تحقيقات

حقيقة حقن الثروة الداجنة بـ”حبوب منع الحمل”

الفلاح اليوم ـ فريق التحرير انتشرت الأقاويل عن الثروة الداجنة في مصر حول حقنها بحبوب منع الحمل، وأن هذا هو السبب وراء انتفاخ وضخامة بعضها، الأمر أثار كثيرا من الشكوك لدرجة وصلت بالبعض إلى مقاطعة “الدجاج الضخم” دون التأكد من صحة ما يشاع.. السطور التالية تجيب عن تساؤلات كثيرة حول صحة حقن الثروة الداجنة بـ”حبوب منع الحمل” أم لا.

الثروة الداجنة

غير منطقي
قال الدكتور توفيق شلبي، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة سابقًا، إن “دجاج المزارع ” ينمو بطريقة طبيعية تماما خالية من الحقن وغيرها، لافتًا إلى أن ما يتردد من شائعات حول حقن الدواجن ليس له أساس من الصحة وغير مقبول منطقيا.

وأوضح “شلبي”، أن دواجن المزارع عبارة عن تركيبة من سلالات وراثية تمتاز بسرعة النمو خلال 43 يوما دون اللجوء إلى طرق غير مشروعة، مشيرًا إلى أن لها نوعيات معينة من الأطعمة عالية البروتين كالحبوب وفول الصويـا لتكسبها الوزن اللازم بسرعة، مؤكدا أنها آمنة تماما ولا تسبب أي مخاطر على صحة الإنسان.

شائعات مغرضة
من جانبه، قال الدكتور محمد حسين عواض، أستاذ أمراض الدواجن بطب بيطري جامعة القاهرة سابقًا، إن ما يتردد حول حقن دجاج المزارع بحبوب منع الحمل ليس له أساس علمي ولا منطقي ويعد في قائمة الشائعات المغرضة ضد مصلحة الشعب والأمن القومي.

وأوضح “عواض”، أن علماء الوراثة منذ 20 عاما أنتجوا سلالات ذات صفات وراثية سريعة النمو تنمو خلال 32 يوما لتصل لوزن 2 كيلوجرام لتغطية الكمية المطلوبة للشعب في وقت قياسي، خاصة أننا شعب مستهلك للدواجن أكثر من اللحوم في ظل ارتفاع أسعارها لأكثر من 100 جنيه.

وأضاف أن الهرمونات محظور استعمالها في الطيور والحيوانات في مصر على عكس الدول الأوروبية تستخدمها بكثرة بحقنها تحت الجلد للتتضخيم من حجمها، مشيرًا إلى أن حبوب منع الحمل لا تذوب في المياه وثمنها يعادل ثمن دجاجة.

وشدد على ضرورة تحري الدقة قبل إطلاق الشائعات التي تهدد من أمن الشعب كحديث نائبة البرلمان “عن وجود حالات من الدجاج تم حقنها بالفورمالين”، ساخرا من هذ الكلام لتهويله، وأكد أنه إذا تم حقن الدجاج بالفورمالين سيموت في الحال.

وأشار إلى أن اللون الأزرق أو الوردي تحت “أجنحة ورقاب” الدجاج يعود إلى حقن “اللقاح” لتحصين الدجاج ضد أي أمراض واعتمدته منظمة الصحة العالمية وأكدت ضرورة تحصينهم الدوري.

“مفيش رقابة”
بينما نفى الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرف التجارية، الشائعات التي تتردد حول حقن الدجاج بالمواد المسرطنة أو حقنه بحبوب منع الحمل، كما أثارته النائبة منى منير في مجلس النواب، لافتًا إلى أن ثمة خللا حقيقيا آخر تعاني منه الثروة الداجنة بمصر فيما يخص “التحصينات”.

وأوضح السيد، أنه يتم حقنها بـ”البكسينات” (المضادات الحيوية) ضد الأمراض الوبائية دون خضوعها لبرنامج طبي تحت إشراف البيطريين وبنسب محددة من قبل وزارة الصحة!

وأوضح أن الأضرار قد تلحق بالإنسان في حالة طرح الدجاج بالأسواق بعد حقنه بالمضادات مباشرة، حيث يظل أثر الحقن عالقا بجسم الدجاجة لمدة 5 أيام بعد الحقن، وإذا ما تم طرحها في الأسواق وذبحها خلال هذه الأيام الخمسة سيكون لها تأثير سلبي على المستهلك، فعلى المدى الطويل ومع تكرار الواقعة يترسب المضاد الحيوي في جسم الإنسان ويصيبه بالضرر.

وأشار إلى أن الدجاجة يتم حقنها في اليوم 28 من عمرها، ومحظور تحصينها بعد هذا العمر، مشددًا على دور الرقابة البيطرية على المربين وتجار الدواجن في مراقبة ما يطرح بالأسواق لصحة وسلامة المستهلك.

وأكد أن 99% من المربين يطعمون الدجاج بـ”الأورجانيك” الخالي من أي إضافات تضر بصحة الإنسان.

خال من الدهون
في السياق ذاته، قال الدكتور مجدي نزيه، خبير التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، إنه لا توجد دلائل واضحة فيما يخص حقن دجاج المزارع لزيادة أوزانها، لافتًا إلى أن إعطاء الدجاج العقاقير البيطرية قد يشكل خطرا على صحة الإنسان في حالة طرحها للبيع في الأسواق في اليوم التالي من الحقن دون التخلص من جرعة العقاقير التي تظل عالقة بها لأيام معدودة.

وأوضح “نزيه”، أنه لابد من اتخاذ أسلوب الحيطة والحذر إلى أن يتم التوصل لإثباتات تؤكد صحة هذا الكلام، وذلـك عن طريق إزالة الطبقة الجلدية والدهنية العالقة بها قبل طهيها، والتي تتركز فيها الهرمونات في حالة حقنها، والتخلص من بعض العادات الخاطئة “كمصمصة العظم”، مشيرًا إلى أن نخاع العظم تتركز فيه أي مواد يتم حقنها.

وأكد أن الدجاج المخلي “البانيه” من العظم والجلد يمكن تناوله دون أي مخاوف تلحق الضرر بصحة الإنسان.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى