بحوث ريفية

دراسة لإنتاج أعلاف خضراء من حبوب النجيليات باستخدام تقنية الزراعة بدون تربة

متابعات قال الدكتور أحمد لطفى ونس، أستاذ ورئيس قسم النبات مؤسس مبادرة “الزراعة حياة“، إن أعضاء المبادرة تقوم بعمل دراسة حول إمكانية إنتاج أعلاف خضراء أمنة وعالية القيمة الغذائية عن طريق استنبات بعض حبوب النجيليات “القمح – الشعير – الذرة – الشوفان” باستخدام تقنية الزراعة بدون تربة.

فكرة الدراسة

وأضاف ونس، أن هذه الفكرة قامت بدراستها بعض الدول الغربية دراسة وافية لتحديد الإمكانية والتجهيزات اللازمة لتنفيذها ونجحوا فى تحديدها وتصنيع غرف مزودة بأجهزة تحكم لضبط درجات الحرارة والإضاءة والتهوية وأجهزة تعقيم وشبكة رى تعمل آليا، وتتراوح أبعاد الغرف بين 50 : 60 متر مربع، وكل غرفة تكفى لإنتاج طن من العلف الأخضر يوميا ولذلك تسمى هذه الغرف بمصانع الأعلاف.

أهداف الدراسة

وتابع، أن غرفة بمساحة 60 متر مربع مجهزه فى أى مكان سواء فى المنزل أو على الأسطح أو فى أى مكان بالمزرعة يمكن أن ينتج طن من العلف الأخضر يوميا، مشيرا إلى أن تطبيق هذه التجربة على نطاق تجارى بإنشاء عدد قليل من الغرف فى كل محافظة تكفى لسد احتياجات المربين “سواء مربى الدواجن أو ماشية اللحم والألبان“، وبذلك نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذه الأعلاف وتوفير المساحة الشاسعة من الأراضى التى تزرع بمحاصيل الأعلاف كل عام لاستخدامها فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية، علاوة على أن إنتاج الأعلاف بهذه الطريقة يرشد استهلاك المياه بدرجة كبيرة جدا، حيث يحتاج إنتاج الطن من العلف الأخضر بهذه التقنية إلى حوالى 350 لتر مكعب من الماء وهو أقل بكثير جدا مما يتم استهلاكه فى حالة إنتاج الأعلاف الخضراء عن طريق الزراعة فى الحقول المفتوحة.

وأوضح رئيس قسم النبات، أن سبب عدم كفاية الإنتاج الحيوانى لاستهلاك السكان من اللحوم والألبان يرجع إلى ندرة المراعى الطبيعية فى مصر بسبب مناخها الجاف وشبه الجاف، حيث يقتصر وجود المراعى فى مصر على شمال سيناء والساحل الشمالى، ولذلك يعتمد مربوا الماشية والدواجن فى التغذية على العلائق المركزة وهى غالية الثمن، كما أن الأعلاف الخضراء غالية الثمن بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى أن إنتاج الأعلاف الخضراء بالكميات اللازمة لسد احتياجات مزارع الإنتاج الحيوانى يستلزم زراعة مساحات شاسعة من الأراضى بمحاصيل الأعلاف ويكون ذلك على حساب المساحات التى تزرع بالمحاصيل الغذائية مما يؤدى إلى زيادة الفجوة الغذائية.

مشاكل تنفيذ التجربة

وأكد ونس، أن تكلفة الغرف المجهزة هى أبرز العوائق لتنفيذ هذا المشروع، وذلك لأنه يتم شراؤها من الخارج ويصل ثمن الواحدة منها إلى حوالى 150.000 دولار وهو ثمن باهظ، مشيرا إلى أنه يفضل إعداد غرف أو صوب مجهزة تجهيزات بسيطة وبخامات محلية لتؤدى نفس الغرض وبأقل تكاليف ممكنة مما يساعد على سهولة وسرعة تنفيذ هذه الفكرة ويساعد على انتشارها بشكل أسرع وأفضل ويحقق الهدف المرجو منه.

