يكمن فقط في إدراجها ضمن العلائق، بل في كيفية تحقيق التكامل بين مكوناتها ومصادر أخرى لتحقيق أقصى فائدة ممكنة. فالاعتماد على استراتيجية خلط الكسافا مع مكونات غذائية أخرى لا يسهم فقط في تحسين قيمتها الغذائية، بل يقلل من أي آثار جانبية تنشأ عن استهلاكها بمفردها. وهذا الدمج الذكي يساعد في تحقيق استساغة أفضل للعليقة، وزيادة معدل تحويل الغذاء إلى طاقة ونمو، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاج الحيواني سواء في اللحوم أو الألبان، ويضمن استدامة النظام الغذائي للحيوانات دون التأثير على صحتها أو كفاءتها الإنتاجية.
إن الاستفادة من الكسافا كعلف ليست مجرد خطوة نحو توفير بدائل اقتصادية للأعلاف التقليدية، بل هي نموذج يُحتذى به في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الفاقد الزراعي من خلال إعادة تدوير المخلفات النباتية وتحويلها إلى موارد قيمة تدعم الإنتاج الحيواني. ومع استمرار البحث والتطوير في أساليب معالجتها وتحسين استخدامها، يمكن للكسافا أن تصبح عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيات تغذية الحيوانات، خاصة في البيئات التي تعاني من شح الموارد العلفية، مما يعزز من مرونة النظم الزراعية وقدرتها على التأقلم مع التحديات المستقبلية.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.