بحوث ريفية

دراسة: عدم ربط سياسات التعليم باحتياجات سوق العمل من بين أهم أسباب انتشار ظاهرة البطالة بين الأسر الريفية

كتب: د.أسامة بدير كشفت دراسة علمية حديثة أنه من بين أهم أسباب انتشار ظاهرة البطالة بين الأسر الريفية في الريف المصري عدم ربط سياسات التعليم باحتياجات سوق العمل.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

وأضافت الدراسة التي جاءت بعنوان “بطالة الريفيون.. (الأسباب – التداعيات – أساليب المواجهة)”، وأعدها كل من: الدكتور أحمد جمال الدين وهبة ـ أستاذ الاجتماع الريفي بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية والوكيل الأسبق لمركز البحوث الزراعية، والدكتور يسرى عبدالمولى حسن رُميح – أستاذ الاجتماع الريفي بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية والمدير الأسبق للمعهد، والدكتورة سونيا محمد محيي الدين نصرت – أستاذ الاجتماع الريفي بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية ورئيس قسم بحوث المجتمع الريفي سابقا، أنه من بين أهم الأسباب أيضا التوسع في مشروعات الخصخصة، إلغاء نظام تعيين الخريجين من قبل الدولة، وزيادة معدلات النمو السكاني.

و”الفلاح اليوم” ينشر مُلخص الدراسة كما وصلته من مُعدوها:

استهدفت الدراسة الحالة رصد مدى انتشار مشكلة البطالة بين الفئات السكانية فى المناطق الريفية، والتعرف على الأسباب المؤدية لانتشار هذه المشكلة، وكذا التعرف على آثارها وتداعياتها، وأخيراً التعرف على آليات وأساليب مواجهتها فى المناطق الريفية.

وترجع أهمية إجراء هذه الدراسة إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة الناجمة عن هذه المشكلة على المجتمع، باعتبار أن العمل أحد حقوق الإنسان، وإلى العلاقة الوثيقة بين البطالة والتنمية، كما أن انتشار ظاهرة البطالة تعنى إهداراً للموارد البشرية للمجتمع، وتؤدى إلى زيادة معدلات الجريمة والعنف والاغتراب وعدم الانتماء، مما يهدد السلام والأمن الإجتماعى.

وقد أجريت الدراسة على ثلاث فئات من المبحوثين هم: الريفيون، والباحثون الزراعيون، مسئولوا وزارة الزراعة بأربع محافظات تمثل أقاليم مصر العليا، ومصر الوسطى، وإقليم وسط الدلتا، وإقليم شمال الدلتا، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائى Inductive App.لتحقيق أهداف الدراسة، وذلك بالاعتماد على العينات فى محاولة لتعميم النتائج على مستوى المجتمع الريفى ككل، كما استخدمت الدراسة الأسلوب الوصفى Descriptive Method، وقد تبنت الدراسة مفهوماً إجرائياً للبطالة، فالبطالة فى إطار هذه الدراسة الجالية يقصد بها ” كل من ليس له عمل دائم أو تأمين أو معاش أو دخل ثابت، ويعمل بشكل متقطع وغير مستقر وهو قادر على العمل ولكنه لا يجده”. وقد اعتمدت الدراسة على المتوسط الحسابى المرجح   Arithmetic Weighted Mean للوصول إلى نتائج الدراسة.

وقد تمثلت أهم نتائج الدراسة فى الاستخلاصات التالية:

ـ أن العمل ضرورى للإنسان بل هو أساس حريته، فالعمل ضرورة دينية وبيولوجية واجتماعية وأخلاقية، ومن ثم فعندما يصير الإنسان عاطلاً فإن كثير من المشكلات يمكن أن تهدد أمن وسلامة المجتمع.

ـ البطالة ظاهرة عالمية وليست محلية، وتكمن خطورتها فى أنها مشكلة مركبة متعددة الأبعاد لا تقتصر خطورتها على الجوانب الاقتصادية فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الاجتماعية والسياسية، لذلك لابد أن تأخذ أساليب مواجهتها بالمنهج أو الاسلوب التكاملى أو الشمولى.

ـ هناك فرق بين “العاطلون” والذين “لا يعملون” فليس كل من لا يعمل عاطل، وأن أعداد الذين لا يعملون أكبر بكثير من أعداد العاطلون.

ـ أوضحت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من فئات المبحوثين الثلاث (الريفيون، والباحثون الزراعيون، ومسئولوا الزراعة بنسب 77.5%، و72.5%، 83.3% على الترتيب، قد أكدوا على انتشار ظاهرة البطالة فى الريف، وأن الأسر الريفية تعانى بشدة من انتشار هذه الظاهرة.

ـ اتفقت آراء كل من فئات المبحوثين الثلاث على أن أهم أسباب انتشار ظاهرة البطالة بين الأسر الريفية في الريف قد تمثلت فى: إلغاء نظام تعيين الخريجين من قبل الدولة، زيادة معدلات النمو السكاني، عدم ربط سياسات التعليم باحتياجات سوق العمل، التوسع في مشروعات الخصخصة.

ـ أوضحت نتائج الدراسة أن الآثار أو التداعيات الاقتصادية قدجاءت فى المرتبة الأولى من حيث الخطورة من بين الآثار المختلفة لمشكلة انتشار البطالة فى الريف بمتوسط حسابى مرجح إجمالى قدره 2.66 درجة، يليها الآثار الاجتماعية بمتوسط قدره 2.63 درجة، يليها الآثار النفسية بمتوسط قدره 2.62 درجة، وأخيراً الآثار السياسية بمتوسط قدره 2.58 درجة، الامر الذى يشير إلى ضرورة إعطاء أولوية فى التركيز على طرق وأساليب مواجهة الآثار الإقتصادية والاجتماعية للحد من انتشار هذه الآثار فى الريف لتحقيق السلام والامن الاجتماعى والاقتصادى للأسر الريفية.

ـ أتفقت المجموعات الثلاث للمبحوثين على أن أهم آليات وأساليب مواجهة مشكلة البطالة فى الريف فى المدى القصير قد تمثلت فى: العودة إلى نظام تعيين الخريجين من قبل الحكومة، وتشجيع التوسع فى قيام المشروعات الصغيرة، والإهتمام بالتصنيع الزراعى لزيادة القيمة المضافة .

أتفقت المجموعات الثلاث للمبحوثين على أن أهم آليات وأساليب مواجهة مشكلة البطالة فى الريف فى المدى المتوسط والطويل قد تمثلت فى: الاهتمام والتوسع فى نظام الإقراض الحسن، ووضع ضوابط وطنية للاستفادة من القروض والاستثمارات الخارجية، وأهمية التوسع فى برامج الضمان الاجتماعى مثل مشروعى “حياة كريمة” و”تكافل وكرامة”.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى