خبراء يتوقعون انهيار سد النهضة الإثيوبي حال تم الملء الثاني
متابعات بعد عقد من الزمان فشلت خلاله كافة جولات المفاوضات حول أزمة سد النهضة الإثيوبي ومحاولات الوساطة الدولية من أمريكا والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي، وبينما تمضي إثيوبيا قدما نحو الملء الثاني، تتعالى التحذيرات من احتمالية انهيار السد في ظل غياب دراسات الأمان، ومن ثم غرق مصر والسودان.
ويفصلنا نحو 108 يوم عن بداية موسم الفيضان، والمقرر أن تشرع فيه إثيوبيا في الملء الثاني لـسد النهضة، وهو ما يطرح تساؤلات عن دراسات الأمان التي كان على إثيوبيا تقديمها للتأكد من السلامة الإنشائية للسد وتجنب مخاطره.
هل السد آمن؟
تعتمد إثيوبيا في بناء سد النهضة على سياسية فرض الأمر الواقع، وهو ما حدث في إنهاء المرحلة الأولى من السد في يوليو 2020، وكذلك تأكيدها على المضي نحو الملء الثاني في يوليو 2021 رغم رفض الجانبين المصري والسوداني، ولكن ماذا إذا انهار السد؟.
لا تكتفي إثيوبيا بالتعنت في تنفيذ الملء، بل تخفي الكثير من المعلومات عن سد النهضة، وهو ما يثير الشكوك والتخوفات، لاسيما في ظل تحذيرات الخبراء من المنطقة المبنى عليها السد بأنها غير آمنة تماما ولا تتحمل مثل هذا السد الضخم، ورغم ذلك قررت إثيوبيا منفردة رفع السد من 11 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب.
ومع اقتراب موعد الملء الثاني، تشير منظمة السدود الدولية إلى أن إثيوبيا لم تقدم أكثر من 8 دراسات لأمان سد النهضة كان عليها تقديمها، محذرة من احتمالية انهيار السد نتيجة غياب الشفافية وحجب المعلومات.
وسبق أن كشفت وزارة الري والموارد المائية، عن أن هناك العديد من الدراسات التي لم تستكمل منها معرفة الآثار المترتبة على ملء وتخزين المياه واحتمالية انهيار سد النهضة، مؤكدة أن إثيوبيا لم تطلع مصر والسودان على الدراسات الفنية الخاصة بأمان السد.
وأكد الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية، إن القاهرة لديها مخاوف حقيقية بشأن سلامة سد النهضة الإثيوبي وطريقة تشييده، لافتا إلى أن الجانب الإثيوبي لم يقدم أي تقارير أو مستند ببناء السد بطريقة آمنة.
وبحسب عبدالعاطي، في تصريحات تعود لشهر يوليو 2020 الماضي، فإن مصر تتخذ احتياطاتها للتعامل مع السيناريوهات المتعلقة باحتمالية انهيار سد النهضة.
مخاطر انهيار سد النهضة
في ظل غياب دراسات الأمان يحذر الخبراء من أن سد النهضة أصبح بمثابة قنبلة مائية يمكن أن تقضي على الحياة في السودان بالكامل، ويمكن للفيضان باندفاعه أن يصل من مرتفعات الحبشة إلى السودان ومصر ويزيل صعيد مصر بالكامل.
وطوال الفترة الماضية كانت المفاوضات تشغل حيزا كبيرا من الحديث عن سد النهضة، إلا أنه من الملاحظ مؤخرا تطرق العديد من وسائل الإعلام إلى بعد آخر غير طاولة المفاوضات والوساطة الدولية، ألا وهو سيناريوهات انهيار سد النهضة.
في العام الماضي عقب الملء الأول لـسد النهضة، تعرضت السودان لفيضانات تسببت في وفاة 103 أشخاص وهدم عشرات الآلاف المنازل، وتضرر أكثر من نصف مليون شخص، وفقا لإحصائية رسمية سودانية، فماذا إذا أمضت إثيوبيا في الملء الثاني؟.
يقول خبير السدود الدولي أحمد الشناوي، إن كمية الملء الثاني لـسد النهضة أكبر من المعلن نتيجة انهيار جزء من السد بعد الملء الأول، والذي تسبب في فيضانات السودان العام الماضي، موضحا أن الملء الثاني مقدر له 13 ضغف ونصف مليار.
وأشار الشناوي، خلال مقابلة أجراها مع “سبوتنيك” إلى احتمالية انهيار سد النهضة وعدم تحمله كمية المياه المخزنة، وهو ما سيترتب عليه غرق مصر والسودان، بحد قوله.
ويرى عباس شراقي، استاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن الخطر الأكبر من سد النهضة هو الانهيار الذي لا مفر منه، منوها إلى أن نسبة احتمالية انهيار السد تتجاوز الـ50%، وذلك لأن الطبيعة الإثيوبية بها أكبر فالق على مستوى العالم، وتحتوي على مناطق جبلية وانحدرات، وأمطار أشبه بالفيضانات والسيول وصخور وانجرافات ضخمة، مما يزيد من احتمالية انهيار السد.