“تكيس العذوق”.. سر التمر النظيف والناضج في مواجهة حرارة الشمس وهجوم الحشرات

كتب: د.عبدالرحمن متولي تُعد عملية “تكيس العذوق” أو ما يُعرف بـ”تكييس العراجين” من أهم خطوات العناية بثمار النخيل، إذ تعتمد على تغطية العذوق بأكياس مخصصة من مواد مثل الخيش أو القماش أو الشبك أو البلاستيك المثقب، ويتم ذلك غالبًا بعد التلقيح أو عند بداية عقد الثمار، بهدف حماية المحصول وتحسين جودته.

فوائد متعددة للتكييس

تؤدي هذه العملية دورًا مهمًا في الحفاظ على التمر من الحشرات والطيور، حيث تمنع وصول العصافير والغربان وغيرها من الطيور التي قد تلحق أضرارًا بالثمار، كما تسهم في تقليل الإصابة بآفات مثل دودة التمر.

ويحمي التكييس الثمار من التساقط، إذ تبقى محفوظة داخل الكيس في حال انفصالها عن العذق، خاصة في مرحلة الرطب، مما يقلل من فقد المحصول واتساخه، ويوفر في تكاليف المعاملات بعد الحصاد.

كما يسهم التكييس في الحفاظ على نظافة التمر وجودته، من خلال منع دخول الغبار والرمال ومخلفات الطيور، مما يتيح إنتاج تمر نظيف وجاهز للتعبئة والتسويق.

وتؤكد التجارب الميدانية أن هذه العملية تحمي الثمار من أشعة الشمس المباشرة، لا سيما في الأصناف الحساسة مثل “البرحي” و”السيوي”، حيث تساعد في تخفيف درجة الحرارة وتقليل التشقق أو الاسوداد.

ومن بين الفوائد الأخرى، أن التمر داخل الكيس ينضج بشكل موحد ويحافظ على رطوبته، ما يسهل عملية الجمع لاحقًا، حيث يُقطع الكيس ويُنزل مباشرة وهو يحتوي على الثمار جاهزة.

التوقيت الأمثل ونوعية الأكياس

يُفضل إجراء التكييس بعد مرور 3 إلى 5 أسابيع من التلقيح، وتحديدًا مع بدء تحجيم الثمار، على أن يتم التبكير قدر الإمكان لتفادي صعوبة تغطية الثمار الكبيرة.

أما نوعية الأكياس المستخدمة، فتختلف باختلاف البيئة واحتياجات المزارع. فهناك من يفضل الخيش الطبيعي لما يوفره من تهوية وحماية من الحرارة، فيما يُعد الشبك الأبيض أو الأخضر خيارًا خفيفًا وسهل الاستخدام. كما يمكن استخدام النايلون المثقب، بشرط توفير تهوية مناسبة. وفي مناطق مثل الوادي الجديد، يميل المزارعون إلى استخدام الخيش نظرًا لقدراته على الحماية من الغبار ودرجات الحرارة العالية.

وأخيراً، تمثل عملية تكيس العذوق خطوة بسيطة لكنها مؤثرة في ضمان جودة وسلامة التمور، وهي تجسيد عملي لمفهوم الزراعة الذكية التي توازن بين الإنتاجية العالية والحفاظ على البيئة.

*المادة العلمية: رئيس قسم بحوث الوقاية والأمراض بالمعمل المركزي لبحوث النخيل بمركز البحوث الزراعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.