ولفت، إلى أن التوسع فى تطبيق التجربة خلال هذا العام يتم من خلال خطة عمل ودراسة إمكانية إنتاج العلف الأخضر عن طريق استنبات الحبوب “مثل الشعير أو القمح أو الذرة أو الشوفان” بدون تربة وفى أى مكان متاح وبدون تجهيزات معقدة وباستخدام أى حاويات مناسبة قد تتوفر بالمنزل أو المزرعة مع الأخذ فى الاعتبار بعض الاحتياطات البسيطة لضمان الحصول على علف أخضر عالى القيمة الغذائية وخالى من أى أعفان.

تنفيذ التجربة

وأكد ونس، أنه تم بالفعل التنفيذ الفعلى وعمل المحاولات 3 مرات إحداها بحجرة مكتب كلية الزراعة، والثانية فى إحدى الشرفات والثالثة بمعمل قسم النبات بالكلية، وقد نجحت جميع المحاولات وتم الحصول على علف أخضر جيد النمو وخالى من أي أعفان، حيث أعطى كيلو الحبوب فى المتوسط 7 كيلو علف أخضر فى غضون 8 أيام وهى مدة دورة الاستنبات.

وأشار إلى أن هناك محاولة لتحسين جودة العلف الناتج ورفع قيمته الغذائية بما يحقق فائدة أكبر للحيوانات ويعود بالنفع على المربى، وتم ذلك من خلاء إجراء محاولة رابعة لاستنبات حبوب الشعير فى أحد الغرف غير المجهزة بالكلية وباستخدام الصوانى البلاستيكية الخاصة بالاستنبات، وتم فى هذه المحاولة نقع الحبوب قبل الاستنبات باتخاذ خطوات، النقع فى ماء الصنبور وهى الطريقة التقليدية لاستخدامها كمعاملة قياسية فى المقارنة مع المعاملات الأخرى، والنقع فى مستحضر نباتى رقم 1، النقع فى مستحضر نباتى رقم2، النقع فى مستحضر نباتى رقم 3، مشيرا إلى أن المستحضرات رقم 1 ، 2 ، 3 هى مستحضرات من خلاصة بعض النباتات أى مستحضرات طبيعية وآمنة تماما بنسبة 100% بل ومفيدة جدا لصحة الحيوان وأيضا الإنسان حيث نتناولها فى أغذيتنا وهى رخيصة الثمن جدا، لكن لا أستطيع الإعلان عنها الآن لأن هذه الدراسة هى موضوع بحث يتم إجراؤه ولم يتم الانتهاء منه ونشره بعد.

نتائج الدراسة

وأكدت نتائج هذه الدراسة، أن جميع المستحضرات المستخدمة فى معاملة حبوب الشعير، أدت إلى زيادة نسبة الإنبات وتحسن نمو البادرات الناتجة مع زيادة سمك منطقة الجذور ذات القيمة الغذائية العالية علاوة على زيادة وزن العلف الناتج من الحبوب المعاملة بالمستحضرات بدرجة كبيرة (وصلت مع أحد المستحضرات إلى 10 كجم علف / 1 كجم حبوب) وذلك بالمقارنة بالعلف الناتج من الحبوب غير المعاملة بالمستحضرات “أى الحبوب المعاملة بماء الصنبور” هذا علاوة على خلو العلف من أى تلوث كما توضح الصور المرفقة (علما بأن الصور التقطت للشعير فى عمر 6 أيام أى قبل حصاده بيومين)، وهذه تعد نتيجة رائعة جدا وذات أهمية علمية وتطبيقية كبيرة خاصة وأن التجربة تمت فى مكان غير مزود بالتجهيزات المعقدة وبأبسط الإمكانيات.

الخطوة الثانية فى هذه التجربة أنه سيتم إجراء تحليل كيميائى للعلف الناتج لتقدير نسبة البروتين والألياف وكذلك العناصر الغذائية لتحديد القيمة الغذائية، كما سيجرى اختبار تغذية للحيوانات على هذا العلف لتحديد مدى إقبال ورغبة الحيوان على تناوله وكذلك دراسة الكفاءة التحويلية للعلف، وبناء على ذلك كله يتم تحديد أفضل المستحضرات النباتية التى يمكن التوصية باستخدامها عند إنتاج العلف بهذه الطريقة للحصول على محصول علف وفير عالى القيمة الغذائية وذو كفاءة تحويلية عالية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى