تعزيز الوعي الاجتماعي وتحقيق التغيير الإيجابي لبناء مجتمع قوي
بقلم: د.شكرية المراكشي
هل سبق لك أن شعرت بأن الحياة اليومية تبدو كمغامرة مملة مليئة بالضغوط والتحديات؟ هل لاحظت أحيانا أن الضوضاء والتلوث ليسوا الأعداء الوحيدين، بل هناك “وباء” آخر يهدد حياتنا وصحتنا؟
اليوم، سنتحدث عن زمننا الحالي، حيث تتفشى الضغوط بمختلف أشكالها وألوانها، مهددة بأن تحول حياتنا إلى كارثة اجتماعية. في حوارنا الساخن، سنكتشف أعمق الجذور لهذه الظاهرة ونبحث عن سبل محتملة لمواجهتها والتغلب عليها. دعونا نستعد لاكتشاف الحقائق وراء الوضع الراهن ونبحث عن طرق لاستعادة السمات الإيجابية لشخصية مجتمعنا.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
ضغوط .. ضغوط ..توتر ….إرهاق….ازدحام.. ضوضاء وتلوث سمعى ….حساسية مفرطة لكل كلمة غضب وسرعة اهتياج …انعدام للصبر…عجز عن التسامح….تبديد للطاقة .. غلاء.. بطالة…تدنى مستوى الدخل بما يهدد الحاجات الاساسية لحياة الانسان.
اجراس الخطرتدق … الناس تلهث مثل سيارات قديمة تجرى بأقصى سرعة وبدون فرامل..!
أصبحت الضغوط بكثرتها وتنوعها وباءً حقيقيا.. أشد خطورة على حياتنا وصحتنا من أى وباء آخر عرفناه أو قرأنا عنه.
الضغوط والتحديات التي وصفتها تعتبر جزءاً من الواقع اليومي للكثيرين، وتؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية وجودة الحياة بشكل عام. من المهم جداً التحدث عن هذا الموضوع وتبادل الأفكار حول كيفية التعامل معه.
تكثر الضغوطات والمشاكل في الحياة اليومية، وهذا يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق لدى الأفراد. من المهم أن نبحث عن سبل للتعامل مع هذه الضغوطات بشكل صحيح، سواء كان ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية، أو التأمل، أو حتى البساطة في الحياة اليومية. الدعم الاجتماعي والتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء يكون له تأثير إيجابي كبير على تخفيف الضغوطات.
كما يجب أن نسعى لتطوير مهارات الاستجابة الإيجابية للضغوطات، مثل تعلم كيفية إدارة الوقت وتحديد الأولويات، وتطوير مهارات الاتصال والتواصل الفعّالة، وكذلك تعزيز القدرة على التفكير الإيجابي والمرونة في مواجهة التحديات.
بالنسبة للمجتمعات، فإن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تزيد من مستويات الضغط والتوتر. لذا، يجب على الحكومات والمؤسسات الاجتماعية العمل على توفير بيئة مشجعة للنمو الشخصي والمهني، وتقديم الدعم اللازم للفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي توعية الناس بأهمية الصحة النفسية والعناية بها، وتشجيعهم على طلب المساعدة عند الحاجة. التعليم والتوعية بشأن كيفية التعامل مع الضغوطات والتحديات يؤدي دورا كبيرا في تقليل الآثار السلبية لهذه الظروف على الفرد والمجتمع بشكل عام.
إفراط فى الانفعال.. حتى بلغت “العصبية” وسرعة الاستثارة مستوى الأوبئة في الانتشار ..!
الإفراط في الانفعال والعصبية له آثار سلبية كبيرة على الفرد والمجتمع بأسره. على المستوى الفردي، يؤدي الانفعال الزائد إلى اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة، وزيادة مستويات التوتر والقلق، وتدهور العلاقات الشخصية والاجتماعية. بينما على المستوى الاجتماعي يؤدي الانفعال الزائد إلى زيادة النزاعات والاحتكاكات بين الأفراد والمجتمعات، وتفاقم المشكلات الاجتماعية.
بالنسبة لمقارنة العصبية بالأوبئة في الانتشار، فهذا يعكس تأثير السلوك السلبي والانتشار السريع للانفعالات السلبية على المجتمع بشكل عام. مثلما تنتشر الأمراض المعدية بين الأفراد، يمكن للعصبية وسرعة الاستثارة أن تنتشر بين الأفراد وتؤثر على العلاقات والتفاعلات الاجتماعية بشكل سلبي.
من المهم التعامل بحكمة مع الانفعالات والعصبية، وتطوير مهارات إدارة العواطف والتفكير الهادئ قدر الإمكان. يمكن ذلك من خلال ممارسة التأمل والاسترخاء، وتعلم تقنيات التنفس العميق، والبحث عن الدعم الاجتماعي والنصائح من المحترفين عند الحاجة. كما ينبغي على المجتمعات العمل على تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح، وتشجيع الحوار المفتوح والبناء للتفاهم المتبادل وتقبل الاختلافات.
لم تؤدي وسائل الاعلام دورا ايجابيا فى علاج وباء الضغوط بل على العكس شاركت فى تأزيم الوضع واثارة وتأجيج نيران الرغبات والتطلعات والغرائز، وادى ذلك بالطبع الى مزيد من الصراعات التى شكلت الوانا جديدة من الضغوط. وكان حصاد تلك الضغوط تفشى وانتشار الاضطرابات النفسية والسلوكية المختلفة مثل الاكتئاب والقلق .. وغيرها والاضطرابات السلوكية والادمان والانحرافات الجنسية.
تحديد دور وسائل الإعلام في التعامل مع مشكلة الضغوط والتوتر أمر مهم جدا. على الرغم من أن الإعلام لديه دور كبير في نقل المعلومات وتوعية الجمهور، إلا أن استخدامه بشكل غير مسؤول يزيد من مستويات الضغط والتوتر بدلا من تخفيفها.
تساهم بعض وسائل الإعلام في زيادة الضغوط عن طريق تضخيم المشاكل وتشويه الحقائق، أو من خلال تقديم محتوى يثير القلق والخوف بدلا من تقديم حلول ومساعدة في التعامل مع التحديات. كما تستخدم وسائل الإعلام الصور والمشاهد التي تثير العواطف بشكل غير مسؤول، مما يزيد من مستويات العصبية والقلق لدى الجمهور.
لكن على الجانب الآخر، يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دوراً إيجابياً في توعية الناس بأساليب إدارة الضغوط وتعزيز الصحة النفسية، وذلك من خلال عرض محتوى تثقيفي وتوجيهي حول أهمية الرفاهية النفسية وكيفية التعامل مع التحديات اليومية بشكل صحيح. كما يمكن لوسائل الإعلام أن تبرز قصص نجاح الأفراد الذين تغلبوا على الضغوطات بطرق إيجابية، مما يلهم ويحفز الجمهور.
بالتالي، يجب على وسائل الإعلام أن تكون مسؤولة على الطريقة التي تعرض بها المشاكل والتحديات الاجتماعية، وأن تسعى لتوجيه وتثقيف الجمهور بشكل يعزز الصحة النفسية والعافية العامة.
تزايدت أمراض العصر.. وعلى رأسها أمراض القلب والشرايين والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم وانخفاض معدلات الشفاء والتحسن بشكل عام ..ولا ننسى بالطبع .. مظاهر عدم التوافق والاغتراب والعنف والعدوانية.
تزايد أمراض العصر، مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك نمط الحياة الغير صحي وزيادة مستويات الضغط والتوتر النفسي. يعتبر التوتر والضغط النفسي عاملا مهما في تفاقم الأمراض القلبية، حيث يؤثر سلبا على القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم التوافق والاغتراب الاجتماعي يزيد من مستويات الضغط والتوتر النفسي لدى الأفراد، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. العنف والعدوانية أيضا يساهم في تفاقم المشاكل الصحية، لأنها تؤثر على الحالة النفسية وتزيد من مستويات التوتر والقلق.
للتغلب على هذه المشكلات، يجب التركيز على تبني نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الغذاء المتوازن، والحفاظ على وزن صحي، والتحكم في مستويات الضغط والتوتر النفسي. كما يجب تعزيز العلاقات الاجتماعية الداعمة وتعزيز الاستقرار النفسي والعاطفي للأفراد، والعمل على تقليل العنف والعدوانية في المجتمع بشكل عام.
على مستوى الاسرة زادت الانانية والانكفاء على الذات .. وتفشى الابتزاز والاستغلال وفقدان صلة الرحم بمعانى الرحمة والحب والايثار بين اقرب الاقارب، ليحل محلها الرغبة فى التملك والاستحواذ، واللعب على غرس الشعور بالذنب والخوف من النبذ او فقدان الحب واستخدامها للضغط والحصول على المزيد ..
تتحدث عن تحولات خطيرة في الديناميكية الأسرية، وهي تحولات تشكل تحديا كبيرا للعلاقات الأسرية والمجتمع بشكل عام. زيادة الانانية والانكفاء على الذات يؤثر سلبا على التواصل والتعاون داخل الأسرة، مما يؤدي إلى انعدام الرحمة والحب والايثار بين أفراد الأسرة.
تفشي الابتزاز والاستغلال يؤدي إلى انهيار الثقة بين أفراد الأسرة، ويخلق بيئة سامة للعيش والنمو. فقدان صلة الرحم والتباعد العاطفي بين أفراد الأسرة يسبب شعورا بالعزلة والضياع، ويؤثر على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد.
يجب على الأسرة أن تعمل على تعزيز القيم الأسرية الصحيحة، مثل الاحترام والتعاون والتضامن، وتعزيز العلاقات العائلية القوية والمتينة. ينبغي التركيز على بناء الثقة وتعزيز التواصل الصحي بين أفراد الأسرة، وتعزيز القيم الإيجابية مثل الحب والاحترام والتضامن.
كما يجب على الأفراد داخل الأسرة أن يكونوا مدركين لأهمية التواصل الفعّال وفتح النقاش حول المشكلات والتحديات التي تواجههم، بدلا من استخدام الابتزاز والاستغلال كوسيلة للتحكم والسيطرة. من الضروري أيضًا تعزيز الصلة العائلية والترابط بين أفراد الأسرة، وتعزيز العلاقات الإيجابية والداعمة بينهم.
كثرت مشاكل الحماوات وزوجات الابناء، وزيادة حالات الطلاق والبرود العاطفى والضعف الجنسى والخيانة الزوجية.. وغيرها.
يلاحظ ان القائم بالابتزاز – ويكون احيانا الام او الاب او الابن او احد الزوجين – يسرف فى المطالب والضغط حتى تستسلم الضحية وهى تشعر بالذنب نتيجة براعة المبتز فى تغليف استغلاله وابتزازه فى قالب من الحب الزائف والتهديد بحرمان الضحية من ذلك الحب .. واصبح من الصعب التفاهم وحل المشكلات، مما ادى الى جروح عميقة تنزف بلا توقف وخلافات عائلية معلنة او خفية ولكنها فى النهاية صدوع وشروخ هائلة فى بناء الاسرة تهدر طاقات ابنائها.
هذه التحولات في ديناميكية الأسرة تعكس تحديات كبيرة تواجه العديد من الأسر في العصر الحالي. زيادة مشاكل الحماوات وزوجات الأبناء، وتزايد حالات الطلاق والبرود العاطفي والضعف الجنسي والخيانة الزوجية، كلها تظهر صورة مأساوية لتدهور صحة العلاقات الأسرية.
الابتزاز العاطفي داخل الأسرة له تأثيرات كارثية على الأفراد، حيث يؤدي إلى انهيار الثقة بين الأفراد وتفكك العلاقات الأسرية. الاستخدام المفرط للحب الزائف والتهديدات بفقدانه، يخلق بيئة سامة للعيش ويؤدي إلى إحساس الضحية بالذنب والعزلة والانعزال.
لحل هذه المشكلات، يجب على الأسرة العمل على تعزيز التواصل الصحي والفعّال، وفتح قنوات الحوار لحل المشكلات بشكل بناء وهادئ. يجب أن يكون هناك فضاء آمن للتعبير عن المشاعر والاحتياجات، دون اللجوء إلى الابتزاز أو التهديدات.
كما يجب على الأفراد داخل الأسرة أن يتعلموا كيفية التعبير عن الحب والاحترام بشكل صحيح، دون اللجوء إلى الابتزاز أو الضغط العاطفي. يجب أن يكون هناك فهم متبادل واحترام لحقوق الآخرين داخل الأسرة، والعمل على بناء علاقات أسرية قوية ومتينة تساهم في الاستقرار والسعادة العائلية.
طوفان من الضغوط .. وكارثة حقيقية تستحق إعلان حالة التعبئة العامة.. ونشر الوعى.. والتسلح لمواجهتها قبل أن تقضى على الأخضر واليابس.
إذا كان هناك طوفان من الضغوط يهدد بتدمير الأخضر واليابس، فإنه بالتأكيد يتطلب استجابة سريعة وفعّالة من الجميع. إعلان حالة التعبئة العامة قد يكون خطوة ضرورية للتصدي لهذه الكارثة الحقيقية.
من المهم جدا نشر الوعي بأهمية التعامل مع الضغوط بشكل صحيح وفعال. يجب على الناس أن يتعلموا كيفية التعرف على علامات التوتر والتوجه نحو استراتيجيات التحكم فيها.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الحكومات والمؤسسات الاجتماعية أن تتخذ إجراءات لمواجهة هذه الضغوط، بما في ذلك تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد والعائلات المتأثرة، وتوفير برامج توعية وتثقيف حول كيفية التعامل مع الضغوط بشكل صحيح.
كما يجب تشجيع التضامن والتعاون المجتمعي في مواجهة الضغوط، وتعزيز العلاقات الاجتماعية الداعمة التي تساعد الأفراد على التكيف مع التحديات بشكل أفضل.
باختصار، يتطلب التعامل مع طوفان الضغوط جهودا مشتركة من الجميع، سواء كانت على المستوى الفردي، أو المجتمعي، أو الحكومي، لضمان الاستجابة الفعّالة والمستدامة لهذه الكارثة الحقيقية.
اصبح استمرار طوفان الضغوط وباءا ينذر بتغيير وتدهور طباع وسمات الشخصية المصرية.
فالشخصية المصرية التى اثبتت عدة دراسات علمية لعلماء نفس واجتماع ومفكرين ومستشرقين انها تتميز بسمات: الصبر وطول البال، الطيبة والوداعة، الميل الى الاستقرار، التسامح، الرضاء، الذكاء, المرح وروح السخرية والدعابة، الالفة والود.
أغلب تلك السمات تغيرت بدرجات مختلفة تحت تأثير الضغوط المتراكمة والهموم الثقيلة.
فعلا، أن الضغوط المتراكمة والهموم الثقيلة تؤثر على سمات وطباع الشخصية بشكل كبير، و يتغير الناس تحت ضغط الظروف الصعبة. ولكن على الجانب الآخر، يظل لدى الكثيرين من الأشخاص جوهرهم الأصلي وسمات شخصيتهم القوية تحت هذه الظروف، وهذا يكون مصدرا للأمل.
الشخصية المصرية تاريخيا تتميز بالصبر والطيبة والتسامح والرضاء، وهذه السمات لا تزال جزءا من الهوية المصرية بالتأكيد. ومع ذلك، يواجه الناس تحديات في الحفاظ على هذه السمات في ظل الظروف الصعبة والضغوط الحالية.
لذا، من المهم تشجيع الأفراد على البحث عن طرق صحيحة للتعامل مع الضغوط والهموم، وتعزيز الصحة النفسية والعاطفية، وتشجيع الأخلاقيات الإيجابية مثل الصبر والتسامح والرضاء. كما تلعب الأسرة والمجتمع دورا هاما في دعم الأفراد وتشجيعهم على الحفاظ على سمات شخصيتهم القوية في مواجهة التحديات.
تشجيع الأفراد على البحث عن طرق صحيحة للتعامل مع الضغوط والهموم يتم من خلال تقديم الدعم النفسي والعاطفي، وتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية. هذا يتضمن تشجيع التغذية السليمة، والنوم الكافي، والتوعية والتثقيف.
تعزيز الصحة النفسية والعاطفية يتم من خلال البحث عن هوايات وأنشطة تساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج، مثل الموسيقى، والفنون، والقراءة، والتدريب على تقنيات التأمل. كما يمكن اللجوء إلى الدعم النفسي المهني عند الحاجة، مثل الاستشارة النفسية أو العلاج النفسي.
تشجيع الأخلاقيات الإيجابية مثل الصبر والتسامح والرضاء يتم من خلال تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع والأسرة، وتوفير الأنماط الإيجابية للتصرف والتفكيرو تحقيق ذلك يتم من خلال التعليم والتثقيف، والمثالية بالسلوك الإيجابي، وتشجيع العمل الجماعي والتعاون.
دور الأسرة والمجتمع في دعم الأفراد وتشجيعهم على الحفاظ على سمات شخصيتهم القوية يتضمن توفير الدعم العاطفي والمعنوي، وتشجيع الانخراط في أنشطة اجتماعية وثقافية إيجابية، وتعزيز العلاقات القوية والداعمة بين الأفراد. توفير بيئة داعمة يساهم في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الصحة النفسية والعاطفية.
اعتقد ان اسوأ اضرار تلك الضغوط والازمات المتكررة .. هو التسبب فى حالة من العجز أو تدهور القدرة على حل المشكلات نتيجة الحالة الانفعالية المتدنية للفرد وانغماسه فى دوامة من الانفعالات التى تنحدر حتى تصل الى درجة الاكتئاب واليأس وان كل مرحلة من المشاعر والانفعالات السلبية ينتج عنها حلول خاطئة للمشكلات مما يؤدى بالتالى الى تعثر الوصول الى حلول مناسبة وظهور مشكلات ثانوية جديدة .. مما يسبب بدوره انفعالات اسوأ ثم مشاكل اصعب، فحلول اسوأ وهكذا .. دائرة مغلقة تتدرج فى الهبوط والانحدار ، ويصاحبها تشوش وصعوبة التفكير وتدهور متزايد فى حل المشكلات.
الضغوط والأزمات المتكررة تؤثر بشكل كبير على القدرة على حل المشكلات والتفكير الهادئ والمنطقي. عندما يتعرض الفرد لضغوط متكررة، يصبح من الصعب عليه التحكم في حالته العاطفية والانفعالية، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الانفعالات والقدرة على اتخاذ قرارات منطقية.
هذا التدهور في القدرة على حل المشكلات والتفكير الواضح يمكن أن يؤدي إلى انغماس الشخص في دوامة من الانفعالات السلبية، مثل الاكتئاب واليأس، والتي قد تجعله يتخذ قرارات خاطئة أو غير فعّالة لحل المشكلات. وبالتالي، يزيد ذلك من تعقيد المشكلات وتفاقمها، مما ينشئ دائرة مغلقة من الضغوط والمشاكل.
لكن هناك طرق تساعد في كسر هذه الدائرة المفرغة. يجب على الفرد أن يبدأ بتوجيه اهتمامه نحو الصحة النفسية والعاطفية، والبحث عن طرق للتأقلم مع الضغوط بشكل أفضل، ، وبتفكير إيجابي.والتوجه إلى الأشخاص المحبين والداعمين للحصول على الدعم العاطفي. وأيضا تعلم استراتيجيات فعّالة لحل المشكلات، مثل تقديم خطوات محددة وواقعية لحل المشكلات وتحقيق الأهداف.
الهدف هو كسر هذه الدائرة المفرغة من الضغوط والمشاكل، وتحفيز الفرد على التفكير بشكل أكثر وضوحًا ومنطقية، وتطبيق حلول فعالة ومناسبة للمشكلات المواجهة.
التمركز حول الذات الذى يمنع الفرد من فهم الاخر أو حتى الاستماع اليه، وعدم اعطاء وجهة النظر الاخرى أى اعتبار وهو اضطراب يصيب النمو المعرفى والاجتماعى، وهذه الظاهرة نلاحظها فى مناقشاتنا، حيث نلاحظ عدم الاستماع للاخر وضعف القدرة على تفهم وجهات النظر المختلفة واحترام اصحابها وعاداتهم وانماط سلوكهم.
التمركز حول الذات يؤثر سلبا على القدرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل الفعّال مع الآخرين. عندما يكون الفرد مركزا حول نفسه بشكل زائد، فإنه قد يكون أقل استعدادا للاستماع إلى وجهات نظر الآخرين وفهمها، مما يؤدي إلى انعزاله عن المجتمع وفقدان التواصل الفعّال.
هذا الانغماس في الذات ينشأ من عدة عوامل، مثل الانفصال الاجتماعي، أو الخوف من الرفض أو الانتقاد، أو الانغماس الزائد في النجاح الشخصي أو المظهر الخارجي. وعندما يكون الفرد مركزًا حول ذاته بشكل زائد، فإنه يصبح أقل قدرة على التفاعل الاجتماعي بشكل صحيح وفعّال.
للتغلب على هذا التمركز حول الذات، يمكن للفرد أن يبدأ بتوجيه اهتمامه نحو الآخرين، ومحاولة فهم وجهات نظرهم واحترامها، والاستماع إليهم بشكل فعّال. يمكن أيضًا البحث عن فرص للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية، والتعرف على أشخاص جدد وتوسيع دائرة التواصل والتفاعل.
التواصل الفعّال والتفاعل الاجتماعي الصحيح يساعد في تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل بين الأفراد، مما يساهم في خلق بيئة أكثر تعاونًا وتضامنًا في المجتمع.
الاخطاء فى التفكير .. كالخطأ فى التفسير وعدم توافر المعلومات، والافراط فى التعميم الذى يعكس السطحية وضعف التمييز والتعصب حيث يرى الفرد ان الكل لصوص أوجميع النساء خائنات وكل الرجال منافقين .. الخ.
الأخطاء في التفكير، مثل الخطأ في التفسير والتعميم الزائد، تؤثر على الحكم والتصرفات بشكل سلبي. عندما يقع الفرد في هذه الأخطاء، فإنه يفقد القدرة على التمييز والتفكير النقدي، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة والانزلاق إلى الأفكار المتطرفة.
التفسير الخاطئ للأحداث أو السلوكيات يؤدي إلى فهم مغلوط وتقديم حكم خاطئ. بالإضافة إلى ذلك، الافراط في التعميم يؤدي إلى تشويه الحقائق وإظهار الأمور بشكل مبالغ فيه، مما يؤدي إلى انحياز وتعصب في التفكير.
لتجنب هذه الأخطاء في التفكير، يجب على الفرد أن يكون حذرًا ومتنبهًا للتفسيرات السطحية والتعميمات الزائدة. يجب أن يسعى إلى جمع المعلومات الكافية قبل اتخاذ القرارات والحكم، وأن يحاول فهم السياق الكامل للأحداث قبل إصدار الأحكام.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعليم والتثقيف أن يلعبا دورًا هامًا في تحسين مهارات التفكير والتمييز، وتعزيز التفكير النقدي والمنطقي. ويمكن أن تساعد التجارب والتعلم من الأخطاء السابقة في تحسين الوعي وتجنب تكرار الأخطاء في المستقبل.
قيام الفرد بالتركيز على جزء من التفاصيل السلبية وتجاهل السياق العام للموقف .. فهو ينتقى من الموقف لحظات عارضه ويركز عليها ويتجاهل الباقى .. والمثال على ذلك شخص يذهب الى حفل فيستقبله الجميع بصورة عادية ولكن احدهم يتجاهله او لم يحسن استقباله فتجده ينسى الجميع ويظل يفكر وهوغاضب فيمن تجاهله .. ثم يطلق حكما سلبيا على الحفل او على الحاضرين.
هذا النوع من التفكير يعرف بتضخيم السلبيات وتجاهل الإيجابيات، وهو يسمى أيضا “تفكير الفردية السلبية”. عندما يركز الفرد فقط على التفاصيل السلبية في موقف معين ويتجاهل السياق العام للموقف، فإنه يفقد الرؤية الشاملة ويخلق صورة مشوهة وغير دقيقة.
في المثال الذي ذكرته، الشخص الذي يركز فقط على الشخص الذي لم يحسن استقباله ويتجاهل استقبال الجميع الآخرين، ينسى السياق العام للحفل ويضع التركيز على الجانب السلبي فقط. هذا يمكن أن يؤدي إلى خلق مشاعر سلبية غير مبررة وتضخيم الأمور بشكل غير واقعي.
لتجاوز هذا النوع من التفكير، يجب على الفرد أن يتعلم كيفية رؤية الصورة الكاملة والنظر إلى الأمور بشكل أكثر توازنا وواقعية. من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في المواقف، وتقدير اللحظات الإيجابية والتعلم منها، بدلا من الانغماس في التفاصيل السلبية.
بالإضافة إلى ذلك، تطبيق تقنيات التفكير الإيجابي وتحسين الوعي الذاتي يساعد في تغيير نمط التفكير والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة.
المبالغة، والشك وسوء الظن وهى ايضا من اخطاء التفكير التى تصيب الكثيرين وتسبب لهم التعاسة وسوء التوافق.
المبالغة وسوء الظن والشك تكون أخطاء في التفكير تؤثر على العلاقات الشخصية والاجتماعية بشكل كبير. عندما يقوم الفرد بتضخيم الأمور أو الاحتمالات السلبية، فإنه ينشئ صورة مغلوطة ومبالغ فيها عن الواقع، مما يؤدي إلى إثارة المشاكل والتوترات بدون سبب واضح.
الشك وسوء الظن ينشأان عن عدم الثقة بالنفس أو الآخرين، أو عن تجارب سلبية سابقة تركت أثرها. وعندما يشك الشخص في نية الآخرين ويتوقع دائما السلبية، فإنه يفقد القدرة على بناء العلاقات القوية والثقة في الآخرين.
للتغلب على هذه الأخطاء في التفكير، يجب على الفرد أن يكون مدركًا لها وأن يحاول تصحيحها. و يتم ذلك من خلال ممارسة التفكير الإيجابي وتحديد الأفكار السلبية وإعادة توجيهها إلى أفكار إيجابية وبناءة. كما يساعد البحث عن الأدلة والمعلومات الكافية في تقليل الشك وسوء الظن، وتعزيز الثقة والتفاهم في العلاقات.
التوجه نحو الثقة والإيجابية في التفكير يعزز العلاقات الشخصية والاجتماعية، ويساهم في خلق بيئة تفاعلية وصحية للتواصل والتعاون.
انتشار التفكير الخرافى حتى بين الشخصيات المرموقة، فتجد منهم من يلجأ الى السحرة والمشعوذين والدجالين لاستشارته فى امور حياتهم، بل والاستعانة بهم فى حل مشاكلهم.
ان انتشار التفكير الخرافي يمثل ظاهرة اجتماعية تؤثر على مختلف الطبقات والفئات في المجتمع، بما في ذلك الشخصيات المرموقة. وهذا الانتشار نتيجة للعديد من العوامل، بما في ذلك الثقافة والتقاليد، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية، والحاجة إلى البحث عن حلول سريعة وسهلة للمشاكل الشخصية.
التفكير الخرافي يكون مغريا للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في حياتهم أو يعانون من مشاكل نفسية أو عاطفية.يجعل الأشخاص يلجأون إلى السحرة والمشعوذين في محاولة للحصول على الراحة النفسية أو الحلول لمشاكلهم، حتى لو كانت هذه الطرق غير علمية أو غير مثبتة علميا.
لمواجهة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي بأهمية التفكير العلمي والمنهجي، وتشجيع التحقق من الحقائق والمعلومات قبل اتخاذ أي قرار أو اتخاذ أي خطوة. و تقديم التثقيف والتوعية بأضرار التفكير الخرافي والبحث عن الحلول العلمية والمبتكرة لمشاكل الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، تعزيز التوجه نحو العلم والتحقق العلمي من خلال تعزيز التعليم والبحث العلمي في المجتمع، وتشجيع المناقشات العقلانية والمناقشات الحرة حول القضايا الهامة والحيوية.
عدم الموضوعية والتفكير العلمى، وعدم توافر المعلومات فى الكثير من المناقشات واستبدالها بمبالغات انفعالية وانطباعات عاطفية وكلمات رنانة أو قوالب ثابتة للتفكير مأخوذة من الاشعار القديمة التى تعالج مواقف مختلفة عن الحاضر . كل تلك الجوانب السلبية ادت الى المغايرة السلبية للاخرين والعزلة والتفكك الاجتماعى، وكانت بمثابة معاول هدم لكثير من خصال وسمات الشخصية المصرية.
هذه نقاط مهمة جدا. عدم الموضوعية والتفكير العلمي يؤديان إلى اتخاذ قرارات غير صائبة وتشكيل انطباعات خاطئة عن الأمور والأشخاص. عندما يتم استبدال المعلومات الدقيقة بالمبالغات الانفعالية والانطباعات العاطفية، فإنه يؤدي إلى فهم مغلوط وتشويه للحقائق.
تفتقر المناقشات التي تخلو من الموضوعية والتفكير العلمي إلى الحوار البناء والفعّال، مما يزيد من المغايرة السلبية والتفاوت في وجهات النظر. يؤدي هذا النوع من التفكير إلى التوترات الاجتماعية والعزلة وتفكك العلاقات الاجتماعية.
لتجاوز هذه الجوانب السلبية، يجب تعزيز الوعي بأهمية الاعتماد على الموضوعية والتفكير العلمي في صنع القرارات والتعامل مع المعلومات. ينبغي تشجيع النقاشات التي تقوم على الحقائق والأدلة، وتجنب الانطباعات العاطفية الزائدة والمبالغات غير المبررة.علاوة على ذلك، يجب تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح في المجتمع، والتشجيع على فتح النقاش والتعاون بين الأفراد، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر. من خلال تعزيز هذه القيم، يمكن بناء بيئة اجتماعية تتميز بالتفاعل الإيجابي والتواصل البناء.
تحولت انحرافات البعض نتيجة هذه الاجواء الى ضغوط اضافية، واشكال من العدوانية والقسوة غلفت معظم المعاملات فى ظل الفوضى والتساهل، حيث اختار البعض التوحد مع نماذج الفساد والثراء الطفيلي وتقليدها .. فانتشرت الفهلوة والتحايل لتحقيق الكسب السهل السريع.
هذه الظاهرة تعكس تحولات خطيرة في القيم والمبادئ التي تحكم التصرفات الإنسانية. عندما يُعمَّم الفساد ويصبح الثراء السريع والطفيلي مرغوبا، يزداد الضغط على الأفراد لمواكبة هذه الثقافة وتقليدها.
التوحد مع نماذج الفساد والثراء السريع يؤدي إلى تأكيد العدوانية والقسوة في المعاملات، ويخلق بيئة من الفوضى والتساهل حيث يكون الاحتيال والتحايل سبيلا مقبولا لتحقيق الأهداف المادية.
للتغلب على هذه الظاهرة، يتطلب الأمر تشجيع ثقافة النزاهة والمسؤولية، وتعزيز القيم الأخلاقية والأخلاقية في المجتمع. يجب تشجيع الشفافية والشجاعة في التصرف، وتعزيز ثقافة العدالة والمساواة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التوجه نحو العمل الشريف والإنجازات الحقيقية بدلاً من الكسب السهل والسريع. ينبغي تشجيع الأفراد على الاستثمار في التعليم والتطوير الشخصي، وتحقيق النجاح بطرق أخلاقية ومستدامة. من خلال هذه الجهود، يمكن تحقيق تغيير إيجابي في القيم والسلوكيات في المجتمع، وخلق بيئة أكثر استقرارًا وتطورًا.
ادت الفوضى وعدم محاسبة المتجاوزين والفاسدين الى تحول الفهلوة الى بلطجة سافرة معلنة .. ليزداد عدد الذين توحشوا واصابهم سعار النهم واكتناز الملايين.. واصبح المواطن العادى ابن الطبقة المتوسطة ضحية للمزيد العنف والعدوان والنصب والتحايل والبلطجة والغلاء المفتعل بألاعيب المضاربات والاحتكار والسوق السوداء وغيرها .. وبدت الصورة وكأننا فى حالة انهيار للتطبيع الاجتماعى الذى يتعلمه الفرد طوال عمره ليعيش فى الفة وود وتعاون مع باقى افراد المجتمع.
تلخيصٌ قاسي للواقع، فعلا. عدم محاسبة المتجاوزين والفاسدين يفتح الباب أمام المزيد من الفوضى وانتشار الجريمة والظلم في المجتمع. عندما يُشاهَد الأفراد أن الأفراد الفاسدين والمتجاوزين يفلتون دون عقاب، يتحولون إلى البلطجة والاستغلال في سعيهم لتحقيق المكاسب بأي وسيلة.
تأثير هذه الظاهرة يكون وخيما على الطبقات الأضعف في المجتمع، حيث يصبحون ضحايا للاستغلال والظلم بشكل متزايد. يتأثر المواطن العادي، خاصة من طبقة الوسط، بشكل كبير، حيث يجد نفسه محاطًا بالعنف والاحتيال والتضييق الاقتصادي.
لتجاوز هذه الأوضاع، يتطلب الأمر تفعيل دور القانون والعدالة، وتحسين أنظمة المحاسبة ومكافحة الفساد. يجب أن يكون هناك تعزيز لثقافة العدالة والشفافية، وتشجيع على الالتزام بالأخلاقيات والقيم الاجتماعية. علاوة على ذلك، ينبغي توفير فرص متساوية للجميع وتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة للحد من الفقر والتفاوت الاجتماعي.
من خلال تبني هذه الإجراءات، يمكن تحقيق تحول إيجابي نحو استعادة الثقة في الأنظمة والمؤسسات وإعادة بناء الثقة والتواصل السليم بين أفراد المجتمع.
تراجعت او اختفت قيم العمل والاتقان واصبحنا نسمع عبارات محزنة مثل: “اشتغل واتعب ليه .. كله محصل بعضه” …. وغيرها.
هذه العبارات علامات على تراجع القيم الاجتماعية والثقافية في المجتمع، مثل قيم العمل الجاد والاتقان والتفاني في العمل. عندما ينتشر الشعور بالإحباط وعدم الاكتراث للعمل الجاد، يؤثر ذلك سلبًا على الانتاجية والتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع.
تعزيز قيم العمل والاتقان يتطلب تحفيز الأفراد وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم بجهد واجتهاد، وتعزيز ثقافة العمل الجماعي والتعاون. و يساهم الاعتراف بالجهود المبذولة وتقديرها في تعزيز الحماس والاصرار على تحقيق الأهداف.
كما يلعب التعليم دورا هاما في نشر قيم العمل والاتقان، من خلال تعزيز ثقافة الجهد والتفاني في التحصيل العلمي والمهني، وتشجيع الطلاب والطلاب على السعي لتحقيق أفضل النتائج في مجالاتهم المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمجتمع بأسره أن يشجع على قيم العمل والاتقان، من خلال تكريم وتقدير الأفراد الذين يبرزون في أداء وأعمالهم، وتعزيز ثقافة التشجيع والاجتهاد في مواجهة التحديات والصعوبات.
لقد اكتسحت الضغوط الكثير من السمات الايجابية الجميلة فى الشخصية المصرية وعلى رأسها التسامح والرفق والصبر والطيبة والوداعة وروح النكتة والمرح وخفة الظل.. وتركت الشخصية المصرية واجمة مرتبكة مكتئبة ضعيفة الانتماء فاقدة للامان والطمأنينة .. تعانى ازمة الحصول على اساسيات ومطالب الحياة.
إنها صورة محزنة حقًا للوضع الذي يتسبب فيه تفاقم الضغوط والتحديات المختلفة في المجتمع. فعلى الرغم من أن الشخصية المصرية تميزت بسمات إيجابية عديدة مثل التسامح والصبر والطيبة، إلا أن الضغوط المتزايدة قد تسبب في تراجع هذه السمات وتشكيل صورة سلبية للشخصية.
يجب علينا كمجتمع أن نعمل معا على استعادة وتعزيز تلك السمات الإيجابية في الشخصية المصرية من خلال تعزيز ثقافة العمل الجماعي والتعاون، وتشجيع الحوار والتفاهم بين أفراد المجتمع. كما يساهم تعزيز الوعي النفسي والاجتماعي في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأفراد وتعزيز الاستقرار النفسي.
بالإضافة إلى ذلك، أن تقديم الدعم الاجتماعي والمساعدة لأولئك الذين يعانون من الضغوط المتزايدة يلعب دورًا هامًا في تخفيف الضغط وتعزيز الاستقرار النفسي. يجب أن نعمل معًا كمجتمع لخلق بيئة داعمة
ومشجعة لجميع أفراده، تسمح لهم بالتعافي والازدهار رغم التحديات التي تواجههم.
كما انتشرت – خاصة بين الشباب – حالة عامة من الكآبة والقلق والاحباط واليأس تعلن عن نفسها بعنف واستخدام الالفاظ الجارحة والتطرف والادمان واللامبالاة .
إن انتشار حالات الكآبة والقلق والاحباط واليأس بين الشباب يشكل تحديا كبيرا يتطلب اهتمامًا وتدخلا فوريا من المجتمع بأسره. وللعديد من العوامل دور في هذه الظاهرة، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وقلة فرص العمل، والمشاكل الأسرية، وضغوط الدراسة، والتوترات السياسية والاقتصادية.
للتعامل مع هذه الظاهرة، يجب على المجتمع توفير بيئة داعمة ومشجعة للشباب، تعزز من الوعي النفسي وتقوي العلاقات الاجتماعية الصحية. للمدارس والجامعات دورا هاما في توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، وتقديم الإرشاد والمساعدة للذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية.
علاوة على ذلك، تلعب وسائل الإعلام والمنظمات الشبابية دورا مهما في رفع الوعي حول مشكلة الكآبة والقلق والاحباط، وتوفير الموارد والمساعدة لأولئك الذين يحتاجون إليها. يجب أيضًا تشجيع الحوار المفتوح والصريح حول الصحة النفسية، وتخفيف الوصمة المرتبطة بها.
بالتعاون والتضامن، يمكننا تقديم الدعم اللازم للشباب ومساعدتهم على تخطي التحديات التي يواجهونها، وتعزيز صحتهم النفسية والعاطفية، وتحقيق الاستقرار والتطور في مجتمعنا.
التوتر اليومي الذي كاد أو بالفعل أن يصبح عادة، فقدان الأمن والأمان، التشتت والضياع، الأصول والثوابت، القِيَم والمحبة، التواجد والهجرة، الجنون والمجون، الشروخ التي بانت في ظهر البلد، والتجاعيد التي ظهرت على وجه الشباب، الفرحة والبهجة، التدني في الذوق ومحاولة التمسك بالرقي في المعاملة والفن، الفلوس وما جلبته من مصائب ومن غنائم، انعكاسات التغيرات في مظاهر الشوارع والنجوع والقرى، الأطباق الهوائية اللاقطة (الدِشَّات) وهوائيات التلفزيون، ماء الترعة وماء النهر.. ماء البحر. كل هذا وأكثر مما لا يتسع له المجال يشكل القاعدة الرئيسية لخارطة النفس في مصر.
وصف رائع وشامل لهذه النقاط! الوعي بمشكلة الكآبة والقلق والاحباط بين الشباب يعد خطوة هامة نحو التعامل معها بشكل فعّال. توفير بيئة داعمة ومشجعة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي يكون لهما تأثير كبير في تحسين حالة الشباب وتعزيز صحتهم النفسية والعاطفية.
إلى جانب ذلك، اؤكد ان للوسائل الإعلامية والمنظمات الشبابية تؤدي دورا هاما في رفع الوعي حول هذه المشكلة وتقديم المساعدة لأولئك الذين يحتاجون إليها. الحوار المفتوح والصريح حول الصحة النفسية يساهم في تقليل الوصمة المرتبطة بها ويجعل المساعدة والدعم أكثر قبولا وتوفرا.
بالتعاون والتضامن، يمكننا أن نبني مجتمعًا أكثر صحة نفسية وقوة، حيث يشعر الشباب بالدعم والتقدير والفرصة لتحقيق أقصى إمكاناتهم.
لكن .. لا يجب ان نصاب باليأس أو التشاؤم، لان رسوخ السمات الايجابية للشخصية المصرية عبر تاريخ طويل يترك لنا بصيصا من الأمل فى التعافى والشفاء.
بالطبع، ينبغي علينا دائما البحث عن الأمل والإيجابية حتى في أصعب الظروف. على الرغم من التحديات التي نواجهها، فإن تاريخ الشخصية المصرية يحمل العديد من القصص الإيجابية والنجاحات التي تعكس روح الصمود والتحدي التي تميز المجتمع.
رسوخ السمات الإيجابية في الشخصية المصرية عبر التاريخ يمثل دليلا قويا على قدرتنا على التعافي والشفاء من أي أزمة نواجهها. إن تعزيز هذه السمات مثل التسامح والصبر والعزم يساعدنا على التغلب على التحديات الحالية والبناء نحو مستقبل أفضل.
لذا، دعونا نستلهم الأمل من تاريخنا وثقافتنا، ولنعمل معًا بروح التضامن والتعاون لتحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعنا. من خلال التفاؤل والعمل الجاد، يمكننا بناء مستقبل أفضل للجميع.
نعم، بالتأكيد! العلم والتثقيف والبحث الاجتماعي والتعاون المجتمعي والأسري والسياسة الحكيمة يمكن أن تكون جميعها أدوات قوية في تحقيق التغيير الإيجابي وإعادة بناء الشخصية المصرية إلى سابق عهدها.
– من خلال العلم والتثقيف، يمكن تعزيز الوعي بمشكلات المجتمع وتقديم الحلول العلمية الفعالة لها.
– البحوث الاجتماعية تساهم في فهم أعمق للعوامل التي تؤثر على الشخصية المصرية وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.
– التعاون المجتمعي والأسري يعزز التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع ويساهم في بناء علاقات صحية ومتينة.
– السياسة الحكيمة توفر البيئة والمناخ المناسبين لتحقيق الازدهار والتطور الاقتصادي والاجتماعي.
عبر التعاون والجهود المشتركة، يمكننا بناء مجتمع أكثر صحة وازدهارا، واستعادة السمات الإيجابية للشخصية المصرية التي تميزت بها عبر التاريخ.
في نهاية حوارنا اليوم، ندرك أن التحديات التي نواجهها تتطلب جهودا مشتركة وتضامنية.
إن تحول الظروف الاجتماعية يتطلب تفكيرا مبتكرا وحلولا مبنية على الأدلة والعلم. لنتذكر دائما أن الأمل والإيجابية يمكن أن يكونا أقوى من أي ضغوط قد نواجهها. دعونا نعمل معا بروح التضامن والعمل الجاد لبناء مجتمع أكثر صحة وازدهارا.