بحوث ريفية

دراسة ترصد بعض الجوانب الإيجابية لارتفاع أسعار السلع الغذائية في بيئات ريفية مختلفة

كتب: د.أسامة بدير كشفت دراسة علمية عن بعض الجوانب الإيجابية رغم الآثار السلبية العديدة الناجمة عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية في بيئات ريفية مختلفة تمثلت في تقليل الفاقد في المحاصيل الزراعية وترشيد استخدام مياه الري ومستلزمات الإنتاج الزراعي.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

وأضافت الدراسة التي جاءت بعنوان “آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار فى بيئات ريفية مختلفة وفقاً لآراء الريفيين والباحثين الزراعيين ومسئولي الزراعة”، وأعدها كل من: الدكتور أحمد جمال الدين وهبة – أستاذ الاجتماع الريفي ووكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق ورئيس الفريق البحثي، الدكتور يسري عبدالمولى حسن رميح – أستاذ الاجتماع الريفي ومدير معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية الأسبق، الدكتورة سونيا محمد محيي الدين نصرت – أستاذ الاجتماع الريفي ورئيس قسم بحوث المجتمع الريفي الأسبق بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، أنه من الجوانب الإيجابية أيضا إعادة الاستخدام أو التدوير، والعمل أوقات إضافية (تكثيف ساعات العمل).

و”الفلاح اليوم“، ينشر ملخص الدراسة كما وردت من مُعدوها:

ارتفاع الأسعار هى ظاهرة عامة تتواجد فى جميع المجتمعات وفى جميع الأوقات، وأصبح الارتفاع فى الأسعار سمة يعانى منها العالم كله، وباعتبار مصر جزء من هذا العالم، فقد أخذت الأسعار فى الارتفاع نتيجة للظروف التى يمر بها العالم. وتشير الكثير من نماذج التوقعات أن مستوى أسعار السلع الغذائية فى العالم ستظل مرتفعة خلال العقد المقبل.

ظاهرة إرتفاع الأسعار هى ظاهرة متعددة الأبعاد تؤثر وتتأثر بالعديد من المتغيرات منها البيئة والسياسة الاقتصادية والإجتماعية، حيث تمس حياة الناس وأمنهم واستقرارهم الاجتماعى.

تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار على مستوى كل من الحقل (المزرعة)، وكذا المنزل الريفى وفقا لآراء كل من الريفيين والباحثين الزراعيين ومسئولي الزراعة، وكذا التعرف على آرائهم فى السياسات التى يمكن أن تنتهجها الدولة لتخيف العبء على الريفيين وزيادة قدرتهم على مواجهة الارتفاع فى الأسعار.

لقد اعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائى Inductive Approach كما استخدم الأسلوب الوصفى Descriptive Method لتحقيق أهداف الدراسة، ولقد إجريت الدراسة فى ثلاث محافظات هى المنوفية ممثلة لإقليم وسط الدلتا، وكفر الشيخ ممثلة لإقليم شمال الدلتا، والأقصر ممثلة لإقليم مصر العليا. كما شملت عينة الدراسة ثلاث مجموعات الأولى الريفيين وبلغ حجمها 105 مبحوثاً، والباحثين الزراعيين وبلغ حجمها 30 مبحوثا، ومسئولى الزراعة وبلغ حجمها 15 مبحوثا.

ولقياس آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار على مستوى المنزل الريفى استخدمت قائمة تحتوى على 23 آلية قام الفريق البحثى بصياغتها وفقا لخبراتهم، وفى ضوء الاستعراض المرجعى، وآراء الخبراء والمختصين، كما استخدمت قائمة تحتوى على 24 آلية على مستوى المنزل الريفى.

جمعت بيانات الدراسة بواسطة استمارة استبيان من خلال المقابلة الشخصية، كما استخدمت الدراسة المتوسط الحسابى المرجح Weighted Arithmetic Mean، وكذلك التكرارات والتقييم الرتبى Ranking Evaluation للوصول إلى النتائج.

تمثلت أهم نتائج الدراسة في:

ـ إن ظاهرة ارتفاع الأسعار هى ظاهرة عامة تتواجد فى جميع المجتمعات وفى جميع الأوقات والأزمان، إلا أن شدتها أو حجمها يتوقف على عوامل كثيرة منها حجم السكان ومستوى الدخول، والسياسات الاقتصادية المتبعة، والموارد الطبيعية المتاحة، ومستوى التقدم التكنولوجي، والاستقرار السياسى …إلخ.

ـ إن ظاهرة ارتفاع الأسعار هى ظاهرة محورية متعددة الأبعاد ومتداخلة الحلقات سواء على الصعيد المحلي أو الدولي أو الصعيدين العملي والنظرى، نظراً لارتباطها بالعديد من المفاهيم مثل الفقر، والتضخم، والأمن الغذائي، والاستقرار السياسي والاجتماعي.

ـ رغم الآثار السلبية العديدة الناجمة عن ارتفاع الأسعار إلا أن هذه الظاهرة كان لها بعض الجوانب الإيجابية التي تمثلت في تقليل الفاقد في المحاصيل الزراعية وترشيد استخدام مياه الري ومستلزمات الإنتاج الزراعي، وإعادة الاستخدام أو التدوير، والعمل أوقات إضافية (تكثيف ساعات العمل).

ـ عندا استطلاع آراء كل من الريفيين، والباحثين الزراعيين، ومسئولى الزراعة، أوضحت نتائج الدراسة اتفاق المجموعات الثلاث على العديد من آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار على مستوى المزرعة تمثلت في: ترشيد استخدام مياه الرى نظرا لارتفاع تكاليف عملية الري، واستخدام الأسمدة العضوية والأعلاف غير التقليدية، لتجنب الارتفاع فى أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتعديل النمط أو التركيب المحصولي، والتركيز على المحاصيل النقدية Cash crops، والتركيز على التسويق الشخصي أو المباشر لصاحب المزرعة لتجنب الوسطاء والتجار، والمكافحة المتكاملة للتغلب على ارتفاع أسعار المبيدات والكيماويات، والتوسع في تحميل الحاصلات الزراعية للاستفادة من وحدة المساحة، وتقليل الفاقد فى المحاصيل الزراعية، وتقليل نسب النفوق في الحيوانات والطيور باعتبار تقليل الفاقد مرادف لزيادة الإنتاج.

ــ كشفت نتائج الدراسة أيضا أن هناك شبه اتفاق بين المجموعات الثلاث للمبحوثين على عدم تفضيل بعض آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار على مستوى المزرعة تمثلت في عدم تفضيل الاقتراض من البنوك أو الأقارب والأصدقاء سواء على مستوى المزرعة أو المنزل الريفي، وكذلك بيع الأراضي الزراعية أو تبويرها، وضعف الاعتماد على العمالة الأسرية، وعدم انتشار آلية المزاملة فى العمل الزراعي.

ـ اتفقت مجموعات المبحوثين الثلاث على مجموعة من آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار على مستوى المنزل الريفي تمثلت بشكل أساسي في شراء السلع البديلة الأرخص سعراً، العودة إلى الإنتاج المنزلي، تكثيف ساعات العمل (العمل ساعات إضافية)، تقليل الكمية المشتراةمن السلع، شراء السلع البديلة ذات الجودة الأقل.

ـ تفردت المجموعة الأولى من المبحوثين (الريفيون) بآلية عمل جمعيات منزلية مع الأقارب والجيران، بينما تميزت المجموعة الثانية (الباحثون الزراعيون) بآلية الشراء بالتقسيط، وتفردت المجموعة الثالثة (مسئولوا الزراعة) بآلية الشراء بالجملة وذلك على مستوى المنزل الريفي.

ـ اتفقت المجموعات الثلاث على عدم تفضيل مجموعة من آليات التكيف مع ارتفاع الأسعار على مستوى المنزل الريفي تمثلت بشكل أساسي فى رفض شراء السلع والأدوات المستعملة وتقليل الكميات المستهلكة من السلع لارتباطها بالاحتياجات الأساسية للريفيين، كذلك آلية العمل الإضافي في مهنة أخرى.

ـ أوضحت نتائج الدراسة اتفاق جميع الريفيين المبحوثين على أهمية السياسات الخمس التى تنتهجها الدولة لمواجهة الارتفاع فى الأسعار وهى (سياسة الدعم، وسياسة الدور/المسئولية، وسياسة الأولويات/ الاحتياجات، وسياسة التوقيت، والسياسة الشمولية)، إلا أن تفضيلاتهم للأساليب والوسائل المُحققة لهذه السياسات تمثلت في أهمية التركيز على الدعم النقدي، وأهمية الدور الحكومي، والاهتمام بالاحتياجات المادية خاصة في المدى القصير مع التركيز على الأساليب الشمولية المتمثلة في التركيز على جميع القطاعات فى آن واحد.

ـ إن غالبية الباحثين الزراعيين يؤكدون على أهمية الدعم النقدي، وكذا أهمية الدور الحكومي، بالإضافة إلى الأساليب التى تركز على إشباع الاحتياجات غير المادية خاصة في المدى القصير، مع التأكيد على أهمية التركيز على قطاع واحد وفقاً للأولويات.

ـ أشارت نتائج الدراسة إلى أن مسئولي الزراعة أكدوا على أهمية التركيز على الدعم العيني نظراً لانخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية، وكذلك ضرورة اضطلاع الحكومة بالدور الاساسي فى إنجاح السياسات الخمس التى تنتهجها الدولة لمواجهة الارتفاع في الأسعار، كذلك أهمية التركيز على احتياجات الناس غير المادية، والنظر إلى احتياجات الناس أيضا في المدى المتوسط والطويل، وأخيرا الاهتمام بجميع قطاعات الدولة بما فيها القطاع الزراعي في آن واحد.

ـ أشارت الدراسة وفقا لآراء مجموعات المبحوثين الثلاث إلى بعض المؤشرات الإيجابية لظاهرة ارتفاع الأسعار – رغم ندرتها – وهى إمكانية عودة القرية المصرية إلى سابق عهدها بأنها قرية منتجة بدلا من كونها مستهلكة باعتمادها على نفسها فى إنتاج الغذاء وتقليل الفاقد وتحسين النظام التسويقى من خلال برامج الإرشاد الزراعي والتوسع فى الزراعة التعاقدية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى