الأجندة الزراعية

حماية أشجار المانجو من الصقيع: حلول فعالة لمواجهة تقلبات الطقس

إعداد: أ.د.عادل أبو السعود* – د.ولاء سمير يسري**

*رئيس قسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية.

**باحث بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية.

تُعد المانجو من أكثر محاصيل الفاكهة التي تأثرت إنتاجيتها بشكل مباشر بتغيرات المناخ في السنوات الأخيرة، نظرًا لكونها فاكهة استوائية المنشأ، مما يجعلها عرضة للضرر عند انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء والربيع. وتكمن خطورة الأمر في أن التعرض لدرجات حرارة منخفضة خلال فترات التزهير والتلقيح – وهي مراحل حرجة في دورة حياة النبات – يؤدي إلى موت النموات الحديثة، وتلف الشماريخ الزهرية، وتجمّد الماء بين حبيبات التربة، مما يعيق امتصاص الأشجار للمياه، ويسبب جفافها عند حدوث الصقيع. ويُعد الصقيع أكبر خطر مناخي يهدد محصول المانجو والفواكه الاستوائية، مما يثير قلق مزارعي المانجو سنويًا مع بداية فصل الشتاء.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لذا، كان من الضروري وضع برنامج إرشادي شامل لمساعدة المزارعين في التعامل مع الأشجار خلال هذه الفترة، لتقليل الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالمحصول.

تعريف الصقيع وعوامله المؤثرة

الصقيع هو محصلة تفاعل عدة عوامل، تشمل:

  • درجة الحرارة الدنيا.
  • نقطة الندى.
  • الرطوبة النسبية.
  • سرعة الرياح.
  • صافِي الإشعاع الشمسي.

يحدث الصقيع عندما تستمر درجات الحرارة الدنيا في الانخفاض إلى ما دون نقطة الندى (أقل من 5 درجات مئوية) مع هدوء شبه تام للرياح، وانخفاض سريع في درجة الحرارة، وانعدام الإشعاع الشمسي قبلها بفترة كافية، وارتفاع نسبة الرطوبة النسبية.

أضرار الصقيع على المانجو

عند حدوث الصقيع، تتعرض الأشجار للأضرار التالية:

  • موت النموات الحديثة والشماريخ الزهرية، خاصة إذا وقع الصقيع خلال مرحلة التزهير.
  • تلون الأفرع باللون الرمادي مع تجعدها وجفافها.
  • تغير لون الأوراق إلى الأصفر أو النحاسي، مع تدليها على جانبي الأفرع.

عوامل تزيد من حدة الضرر بالصقيع

تعتمد شدة تأثر الأشجار بالصقيع على العوامل التالية:

  1. عمر الأشجار: الأشجار الصغيرة (أقل من 5 سنوات) أكثر تأثرًا بالصقيع من الأشجار الأكبر عمرًا. كما أن النموات الحديثة أكثر حساسية من النموات الناضجة.
  2. الجزء النباتي الأكثر تأثرًا: الأزهار هي الأكثر حساسية للصقيع، حيث يؤدي إلى سقوط البتلات وموت الشماريخ الزهرية، يليها الأوراق. كما أن منطقة الالتحام في الشتلات الصغيرة تكون عرضة للضرر.
  3. نوع الأشجار: الأشجار البذرية أكثر مقاومة للصقيع مقارنة بالأشجار المطعومة.
  4. الحالة الغذائية للأشجار: الأشجار التي تدخل الشتاء وهي قوية النمو ومدعمة بعناصر غذائية كافية (N/P/K) تكون أكثر قدرة على تحمل الصقيع.
  5. مدة التعرض للصقيع: كلما طالت فترة تعرض الأشجار لدرجات الحرارة المنخفضة، زاد حجم الضرر.
  6. الموقع: زراعة المانجو في المناطق المنخفضة تزيد من خطر تعرضها للصقيع، حيث تتجمع كتل الهواء البارد في هذه المناطق. لذا، يُنصح بتسوية الأرض جيدًا قبل الزراعة.
  7. الظروف الجوية المصاحبة: عند حدوث رياح باردة شديدة مصاحبة للصقيع، يزيد الضرر على الأشجار.
  8. الصنف المزروع: بعض الأصناف أكثر حساسية للصقيع، مثل “السكري” و”الهندي بسنارة”، بينما تتحمل أصناف أخرى مثل “الزبدة”، “التيمور”، “الفجري كلان”، “البايري”، و”العويس” درجات الحرارة المنخفضة بشكل أفضل. كما تم رصد أن صنف “الكيت” أكثر حساسية للصقيع مقارنة بـ”الناعومي” و”الأوستن”.

التوصيات لمواجهة أضرار الصقيع

الإجراءات الوقائية والتطبيقية لتقليل أضرار الصقيع وانخفاض الحرارة

  1. التغذية السليمة للأشجار:

    • الاهتمام بإمداد الأشجار بالعناصر الغذائية المهمة (N/P/K) لدخول موسم الشتاء بحالة نمو قوية.
    • تنفيذ الخدمة الشتوية خلال شهري نوفمبر وديسمبر، قبل السدة الشتوية، بإضافة الأسمدة العضوية والكيماوية بمعدلات مناسبة لكل عمر:
      • الأشجار أقل من 10 سنوات:
        • 2-3 مقاطف سماد عضوي متحلل.
        • 1000-1500 جم سوبر فوسفات.
        • 250-500 جم سلفات بوتاسيوم.
      • الأشجار أكبر من 10 سنوات:
        • 4-5 مقاطف سماد عضوي.
        • 2000-2500 جم سوبر فوسفات.
        • 750-1000 جم سلفات بوتاسيوم.
  2. المتابعة المستمرة لتنبؤات الطقس:

    • متابعة بيانات الأرصاد الجوية باستمرار، لمعرفة احتمالات انخفاض الحرارة أو حدوث الصقيع.
    • استخدام أجهزة إنذار مبكر توضع في المناطق المنخفضة داخل المزرعة لتنبيه المزارعين بانخفاض الحرارة.
  3. استخدام الري بالرذاذ أو السطحي:

    • عند توقع الصقيع، يتم تشغيل الري بالرذاذ عند انخفاض الحرارة إلى 5 درجات مئوية، ويستمر دون توقف حتى تنتهي موجة الصقيع.
  4. استخدام وسائل تدفئة الأشجار:

    • تشغيل الكشافات الحرارية أو السخانات الكهربائية (بشرط أن تكون آمنة بيئيًا).
    • استخدام الضباب الصناعي والتدخين في المزرعة لتقليل فقدان الحرارة.
  5. تغطية الأشجار الصغيرة:

    • يُفضل تغطية الأشجار الصغيرة بالأكياب أو جريد النخل خلال أول عامين من عمرها.
    • استخدام الشبك الأبيض (السيران) يقلل من الأضرار لكنه ليس حلًا نهائيًا.
  6. تدفئة الجذور:

    • وضع طبقات سميكة من نشارة الخشب والقش حول جذوع الأشجار لحمايتها من البرودة.
    • تكويم التربة حول قاعدة الأشجار لعزل الجذور عن درجات الحرارة المنخفضة.
  7. استخدام بعض المركبات الحامية:

    • التعفير بالكبريت الميكروني لحماية الأوراق.
    • رش الأشجار بسليكات البوتاسيوم أو الألمنيوم لزيادة تحمل الصقيع.
  8. التعامل مع الأشجار المتضررة بعد الصقيع:

    • عدم تقليم الفروع المتضررة فورًا، بل يُؤجَّل التقليم حتى بداية الربيع.
    • تأخير التسميد حتى بدء نمو البراعم الجديدة.
  9. اختيار موقع الزراعة المناسب:

    • تجنب زراعة المانجو في المناطق المنخفضة، واختيار مناطق مرتفعة لتجنب تجمع الهواء البارد.
    • زراعة مصدات رياح حول المزرعة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى