بحوث ريفية

دراسة: 86,4% من مزراعى الخضر والفاكهة مُستعدون للحفاظ على البيئة

البيئة الزراعية

كتب: أسامة بدير كشفت دراسة علمية أن 86,4% من مزراعى الخضر والفاكهة بـمحافظة المنوفية، لديهم اتجاه ايجابي نحو البيئة، وعلى استعداد للتعاون مع أى جهة للنهوض بمجتمعهم المحلى والحفاظ على البيئة، كما أشارت الدراسة إلى وجود علاقة موجبة بين معرفة مزارعى الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة وبين مميزات الزراعة العضوية، لافتة إلى أن الزراعة العضوية تعتمد بالأساس علي حزمة من الممارسات الآمنة وعلى اعتبار أنها لا تعتمد علي الإسراف في استخدام المبيدات والأسمدة، وبالتالى فمعرفة المزارع لمميزات الزراعة العضوية بممارستها الآمنة تساعده علي معرفة وإدراك الممارسات غير الآمنة في مجالي زراعة وإنتاج الخضر والفاكهة.

الدراسة جأت بعنوان: تبـنى مزارعي الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة ببعض المناطق الريفية بمحافظة المنـوفيـة، أعدها سالم عبد الحميد سالم عبد الصمد – باحث مساعد بـمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية بـمركز البحوث الزراعية. 

 و”الفلاح اليوم” ينشر مستخلص الدراسة كما وردت من الباحث ..

استهدفت الدراسة بصفة رئيسية التعرف على درجة تبنى مزارعى الخضر والفاكهة للممارسات غير الأمنة وذلك من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية وهى: التعرف على درجة معرفة مزارعي الخضر والفاكهة للـممارسات غير الآمنة, الوقوف على درجة تطبيق مزارعي الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة, الكشف عن أسباب تطبيق مزارعي الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة, تحديد العوامل المرتبطة والمؤثرة على درجة معرفة مزارعي الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة وتحديد العوامل المرتبطة والمؤثرة على درجة تطبيق مزارعي الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة.

وأجريت هذه الدراسة على قريتين من قرى محافظة المنوفية وهما ساحل الجوابر وكفر السوالمية، وقد تم اختيار عينة عشوائية قوامها 185 مزارعا من البيانات الخاصة بسجلات الحيازة الزراعية بكل قرية، وقد بلغ حجم العينة للقرية الأولى 95 مزارعا، أما القرية الثانية كان حجم العينة 90 مزارعا .

وقد أشارت هذه الدراسة إلى بعض النتائج من أهمها:

1ـ ارتفاع درجة معرفة 2% من مزراعي الخضر والفاكهة – بعينة الدراسة – للممارسات غير الأمنة، وكان أكثر المتغيرات المستقلة ارتباطا بدرجة المعرفة للممارسات غير الأمنة متغير الاتجاه نحو المشاركة التطوعية، وأقلها ارتباطا متغير الشعور بالرضا عن المجتمع المحلى.

2ـ تبين أن 21,1% من المبحوثين ذوى مستوى متوسط ومرتفع لتطبيق الممارسات غير الآمنة, وكان أكثر المتغيرات المستقلة ارتباطا بدرجة التطبيق متغيردرجة معرفة الزراع لمميزات الزراعة العضوية وأقلها ارتباطا متغير حجم الحيازة الحيوانية.

3ـ تبين من نتائج الدراسة أن أكثر أسباب تطبيق الزراع للممارسات غير الآمنة في مجال الخضر والفاكهة كانت: عدم توافر البدائل بنسبة 27,2%، 20,5 % على الترتيب مما يعنى عجز أو ضعف الأجهزة المنوط بها تحديد مشاكل واحتياجات الزراع ونقلها الى الجهات البحثية لدراستها وإيجاد الحلول المناسبة والضرورية، يليه تصرف صحيح فى رآى المبحوثين بنسبة 19,3%، 26,2%  على الترتيب. في حين تبين أن أكثر أسباب تطبيق الزراع للممارسات غير الآمنة أيضا: هذا ما يفعله عموم الناس بنسبة مئوية 17,9% وهذه النتيجة دليل على مسايرة المزارع لسلوك الجماعة، فمزارعى الخضر والفاكهة بعينة الدراسة يحاكون بعضهم البعض فيما يتعلق بالممارسات الزراعية. ولقد دعمت نتائج هذه الدراسة بعض النظريات التى تفسر علاقة الإنسان بالبيئة والتى تم ذكرها تفصيلا فى الفصل الثانى من الباب الثانى من الدراسة، وفيما يلى التعليق على هذه النتائج فى ضوء تلك النظريات وهى:-

(أ) نظرية التبادل الاجتماعى: حيث ترى هذه النظرية أن الأفراد يدخلون بصفة مستمرة في عملية تبادل للمنافع مع النظم الاجتماعية التي يعيشون في ظلها  وقد لا يقدرون آثار ومشاكل استنزاف الموارد، حيث أنها طويلة المدى لا تظهر مباشرة وأن المنافع المباشرة لسلوكهم تكون فى صورة منافع اقتصادية مباشرة وسريعة لسد احتياجاتهم الأساسية والملحة.

(ب) نظرية الفعل الاجتماعى الارادى: حيث يعتبر عدم توافر مياه الرى فى أوقاتها المناسبة مع عدم توافر بدائل أخرى لمياه الصرف الصحى والزراعى بالقرية من العوامل الموقفية التى قد ينتج عنها تباين واختلاف فى السلوك البيئى للزراع.

4ـ أوضحت الدراسة وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين درجة معرفة الممارسات غير الآمنة ودرجة معرفة مميزات الزراعة العضوية, وهذه النتيجة مقبولة من الناحية المنطقية وذلك لأن الزراعة العضوية تعتمد علي ممارسات آمنة حيث أنها لا تعتمد علي الإسراف في استخدام كل من المبيدات والأسمدة ومن ثم فمعرفة المزارع لمميزات الزراعة العضوية بممارستها الآمنة تساعده علي معرفة وإدراك الممارسات غير الآمنة في مجالي الخضر والفاكهة.

5ـ أشارت نتائج الدراسة إلي وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين درجة تطبيق مزراعي الخضر والفاكهة للممارسات غير الآمنة ودرجة معرفتهم بالآثار الضارة والسلبية لتلك الممارسات من ناحية، ومن ناحية أخري  وجود علاقة ارتباطيه عكسية بين درجة  تطبيق الممارسات غير الآمنة ودرجة معرفتهم لتلك الممارسات, ويمكن تفسير ذلك بأن زيادة معرفة ووعي الزراع بالآثار الضارة والسلبية لتلك الممارسات سواء عليه بطريقة مباشرة، أو علي بيئية التي يعيش فيها من خلال التأثير السلبي علي كل من التربة والنبات والحيوان, مما يدفع الزراع إلي عدم تطبيق تلك الممارسات غير الآمنة والبحث عن بدائل أخري أكثر أمانا. ويؤكد ذلك ارتفاع نسبة المبحوثين ممن لديهم وعي مرتفع أو متوسط بالتأثيرات السلبية للممارسات غير الآمنة حيث بلغت 36,7%, 62,6% علي الترتيب, وتدني نسبة من لديهم وعي منخفض بالتأثيرات السلبية للممارسات غير الآمنة حيث أشارت النتائج إلي أن مبحوث واحد فقط بنسبة 0,54% كان وعيه منخفض.

6ـ تبين أن هناك عشر متغيرات قد أثرت فى درجة معرفة مزراعي الخضر والفاكهة – بعينة الدراسة – للممارسات غير الآمنة، وكان أكثر المتغيرات المستقلة تأثيرا على درجة المعرفة للممارسات غير الأمنة هو الاتجاه نحو المشاركة التطوعية، وأقلها تأثيرا درجة توافر العمالة الزراعية المدربة.

7ـ تبين أن هناك خمس متغيرات قد أثرت فى درجة تطبيق مزراعي الخضر والفاكهة – بعينة الدراسة – للممارسات غير الآمنة، وكان أكثر المتغيرات المستقلة تأثيرا على درجة التطبيق هو معرفة التوصيات الفنية الزراعية، وأقلها تأثيرا حيازة الآلات الزراعية.

ثالثا التوصيات

فى ضوء النتائج التى تم التوصل اليها فى هذة الدراسة يمكن الخروج بمجموعة من التوصيات، والتي قد تفيد المهتمين بقضايا التنمية الريفية وبصفة خاصة المتخصصين أو المهتمين بقضايا جودة الإنتاج الزراعي للحصول علي منتجات زراعية آمنه, ويمكن ذكرها في النقاط التالية:-

*أشارت نتائج الدراسة الى أن أكثر من ثلاثة أرباع المبحوثين تقع أسرهم فى فئتى المنخفضة والمتوسطة لمستوي تعليم الأسرة بنسبة 91,8%، ولذلك يجب الاهتمام بالعملية التعليمية بـالمجتمع الريفى سواء داخل النظام التعليمى أو خارجة لكى يستطيع الزراع القيام بأعمالهم المزرعية والبيئية بصورة صحيحة وآمنة ولتنمية الوعي البيئي والزراعي لديهم.

*أوضحت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من المبحوثين لديهم اتجاه ايجابي نحو البيئة بنسبة 86,4% منهم، وهو الأمر الذى يشير الى استعدادهم للتعاون مع أى جهة للنهوض بمجتمعهم والحفاظ على البيئة، وهو ما يجب أن يستفيد منه جهاز الإرشاد الزراعي من خلال وضع برامج ارشادية تستهدف حماية وصيانة البيئة وتنمية مواردها، وذلك بمراعاة مشاركتهم في وضع وتنفيذ البرامج التي تستهدف جودة الإنتاج الزراعي والحصول علي منتجات زراعية آمنه.

*ضرورة مراجعة جهاز الارشاد الزراعى لسياساتة والاهتمام بدراسة المشاكل الفعلية للزراع مع تحديد احتياجاتهم والتركيز على اهتماماتهم الضرورية، حيث أظهرت النتائج أن أكثر أسباب تطبيق الزراع للممارسات الزراعية غير الامنة تمثلت في :عدم توافر البدائل، مما يعنى عجز أو ضعف الأجهزة المنوط بها تحديد مشاكل واحتياجات الزراع ونقلها الى الجهات البحثية لدراستها وإيجاد الحلول المناسبة والضرورية – في صورة توصيات ومستحدثات جديدة – للتغلب على مشاكلهم  وسد احتياجاتهم.

*تشير نتائج الدراسة أيضا مسايرة الفرد (المزارع) لسلوك الجماعة، فـمزارعى الخضر والفاكهة بعينة الدراسة يحاكون بعضهم البعض فيما يتعلق بالممارسات الزراعية، مما يشير إلي  ضرورة تنمية الوعي البيئي لدى المزارعين من خلال عمل ندوات تثقيفية وبرامج توعية زراعية، وهذا ما تؤكدة الدراسة حيث أشارت النتائج إلي أن 42% من مزارعي الخضر والفاكهة بعينة الدراسة لديهم معارف منخفضة ومتوسطة حول الممارسات غير الآمنة, وهو ما يجب أن يركز علية جهاز الارشاد الزراعي وغيره من الأجهزة المعنية بالبيئة.

*أظهرت نتائج الدراسة أن غالبية المبحوثين لديهم درجة ثقة منخفضة فى الأجهزة الحكومية بنسبة 84,8%، وبالتالى لابد من قيام كل الأجهزة الحكومية والجهات التى تعمل فى المجتمع الريفى بزيادة ثقة الأفراد والجماعات، لضمان المشاركة الفعالة منهم فى مختلف البرامج والخطط التنموية، وبالتالى ضمان نجاح هذة البرامج وتحقيقها للأهداف التى تسعى اليها.

*تفعيل دور أجهزة الإعلام وخاصة الإذاعة والتليفزيون في توفير المعارف البيئية الصحيحة والتي تستهدف تغير الاتجاهات السلبية نحو البيئة لدي السكان الريفيين ومن ثم تعديل الأنماط السلوكية الراهنة تجاه البيئة الريفية, وتوعية السكان الريفيين بأهمية المشاركة في البرامج والمشروعات التي تستهدف حماية الأنظمة البيئية والحفاظ علي الموارد البيئية, وذلك من خلال مجموعة من البرامج الحوارية والأعمال الدرامية الهادفة والجذابة.

*قيام المسئولين التنفيذيين بالإدارة المحلية بالتعاون مع أعضاء المجالس الشعبية والقيادات المحلية بـالجمعيات الأهلية بدور فعال في توفير حلول عاجلة للمشاكل البيئية بالمناطق الريفية, وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي في الوقت المناسب وبالأسعار الملائمة لظروف المزارعين, وكذلك توفير بعض المشروعات الخدمية مما يؤدي إلي زيادة درجة رضا الزراع عن الحياة بـالمناطق الريفية.

*تدعيم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث التجريبية حول أسباب تطبيق الزراع للممارسات غير الآمنة في مختلف مجالات الإنتاج الزراعي بالإضافة للعوامل المجتمعية التي يعتقد في تأثيرها علي سلوك الزراع البيئي مثل درجة توافر المرافق الأساسية والمشروعات الخدمية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تهتم بالقضايا البيئة بـالمناطق الريفية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى